ملامح رسم الجسم البشري

ملامح رسم الجسم البشري
بالنسبة للفنان المصري القديم
فى عصر العمارنة

في الحقيقة أن الأمر يختلف اختلافا تاما في تصوير الجسم الإنساني في عصر العمارنة ويعد ذلك من أهم الأشياء التى خلفها لنا عصر إخناتون من الوجهة الفنية، وفي هذه الحالة يمكن للإنسان أن يتحدث عن فن عصر العمارنة وهو يشعر أنه يناقش وحدة مميزة لها حياتها وشخصيتها الخاصة بها، فالرجل والمرأة يصورهما الفنان على طبيعتهما أى كما يراهما أمامه بالعين المجردة فهو يخرج الصورة بمعناها الحقيقى حرا من كل قيد متوخيا في ذلك إبراز التفاصيل بصدق وهو ما كان غريبا عن الفن في تلك الفترة، فقد كان المعهود أن يصور الشخص وساقه اليسرى إلى الإمام وذراعاه متدليان بجانبه وراحتاه مقبوضتان ....الخ.
أما في عصر العمارنة فنرى أشخاصا جالسين وواقفين ومتحركين ومضجعين بكل وضع طبيعى يمكن للإنسان تصوره وأحيانا يصور في أوضاع لا يمكن قبولها أو تصورها وبالنسبة لليدين نجد نفس الحالة التى ذكرناها في القدمين، فقد كان المعهود سابقا عدم التميز بين اليدين ففى كثير من الأحيان كان يصعب التأكد عما إذا كانت اليد اليمنى أو اليسرى هى المرسومة، أما في فترة العمارنة فقد أعيد النظر في هذا الموضوع وتمثيلها تمثيلا صحيحا في الحيز الموضوعى

ويعلق إرمان قائلا: أن الفنان كان قد اعتاد حتى عصر امنحوتب الرابع أن يصور الملك كنصف إله يقدم القرابين للآلهة أو يقضى بخنجره على أسراه أو يجلس على عرشه في جمود ووقار، ولكن فنان الديانة الآتونية حاول مجتهدا أن يظهر ملكية كأحد أفراد البشر تحيط به زوجته وأولاده كما نجد حياة الأسرة المالكة مصورة في حملتها كما لو كان الفنان في هذا الوقت ممن فتحت له أبواب القصر أو من بين ضيوفه الدائمين.

وظل الفن على حالته القديمة في التمييز بين كبار الشخصيات وصغارها عن طريق الحجم ولكنه أضاف نقطة أخرى هى أنه كلما زادت صلة الشخص المصور بالملك وكبر مركزة وضح ذلك في طريقة تصويره بالأسلوب الجديد كالملك، وكلما قل مركزه وبعدت صلته بالملك خضع للأسلوب التقليدي..