أخلاقنا الإسلامية العظيمة
التعفف
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
( لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره ,
خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه )
الراوي : أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1470 خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
ما أروع هذه الدعوة النبوية الشريفة إلى التعفف
و ما اروع التوجيه الذى يفتح لك باباً للعزة و الكرامة و العمل و الكفاح .
ما أروع أن تأكل من عمل يدك و ما أعظم أن تتعفف عن المسألة و التسول .
أراد الحبيب صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لنا العزة بالإسلام
و إمعانا فى العزة وجهنا إلى البعد عن كل ما يهين النفس .
و لعل فى سلوك الأنبياء و الرسل جميعاً عبرة و عظة .
فجميعهم عليهم السلام كانوا يعملون دون كلل أو ملل .
و ما أكثر ما نرى من مظاهر عدم التعفف خاصة إذا إستشعر الإنسان
بأن الشخص المحسن كريماً أو سخياً فيبدأ فى إستغلاله اسوأ إستغلال .
و هذا الأمر فى غاية الخطورة حيث سيعرض أهل الخير عن المساعدة عامة
تلافياً لهذا الصنف من الناس .
و على مدى السنوات الماضية ثبت لى بأن اكثر الناس تعففاً هم الفقراء
و الذين يحتاجون حقاً للمعونة .
يحمدون الله فى كل حال و فى كل وقت و على أى حال .
لا يشتكون لك و إنما شكواهم لله عز و جل و لا يمدون اكفهم إلا لرب السماء .
تستطيع بكل بساطة أن تلمح الحاجة الملحة لهم دون كلام
و يكفى نظرة من مؤمن فطن و ذكى ليدرك أحوال هؤلاء .
جعلوا هذا الحديث النبوى الشريف قانوناً يسيرون عليه :
" من استغنى أغناه الله و من استعف أعفه الله
و من سأل الناس و له عدل خمسة أو ساق سأل إلحافا "
الراوي : رجل من مزينة
المحدث : ابن عبدالبر
المصدر : التمهيد الصفحة أو الرقم : 4/107
خلاصة حكم المحدث : صحيح
و عدم التعفف أيضاً أصبح ظاهرة فى أمور عديدة من نواحى الحياة
فكم شاهدنا المآدب المقامة فى حفلات أو خلافه
و كم لاحظتم من سلوكيات يندى لها الجبين .
و لا بد هنا من غرس هذا السلوك فى اطفالنا كما تربينا قديماً
على عدم قبول أى شئ من شخص غريب إلا بموافقة الأب أو الأم .
و أن نغرس فيه منذ نعومة أظافره ان يتعامل بمبدأ الإمكانيات المتاحة
فهناك ما يمكن إحضاره و هناك ما يصعب إحضاره .
إن الشخص الذى لا يتعفف عن السؤال و لا يترفع عن كثرة المسألة
هو شخص غير مرغوب فيه يعف عنه الناس و يتأففون من وجوده .
و أما العفيف الفقير فهو شخص يعطف عليه الناس لأنه استغنى قدر المستطاع عن الناس
فأغناه الله من فضله و جعله عزيزاً بأخلاقه غنياً بعفته .
هذا هو الأحق بالمعونة و لم تسود المسألة قلبه لأنه صاحب حاجة فعلية
توكل على الله ثم أخذ بالأسباب و كد و جد و إجتهد
و لكن رزقه لم يسد حاجته أو كل جسده لمرض .
نسأل الله أن يكفينا بحلاله عن حرامه ، و بطاعته عن معصيته ،
و بفضله عمن سواه ، و أن يغنينا بفضله و أن يقينا و إياكم شر المسألة .
أقوال فى التعفف
من القرآن الكريم :
( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ
لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )
البقرة 273
من السنة المطهرة
" ما يزال الرجل يسأل الناس
حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم "
الراوي : عبدالله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
المحدث : الألباني
المصدر : مشكلة الفقر - الصفحة أو الرقم : 40
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح
" عليكم بالمال و اصطناعه , فإنه منبهة للكريم , و يستغنى به
عن اللئيم , وإياكم ومسألة الناس فإنه آخر كسب الرجل "
حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه
"ما فتح رجل على نفسه باب مسألة , إلا فتح الله عليه باب فقر فاستعفوا "
ابن عباس رضي الله عنهما
" يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب , فلو كان رزق أحدكم في قلة جبل ,
أو في حضيض أرض , لأكل رزقه , فاتقوا الله و أجملوا في الطلب "
عمر بن عبد العزيز
كتبتها لكم أختكم فى الله