انعطاف صوب معبد بتاح

انعطاف صوب معبد بتاح

من الفناء بين البوابتين الثالثة والرابعة يستطيع المرء أن يمشي شمالا حوالي مائة متر (325 قدما) على طول ممر مغبرّ خلال حقل مليء بكتل عليها نقوش إلى الطرف الشمالي للسور المركزي. هنا يقع معبد بتاح، أحد الأرباب الخالقين الرئيسيين في مصر، وقد لعب بتاح مع صاحبته سخمت، الربة التي لها رأس أسد، دورا هاما في تتويج الملك. معبده حسن التصميم يتميز بموقع جذاب وهو جدير بالزيارة.

وصفه تحتمس الثالث في نص منحوت في المقصورة المركزية للأثر: "شيدته كصرح لوالدي بتاح من الحجر الرملي الأبيض الفاخر وأبواب من الأرز الجديد من أفضل المدرجات وهو أجمل مما كان من قبل...وجد جلالتي هذا المعبد مبنيا من الطوب اللبن والأعمدة الخشبية ومدخله من الخشب آيل إلى الخراب 000 فوضعت له (بتاح) عرشه العظيم من الإلكتروم من خير بلاد.

كل الأوعية كانت من الذهب والفضة وكل حجر ثمين رائع ومكسو بالكتان الفاخر والكتان الأبيض ومراهم من أصول إلهية لأداء مراسمه السارة في أعياد بدء الموسم التي تجري في هذا المعبد..." بني المعبد على أساسات صرح أقدم ثم وسعت أكثر في العصر المتأخر وعصور البطالمة. بنيت خمس بوابات معظمها بطلمي على طول محور المعبد الشرقي وزخرفها عدد من ملوك البطالمة (كذلك فعل الملك شبكة من الأسرة 21). وهي تؤدي إلى البوابة الأصلية لتحتمس الثالث (السادسة) التي أعاد رعمسيس الثالث بناءها. هذه البوابة تسبق دهليزا يؤوي ثلاث موائد قرابين. المائدة التي على يمين (الجنوب) قطعها أمنمحات الأول في الدولة الوسطى ونقلها إلى هنا تحتمس الثالث مع هياكل وراء هذا، مقاصير لبتاح إلى اليسار (شمال) والوسط، ومقصورة لحتحور على اليمين (جنوب). في الهيكل الأوسط، يقدم تحتمس الثالث إلى بتاح وآمون القرابين،

وهناك تمثال لسخمت في الغرفة اليمنى يُضاء على نحو درامي في أوقات محددة من النهار بشعاع من الضوء يفيض من خلال فتحة صغيرة في السقف. ومن الجدير قضاء بعض اللحظات في هذه الغرفة لتقدير هذا الوضع الدرامي للتمثال. تمثال سخمت له جسم امرأة أحسن الصانع في إبداع هيئتها، ولكن لها رأس أسد، ومن أجل ذلك فقد أفزعت القرويين المحليين منذ قرن، لدرجة أنهم زعموا أنها وحش يعود إلى الحياة في الليالي التي لايطلع فيها القمر وكانت تهيم في أزقة القرية وتبتلع الأطفال الصغار. وقد عرف أن القرويين كانوا يهاجمون التمثال بالمقامع والأحجار.