ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ رضى الله تعالى عنهم



أَنَّ مُوسَى بْنَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ رضى الله تعالى عنهما :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قال :



( مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ بَاكِيهِ فَيَقُولُ وَا جَبَلَاهْ وَا سَيِّدَاهْ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ

إِلَّا وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ أَهَكَذَا كُنْتَ )



قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ

الشــــــــــــروح



قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ(



بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، وَ كَسْرِ السِّينِ فِيهِمَا الْمُرَادُ أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ صَدُوقٌ .

قَوْلُهُ : ( مَا مِنْ مَيِّتٍ )



أَيْ : حَقِيقِيٍّ ، أَوْ مُشْرِفٍ عَلَى الْمَوْتِ

( يَمُوتُ ) قَالَ الطِّيبِيُّ هُوَ كَقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ ،

أَوْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ فَسُمِّيَ الْمَشَارِفُ لِلْمَوْتِ ، وَ الْمَرَضِ ، وَ الضَّلَالِ مَيِّتًا ، وَ مَرِيضًا وَ ضَالَّةً ،

وَ هَذِهِ الْحَالَةُ هِيَ الَّتِي ظَهَرَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ . انْتَهَى .

قُلْتُ : وَ قِصَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ ، وَ قَدْ ذَكَرْتُهَا فِي آخِرِ هَذَا الْبَابِ

( يَلْهَزَانِهِ ) بِفَتْحِ الْهَاءِ أَيْ : يَضْرِبَانِهِ وَ يَدْفَعَانِهِ ،

و فِي النِّهَايَةِ : اللَّهْزُ الضَّرْبُ بِجُمْعِ الْيَدِ فِي الصَّدْرِ يُقَالُ لَهَزَهُ بِالرُّمْحِ أَيْ : طَعَنَهُ فِي الصَّدْرِ

( أَهَكَذَا كُنْتَ ) أَيْ : تَوْبِيخًا وَ تَقْرِيعًا .

قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )



قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ : وَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَ صَحَّحَهُ ،

وَ شَاهِدُهُ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ :

أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ تَبْكِي ، وَ تَقُولُ وَا جَبَلَاه وَا كَذَا ، وَا كَذَا

فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي أَنْتَ كَذَا ، فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ .