أخلاقنا الإسلامية العظيمة
التعـــــــــــاون
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
هناك قصة صغيرة سمعناها صغاراً و علمونا إياها فى الكتب الدراسية
و هى قصة شهيرة عن شيخ كبير جمع أولاده ، و أعطاهم حزمة من الحطب ،
و طلب منهم أن يكسروها ، فحاول كل واحد منهم كسر الحزمة لكنهم لم يستطيعوا ذلك ،
فأخذ الأب الحزمة و فكها إلى أعواد كثـيـرة ، و أعطى كل واحد من أبنائه عودًا ،
و طلب منه أن يكسره ، فكسره بسهـولة .
و رسخت هذه القصة البسيطة فى أذهاننا وتعلمنا منها أن فى
التعاون قوة و أن فى الفرقة ضعف
و لقد تعلمنا هذه الصفة الجميلة و رأيناها فى سلوك الأنبياء و المرسلين عليهم صلوات من الله .
و منذ بداية الخليقة و من عهد سيدنا آدم عليه السلام الذى استوحش الوحدة
فكانت له سيدتنا حواء عوناً عليها .
و سيدنا إبراهيم عندما بدأ فى رفع قواعد الكعبة المشرفة كان معه عوناً سيدنا إسماعيل عليه السلام .
" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ "
البقرة 127
و سيدنا موسى عليه السلام عندما أمره الله عز و جل أن يدعو إلى عبادته وحده
طلب منه أن يكون له سنداً و عوناً و هو أخيه هارون ليشد أزره و يقويه على الأمر العظيم .
{ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) }
طـــه
وفعلاً إستجاب الله عز وجل لدعاء سيدنا موسى كليم الله عليه السلام
ولا ننسى أيضاً قصة ذى القرنين عندما طلب المعونة من القوم ليبنى السد
و أما الحبيب صلى الله عليه وسلم فلقد كانت زوجته الحبيبة السيدة خديجة رضى الله عنها
عوناً له و حصن قوى ضد كيد الكفار و بذلت له كل نفيس
و ظل حبيبنا صلى الله عليه و سلم لا ينساها أبداً لما كان لها من مواقف لا تنسى .
كما كان رسولنا الكريم دائما متعاوناً مع أصحابه الكرام رضى الله عنهم فى مواقف كثيرة
و اذكر منها على سبيل المثال تعاونه معهم فى غزوة الخندق و مساعدتهم .
كما كان صلى الله عليه و سلم عوناً لزوجاته فى الشئون المنزلية .
إذن فالتعاون سلوك حث عليه القرآن الكريم و أيده بشده بدليل إستجابة الله عز و جل
لدعوة نبيه الكريم سيدنا موسى عليه السلام و طلبه بأن يعينه أخيه هارون
على شئون الدعوة والمشورة .
و حث عليه فى ذلك الأمر الربانى بالتعاون على البر و التقوى و البر يشمل كل خير
فأنت يجب أن تكون فى عون أخيك و أختك و أهلك و جيرانك و زوجتك دون تكبر أو خجل .
يجب أن تعاون أبناءك و لا تبخل عليهم بمد يد العون و لا تتخلى عنهم
حتى لا يطلبون المعونة ممن لا يتقى الله عز وجل .
التعاون سمة وصفة جميلة تخيف أى عدو وترعب قلبه لأنه رمز القوة و شعار الأقوياء .
و لن يقوى قلبك إلا بالله أولاً ثم بإخوانك و إتحادك معهم ففى التعاون قوة و مع الفرقة تسود الأعداء .
يجب أن يعود التعاون الفعلى بين أمتنا الإسلامية و العربية و يجب أن ننسى خلافتنا و إنشقاقنا
من أجل كرامتنا وعزتنا وحريتنا .
و لنا فى عالم النحل و النمل آية فهل من عظة و إعتبار ؟؟
أقوال فى التعاون
من القرآن الكريم :
" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
المائدة 2
من السنة المطهرة
" مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم ، مثل الجسد .
إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى "
الراوي : النعمان بن بشير
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم : 2586
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح
" و لما ضرب ابن ملجم الخارجي علياً - رضي الله عنه – دخل منزله
فاعترته غشية ثم أفاق فدعا الحسن و الحسين – رضي الله تعالى عنهما –
و قال : أوصيكما بتقوى الله تعالى و الرغبة في الآخرة و الزهد في الدنيا
ولا تأسفا على شئ فاتكما منها ، فإنكما عنها راحلان ،
افعلا الخير و كونا للظالم خصماً و للمظلوم عوناً ،
ثم دعا محمداً ولده و قال له : أما سمعت ما أوصيت به أخويك ،
قال : بلى ، قال : فإني أوصيك به "