عهر النساء.. وخفر الفراشات !

عهر النساء.. وخفر الفراشات !

الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى

^^^^^^^^^^^^^^

اعتدنا تحقير الحشرات والتقزز منها، بل الشائع فى أوساطنا وبخاصة فى العالم العربى التقليل من شأن الحشريين وحتى السخرية منهم فى مختلف المجالات بل ويتخذون مادة للتندر فى المسرحيات الهابطة من تأليف وتمثيل الهابطين والهابطات! واذا أتى ذكر الحشرات لا يتبادر الى ذهن العامة والخاصة الا الصراصير والقمل والذباب وغيرها من الحشرات الضارة. وقلما يتذكر الناس تمتعهم بتناول عسل النحل والاستشفاء به، وقلما يتذكرون أنّ الأثرياء فقط هم الذين يستطيعون شراء الملابس الحريرية الطبيعية لنسائهم. ولا يدل ذلك الا على الافتقار الى الوعى وقلة القراءة والاطّلاع

ورغم أنف ثقافتنا المبتورة فانّ الحشرات تحتل أكبر مجموعة من الكائنات فى المملكة الحيوانية والتى تشارك بل تنافس ، لا بل تحشر نفسها فى كل جوانب حياة الانسان على سطح الكرة الأرضية. فيبلغ تعداد أنواعها والتى تمكن علماء الحشرات من التعرّف عليها وتسميتها ما يزيد عن المليون نوع من الأنواع المختلفة، ويقدر عدد الأنواع التى لم يتم التعرف عليها حتى الآن نحو 30 مليون نوع من الحشرات المختلفة ! وعلى ذلك فالحشرات هى أكثر أكبر مجموعات الحيوان تنوعا فى المعمورة ، وهى تمثل أكثر من نصف كل الكائنات الحية المعروفة.

ولادراك عظمة الخالق تبارك وتعالى وعظمة خلقه علينا أن نفهم أن حشرة مثل الذبابة المنزلية التى تشاركنا المنازل والمكاتب والمستشفيات والمطاعم والمدارس وقاعات الدراسة والنوادى ودورات المياه والشوارع والمنتزهات والحافلات والطائرات والقطارات واستوديوهات التلفزيون والصحارى والجبال وملاعب الجولف التى تروى للأثرياء والكبراء بمياه شرب الغلابة والعطاشى ، والتى تشاركنا كل سنتيمتر نعيش فيه ما هى الا نوع واحد من مائة ألف نوع – تتوزع فى 120 عائلة - من أنواع الذباب المختلفة والذى أمكننا دراسته والتعرف عليه من خلق الله من الذباب.

ولأننى واحد من الحشريين الذين يشتغلون بدراسة الحشرات فقد أدخلت فى نطاق اهتماماتى البحثية فى فسيولوجيا الحشرات (علم وظائف الأعضاء) فضلا عن كيمياء الأعصاب ، أدخلت دراسة فسيولوجيا تناسل دودة ورق القطن - تلك الآفة الخطيرة ومثيلاتها – من الناحية الفسيولوجية والسلوكية بما يهدف الى فهم طبيعة هذا الجانب من حياة تلك الحشرة للتغلب عليها ومكافحتها بخفض كفاءتها البيولوجية فى التناسل، ولقد وفقت أنا وتلاميذى بفضل الله تبارك وتعالى ولذلك قصة أخرى.

ان حشرة دودة ورق القطن تمر فى حياتها القصيرة (يستغرق الجيل نحو شهر ونصف) فى أربعة أطوار هى البيض الذى تضعه الفراشات، ثم البيض يفقس الى يرقات (ديدان) وهى التى تتغذى على أوراق نبات القطن ونحو 130 نبات آخر من المحاصيل الاقتصادية ومن خضروات وفاكهة وبرسيم وأعشاب وحشائش، ثم تتحول اليرقات (الديدان) الى عذارى (خادرات) غير متغذية لمدة اسبوع الى اسبوعين تحت سطح التربة الزراعية ، ثم تتحول الخادرات الى فراشات (عث) يخرج من تحت التربة ليطير ويتزاوج ذكوره مع اناثه ، ثم تضع الفراشات الآناث البيض على أوراق النباتات المنكوبة. وبذلك يكون قد أتمت الحشرة جيلا كاملا.

