الام تنادي يا ابنتي الذئاب لا تعرف الوفاء
ذئب تـراه مصلياً *** فإذا مـررت به ركع
يدعو وكل دعـائه *** مـا للفريسـة لا تقع
فإذا الفريسة وقعت *** ذهب التنسك والورع
قد تكون البداية مع رنة عابرة من يد عابثة او واتس أب او ماسنجر وخلافه من وسائل التواصل
قد تبدأ معها قصة وحكاية
لا تنتهي إلا بعد أن خلفت وراءها ..
بيوتاً مدمرة ونفوساً محطمة ولوعة وحسرة ..
وأثاراً قد لا يتخلص الإنسان منها في سنين حياته ولا بعد مماته ..
إنهم يخطون نحوك خطواتهم الأولى ..
ثم يدعونك تكملين الطريق ..
فلولا لينك ما اشتد عودهم، ولولا رضاك ما أقدموا..
أنت فتحت لهم الباب حين طرقوا فلما نهشوا نهشتهم
صرختِ "أغيثوني "
ولو أنك أوصدتِ دونهم أبوابك، ورأوا منك الحزم والإعراض
لما جرؤ بعدها فاجر أن يقتحم السوار المنيع
لكنهم صوروا لك الحياة
حباً في حب، وغراماً في غرام، وعشقاً في عشق
فلا تسير ولا تصح الحياة بدون
هذا الحب الجنسي الذي يزعمون وبه يتشدقون قالوا:
لابد من الحب الشريف العذري بين الشاب والفتاة
والله يقول:
(( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)))
فأي حب هذا الذي يزعمون ..
وأي شرف هذا الذي يتشدقون ..
(( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون ))
لا تصدقيه بأنه يطلب منك الحديث فقط ..
أتراه يكتفي به، لا، سيطلب المقابلة..
فهل يكتفي بهذا؟ لا، سيطلب النظر..
ثم العناق، وثم وثم ..
فالحب العذري الذي يزعمون جوع جنسي
فهل يصدق الجائع إذا حلف بأغلظ الأيمان
أنه لا يريد من المائدة الشهية
إلا أن ينظر إليها
ويشم ريحها من على البعد فقط
كي ينظم في وصفها ا لأشعار ويصوغ القوافي..
يأتي الشاب فيغوي الفتاة..
فإذا اشتركا في الإثم ذهب هو خفيفاً نظيفاً..
وحملت هي ثمرة الإثم في حشاها ..
ثم يتوب هو فينسى المجتمع حوبته، ويقبل توبته ..
وتتوب هي فلا يقبل لها المجتمع توبة أبدا..
وإذا أراد هذا الشاب الزواج
أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها ..
مترفعا عنها، ومدعيا ..
( أنه لا يتزوج البنات الفاسدات )
ولسان حاله يقول :
أميطوا الأذى عن الطريق؟
فإنه من شعب الإيمان
أين ما أخذه على نفسه من وعود؟
أين ما قطعه من عهود؟
كتبت إحداهن وكانت سليلة مجد ومن بيت عز
تستعطف الذئب بعد أن سلبها عذريتها، فقالت :
"لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً أو وداً قديماً
ما كتبت سطراً، ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل
عهدك الغادر، ووداً مثل ودك الكاذب، يستحق أن أحفل به
فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده، إنك عرفت حين تركتني أن
بين جنبي ناراً تضطرم، وجنيناً يضطرب، تلك للأسف على
الماضي، وذاك للخوف من المستقبل، فلم تبل بذلك،
وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت
صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها، فهل أستطيع
بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف لا بل لا أستطيع أن أتصور
أنك إنسان، لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس
العجماوات والوحوش الضارية إلا جمعتها في نفسك، وظهرت
بها جميعها في مظهر واحد، كذبت علي في دعواك أنك تحبني
وما كنت تحب إلا نفسك، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى
إرضاء نفساً، فممرت بي في طريقك إليها، ولولا ذلك ما طرقت
لي باباً، ولا رأبت لي وجهاً، خنتني إذا عاهدنني على الزواج،
فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة،
وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة نفسك، وصنعة يدك،
ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دفعتك - جهدي- حتى
عييث بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي
الجبار الكبير، سرقت عفتي، فأصبح ذليلة النفس حزينة القلب،
أستثقل الحياة وأستبطيء الأجل، وأي لذة في العيش لامرأة لا
تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد! بل لا تستطيع أن
تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة
رأسها، ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها، خوفاً من تهكم
المتهكمين، سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة
إلى الفرار من ذلك القصر... وتلك النعمة الواسعة وذلك
العيش الراغد إلى منزل لا يعرفني فيه أحد...
