حصنوا أبناءكم بطيب التعامل
قد يستمع الطفل أو يشاهد من خلال شاشة التلفاز كلمة من أناس غارقين في معصية الله تُشوش عليه الفكرة التي قد تلقاها من والديه والتي فيها الحث على الفضيلة الموصلة إلى الجنان والمحذرة من الرذيلة المودية بصاحبها إلى النيران
نعم قد يخرج على شاشاة التلفاز شيطان لبس ثوب الإنسانية ليبدي كذباً أن فعله القبيح الذي يعصي به خالفه إنما كان بتوفيق من الله ، والواقع مليئ بهكذا أقوال من قِبل من يدعون الفن ، حيث نجد الكثير منهم حينما يُستضاف في حوار على إحدى الفضائيات الساقطة ويُسأل من قبل المقدم لبرنامج الحوار عن سبب ما يزعم بأنه نجاح في مجال الطرب واللهو أو في مجال الدعارة والرقص تكون إجاباته بأن ذلك بتوفيق من الله ، أي توفيق هذا الذي أغضب الله ، والطامة تكمن إذا كان هناك طفل جالس وراء الشاشة يستمع لهكذا أقوال من أناس ساقطين ليبدون شكه في والديه فيوصفهما بالكذب لأنهما قد أخبراه بأن الله لا يوفق العاصين وها هم العصاة قد أبدوا من خلال كلامهم الكاذب بأن أفعالهم
ونجاحهم إنما هو بتوفيق من الله
وهذا ما حدث فعلاً لطفلة قد تلقت من أبويها ومن يُحيط بها من الأقارب بأن المعصية تودي بصاحبها إلى الهلاك
وأن الله لا يوفق العاصين أبداً
وذات يوم وبينما هي جالسة خلف شاشة التلفاز وإذا بها تسمع من إحدى الراقصات الباغيات بأن سبب نجاحها
في هذا المجال هو من الله عليها توفيقه لها
فما كان من هذه الطفلة إلا أن جاءت غاضبة إلى عمتها وحينما سألتها عن سبب زعلها
أجابتها بكل براءة : أنتِ تكذبين علي
كانت العمة حكيمة فقابلت خطابها هذا بكل هدوء وتعاملت معها برقة حيث أخذتها بين ذراعيها
وأجلستها في حضنها وهدأتها ولم توبخها على إساءتها لها
ثم تخاطبت معها برقة قائلة لها : حبيبتي أخبريني متى كذبت عليكِ ؟ وكيف ؟
فقالت لها الطفلة ببراءة : حينما قلتِ بأن الفن والرقص حرام وأن من يفعل ذلك فلن يكون موفقاً من الله ، بينما قد
سمعتُ إحدى الراقصات تقول بأن نجاحها في مجال الرقص والغناء إنما هو بتوفيق من الله ولوقوفه معها
فأجابتها عمتها : عزيزتي اعلمي وتعلمي مني هذا الكلام وضعيه حلقة في أذنيكِ ليصل إلى عقلكِ الصافي ليُطبع
ولا يمحى من ذاكرتكِ أبداً
لا يوجد أحد يعمل السوء ويتعرف بين الملأ بأنه أساء خصوصاً إذا كان متمادياً في المعصية طالباً للدنيا وزخارفها ، عارضاً عن تعاليم الله ، فاعترافه بالمعصية يعني توبته منها وهذا لن يكون لمن يجد في معصيته سبيلاً للشهرة وطريقاً لجلب المال ، لذا يكذب على الله ليُبرر قبيح عمله فلو أن الله يوفق العاصين ويقف بجانبهم
إذاً لماذا خلق النار ولمن كان زفيرها وحر لهيبها.. أللمؤمن الموحد الذي طلق الدنيا وأقبل إلى الله راجياً رضاه
وطامعاً في جنانه ، بالتأكيد لا
إنما خلفها للعاصين الذين اتخذوا أيمانهم جنة ليصدوا عن سبيل الله فلا تغتري بما يقولون فالله تعالى يقول
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ 204 سورة البقرة
وكوني على يقين بأن هؤلاء وأمثالهم أتباع الشيطان كذبوا على الله ليُرضوا بذلك شيطانهم ويوهمون الناس بجمال
فعلهم القبيح حتى ينجذبوا إليهم ويتفاعلوا معهم ويؤيدوهم على قبيح ما يفعلون ..
وبينما العمة تواصل حديثها وإذا بالبُنية أخذت تبكي بشدة ثم انكبت
على عمتها تُقبلها وتعتذر
إليها لوصفها إياها بالكذب
فما كان من عمتها إلا أن بادلتها الإحساس الطيب فقبلت ما بين عينيها وطيبت خاطرها بكلام جميل
ثم قالت لها : لا تتسرعي عزيزتي في إصدار الحكم ، وإن أُشكل عليكِ أمراً فتعالي واستفهمي مني
وستجديني في خدمتكِ ولن أترك هؤلاء الشياطين يتلاعبون بأفكاركِ أبداً
بارك الله فيكِ وأصلحكِ وجعلكِ للخير داعية وعن الشر معرضة