وفراشة دودة ورق القطن هى نوع واحد من الفراشات من بين مايزيد عن مائتى ألف نوع من الفراشات المختلفة. ومن الجدير بالذكر أن الفراشات ليست هى تلك الحشرات الجميلة الزاهية الألوان والتى تطير بهدوء وتتهادى بين الزهور الجميلة فى الحدائق والمنتزهات والتى نشاهدها نهارا !! انما تلك التى نشاهدها نهارا ويغرم بها الرسامون والفنانون والأطفال والكبار والصغار تسمى بأبى دقيقات. أبو دقيقات تطير نهارا وتمتص رحيق الأزهار وتستريح ليلا. ولكن الفراشات تعتبر معظمها أقل جاذبية من ناحية الألوان والشكل وأغلبيتها الساحقة تطير ليلا فقط وتستريح نهارا وبعضها يتغذى برحيق الأزهار والبعض الآخر لا يتغذى مطلقا مثل دودة حرير التوت التى تنتج الحرير ومثل الفراشات التى تهاجم الحبوب فى المخازن، ولكن دودة ورق القطن تتغذى ليلا على رحيق الأزهار وتطير ليلا وتتزاوج قرب الفجر وكل نشاطها ليلى.

قلنا أن الفراشات يزيد عدد أنواعها عن مائتى ألف نوع وهو 10 أضعاف عدد أنواع أبو دقيقات النهارية الجميلة وهى كلها ضارة بالنباتات!!

ولأن من مقتضيات البحث العلمى أن يبدأ الباحث من حيث انتهى هو اليه أو انتهى اليه الآخرون غيره ممن يشتغلون فى نفس موضوع البحث، فان على الباحث أن يتفحص كل ما توصل اليه غيره ممن سبقوه من العلماء والباحثين. ولقد كنت فى أحد بحوثى أقوم بمهمة تمشيط آلاف من خلاصات البحوث السابقة فى مجال تناسل الفراشات. كنت أقرأ بشغف واهتمام تلك الخلاصات البحثية على الكومبيوتر خلاصة تلو الأخرى من جميع أنحاء العالم، وفجأة هالتنى خلاصة أحد البحوث على الانسان وقد انحشرت تلك الخلاصة البحثية عن طريق الخطأ بين خلاصات أبحاث الفراشات. فبعد أن كنت مستغرقا ومستمتعا فى البحث فى تناسل الفراشات وقع علىّ هذا البحث المحشور وقع الصاعقة. أسوق اليكم الترجمة الدقيقة لذلك البحث المنشور المحشور فى السطور التالية:

عنوان البحث: تينيا كروريس فى العاهرات

اسم الباحث: أوتيرو وآخرون

اسم المجلة: الميكوباثولوجيا (الفطريات الممْرضة) عام 2002

جهة البحث: قسم خدمات الميكروبيولوجى - مستشفى كابوينيس – جيجون – اسبانيا

خلاصة البحث: "تينيا كروريس Tinea cruris هو مرض فطرى جلدى يصيب الذكور بصفة أساسية. عدوى الاناث بهذا المرض نادرة. ولا توجد معلومات عن وجوده فى الاناث العاهرات. ونحن نصف سبعة اناث عاهرات تتراوح أعمارهنّ بين 19 – 34 سنة (المتوسط 3و25سنة) أصبن بالتينيا كروريس (اسبانيا – لم يعط التاريخ). كل عاهرة كان لها خمسون مشاركا جنسيا فى الشهر. وقد تم عمل مزارع لمعزولات جلدية من العاهرات السبع فوجد الفطر ترايكوفيتون مينتاجروفايتس فى أربع منهن (1و57%) ، والفطر ترايكوفيتون روبرام فى اثنتين منهن (6و28%) ، والفطر أبيدرموفايتون فلوكّوسام فى واحدة منهن (3و14%). وانتقال مرض التينيا كروريس يكون غير مباشر على الأغلب، ولكن الاتصال المباشر قد يسهم فى نقل المرض فى بعض الحالات. ويكون انتشار القرح النشطة للمرض فى العاهرات ممكنا من خلال الاتصالات الجنسية المتعددة مع الزبائن"

انتهى نص خلاصة البحث

ومما يدعو الى الخزى والعار للانسان أن المقارنة لن تكون عادلة أبدا اذا ما سلطنا الضوء على الحياة التناسلية للحشرات التى نحتقرها ونتقزز منها ونهزأ من المشتغلين بها ومنها الفراشات، عندما نسوق بعض الأمثلة على سلوكيات بعض الفراشات فى التزاوج. فلن أتكلم أنا عن بحوثى فى هذا المجال الآن، وانما أسوق بحوث بعض الخواجات على الفراشات الموجودة عندهم فى بلادهم والتى أجروا عليها هم بحوثهم فى مختبراتهم ( وان كانت تلك الفراشات موجودة أيضا عندنا):