قتلت أبي وأمي، فقد علمت أنهما ماتا،
وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي، ويأساً من لقائي،
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك،
وذلك الهم الذي عالجته بسببك،
قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي
فأصبحت في فراش الموت كالزبالة المحترقة...
فأنت كاذب خادع ولص قاتل،
ولا أحسب أن الله تاركك بدون أن يأخذ لي بحقي منك
وهذه أيضاً ضحية من ضحايا المعاكسات تصرخ بأعلى صوتها
محذرة بنات جنسها من سلوك نفس الطريق الذي عرفت
خطره وشره، ولكن بعد فوات الأوان
وهاهي تحكي قصتها فتقول :
في يوم من الأيام
خرجت من بوابة الجامعة ، وإذ بشاب أمامي في هيئة مهندمة ،
وكان ينظر إلي وكأنه يعرفني ، فلم أعطه أي اهتمام ،
سار خلفي وهو يحدثني بصوت خفيض وكلمات صبيانية مثل :
يا جميلة انا أرغب في الزواج منك
فأنا أراقبك منذ مدة ، وعرفت اخلاقك وأدابك
سرت مسرعة تتعثر قدماي ، ويتصبب جبيني عرقاً ،
فأنا لم أتعرض لهذا الموقف أبداً من قبل ووصلت إلى منزلي
منهكة مرتبكة أفكر في هذا الموضوع ولم أنم تلك الليلة من
الخوف والفزع والقلق
وفي اليوم التالي وعند خروجي من الجامعة وجدته منتظراً أما
الباب وهو يبتسم ، وتكررت معاكساته لي والسير خلفي كل يوم،
وانتهى هذا الأمر برسالة صغيرة ألقاها لي عند باب البيت
وترددت في التقاطها ولكن أخذتها ويداي ترتعشان و
وقرأتها وإذا بها كلمات مملوءة بالحب والهيام والأعتذار
عما بدر منه من مضايقات لي
مزقت الورقة ورميتها وبعد سويعات دق جرس التليفون فرفعته
وإذا بالشاب نفسه يطاردني بكلام جميل
ويقول لي قرأت الرسالة أم لا
قلت له :
إن لم تتأدب أخبرت عائلتي والويل لك
وبعد ساعة اتصل مرة أخرى وأخذ يتودد إي بأن غايته شريفة
وأنه يريد أن يستقر ويتزوج وأنه ثري وسيبني لي قصراً
ويحقق لي كل آمالي وأنه وحيد لم يبق من عائلته أحد
على قيد الحياة و و
فرق قلبي له بدأت أكلمه وأسترسل معه في الكلام
وبدأت أنتظر التليفون في كل وقت
وأنظر عليه بعد خروجي من الجامعة لعلي أراه ولكن دون جدوى
وخرجت ذات يوم من الجامعه وإذا به أمامي
فطرت فرحاً ، وبدأت أخرج معه في سيارته نتجول في أنحاء
المدينة ، كنت أشعر معه بأنني مسلوبة الإرادة عاجزة عن التفكير
وكأنه نزع لبي من جسدي ، كنت اصدقه فيما يقول
وخاصة عند قوله لي أنك ستكونين زوجتي الوحيدة
وسنعيش تحت سقف واحد ترفرف علينا السعادة والهناء
