أخلاقنا الإسلامية العظيمة
صلة الرحم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
زيادة المرء فى دنياه نقصان وفعله غير فعل الخير خسران
يا عامر لخراب الدار مجتهداً تالله ما لخراب الدنيا عمران
نعم العمر يمر سريعاً والخسارة كل الخسارة فى ضياع العمر
ما بين خصام وقطيعة وهجر الأهل والأرحام .
وقاطع الرحم يخسر مرتين مرة فى الدنيا لحرمانه من الدفء العائلى وتواجده بين أهله وعزوته
وهذه الخسارة يمكن تداركها وتحويلها إلى ربح كبير
بإعادة الصلات والتواصل مع الأهل والأقارب والأرحام .
وأما المرة الثانية التى يخسر فيها قاطع الرحم فهى خسارة الآخرة " عفانا وعفاكم الله "
وهذه الخسارة لا يمكن تداركها ولا نستطيع تحقيق الربح فيها دون توبة أوإنابة قبل الموت .
والحقيقة إننى أتعجب كل العجب من قاطع الرحم
الذى ينسى أهله وعشيرته ويهجرهم ولا يحن إليهم ؟؟؟
وكيف يطيعه قلبه أن يقاطع من تجرى دماؤهم فى عروقه ؟؟؟
وعندما نبحث فى اهم اسباب القطيعة نجدها منحصرة ما بين ميراث أو معارك
بين زوجة وحماتها وقد يكون سبب أتفه من ذلك بكثير
ومنها على سبيل المثال إنقطاع طرف عن السؤال على الطرف الآخر
فتبدأ الأصوات تعلو بلماذا أسأل وهو لا ؟؟؟
وهنا أتساءل لماذا نصل أرحامنا بغض النظر عن العاطفة والمودة والفطرة .
ألا نصلها طاعة لله .
فلماذا نتعامل معهم بمبدأ
" من أجل ربى "
وهذا المبدأ الجميل يجعلك تهمس لقلبك لماذا أصلهم ولماذا اسأل عنهم ويجب أن تكون إجابتك
" من أجل ربى "
نعم من أجله سبحانه سأصلهم واودهم .
ومن أجله سبحانه سأساعد فقيرهم وأعود مريضهم وأقضى لهم حوائجهم
لأنهم أحق بالمعروف والمساعدة
كما جاء فى القرآن الكريم :
" وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينِ وَالْـجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْـجَارِ الْـجُنُبِ
وَالصَّاحِبِ بِالْـجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا"
النساء: 36
إن هذه الآية الكريمة هى دستور قرآنى كريم ودعوة للرحمة والتواصل مع ذوى الأرحام
ولو تاملنا الآية الكريمة لوجدنا أحد أسباب الهجر والقطيعة وهى التكبر .
فكم من عائلات كبيرة تتناسى فروعها الفقيرة وتتكبر عليها
ولا تمنحهم الرعاية ولا تسد إحتياجاتهم .
كما أنهم يتأففون حتى من مجرد لقائهم أو حتى السلام عليهم والعياذ بالله فأى قلوب هذه ؟؟
إن أرحامك هم الوتد الذى ستحتاجه يوماً لتصلب بهم عودك عندما ينكسر .
هم الدرع الواقى من تقلبات اليام وخطوبها وهم الدم النقى الذى يجرى فى عروقك .
رحمك لا تقطعه فيقطعك الله . رحمك هم أرحم الناس بك وأكثر الناس حباً لك
لا تقطعهم وإن قطعوك ولا تجافيهم وإن ظلموك ولا تغدر بهم وإن خدعوك
ولا تمنعهم وإن بخلوا عليك ولا تغلق باباً فى وجوههم وغن أغلقوا كل الأبواب فى وجهك
تعامل معهم دائماً بمبدأ
" من أجل ربى "
ولا تنسى ان تصل الأرحام التى كان يصلها والديك قبل وفاتهما
فكم ستجد من السعادة وأنت ما زلت تصل هذه الرحام
وكم ستشعر بداخلك بحالة غريبة من الإمتنان والراحة لهذه الصلة .
أقوال فى صلة الرحم
من القرآن الكريم :
" وَأُولُوا الأرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبعضٍ فىِ كِتَابِ اللّهِ إنّ اللّهَ بِكُلِ شَىءٍ عَلِيمُ "
سورة الأنفال:75
من السنة المطهرة :
( إن الله خلق الخلق . حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ من القطيعة .
قال : نعم .
أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟
قالت : بلى . قال : فذاك لك .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرؤا إن شئتم :
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ *
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } )
سورة محمد .
الراوي : أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم:2554
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح :-
" ثلاث تحفظ وتصان صله الرحم والأمانه والعهد "
ميمون بن مهران
" أسرع الخير البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغى وقطيعة الرحم "
أحد السلف
" عليك بأرحامك فانهم عز فى رخاء معين فى الضراء "
على بن ابى طالب رضى الله عنه
" الرحم : رحـم المرأة .. ومنه استعير الرحم للقـرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة "
الراغب الأصفهاني
أختكم فى الله