المرأة في روسيا

المرأة في روسيا

غالا دياكونوفا امرأة فاتنة وسيطة بين الجنون والعبقرية

يلينا دياكونوفا كثيرا ما تعرف باسم غالا.. هى ملهمة للفنانين السيرياليين والشعراء وامرأة فاتنة ساحرة اثارت جنون الشاعر الفرنسي بول إلوارد ورائد المذهب السيريالي العالمي سلفادور دالي.

يلينا دياكونوفا كثيرا ما تعرف باسم غالا .. هى ملهمة للفنانين السيرياليين والشعراء وامرأة فاتنة ساحرة اثارت جنون الشاعر الفرنسي بول إلوارد ورائد المذهب السيريالي العالمي سلفادور دالي. واعترف كل منهما ان لا حياة لهما دون غالا. وحضر في حياتها ايضا الشاعران الفرنسيان لوي اراغاون وتريستان تزارا والفنان الطليعي الالماني ماكس ارنست. كانت تحب رجالا اصغر سنا منها وهى تعاملهم كأم تعامل ابناءها. وبعد طلاقها من بول إلوارد، الذي اصبح آنذاك شاعرا شهيرا في فرنسا تزوجت العبقري سلفادور دالي، الفنان الفقيرالذي لم يعرفه احد، وتحولت الى إمرأة وسيطة بين جنونه وعبقريته من جهة والواقع من جهة اخرى. وعملت على ان لا يصبح مجنونا وجعلته معروفا لدى العام كله، وحضرت في معظم لوحاته، كما حضرت في اشعار بول إلوارد.

لم تبعث حياتها في بادئ الامر على اي تفاؤل، حين فقدت وهي طفلة ابيها الموظف المتواضع في مدينة قازان الروسية، ثم انتقلت مع امها التي تزوجت محاميا الى موسكو، حيث درست في مدرسة واحدة مع اناستاسيا تسفيتايفا، شقيقة الشاعرة الشهيرة مارينا تسفيتايفا. غالا وبول إلواردواصيبت بمرض السل وارسلت الى مدينة دافوس السويسرية للعلاج، حيث تعرفت على شاب فرنسي مصاب مثلها بالسل،كان ينظم الاشعار ويطلع صديقته الجديدة عليها، فولعت بشعره، وطبعت ديوانه الصغير على حسابها، واعلنت للعالم كله انه رائعة لا مثيل لها. ثم عادت الى وطنها فلم يتمكن الشاعر العيش بدونها لان تلك الفتاة الروسية النحيلة فتنته ودخلت في احلامه واشعاره. فتكاتبت معه وسمته "ولدي" ووصفت نفسها كظرف فارغ بدونه. وشهدت كنيسة القديسة جنفييف التي استذكرت جدرانها جان دي ارك في فبراير/شباط عام 1917 طقوس زواجهما. وكانا سعيدين في زواجهما. فانجبت له ابنة سميت سيسيل. لكن إلوارد كان شاعرا ونظر الى العالم بعيون مجنونة. فتشكل مثلث للعشاق يضم كلا من إلوارد وغالا والفنان الالماني ماكس ارنست، ولم ينكسر الا بمجيء سلفادور دالي الفنان الفقير الشاب الذي فاجأها عام 1929 في اسبانيا. وهو بسن 25 سنة وبلغت غالا آنذاك 35 عاما من عمرها. وتعرف اولا بزوجها إلوارد الذي اعتبره بطلا اسطوريا على حد تعبيره. ثم تعرف عليها وفهم انها امرأة ستقوده مدى الحياة. فتركت من اجله شاعرها المحبوب وابنته التي قامت على تربيتها والدة إلوارد ورأت في دالي عبقريا شبه مجنون. وقالت له ساصنع منك ما ارغب، فانصاع لها. وقالت له يوما "لن نفترق ابدا"، وكان الامر كذلك. وطلقت شاعرها الثري المشهور وتزوجت فنانا شابا فقيرا غير معروف يصغرها ب 10 سنوات رغم ان شاعرها إلوارد ما زال يحبها وقال:" انت زوجتى الى الابد وانا اكرر اسمك غالا صباحا ومساء". وكرس لها ديوان شعر اطلق عليه "شعر الحب" حيث كتب "لم يتمكن فيّ يفارق عيونك". وظل سلفادور دالي طول حياته يمتدح زوجته ويعبدها لانها كشفت عن موهبته المجنونة، ولو لا غالا لكان قد جن ولم يعرف العالم فنانا اسمه سلفادور دالي. وقال في كتاب المذكرات "الحياة السرية لسلفادور دالي" الذي ترجم الى جميع لغات العالم، بما فيها اللغة الروسية:"انا بدون غالا لست سلفادور دالي. بدونها أصبح مجرد رجلٍ آخر كان سينتحر عند برج ايفل".

