التفاؤل
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل الصالح ،
والفأل الصالح : الكلمة الحسنة "
حديث صحيح
كما يقول الشاعر :
أحكم الناس في الحياة أناس عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى تزولا
واذا ما أظل رأسك همٌ قصر البحث فيه كيلا يطولا
أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلا
ما أجمل الحياة مع التفاؤل والشعور بالأمل فالتفاؤل فيه راحة القلب
وهدوء الأعصاب والجوارح
وهو شعبه من التوكل لأن من توكل على الله حق التوكل وفوض أمره كله لله عز وجل
بات متفائلاً لا يتشائم .
ولعله من المؤكد أن تكون قابلت تلك الشخصية المتشائمة التى تسبب لك الأحباط والقنوط
وتجعلك تصاب بالبؤس وقد تضطر أحياناً إلى البعد عنهم حتى لا يصيبك ما أصابهم .
وهم فى الحقيقة مساكين يعيشون طوال الوقت مع الهموم والألام .
لا يستبشرون بالخير ولا يتفاءلون بالسعادة .
والحقيقة إن التركيز دائماً على الجانب الإيجابى يجعل الإنسان يدركه ويلحق بركب الناجحين .
والأهم من هذا كله أن الطيرة والتشائم قد أوشكت ان تكون شركاً بالله عز وجل
إلا بالتوكل على الله كما جاء فى الحديث النبوى الشريف :
" الطيرة شرك ، الطيرة شرك ثلاثا ،
و ما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل "
الراوي :عبدالله بن مسعود رضى الله عنه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
ونجد أن هناك الكثيرين يتفائلون ويتشائمون بالعديد من الأمور وهو ما يخالف العقيدة بكل تأكيد
كمن يتشائم من رؤية قطة سوداء فى الصباح أو من سكب القهوة
أو يتفاءل بقطعة من الجلد حول معصمه أو رقبته " بما يعرف بالحظاظة "
وللأسف الشديد تنتشر هذه الخزعبلات والخرافات بين الشباب
وللأسف الأشد فى الطبقة المتعلمة منهم .
ترك العمل والكد والتوكل على الله واستند إلى قطعة جماد بحجة أنها تجلب الحظ
ونسى أن كل شئ بيد الله عز وجل .
وأتذكر هنا كلمة غاية فى التفاءل تصدر عن بسطاء الناس وأشدهم فقراً وبرغم ما يعانوه
من ضيق فى الرزق وصعوبة فى الحياة إلا إنهم يحمدون الله ويأملون فى الغد
ويتفاءلون ويقولون كلمة بسيطة تلخص القضية بالكامل
" محدش بينام من غير عشا "
فيا له من توكل ويا له من تفاؤل .
إن التفاؤل فى الحياة يساعدك على العيش سعيداً مبتهجاً بل ويتسرب هذا الشعور إلى من حولك .
تفائل عند مرضك بالشفاء من عند الله وستجد تحسناً بإذن الله .
و تفائل عند بحثك عن شريكة حياتك بأنك ستجد الطيبة التقية النقية
وستعثر عليها مهما فقدت الأمل .
و تفائل عندما تخسر أموالك فى تجارة وتأكد أنك بالحلال وبالعمل الجاد
وقبلهم قدرة الله سبحانه وتعالى تستطيع تحقيق ما خسرت .
و تفائل عندما تتدهور احوال الأمة الإسلامية وثق بأن النصر والتمكين قادم لا محالة .
و تفائل وثق بأن الجميع سيتأكد شرقاً و غرباً أن العزة كل العزة
فى العيش فى رحاب الشريعة الإسلامية السمحاء .
أقوال فى التفاؤل :-
من القرآن الكريم :
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
يوسف 87
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
الشرح 5 , 6
من السنة المطهرة :
( علموا و يسروا و لا تعسروا ، و بشروا و لا تنفروا ،
و إذا غضب أحدكم فليسكت )
الراوي :عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم : 1375
خلاصة حكم المحدث : صحيح
" أحد التابعين الصالحين وكان تاجراً في التمر،
كان يقول ( لو بعت تمراً في العراق لربحت ) أنكر عليه الناس
وقالوا أن في العراق التمر كثير جداً، ولديهم ماء الفرات، فهو يكفي العراق وغيرها.
لكن هذا الرجل كان تفاؤله أكبر فذهب بتمره إلى العراق،
ولما كان على أسوار بغداد إذا هي مقفلة، لأن فيها (الطاعون) فانتظر حتى خرج إليه رجل
فاشترى منه تمراً فشفي، فصاح بالناس فجاءوا واشتروا تمره كله "