المقابر الملكية خلال العصر العتيق "

" المقابر الملكية خلال العصر العتيق "

مع نهاية عصور ما قبل التاريخ وبداية ظهور المملكة الموحدة تحت قيادة الملك المنتصر " مينا " أول ملوك مصر الموحدة فلقد ظهرت مدينتان استخدمتا لدفن الملوك وهما أبيدوس ، سقارة ولقد كان هذان الموقعان يقعان في الصحراء ويضم كلاهما عددا كبيرا من مقابر الأسرتين الأولى والثانية.

ونجد من الظواهر الخاصة بالعصر العتيق هي مقبرتين تحملان اسم ملك واحد أحدهما في أبيدوس ومقبرة أخرى في سقارة ولقد حاول علماء الآثار معرفة سبب ذلك ومعرفة أي القبرين هو القبر الحقيق الذي دفن فيه الملك ، ولكن حتى الآن كل الآراء المطروحة حول هذا الموضع مازالت في مرحلة الفروض ، ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية.

ومن الآراء المقترحة أن أحد القبرين كان بمثابة ضريح رمزي للملك ، والقبر الآخر هو المدفن الحقيقي لمومياء الملك.

يرى بعد الباحثين أن ملوك الأسرة الأولى تم دفنهم بالفعل في أبيدوس ، أما ملوك الأسرة الثانية فتم دفنهم في سقارة في المكان الواقع حاليا تحت المعبد الجنازي الخاص بمجموعة الملك ونيس "الهرمية " وذلك فيما عدا آخر ملكين من ملوك هذه الأسرة وهما الملك " برأيب سن " والملك " خع سخموي" واللذان تم دفنهم في أبيدوس.

ومقابر هذه الفترة تختلف تماما عن مقابر عصر ما قبل التاريخ ، حيث ظهر هنا ما يسمى اصطلاحا باسم " المصطبة" وهو بناء يتكون من جزئين جزء تحت سطح الأرض ، وجزء آخر فوق سطح الأرض.

والجزء الذي يقع تحت سطح الأرض عبارة عن حفرة كبيرة مستطيلة لا يزيد عمقها عن 4م ، وشيد فيها عدد من الحجرات مسقوفة بالخشب ، وخصصت الحجرة الوسطى وهي غالبا أكبر الحجرات لدفن الملك المتوفى ، وهذه الحجرة كانت تبطن غالبا بألواح من الخشب، أما باقي الحجرات الجانبية فخصصت للأثاث الجنازي المصاحب للميت.

أما الجزء المشيد فوق سطح الأرض فهو عبارة عن بناء مستطيل مشيد بالطوب اللبن، وحوائطه مائلة قليلا ، مما يجعله شبيها بالمصاطب المنتشرة في الريف المصري حاليا، ولهذا أطلق عليه هذا الاسم ، وهذا البناء لا يقل ارتفاعه عن 7م ، وتتميز جدرانه الخارجية بكثرة الخرجات ، والدخلات التي تشبه المشكاوات ، وملحق بهذا المبنى مقصورة وهي خاصة بإقامة الطقوس والصلوات للمتوفى.

ومن المصاطب الهامة لملوك الأسرتين الأولى والثانية مصطبة الملك " حور – عحا " من الأسرة الأولى في أبيدوس ، ومصطبة أخرى في سقارة ، ومن ملوك الأسرة الثانية مصطبة الملك "برايب سن " والملك " خع – سخموي " في منطقة أبيدوس في الجنوب.

وقد تطورت هذه المصطبة مائلة الجوانب ذات المسطح الواحد ، وانتقل منها إلى المسطبة ذات المسطحين أي ذات الإضافة الواحدة المحيطة بها ، ثم إلى المصطبة ذات المسطحات الثلاثة ، أي ذات الإضافتين بها ، وكان كل ذلك مقدمة للوصول إلى الشكل الهرمي فيما بعد.