أخلاقنا الإسلامية العظيمة
مراعاة حقوق الزوجة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
كثيراً ما يتبادر إلى مسامعى من بعض الرجال هذا اللفظ الموجه
إلى السيدات عامة والزوجة خاصة :
" ناقصات عقل ودين "
ومن طريقة إلقاء الجملة يتضح فيها نية الذم والقذف ويتعلل فى مقولته
بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم
والذى ذكر فيه نقصان العقل والدين لعلل ولحكمة وليست لتقليل قيمة المرأة على الإطلاق .
( " .............. يا رسول الله ! وما نقصان العقل والدين ؟
قال : أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل . فهذا نقصان العقل .
وتمكث الليالي ما تصلي . وتفطر في رمضان . فهذا نقصان الدين "
الراوي: عبدالله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 79
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذاً هذا نقصان العقل و نقصان الدين لا أكثر و لا أقل .
و صدق سيدنا رسول الله
و لا يصح أبداً التقليل من شأن زوجته أوالإستهانة بها
بحجة أنها درجة ثانية والزوج فقط هو صاحب المقام الرفيع
وكما يحدث فى بعض الأحيان من إهانتها وسبها والإستقواء عليها
والتعامل معها بمبدأ
" ذبح القطة "
أو " اكسر لها ضلع ينبت لها عشرة "
وذلك لأنها خلقت من ضلع أعوج لا تحاول أن تقومه فينكسر
وينقلب الحال كما نبه
وقد شدد على ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت .
واستوصوا بالنساء . فإن المرأة خلقت من ضلع . وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه .
إن ذهبت تقيمه كسرته . وإن تركته لم يزل أعوج . استوصوا بالنساء خيرا "
الراوي: أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1468
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهذا الإعوجاج فى الضلع قد يكون " كما ذكرت فى مقال سابق "
من المؤكد أن لهذا الإعوجاج وظيفة وهدف فى الحياة
فمن الممكن أن يكون الإعوجاج فى عاطفتها الفياضة أو فى عطائها اللا محدود
أو حتى فى أمومتها ومن الممكن أن يكون فى نسيانها آلام الوضع
ورغبتها فى الحمل مرة أخرى بالرغم مما قاسته وعانته
وإحتمال أن يظهر هذا الإعوجاج فى صبرها على تربية أولادها الأيتام
فى حين ان معظم الرجال لا يطيقون ذلك
فلها قدرة عجيبة على أن تكون أماً وأباً فى نفس الوقت فى حين يعجز الرجل عن ذلك
وقد يظهر فى قدرتها على إستيعاب أربع أفواه تتحدث فى آن واحد
وقد يتضح هذا الإعوجاج فى سهرها طوال الليل وقدرتها على المواصلة بالنهار .
إن مراعاة حق الزوجة لا تتمثل فى توفير إحتياجاتها المادية فحسب
ولكنها فى ضرورة توفير ذلك الإحتياج الأكبر المعنوى فى كلمة طيبة
وإبتسامة رقيقة ولمسة حانية .
مراعاة حقوقها فى توفير إحساس المودة والرحمة والتعامل معها بما يناسب طبيعتها
والتى تختلف بكل تأكيد عن طبيعة الرجل .
وفى كثير من الأحيان يكون الجمال الروحى للزوجة هو سر جمالها وتألقها الحقيقى
فلا يبهرك حُسن مزيف ومظهر خادع يخفى ورائه سم رعاف لا دواء له .
ولنا فى رسولنا الكريم قدوة وإسوة حسنة فى حسن العشرة والمودة والعطف
ولا يتضح ذلك فقط من احاديثه الشريفة والتى حث فيها على حسن معاملة النساء
والترفق بهن وإنما من سلوكه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته أمهات المؤمنين .
وإعترافه الدائم بحبه وتقديره للسيدة خديجة رضى الله تعالى عنها
حتى بعد موتها ضارباً أروع مثال من الوفاء وحسن العشرة والحب
وكذلك إعلانه الصريح بأنه السيدة عائشة رضى الله عنها هى احب النساء إلى قلبه .
ذلك الحب الذى يخجل العديد من الرجال الجهر به أو حتى إظهاره لزوجته نفسها .
إن الزوجة أخى الكريم تستمد قوتها من ذلك الوقود السحرى
الذى تمدها أنت به وقود لن تجده إلا لديك
و هذا الوقود هو عبارة عن مركب وخليط من الحب والمودة واللمسة الحانية
والنظرة الودودة والكلمة الطيبة وحسن العشرة
جرب أن تمنحها إياه وستجد منها ما يذهلك ولا تنسى دائماً
" رفقاً بالقوراير "
أقوال فى مراعاة حقوق الزوجة
من القرآن الكريم :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
سورة الروم 21
من السنة المطهرة :
" سألت أمنا أم المؤمنين السيدة / عائشة رضى الله تعالى عنها و عن ابيها :
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟
قالت : كان يكون في مهنة أهله ، تعني خدمة أهله ،
فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة "
الراوي: السيدة م عائشة - رضى الله عنها و عن أبيها
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 676
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
السلف الصالح :
" مكـثـنا عِشرينَ سنة ما اختلفنا في كلمةٍ واحدة "
الإمام احمد بن حنبل يقول عن زوجته
----------------
كانت عاتكة بنت زيد رضى الله عنها حسناء جميلة،
تزوجت بعبد الله بن أبي بكر رضى الله عنهما فأحبها حباً شديداً
حتى شغلته عن الجهاد والعمل وغيرهما.
ومر عليه أبو بكر الصديق وهو في حجرته معها في يوم جمعة،
وأبو بكر متوجه إلى صلاة يوم الجمعة، فصلى أبو بكر ثم رجع فوجده مازال يناغيها،
فقال: يا عبد الله، صليت الجمعة؟ قال: أوصلى الناس؟
قال: نعم. قد شغلتك عاتكة عن المعاش والتجارة،
وقد ألهتك عن فرائض الصلاة طلقها.
فطلقها تطليقة.
وبينما أبو بكر يصلي على سطح له في الليل إذ سمع ابنه عبد الله وهو يقول:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق
وما ناح قمري الحمام المطوق
فسمع سيدنا أبو بكر قوله فأشفق عليه، ورق له،
فقال: يا عبد الله راجع عاتكة.
فقال أشهدك أني قد راجعتها،
وقال لغلام له اسمه أيمن: أنت حر لوجه الله تعالى،
أشهدك أني قد راجعت عاتكة، ثم خرج إليها يجري إلى آخر الدار وهو ينشد:
أعاتك قد طلقت في غير ريبة
وروجعت للأمر الذي هو كائن
ثم أعطاها حديقة له حين راجعها .
--------------------------
أراد رجلٌ تطليق زوجته، فقيل: ما يسوؤك منها؟
قال: العاقل لا يهتك
ستر زوجته.
فلما طلقها قيل له: لِـمَ طلقتها؟
قال ما لي و للكلام فيمن صارت أجنبية
أختكم فى الله