تحت عنوان: "خجل الاناث والتقبّل خلال لقاء الغزل فى فراشات دودة الدقيق الهندية" يقول البروفيسور ج. جرانت (كندا 1976) فى مجلة "الحشريون الكنديون": "لقد تم التحليل الكمى لتقبّل اناث الفراشات الناضجة جنسيا لحشرة دودة الدقيق الهندية بلوديا انتربانكتيللا خلال الغزل (هناك غزل بين الذكور والاناث فى الحشرات) . فعندما تدنو الذكور من مؤخرة الاناث نجد أنّ ثلثى الاناث تفرّ من أمام الذكور فى أول اللقاء حتى أنّ 22% فقط من تلك اللقاءات تؤدى الى الاقتران والتزاوج. وفى الصدام الثانى للذكور مع مؤخرات الاناث فان 86% من الاناث تستدير وتقبل الذكور ولكن لا يتم الاقتران الا فى 40% من الاناث. وعندما تقترب الذكور من الاناث بطريقة رأسيّة لم يكن هناك فرق ملحوظ فى تقبل الاناث للذكور بين الصدام الأول والثانى حيث فى كل حالة 90% من الاناث تتقبل الذكور وعلى الأقل 55% منها تقترن مع بعضها البعض"

ويقول البروفيسور ثيبوت (فرنسا 1975) فى بحث آخر: "عندما تحتجز اناث فراشات أكروليبيا لليلة واحدة مع ذكرين ليس كل الاناث تقترن مرتين".

وفى بحث ثالث يقول جيبلتوفيتش وآخرون (الولايات المتحدة 1990): "بعد التلقيح تتوقف فراشة الغجر ليمانتريا ديسبار عن انتاج رائحة الانوثة – والتى تجذب الذكور لتلقيحها - وتصبح جنسيا غير متقبلة للذكور"

وتقول البروفيسورة رانيا أ.ك. (الولايات المتحدة 1989): " تتوقف اناث فراشات دودة كيزان الذرة هيليوزيس زيا عن انتاج رائحة الانوثة بعد نصف ساعة من التلقيح وتتوقف عن تقبّل الذكور بعد تلقيح الذكر لها. وتستعيد الأنثى الملقحة تلك الوظائف فى الليالى التالية لليلة التلقيح"

وتعلن البروفيسورة رانيا وآخرون (الولايات المتحدة 1994):

"أنّ التلقيح فى أغلب الحشرات يقود الى فقد عابر أو دائم فى التقبّل الجنسى للاناث. وفى الفراشات فان ذلك الفقد فى تقبّل الاناث للذكور يكون مصاحبا غالبا لفقد فى الرائحة الانثوية فى غياب النداء ( نداء الاناث للذكور للتلقيح عن طريق الرائحة الانثوية ) والذى قد يكون أيضا مؤقتا أو مستديما"

هل أنت عفيف ؟!

- هل أنت عفيف ؟

- لا ياسيدى

- هل أنت عفيف ؟ (للتأكد)

- لا ياسيدى

- منذ متى وأنت لست عفيفا ؟

- منذ المرحلة الثانوية ياسيّدى

- متى ضاجعت آخر امرأة ؟

- منذ أمس يا سيّدى

- هل أنت عفيف ؟ (مرة أخرى للتأكد)

- لا يا سيّدى

كان ذلك حوارا ملتهبا بالحماسة بين المدرّب الذى أوكل اليه اختيار الأعضاء الجدد المنضمّون الى الفرقة "جاما" وأحد هؤلاء الشباب الأمريكى الذى يريد الانضمام للفرقة التى ستذهب فى مهمة خطيرة الى أحد البؤر الساخنة فى اهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية ، كما جاء فى حوار أحد الأفلام السينمائية والتى شاهدتها بالصدفة منذ نحو 15 عاما.

المدرب يسأل ذلك الشاب تلك الأسئلة السريعة المتلاحقة بحماسة شديدة ، والشاب الأمريكى المتقدم للفرقة "جاما" يرد بسرعة أكبر وبحماسة أشد نافضا عن نفسه وصمة العفاف وبصرامة منقطعة النظير وكأنه يدشن الى ميدان قتال معركة خطيرة فاصلة ، أو كأن المدرب سوف ينعم عليه بلقب فارس فيرد عليه الشاب بنفس الحماسة وبلهجة التأكيد. ثم يعاود المدرب الأسئلة المتلاحقة السريعة بنفس الصرامة والحماسة كأنه يريد أن يوقع الشاب المتقدم فى الخطأ. ولكن الشاب يأبى أيضا فى اصرار عجيب أن يفضح نفسه ويحط من قدرها ويظهر أمام المدرب أو الزملاء بأنه عفيف نظيف طاهر من ممارسة الزنى، وينفى عن نفسه بكل قوة وحماسة سمعة العفاف !!!