لم تكن تعلمه باقوالها فحسب، بل وتساعده بافعالها وتنكر ذاتها كي يهتم الاثرياء وذوو النفوذ في مجال الفن بمشاريعه ولوحاته. غالا وسلفادور داليوكانت تبدى ما لها من الشطارة والحيلة من اجل ان تبيع لوحاته وتقيم معارضه. وصاحبته الى امريكا في مطلع الاربعينات. ولما اشتهر وذاع صيته باتت تقيم معارض وحفلات سيريالية وتلقي محاضرات وترسم صور البورتريه للامريكيين الاثرياء. وتعودت على المعاناة بسبب تقلباته المزاجية . وكان دالي الذي عرفه الجميع غاضبا لم يستطع ضبط نفسه. وابتكرت اكثر من طريقة ليعيش لحظات سعيدة وكان يبدو بين يديها كانه مفتون.وظل طوال حياته بوقا لغالا .. رسم صورالبورتريه لها وكان يفسر انتصاراته كلها بتأثيرها النافع عليه وقال مرة:" تعلمت على السيطرة على الريشة بفضل خوفي من مس وجه غالا". وفي فترات الفراق معها باتت لوحاته تصور غالا في عتمة و ضوءٍ ضبابي. وعادا من امريكا الى اوروبا في اواخر الاربعينات وما زال دالي يرسم موديله غالا في لوحاته الكثيرة وما زالت غالا تلهمه. ويمكن ملاحظة ملامح غالا حتى في لوحته "العشاء السري". وفي لوحة اخرى يحمل خريستوفر كولمبس حين يخطو على الشاطئ الامريكي لافتة كتب عليها ما يلي: "احب غالا اكثر من الام واكثر من الاب واكثر بيكاسو وحتى اكثر من الاموال". وبالرغم من ان العشاق لم يفارقوا غالا حتى في سن السبعين كانت طول حياتها تحب شخصا واحدا وهو سلفادور دالي.

اعتزلت غالا في السنوات الاخيرة لحياتها في قصر بوبول الاسباني الذي اهداها اياه دالي ولم تسمح بزيارتها حتى لدالي نفسه، الا بموافقة خطية منها. لكنها توفيت في مكان يبعد 80 كيلومترا من القصر.

ورحلت غالا عام 1982 . ونفذ دالي رغبتها الاخيرة. وامر بصنع تابوت بلوري. ويقال انه رقد فيه فترة. ثم وضع جثمانها فيه ونقله الى القصر حيث دفنت في مدفن خاص.

وأنشأ دالي مؤسسة "غالا وسلفادور دالي" لتخلدهما سوياً.

» خواطر الشيخ / الشعراوى - من كتاب مكانة المرأة في الإسلام حوار حول المرأة
» خواطر الشيخ / الشعراوى - من كتاب مكانة المرأة في الإسلام في مهمة المرأة..شرف و إعتزاز
» مقطع مميز: عورة المرأة مع المرأة
» رمضان في روسيا
» فنون روسيا و سحر الواقعية