كلمة الرئيس محمد أنور السادات فى افتتاح مدينة السلام فى٣ أكتوبر ١٩٨١

كلمة الرئيس محمد أنور السادات
فى افتتاح مدينة السلام
فى٣ أكتوبر ١٩٨١



بسم اللّه
بعد أن استمعتم الى كلمة محافظ القاهرة بكل ما تحتويه من قيم ومعانى تحولت وتجسدت فى عمل رأيناه اليوم بأنفسنا ، أشعر بالفخار حقيقة

فمنذ أيام قليلة كنت أقدم للشعب القادة الذين يقومون فى جميع السلطات التنفيذية والتشريعية بملحمة الاداء الرائع ، أجدنى اليوم أكثر فخارا عندما استمع معكم ويستمع معنا الشعب الى حديث سعد مأمون محافظ القاهرة لا مكان لكلمة منى أو من غيرى بعد أن استمعنا كلمة الرجل الذى وعد وأنجز وعده ولازال يكمل بقية ما وعده

قلت لكم وقلت لشعبنا أن المرحلة ، مرحلة المعاناة ، قد مضت وأننا الآن فى سبيلنا الى جنى ثمار المعاناة التى عانيناها

كان مفروضا أن تكون السنة الماضية سنة ٨٠ هى السنة التى نبدأ فيها بجنى هذه الثمار ، بل السنة التى نصل فيها الى مرحلة الانطلاق ، ولكن سامحهم اللّه الاخوة العرب لم يستطيعوا أن يفوا لا بوعدهم ولا بتقدير ما أدته مصر من أجلهم

يكفى فقط أن أقول أن أبنائى الذين عبروا يوم أن أصدرت لهم الأمر وكان سعد مأمون قائد الجيش الثانى الميدانى ، يكفى أن أقول أننى يوم أن أصدرت أمرى لهم بالعبور وبقبول التحدى الى أقصى مداه لم يترددوا لحظة ، بل قلبوا كل الموازين العسكرية فى عالم اليوم

اليوم .. فى هذا اليوم بالذات اقرأوا عما كتبه معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن أن معركة أكتوبر قلبت كل الموازين ، وقلت لكم ولشعبنا أن جيل أكتوبر لابد أن يتولى المسئولية ، لذلك لم يكن غريبا على أذنى وأنا أستمع لسعد وهو يلقى تقريره أمامنا الآن وأمام الشعب كنت أتذكر يوم أن ألقى أمامى تقريره كقائد للجيش الثانى ووضع فيه منجزات بعد أن أدوا الواجب كاملا ، وبعد أن أعادوا ، ليس فقط لشعبهم ، وانما لأمتهم العربية .. كرامتها وعزتها وأعادوا لها أيضا ثروة العالم كله

