بسم الله الرحمن الرحيم
رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
صدق الله العظيم
هذه احدى الحكايات الرائعة التي يحاول النظام الليبي طمسها ومحوها من
ذاكرة الشعب ولكن تأبى الحقيقة الا ان تشع ساطعة رغم انوف الطغاة
يعتبر السيد ادريس السنوسي ملك ليبيا السابق رحمه الله احد علماء الدين
الكبار الحاملين لكتاب الله وقد كانت زوجته السيدة فاطمة الشفا, ارحمها الله
مخلصة, ولم تفارق السيدة فاطمة الشفا, ولم تتخل عنه, منذ أن اقترن بها
السيد ادريس عام 1930م, فقد عاشت معه كـُلّ الصعاب دون ملل, أو كَـلـَل.
ذات يوم تعرضت السيدة فاطمة الشفا, لإبتلاء شديد, يومها كانت ملكة
المملكة الليبية المتحدة, كما ينص الدستور, الذى مُزق وَرُمِيّ, وداسته
أحذية الرجال الجُوف فيما بعد, فالبلاء الذى أصاب هذه السيدة الكريمة,
كـَـان يوم5 أكتوبر1954م, ففِـى هذا اليوم تم إغتيال السيد ابراهيم
الشلحي ناظر الخاصة الملكية أمام مجلس الوزراء.
كان القتيل اقرب موظفي الدولة الليبية الى السيد إدريس ملك البلاد,
وكان القاتل شابًا يافعـًا إبْنَ عم السيد ادريس, وكـَذلك إبْن أخْ الملكة
فاطمة, والقاتل هـُو الشاب الشريف محي الدين السنوسي, هـَزّت
هذه الجريمة السياسية الدولة, وكانت اختبارا صعبًا لهذه الدولة
الوليدة, قــُدِّم المتهم الى محكمة مدنية, وأصدرت حكما بإعدامه,
وأحِيْـلَ حُكـْم المحكمة الى ملك البلاد, حيث أن صلاحياته
الدستورية تـُجِيْز له تخْـفِيف العقوبة لكِنّـه آثر تطبيق شرع الله,
وصَدّق على حُكـْم الإعدام بحق احد أبناء عائلته, ونفذ الحكم بإعدام
الشريف محي الدين, في السجن القديم المجاور لمقبرة سيدى
إخريبيش الملاصق للمنارة على شاطىء الشابي, في مدينة
بنغازى, وكان أول وآخر تنفيذ حُكـْم إعدام يتعرض له مواطن
ليبي, في قضيّة سياسية طيلة العهد الملكى.
أيّ عدل هذا يا ملك الملوك الصالحين؟, وأيّ صبرعلى المكاره تـَجَـلـّـدت به
بنت الأكـَارم, فاطمة الشفا؟ عندما يُـصَدّق زوجها ملك البلاد, على حـُكـْم
المحكمة, بإعدام إبن شقيقها. ماسمعنا بهذه العدالة سوى عدالة عمربن
الخطاب, والخلافة الراشدة. لو حدث ما حدث لأحد اقارب الاسرة الحاكمة
اليوم, وقـَتـَل احد افرادها احد المواطنين, فلربما يعاقب بإبعـَادِه خارج الوطن
فى احدى العواصم الغربية, لمدة قصيرة, ثم يعود ويتبوأ أرفع المناصب
الأمنية أو الوزارية, لـِيُوَاصِل بعدها قتل المواطنين, ونهب الأموال العامة,
كـَمُكافأة له
واليكم هذه القصة الرائعة التي ترينا الفرق الشاسع بين اخلاق الملك
ادريس رحمه الله وبين النظام الحالي الذي لا يعرف الشفقة والرحمة
في احد الايام من شهر أغسطس, حين كان الحاج محمد هدية يشرف على
عماله, لصيانة خارج القصر, وكان ذلك اليوم شديد الحرارة, نظر السيد
ادريس من شرفة مكتبه إلى العمال, وكانوا ثمانية عمال, وجميعهم, من
مصر, هنا سمع المقاول صوت ينادي, من أعلى الشرفه"ياسى محمد"نظر
الحاج محمد هدية الى أعلى فوجد أن الذى يناديه هو السيد ادريس, ردّ
الحاج على الملك نعـَمْ يا مولاى, فأمره الملك بالصعود اليه, ما ان صعد
الحاج محمد هدية الى المكان, حتى بادره السيد ادريس, آلا تخشى الله في
عمالك؟, يوم كهذا درجة حرارته مرتفعة جدا, وعـُمّالك تحت لهيب هذه
الحرارة, فردّ الحاج محمد هدية على الملك بقوله: أريد يا مولاى ان أكمل
العمل فى الموعد المحدد, ردّ السيد ادريس بأدبه وخُلـْقِه الرفيع "ياسى
محمد الدنيا موش طايْـره" وأدعوا عُمـّالـَك الى الدخول الى البيت حيث أنه,
قد حان وقت" الغدا, وسنتغدا مَـعـًا", لم يصدقوا العمال المصريين عندما
جمعتهم جلسة, و"قـَصْعـَة, واحدة مع السيد ادريس السنوسي, ملك المملكة
الليبية, حيث أنهم قادمون من بلد مجاور, ويحكمه مجلس قيادة ثورة,
وضباط احرار. هذه هى أخلاق السيد ادريس السنوسي.ملك ليبيا,