السياحة الجنسية : برغبة و رعاية وتوجيه حكومي
نعم للسياحة العائلية المحافظة في الاردن.....ولا للسياحة الجنسية
عجبتُ اشد العجب مما نُشر على لسان معالي وزير السياحة السيد نايف الفايز في موقع المجهر الاخباري يوم الاربعاء الموافق 1842012 م – - فحسب ما كتب الموقع ان معاليه اعلن وأكّد وبدون تحفظ اننا في الاردن نشجع على السياحة الجنسية وبرغبةٍ ورعايةٍ وتوجيهٍ حكومي وذلك لنتجاوز اثار الازمة الاقتصادية في الأردن !!
ومع علمي بفضل هذا الرجل وحسن خلقه إلا انني هممت بنشر رد على معاليه مستنكرا عليه هذا التوجه , مستغربا هذه الرعاية الرسمية لهذا الامر المشين , ولكن وبعد البحث والتدقيق ومراجعته شخصيا من خلال تغريداته على التويتر وجدت ان هذا الخبر ليس صحيحا , بل الصحيح هو عكسه تماما , التشجيع هو للسياحة العائلية , وهذه ادعى للمحافظة والبعد عن ما يغضب وجه الله .
ونحن مع معاليه بهذا المطلب والفهم , وقد ذكرني هذا التوجه بمقترح كنت قد تقدمت به في احد المؤتمرات الدولية في اوروبا لمكافحة الامراض المنقولة جنسيا والايدز مفاده تشجيع السياحة العائلية وذلك للعمل مع اياتيا العالمية لتخفيض تذاكر سفر الزوجة المرافقة لزوجها في السفر , وقد لاقى هذا الاقتراح استحسانا حتى من غير المسلمين .
وعندما ظهرت لي حقيقة التصريح استغربت من قلب الحقائق بل ممن كتب هذا التحليل غير المنصف , وتحويله من توجه ايجابي الى توجه سلبي صادم للفطرة , مؤجج للمشاعر , مهيج للعواطف الدينية , مسيء للأردن وأهله , بل مسيء لأهلنا في الخليج .
وفي الحقيقة لم افهم قصد من كتب ذلك , هل هو لمزيد من نقمة هذا الشعب المسلم على كل ما هو رسمي ؟ ام هو بالون اختبار للشعب الاردني ليتقبل مثل هذا الامر مستقبلا لا قدر الله ؟ فان كانت الاولى , فليعلم الكاتب بان النقمة في قمتها ولا تحتاج للمزيد , وأما ان كانت الثانية فإنني اطمئنه بان الشعب الاردني وليس الحركة الاسلامية فقط متدين بالفطرة سيتصدى لمثل هذه المخططات التدميرية ولسان حالهم يردد لا وألف لا ...., فالأردن لا يصلح إلّا للسياحة المحافظة....هذا البلد الذي سيكون جزاء من حوض الرسول صلى الله عليه وسلم , بلد الحشد والرباط الذي احتضن رفات الآلاف من الصحابة الكرام , لا يمكن ولا يجوز بحالٍ من الاحوال ان يُستباح جهارا نهارا ليصبح ميدانا للعهر والدعارة والانحلال وبرعايةٍ رسميةٍ .
كما ارجو ان نعلم بهذه المناسبة بان الدول التي شجعت السياحة الجنسية في بلادها عادت وتراجعت عنها , بل وعضت اصابع الندم على ذلك عندما انتشرت فيها امراضٌ وأوبئةٌ بسبب ذلك انتشار النار بالهشيم وليس اخرها الايـــــدز , واطّلعوا ان شئت على تجربة جنوب افريقيا !!! , حيث دفعت للعلاج اضعاف اضعاف ما جنته من الجنس الحرام .
كما ارجو ان اذكّر وعلى لسان منظمة الصحة العالمية ان العالم ينفق سنويا على موضوع الامراض المنقولة جنسيا اكثر من مائة وخمسين مليار دولار...هذه الامراض التي تزداد يوما عن يوم من حيث انواعها وأعداد المصابين بها بسبب الزنا والشذوذ وما يؤدي اليهما , وصدق رسولنا الكريم حيث يقول في الحديث الشريف " ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الوباء والأوجاع التي لم تكن في اسلافهم ".
وهل هناك عاقل يحل مشكلة الضائقة الاقتصادية في الاردن بإيجاد مشكلةٍ اعقد وأعوص منها , تُودي بالأخضر واليابس وتُهلك الحرث والنسل , وتستجلب غضب الله تبارك وتعالى الذي حرَّم الزنا بالأمر الصريح حيث قال " ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ". خاصة وأننا نعيش في المملكة الاردنية الهاشمية التي تردد صباح مساء ان اساس نظامها وشرعيته دينية ؟ , فهل نحل مشاكلنا بمخالفة الدين واستجلاب غضب الله واستعجال عقوبته ؟ ام نحلها بمنع سرقة المال العام وملاحقة الفاسدين واسترجاع ما نهبوا وإيقاف الهـــدر ... الخ ؟
وأين هي نية الاصلاح الحقيقية لمصلحة البلاد وخدمة العباد اذا نحن اشعنا وروجنا لمثل هذا الامر وأوجدنا للشباب ما يزيد مشاكلهم وأمراضهم ؟ فلماذا لا نستفيد مما حدث لغيرنا في الغرب والشرق ؟...وماذا قال رجل فرنسا الاول المرشال بيتان بعد أن استسلم الجيش الفرنسي لألمانيا في الحرب العالمية الثانية خلال سبعة عشر يوما رغم تمترسهم بخط ماجينوا الدفاعي الحصين , حيث قال مخاطبا الشعب الفرنسي" لــقـــد جــــاءت الـهــزيــمـــة مــــن الانـــحــلال الاخلاقي.
قد دمرت روح الشهـوات مــا شيــدتــه روح التضحـية والفداء.
وإنـي أدعـــوكــم أول كـــل شــيء إلـــى بــنـــاء أخــلاقـــي .
وأخيرا فإنني انصح معالي الوزير ان يكّذّب هذا التصريح المنسوب اليه بكل الوسائل الاعلامية الممكنة , وان يوضح فكرة السياحة العائلية , فهي جزء من الوقاية للابتعاد عن ما يسمى بالسياحة الجنسية , ذات العواقب الوخيمة على هذا البلد المبارك .... وما فائدتنا اذا فاضت خزائن الاردن بالمال الحرام واستمتع القاصي والداني بالحرام ثم اصبح الشعب الاردني مريضا مستحقا لغضب الله وعقوبته ؟ والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
الدكتور عبد الحميد القضــــاة
المدير التنفيذي مشروع وقاية الشباب من الامراض المنقولة جنسيا والايـــدز
الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية
20 4 2012 م
( وللإطلاع على الخبر , على الرابط التالي:
http://www.almejharnews.com/index.php?page=article&id=24096 )