كنت أصدقه
(( عندما كان يقول لي أنت أميرتي ))
وكلما سمعت هذا الكلام أطير في خيال لاحد له وفي يوم من الأيام
وياله من يوم كان يوماً أسود
دمر حياتي وقضى على مستقبلي وفضحني أمام الخلائق
خرجت معه كالعادة وإذا به يقودني إلى شقة مفروشة ،
دخلت وجلسنا سوياً ونسيت
حديث رسول الله صلى الله علية وسلم
(لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثلثهما الشيطان)
ولكن الشيطان استعمر قلبي وامتلأ قلبي بكلام هذا اشاب ،
وجلست أنظر إليه وينظر إلي ثم غشتنا غاشية من عذاب جهنم
ولم أدر إلا وأنا فريسة لهذا الشاب، وفقدت أعز ما أملك
قمت كالمجنونة ماذا فعلت بي؟؟
* قال لا تخافي أنتي زوجتي
* قلت كيف أكون زوجتك وأنت لم تعقد علي
* قال سوف أعقد عليك قريباً
وذهبت إلى بيتي مترنحة لا تقوى ساقاي على حملي
واشتعلت النيران في جسدي
يا إلهي ماذا فعلت أجننت أنا
ماذا دهاني ، وأظلمت الدنيا في عيني
وأخذت أبكي بكاءً شديداً مرا وتركت الدراسة
وساء حالي إلى أقصى درجة ،
ولم يفلح أحد من أهلي أن يعرف كنة مافي
ولكن تعلقت بأمل راودني وهو وعده لي بالزواج ،
مرت الأيام تجر بعضها البعض وكانت علي أثقل من الجبال
ماذا حدث بعد ذلك ؟؟ كانت المفاجأة التي دمرت حياتي
دق جرس الهاتف وإذا بصوته يأتي من بعيد ويقول لي :
أريد أن أقابلك لشيء مهم
فرحت وهللت وظننت أن الشيء المهم هو ترتيب أمر الزواج
قابلته وكان متجهماً تبدو على وجهه علامات القسوة ،
وإذا به يبادرني قائلاً قبل كل شيء لا تفكري في أمر الزواج أبداً
نريد أن نعيش سوياً بلا قيد
ارتفعت يدي دون أن أشعر وصفعته على وجهه
حتى كاد الشرر يطير من عينيه
وقلت له :
كنت أظن أنك ستصلح غلطتك
ولكن وجدتك رجلاً بلا قيم ولا أخلاق
ونزلت من السيارة مسرعة وأنا أبكي ،
فقال لي هنيهة من فضلك
ووجدت في يده شريط فيديو بأطراف أصابعه مستهتراً وقال
بنبرة حادة سأحطمك بهذا الشريط
قلت له : وما بداخل الشريط؟
قال : هلم معي لتري ما بداخله ستكون مفاجأة لك
وذهبت معه لأرى ما بداخل الشريط ،
ورأيت تصويراً كاملاً لما تم بيننا في الحرام
قلت : ماذا فعلت يا جبان ياخسيس
قال : كاميرات
(خفية كانت مسلطة علينا تسجل كل حركة وهمسة )
وهذا الشريط سيكون سلاحاً في يدي لتدميرك
إلا إذا كنت تحت أوامري ورهن إشارتي ،
وأخذت أصيح وأبكي ،
لأن القضية ليست قضيتي بل قضية عائلة بأكمالها ،
ولكن قال أبداً
والنتيجة أن ..
أصبحت أسيرة بيده ينقلني من رجل إلى رجل
ويقبض الثمن وسقطت في الوحل -
وانتقلت حياتي إلى الدعارة-
وأسرتي لا تعلم شيئاً عن فعلتي فهي تثق بي تماماً
وانتشر الشريط
ووقع بيد ابن عمي فانفجرت القضية
وعلم والدي وجميع أسرتي وانتشرت الفضيحة في أنحاء بلدتنا ،
ولطخ بيتنا بالعار ، فهربت لأحمي نفسي واختفيت عن الأنظار
وعلمت أن والدي وشقيقاتي هاجروا إلى بلاد أخرى
وهاجرت معهم الفضيحة تتعقبهم
وأصبحت المجالس يتحدث فيها عن هذا الموضوع
وانتقل الشريط من شاب لآخر
وعشت بين المومسات منغمسة في الرذيلة
وكان هذا النذل هو الموجه الأول يحركني كالدمية في يده
ولا أستطيع حراكاً ، وكان هذا الشاب السبب
في تدمير العديد من البيوت وضياع مستقبل
فتيات في عمر الزهور
وعزمت على الانتقام
وفي يوم من الأيام دخل علي وهو في حالة سكر شديد
فاغتنمت الفرصة وطعنته بمدية
فقتلت إبليس المتمثل في صورة آدمية
وخلصت الناس من شروره
وكان مصيري أن ..
أصبحت وراء القضبان أتجرع مرارة الذل
والحرمان وأندم على فعلتي الشنيعة
وعلى حياتي التي فرطت فيها
وكلما تذكرت شريط الفيديو
خيل إلي أن الكاميرات تطاردني في كل مكان ،
فكتبت قصتي هذه لتكون عبرة وعظة لكل فتاة
تنساق خلف كلمات
براقة أو رسالة مزخرفة بالحق والوله
والهيام ، فاحذري التليفون يا أختاه أحذريه
إن كل فتاة من هاتين الفتاتين كانت لها أم تحنو عليها
وتتفقد شأنها، وتجزع لجزعها، وتبكي لبكائها، ففارقتها
وكان لها أب لا هم له في حياته إلا أن يراها سعيدة في آمالها
مغتبطة بعيشها، فهجرت منزله ..
وكان لها خدم يقمن عليها ويسهرن بجانبها..
فأصبحت لا تسامر إلا الوحدة، ولا تساهر إلا الوحشة..
وكان لها شرف يؤنسها ويملأ قلبها غبطة وسروراً..
ورأسها عظة وافتخارا ففقدته ..
وكان لها أمل في زواج سعيد مع زوج محبوب
فرزأتها الأيام في أملها، كل هذا لأنها صدقت ما وعدها ..
وانساقت وراء نزوة عابرة
ولم تمتثل قول الله عز جل
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ))
قد آن لك أن تتشبثي بحجابك وسترك وعفافك وطهرك
امتثالاً لقول ربك عز وجل:
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ))
لا تسمعي للناعقين، الذين يغمزون ويلمزون ..
فما زالوا بأختك في أماكن أخر حتى نزعوا عنها حجابها ..
فهل رضوا بهذا ؟ لا، نزلوا إلى ثوبها ..
حتى قصرت من هنا أصبعاً ومن هناك أصبعاً ..
إلى أن ألقوا بها على شاطئ البحر عارية تماماً
من كل شيء، إلا الشيء الذي يقبح مرآه، ويجمل ستره
ثم تركوها تمشي في الشارع، كاسية عارية، مائلة مميلة ..
لا يكلف أحدهم نيل إحداهن (من هذا الكائن المشوه)
إلا أن يشير بيده، فتترامى عليه
لا يحجزها دين، ولا يمنعها عرف، ولا يمسكها حياء
قد هانت حتى صار عرضها يبذل..
في ملء بطنها وستر جسدها..
ويل لها من النار
أين هي من ..
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر،
ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها،
وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
فليس في الدنيا أكرم منك وأطهر، ما تمسكت بدينك
وحافظت على حجابك، وتخلقت بأخلاقك الحسنة .
فمن نساء الغرب من تحارش الرجال صناعاتهم الثقيلة
إنها ممتهنة في عقر دارها، تربح المال من لديها جمال
فإن ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها
لكننا قلدناهم، تركنا الحسن، وأخذنا القبيح ..
من تمثيل، وغناء ، وفن، ورقص .
كأننا ما خلقنا إلا للغناء والطرب والفن والرقص.
