المجاملة الراقية

المجاملة الراقية

المجاملة سلوك إنساني محمود وخلق حضاري راق لمن استطاع ان يمارسه في الوقت المناسب والمكان المناسب مع الشخص المناسب

وبينها وبين النفاق فاصل قد لا يدركه كثير من الناس..

والمجاملة نوع من انواع البشاشة اما فعليا او قوليا،

فعليا تظهر في سمات الوجه،

وقوليا تظهر في العبادات والكلمات المستعملة والألفاظ الحسنة وهي مطلوبة في غالب الحالات مع العدو والصديق الحميم

ومن هو بينهما ومما يؤسف له ان بعض الناس على احتلاف اطيافهم

يرفضونها شكلا ومعنى ومعاملة جهلا بأحكامها وحاجاتها الاجتماعية متعللا

انها مرادفة للنفاق وغير مقتنع بأهمية التعقيد بمثل هذه الآداب من زاويته الخاصة وحسب مفهومه..

وصنف من الناس يدرك ببصره الثاقب وبصيرته المحكمة

ان المجاملة فيما تحمله من معناها الجميل الحسن

كما اكد ذلك مختار الصحاح بأنها (المعاملة بالجميل) انها امر هام وحيوي في حياة الناس

فبدونها قد تصبح الحياة في جفاف يصعب تحملها ولا يطيق الناس أعباءها

وعموم القول ان المجاملة كما ذكر انها توثق عرى الصداقة

وتقوى وشائج الصلات والروابط الأخوية بين افراد المجتمع والواحد..

وقد تكون حلا لبعض امور الحياة الصعبة كما انها مفردة من الكلمات لها خصوصيتها

وحدها الاخلاقي الذي تنفرد به ولا تتعداه خشية ان تصبح نفاقا او تملقا او سلوكا غير محبوب واستخداما غير مرغوب..

وهي وان كانت واجبة وضرورة اجتماعية في بعض الحالات وقد تكون ملحة في غير اسفاف

حيث لا تكون في ثوابت الدين او فيما يضر بالصحة او في ما يسيء الى سمعة الانسان

او يحط من قدره ومكانته او هيئته او فيما يخل بالشرف او يؤذي الناس..

واخيرا اتفق صاحبي فيما ذهبت اليه حين تفهم معنى المجاملة

ومؤداها وحاجتها الاجتماعية التي تفرضها بعض الظروف

ولكنه اردف قائلا شريطة ان لا يجامل المرء بحيث يكلف نفسه

فوق طاقتها او يثقل كاهله فيما لا يستطيع فإن لم يكن ذلك كان على الانسان الصمت

والصمت في ذاته حكمة وادب قل خيرا أو اصمت

وانفض لقاؤنا باتفاق لا اختلاف نتيجة الحوار الهادئ الموثق