اليوم وبعد أن ارتفع ثمن برميل البترول من دولارين الى ٣٦ دولار ، هذا كله كان من صنع جيل أكتوبر الذى عبر ، جيل أكتوبر الذى استمعنا لرجل من رجاله .. سعد مأمون ، اليوم الى ما يشبه المعجزات أن يتم هذا الذى رأيناه كله فى سنة فقط ، وبهذا الاحصاء الذى تكلم عنه فى الكهرباء .. كما فى البناء .. كما فى الحدائق .. كما فى المستشفيات .. كما فى المدارس .. المام كامل حتى بكل مصادر القوى .. فى مصر هذا هو جيل أكتوبر الذى قلت لشعبنا أنه يصنع المعجزات .. نحن نعيش فى هذا المكان معجزة من المعجزات .. وأحمد اللّه أن تلكأ الاخوة العرب أفادنا فاعتمدنا على أنفسنا .. صحيح أنه برامجنا تأخرت ثلاث سنوات ، ولكن مضت السنوات الثلاث وبحمد اللّه فى نهاية ٨٠ فى ديسمبر الماضى كما تذكرون ، كان الافتتاح الثانى لقناة السويس والتى تم فيها انجاز عبر ٥ سنوات كما قال سعد تماما فى صبر وصمت بعد ٥ سنوات من الصبر والصمت والعمل الدائب يرتفع دخل القناة الى مليار و ٢٠٠.٠٠٠ دولار من قبلها فتحنا النفق .. عمل جبار ، من بعدها فى الايام الماضية كنت أفتتح ماردا لانتاج السماد فى المنصورة ، واليوم نحن نعيش هذه المعجزة بكل المقاييس ، معجزة .. ليست جدلا .. ليست صراعات .. وليست أحقاد .. وليست بذاءات تصدر عن البعض ، يريد أن يشغلونا بها عن معركتنا ..هنا أصدق انتاج .. عرق .. عمل .. أنا أرشح كلمة سعد مأمون لكى يسمعها الشعب، فكما قلت ، ليس لى ولا لأحد غيرى أن يتحدث بعد الذى تحدث به سعد مأمون وأذكر وأذكر أبناء شعبنا .. أقول لهم اننى أحمد اللّه حمدا لا نهاية له ، فقد وعدتكم وأراد اللّه سبحانة وتعالى أن يكون فى عونى فينفذ الوعد .. قلت لا مقدم لآن أبنائى من الشباب لا يستطيعون دفع المقدم للتمليك ، وقد نفذ الوعد ، قلت أن ، كما حكى تماما أن يستقطع لكى نسهل الأمر على شبابنا .. وعائلاتنا .. وأبناءنا أن يستقطع ثمن الأرض وأن يربط إيجار معقول يكون في نفس الوقت ايجار وقسط تمليك، ونفذوا هذا تماما لشعب مصر . ولجيل أكتوبر منى كل التحية ، وكل العرفان ، بدون هذا البذل والفهم والتأييد من جانب شعبنا ما كنا نستطيع أن نتخطى الصغار الذى أراد أن يحيط بنا سواء فى أمتنا العربية أو بعض الشواذ فى داخل هذا البلد بدون تأييد الشعب وفهمه .. واداءه ما كنا لنستطيع أن نصل الى هذه المرحلة ، وكما قلت لكم كنا بالأمس فى المنصورة للمشروع العملاق انتاج السماد وانتاج السماد شئ أساسى للأمن الغذائى ، الأمن الغذائى ليس فقط الانتاج الزراعى .. والحيوانى ومنتجات الدواجن وغيره لا .. ده فى الأساس السماد من مقومات الزراعة، والزراعة تشكل أساسا صلبا للأمن الغذائى لأننا نأكل ثلاث وجبات فى اليوم بالأمس كنا فى المنصورة، واليوم نفتتح هذه المعجزة .. وكما قلت من قبل كانت القناة ومن قبلها كان النفق، وفى يناير المقبل باذن الله أول مجمع زراعى صناعى فى الصالحية، ملحمة أخرى من ملاحم نضال شبابنا .. وشعبنا ، ومن هنا الى يناير المقبل عشرات المشروعات سأفتتحها باذن الله لكى ، كما وعدت شعبنا، لكى نعوض مرحلة المعاناة وننتقل إلى مرحلة جنى الثمار التى وصلناها فعلا بحمد الله فى أمان وفى اطمئنان وفى ديمقراطية وبارادة .. وعرق .. وأداء شعبنا وجيل أكتوبر ، من شعبنا ، تحية لسعد مأمون .. تحية لجيل أكتوبر .. تحية لكل عمالنا الذين صنعوا ويصنعون هذه المعجزات والمعجزات الأخرى في طول البلاد وعرضها وحمداً لله حمداً بكل ما فى قلبى من نبض حياة بكل ما فى جسمى من نفس ، بكل ما في ما أتحرك ، بكل ما أنفق ، أحمد ربى سبحانه وتعالى على أن أعانني لكي أفي بوعدي للشعب ، فلقد كانت بحمد الله ولا زالت يد الله فوق أيدينا .. من أجل هذا فإلى لقاء بإذن الله سيتكرر في الفترة المقبلة لافتتاح منجزات ونهاية معاناة أدينا فيها وبذلنا فيها وكنا صادقين مع الله سبحانه وتعالى ومع شعبنا ومع أنفسنا وأحمد الله سبحانه وتعالى على ماجزانا وعلى ما رزقنا وأعطانا ، وفقكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته