و م 23:مقبرة آى

موضوع: و م 23:مقبرة آى الخميس 09 سبتمبر 2010, 4:29 pm

و م 23:مقبرة آى

من أروع الأجزاء التى يمكن التمتع بزيارتها فىWV 23 هو المسلك الطويل المؤدي إليها. هناك واديان للملوك؛ وادٍ شرقي وهو الوادي الذي يأتي إلى مقابره الـ 58 معظم السياح تقريباً، والوادي الأكبر وهو الوادي الغربي وفيه أربعة مقابر معروفة فقط. واحدة منها فقط مفتوحة لا يزورها إلا عدد قليل من السياح. وكذلك الوادي الغربي للملوك هو أفضل مكان للتمشي وحيداً، فهو وادٍ هائل منخفض صحراوي يزيد طوله على كيلومترين (1.2 ميل) تحدده منحدرات شديدة الإنحدار ترتفع عدة مئات أمتار فوق الأرض الضيقة، ويمتاز بمنظر صحراوي جميل وعر فى أبهى صورة، ولكن أكثر خاصية تميزه هى الصمت، فقد كان هذا منزل ميرت-سجر الربة المصرية القديمة التى يعني اسمها من تحب الصمت ومن الواضح لماذا اختارت أن تنزل فى هذه التلال.

إذا كنت بصدد استكشاف الوادي الشرقى على الأقدام وهو جدير برحلة للمتعة من الاستراحة إلى WV 23 على الأقدام توقف كثيراً للاستمتاع بالصمت. صمت عميق يُسمعك نبضات أجنحة الطيور الجارحة في السماء الزرقاء فوقك. الصمت والهواء النقي النظيف وتلاعب الشمس والظلال على منحدرات الحجر الجيرى تجعل من هذا الوادي مكاناً ساحرا.ً بعد ممرّ التراب الذي يتمعج من الاستراحة ومكان الانتظار فى الوادي ستمرّ ببيت حجري بناه منذ ما يقرب من قرن المنتفع الامريكي ثيودور ديفيس ليكون مقراً لأبحاثه وكوخ حجري صغير يقيم فيه الحارس الذي يحمل مفتاح WV23. إذا تقدمنا هناك مسار ضيق يؤدي إلى مقبرة أمنحتب الثالث وقد نقبت حديثاً ولم تفتح بعد للجمهور. إلى يمين المسار مجموعة من الجدران الحجرية المنخفضة هى بقايا قرية صغيرة بنيت لفيلم هوليوود عن وادي الملوك يسمى Sphinx "سفنكس" لا تزال أجزاء من الأعمدة ونقوش الجدار من الفيلم تلطخ الأرض. WV23 تقع عند أقصى نهاية الوادي الغربي على بعد أمتار قليلة من مقبرتين صغيرتين غير مزخرفتين أخريين WV 24 و25. يزود مولد كهربائي مجاور الضوء للمقبرة.

ومن المحزن أنه يضيع قيمة الوادي الصامت. من الأفضل أن تجعل الحارس يشغل المولد لحظة دخولك المقبرة وأن يغلقه فور ما تخرج منها. استكشف المقبرة أولاً جيوفاني بيلزوني فى 1816 ولكنها لم تخضع قبل سبعينيات القرن العشرين لتنقية ودراسة كاملة. هذه الحفريات كشفت عن دليل على أن المقبرة قد ختمت فى الماضي بالطوب اللبن والجسر على البوابة السابقة للغرفة (هـ)، وهو دليل على أن غرفة الدفن قد استخدمت فى الماضي ولكن لمن! ما من شك فى أن الشاغل الأخير للمقبرة كان آي وهو الخليفة الملكي لتوت عنخ آمون وسمنخ قارع. لكن علماء المصريات يعتقدون أن المقبرة ربما كانت قد شقت أصلا لأامنحتب الرابع (أخناتون) أو توت عنخ آمون أوسمنخ قارع أو مزيج من هؤلاء الحكام الثلاثة. تفضي مجموعة شديدة الانحدار من السلالم الى ممرات عريضة طويلة وسلم يتوسطها والغرفة (هـ)، ولا نجد زخارف فى أي من هذه الغرف. أما الغرفة التي ورائها غرفة الدفن (ز) فقد كانت معدة أصلا لكي تكون لها أعمدة، ومن غير الواضح لماذا تغيرت خطة المقبرة. تدين مقبرة آى فى خطتها إلى تصميم المقابر الملكية فى تل العمارنة، لا لمقابر أوائل الأسرة الثامنة عشرة. المقبرة مشابهة لـ و م 62 مقبرة توت عنخ آمون. ويعتقد بعض علماء المصريات أن نفس الفنان كان مسئولاً عنهما. ففي كليهما زينت غرفة الدفن. ولسوء الحظ أتلفت الكثير من المناظر فى WV 23. بعضها على يد المصريين القدماء الحريصين على تدمير أى آثار لفترة العمارنة، تكاد تكون كل خراطيش ووجوه الملك مطموسة، وأخرى قام بها اللصوص ومحبو التخريب.