انّ أفلامهم السينمائية لا تعبر أبدا عن الواقع، وانما قد لا تعبر حتى عن معشار الواقع. فها نحن رأينا ما جرى وما يجرى على أيديهم النجسة فى أفغانستان وفى العراق وفى جوانتانامو وما فعلوا من قبل فى فيتنام وفى اليابان. لاننسى سجن أبو غريب. ولا ننسى ما يفعلونه هم فى بعضهم البعض ، رجالهم مع نسائهم، ورجالهم مع رجالهم، ونسائهم مع نسائهم ، ورجالهم مع حيواناتهم، ونسائهم مع حيواناتهم !!!. فأين ذهب عفافهم ؟ لقد تبخر عفافهم فى بلادهم وفى بيوتهم وفى شوارعهم وفى متنزهاتهم وفى مدارسهم الثانوية المختلطة وفى جامعاتهم. فماذا نتوقع منهم ؟؟ ها أنتم رأيتم نسائهم وممارساتهم ورجالهم ونجاساتهم. فهل سوف يستردون عفافهم عندما يأتون الى بلادنا غازين أو سائحين ؟! لا أنسى الرجل الأمريكى الذى كان يتصيد أولاد الشوارع فى مصر ويمارس فيهم اللواط حتى تم ترحيله. أى أمم قذرة تلك الأمم ؟ وأى نجاسة ينشرونها وتنضح منهم أينما حلّوا ؟

هل مازلتم تحترمونهم؟

ألازلتم تجعلونهم أسيادكم يا أسيادنا ويا كبرائنا ويا ملوكنا ويا قادتنا ويارؤسائنا ويا زعمائنا ويا وزرائنا ويا سياسيينا ؟؟؟ وأنتم يا متحررينا ويا ليبراليينا ويا كتّابنا ويا شيوخنا ويا مفتينا ويا علمائنا ويا مفكرينا ويا صحفيينا ؟؟ هل لا تزالوا تعتبرونهم قبلتكم وأسيادكم ومحط أنظاركم وقدواتكم وقرّات أعينكم ؟؟ مالكم كيف تحكمون ؟؟!!

انّ غائط أى مسلم محترم حسن الاسلام أطهر وأقيم وأغلى من كل أنجاس العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه

"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألوكم خبالا ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بيّنا لكم الآيات ان كنتم تعقلون*

ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم"

آل عمران

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم

"انّ الله عزّ وجلّ اذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء فاذا نزع منه الحياء لم تلقه الا مقيتا ممقّتا فاذا لم تلقه الا مقيتا ممقّتا نزعت منه الأمانة فاذا نزعت منه الأمانة لم تلقه الا خائنا مخوّنا فاذا لم تلقه الا خائنا مخوّنا نزعت منه الرحمة فاذا نزعت منه الرحمة لم تلقه الا رجيما ملعّنا فاذا لم تلقه الا رجيما ملعّنا نزعت منه ربقة الاسلام"

سنن ابن ماجه

فما بالنا بغير المسلم

لاشك أبدا فى أنه لاحياء له، وأنه مقيت ممقّت، وأنه لا أمانة له، وأنه خائن مخوّن، وأنه لا رحمة عنده، وأنه رجيم ملعّن

ويقول صلى الله عليه وسلم

"انّ لكل دين خلقا وخلق الاسلام الحياء"

سنن ابن ماجه

ويقول صلى الله عليه وسلم

"الحياء من الايمان والايمان فى الجنة

والبذاء من الجفاء والجفاء فى النار"

سنن ابن ماجه

ويقول صلى الله عليه وسلم

"الاستحياء من الله حق الحياء

أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى"

سنن الترمذى

لن أزيد عن ذلك

محمد هاشم عبد البارى

» عهر النساء.. وخفر الفراشات !
» من السنن المهجورة عند النساء إرخاء ذيل النساء شبراً إلى ذراع
» معلومات عامه عن الفراشات
» رحلتنا الى حديقة الفراشات بماليزياااااااااااااااااا
» وحم النساء وهم أم حقيقة؟