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة *** يواسيك أو يسليك أو يتوجع
أقول لك: أنت الآن صبية جميلة
وأنت إلى الخامسة والعشرين تطلبين وبعد ذلك تطلبين
فإن طرق داركم من ترضين دينه وخلقه
فلا تترددي في قبوله ولا تتمنعي ولا تسوفي .
فإن الجمال والصبا لا يدومان ..
فإما المرض، وإما القبر.
نعم القبر الذي لابد لكل حي منه القبر
يا ابنتي الذي يفد إليه كل يوم وفود البشر
محمولين على أيدي آبائهم وأمهاتهم وأحبابهم
ليقدموهم بأنفسهم هدايا ثمينة إلى الدود
تم يخلون بينهم وبينه يأكل لحومهم ويمتص دماءهم
ويتخذ من أحداق عيونهم، ومباسم ثغورهم مراتع يرتع فيها
كما يشاء بلا رقبى ولا حذر من حيث لا يملك مالك
عن نفسه دفعا، ولا يعرف إلى النجاة سبيلا .
نعم يا ابنتي.
هو الموت ما منه مـلاذ ومهـرب *** إذا حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نـؤمل آمـالاً ونـرجو نتـاجها *** لعـل الردي فيما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الفضا *** وفي علـمنا أنا نمـوت وتخرب
الموت- يا ابنتي- يقتحمك بلا موعد ويدخل بلا استئذان:
(( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))
وامتثلي لأوامر الله عز وجل وغضي البصر عن النظر المحرم
طاعة لقول ربك عز وجل:
(( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن
زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
فللسان زنا، وللبصر زنا ..
واستمعي إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
"إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة،
فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي،
والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "
وقد رأى عليه الصلاة والسلام عذاب أهل الزنا عياذاً بالله فقال:
"فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع،
يتوقد تحته نار، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا،
فإذا خمدت رجعوا، فيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟
قالا: انطلق " فلما أخبراه قالا: "... والذي رأيته في الثقب
هم الزناة"
فالبدار البدار يا ابنتي وباب التوبة مازال مفتوح..
"إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. "
ويقول سبحانه:
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
لبيك يا رب، فعجلي- يا ابنتي- ولا تسوفي
فلا تساوي هذه اللذة بتلك الآلام
ولا تشتري هذه البداية بتلك النهاية..
فسُمُو هذا الدين وشرفه أنه يبني النفس الإنسانية
ويربيها على قاعدة
( (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) )
وأن مبدأ الثواب والعقاب فيه مرتكز على قاعدة:
((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8) ))
نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك الرفعة
ففكري فيها ..
وضعيها نصب عينيك، واحملي عقلك دائماً في رأسك
لا تنسيه أبداً ..
لا تنسيه في قصة غرام، أو ديوان غزل،
أو بين صفحات مجلة، أو عبر حرارة الهاتف،
أو أمام شاشة التلفاز، أو عند نظرات ذئب جائع
أو بين معسول حديثه ،
ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عينيك..
تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان ..
فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر
يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة
مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم
لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل
حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع ..
وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً..
ليطرق الباب في الحلال
رجلاً وسط أهله وعشيرته
بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح
ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق
فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد
وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد
مرفوعة هامتك، عزيز جانبك ..
إلى بيت الشرف والكرامة..
يا صانعة الرجال ..
للأسف الكثير من الفتيات انجرفنا في هذا التيار باسم الحب والزواج ..
فكانت النهاية مؤلمة وكان صوت حالهن يحذرن أخواتهن حتى لا يقنعن بهذا التيار ..
وقرأت قصص كثيرة وسمعت عن لسانهن يروين ما حدث لهن ..
بكل حسرة وندم ..
بعد ان تخلى عنهن القريب والبعيد ...
لأهمية الموضوع قرأته واحببت نقله للاستفادة
وفقكن الله لما يحبه ويرضاه
المصدر: منتديات كل الخليج