حديثاً قام المجلس الأعلى للآثار المصري بتنقية غرفة الدفن وتركيب أرضية لها من الصنوبر وأضواء فلورسنت ومروحة كهربائية فى الغرفة. ولها مظهر يبدو أكثر كقاعة فن محلية من مقبرة ملكية، ولكنها الجدران المزينة التى على المرء أن يأتى لرؤيتها وهى جديرة حقا بالنظر. على الجدار الأيسر من الغرفة فى السجل العلوي تقف الربة نفتيس بين القاربين الشمسيين؛ ذلك الذي على اليسار يحمل أعلاماً عليها صقور، على اليمين يحمل الآخر تسعة أرباب من التاسوع من اليمين إلى اليسار؛ هى رع حوراختي وآتوم وشو وتفنوت وجب ونوت وأوزوريس وإيزيس وحورس. أسفل أعمدة النصوص من الفصلين 130 و144 من كتاب الموتى، تعالج منح الحياة الأبدية إلى روح الميت والأبواب فى العالم الأخر. على الجدار الخلفي تصوير رائع لأبناء حورس الأربعة مرسوم مباشرة على بوابة منخفضة تؤدي إلى غرفة جانبية (زأ) يُعتقد أنها كانت غرفة تخزين للأوعية الكانوبية. سدادات الأوعية الكانوبية كانت عادة تنقش فى صور رؤوس هؤلاء الأرباب الأربعة. جالس إلى اليسار مرتدياً تاج مصر العليا وحاملاً المقمعة دواموتيف وقبح-سنوإف.

إلى اليمين يجلس أم سيتى وحابي مرتديين تاجي مصر الدنيا، بينهما مائدة قرابين مرسومة رسماً رائعاً عليه أكوام عالية من المواد الغذائية. إلى اليمين آي وروحه الكا يحيي حتحور ونوت وأوزوريس. على الجدار الأيمن مناظر تأتي من الساعة الأولى من الأمدوات. فى السجل العلوي خنفساء جعران وهى صورة نهارية من الربّ الشمسي وهو يمشى قدماً فى مركبه المقدس. أسفل تعبّر البابونات (القردة) عن فرحة العالم بإعادة ظهور الشمس. الجدار الأمامي من الغرفة مثير بشكل خاص نظراً لأن مناظره هى التي نجدها عموماً فى مقابر الخاصة فقط، ومن ثم فهي فريدة فى هذا السياق الملكي. يقف آي وزوجته فى قارب من الغاب صغير مبحراً فى الأحراش على طول حافة النيل، وتمد الملكة يديها لتجذب البردي من الماء. إلى اليسار يمسك الملك بعصا الرمي واثني عشر من البط يرتفع من الأحراش محاولاً الهرب. الطيور تتسم بوضع رسمي إلى حد كبير وعددها الـ 12 يذكرنا ثانيةً بساعات الليل والنهار. إلى اليمين كان هناك منظر للملك وهو يصيد فرس نهر بحربون، ولكن الجدار هنا حطم تحطيماً شديداً بحيث لايظهر منه شيء اليوم.

عثر على التابوت الجرانيتي الجميل فى وسط الغرفة مكسوراً. كسره اللصوص فنقل إلى المتحف المصري بالقاهرة منذ حوالي قرن من الزمان للترميم، ثم أعيد إلى المقبرة فى تسعينيات القرن الماضي. المناظر على الصندوق هي من كتاب الموتى وتظهر الربات نيث وسرقت وإيزيس ونفتيس بالإضافة الى قرص الشمس المجنح. ثقوب المربع الصغير فى كل جدار من غرفة الدفن هى محاريب وضعت فيها كتابات تحمل طوباً سحرياً لحماية المومياء.

» تي تي 69 :مقبرة منه
» تي تي 52 :مقبرة نخت 436
» وم 47 مقبرة سبتاح
» م.ق. 100 :مقبرة رخمي رع
» م أ56: مقبرة أوسرحت