علموا أبناءكم التقوى
«•• علموا أبناءكم التقوى ••»
على كل أب وأم أن يعلموا أبناءهم ما يسعدهم في الدنيا والآخرة من العلوم الشرعية النافعة،
وأهم ذلك التوحيد،
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: - ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ،
كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل
لخلق الله ذلك الدين القيم }صحيح البخاري
"، وكذلك الآداب والحقوق والواجبات، علموهم بر الوالدين، علموهم صلة الأرحام،
علموهم احترام الكبير، والعطف
على الصغير
ولدتك أمك باكيا مستصرخا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا
يوم يقع الطفل على الأرض يكون المسئول الأول عنه هو الأب، فواجبه أن يقوده
إلى بر السلام، وإلى طريق الجنة
يقول لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِالَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: ]، أي: احذر أن تكون مشركًا، واحذر أن
تجعل لله ندًّا، وقال: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ،
[لقمان: ]، فهل سمعت أسلوبًا أعجب من هذا؟!
ثم قال: وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: ]، أي لا تتكبر
على عباد الله ولا تزله ولا تكن معجبا بنفسك فأنت عبد للواحد الأحد، ثم قال له: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ
صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان: ].
فكن أديبا موجهًا، والرسول صلى الله عليه وسلم اعتنى بتربية
الأولاد، بل هو الذي نشر الفضيلة.
إن البرية يوم مبعث أحمد
نظر الإله لها فبدل حالها
وقال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: ) - كنت خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا
غلام ، إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن
بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف )
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سن الترمذي - لصفحة أو الرقم: 2516
فهل أوصى الآباء أبناءهم بهذه الكلمة، وهل قال الأب لابنه عندما يذهب إلى المدرسة
أو إلى مزرعته (أحفظ الله)، فلينظر كل منا كيف سيحاسب في تربية أبنائه،
وليؤد واجبه نحوهم.
والحمد لله الذي تتم بنعته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي،
وعلى آله وصحبه أجمعين،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.