منتدى اولاد حارتنا
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الحارة

سنتشرف بتسجيلك

شكرا الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 829894
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 15761575160515761577
مراقبة الحارة
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 103798


منتدى اولاد حارتنا
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الحارة

سنتشرف بتسجيلك

شكرا الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 829894
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 15761575160515761577
مراقبة الحارة
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 103798


منتدى اولاد حارتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أجتمــــــــــــــــــــــاعى شــــــــــامل - دينى - ثقافى - علمى - نصائح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أولاد حارتنا ترحب باى حوارجى وتدعوهم على قهوة حارتنا لشرب المشاريب وتدعوهم لسماع درس التاريخ من أستاذ فطين مدرس التاريخ ومشاهدة احدث الأفلام وكمان تحميل الالعاب وبرامج للموبيل وتسمع حكاوى خالتى بامبة  وتتفرج على صور استوديو عمى أنس وتسمع من ميشو على احلى المغامرات

 

 الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )

اذهب الى الأسفل 
+12
رامز قلب الاسد
سامح بسطاوى
سمارة بنت الحارة
سم سم
عاشق المصطفى
تاج محل
قلب الأسد
خدمة الاسلام
نور القلوب
عبدالله العاشق
سعد يونس
خالتى بامبة
16 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
سم سم
عضو / ة
عضو / ة
سم سم


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 129
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 أكتوبر 2010, 5:59 pm

حوار مع مهتدية جديدة إلى الإسلام
هذا حوار أجراه بعض منتديات الحوار النسائية مع مهتدية جديدة إلى الإسلام تبين فيه كيف أنها لبست الحجاب قبل إسلامها ؟ وكيف أسلمت ؟ وما الذي جذبها إلى الإسلام ؟
أجرى المحاور ركن الأخوات في منتديات طريق الإسلام النسائية :
لقد قمنا بإجراء لقاء مع "دَيْم ستــجيرنيلز" وهي أم لطفل واحد وتبلغ من العمر 25 سنة تعيش في الدنمــرك، وهي في الأصل من بولندا. ولقد تنقلت عبر ستة ديانات محاوِلة البحث والعيش بروح هنيئة آمنة .
ركن الأخوات: دَيْم: هل والداك هم من رباك؟ وما هي الديانة التي رُبيت عليها، والبيئة التي نشأت فيها ؟
دَيْم: كان والدي اثنيهما كاثوليكيـين. ولقد انفصلا حينما كنت أبلغ 3 سنوات. ربتني أمي على الكاثوليكية إلى أن تزوجَت من رجل بروتستنتي حينما كنت في سن 12 سنة.
لقد أجبراني على الذهاب إلى الكنائس النصرانية المحافظة إلى أن بلغ سني 19 وتركت المنزل.
لم أعتقد أبدًا بصحة الكاثوليكية ، وبالحقيقة تم طردي من الدروس التعليمية بسبــب طرحي لأسئلة "خاطئة"! واستمر هذا الحال معي معظم أيام شبابي. وحينما كنت في الكنائس النصرانية المحافظة حدث الأمر نفســه. والأمر المحزن هو أنني كنت أصلا ملحدة . بل إن معظم هؤلاء النصارى (بعضهم كان يدعي أنه يملك نبوة ورؤية مقدسة) لم يستطيعوا فهم الأمر ! اكتشفت أن كل ما على المرء ليصبح نصرانيًا هو أن يقول الكلمات الصحيحة و يستطيع أن يقتبس من الإنجيل في كل وقت، أما الإيمان فبالحقيقة ليس بالأمر الهام.
كانت حياتي العائلية رائعة بحق طيلة الاثني عشر سنة الأولى من حياتي. كنت قريبة من جميـع أفراد عائلتي (باستثناء أبي الذي كان وما زال سكّيرا ).
الرجل الذي تزوجته أمي حينما بلغت 12 سنة كان يسـتغلها ماديًا، ومعنويا، وكلاميًا طيلة علاقتهما.
لقد استغلني ماديًا ( لكنني كنت أنتقم فتوقف ذلك ) . استغلني كلاميًا ومعنويًا إلى أن تركت المنزل . استغلني جنسيًا مرة واحدة حينما كان سني 14 سنة حينما كان يتــناول المخدرات بشكل كبير . أما بخصوص أبي ، فقد انقطع التواصل بيـننا منذ أن كنت بعمر 12 سنة حتى بلغت 18 سنة ، وكان هذا باختياري الشخصي ؛ حيث أنني لم أرغب في أن أقضي وقتي مع شخص يفضّل الخمر على ابنته . بعد ذلك حاولت أن أنشأ علاقة بيننا خلال سنيّ عمري بين 18 و 22 سنة . لكن هذا لم ينفع لأنه كذب علي بخصوص توقفه عن شرب الخمر ، وكان ينظر إلي كصديق شارب للخمر. حدثت كثير من الأحيان أنني حينما كنت أزوره كان يتظاهر بسقايتي الكحول بالرغم أنها حقيقة كانت ماءًا.
ركن الأخوات: نسأل الله أن ينعم عليك بحياة سعيدة وآمنة إلى الأبد.
دَيْم: ما هي الديانات التي مررت بها قبل إيمانكِ بالإسلام ؟
دَيْم: ابتدأت ككاثوليكية ، لكنني لم أؤمن بها . قضـيت عمري ما بين 12-14 معتنقة الـ "الويكا" [الويكا: ديانة ذات طبيعة شركية وثنية مستمدة من عدة معتقدات ما قبل النصرانية في الغرب الأوروبي. والإله الأساسي عندهم هي آلهة الأم، وهذه الديانة تســتخدم السحر العشبي وبعض العرافة.]
لكنني لم أشعر بالراحة، فاتجهت إلى الوثنية الشركية حينما كنت ما بين 14-17. نعم مارست السحر. ولن أقول إن كان "أبيضًا" أو "أسودًا" بما أنني كنت أعتقد بأن الســحر بذاته كان حياديًا وكان يعتمد إيجابًا أو سلبًا على نية الشخص نفسه.
لم يكن يعجبني ذلك، لذا دخلت في الـ "ثيلما" لبضعة أشهر [الثيلما: ديانة فلسفية، تؤمن بأن معرفة وتحقيق رغبة الشخص الحقيقية هي الهدف الأسمى وواجب كل مخلوق]. أيضا لم يعجبني ذلك، لذا جربت "عبادة الشيطان" الشركية لعام . لم يعجبني ذلك فتحولت إلى ديانة إغريقية إلى أن أصبحت مسلمة حينما بلغت 24 سنة.
ركن الأخوات: لقد انضـممت إلى منتديات ركن الأخـوات الإنجلـيزي بتاريخ 19 يوليو 2003م ، وأصدقكِ القول بأن فريق المشــرفات أصابتهم الصدمة حينما قمت بتاريخ 13 نوفمبر بإرسال موضوع في "ساحة الحجاب" جاء فيه التالي:
"أنا لست مسلمة، لست أرثوذكسية، لست يهودية، ولست نصرانية. لكني أرتدي الحجاب.
هل ألاقي نظرات غريبة أحيانا ؟
نعم..
هل أسمح لذلك بأن يزعجني؟
لا.."
كانت صدمتنا لأنك -كما جاء في موضوعكِ- لست أرثوذكسية ، لست يهودية، ولست نصرانية . لكنكِ كنت ترتدين الحـجاب ! إذا كنت نصرانية وترتدين الحجاب فكنا سنتفهم ونقبل الأمر بما أن الراهبات يغطين شعورهن. لماذا اتخذت قرارًا كهذا ؟
دَيْم: لقد قررت ارتداء الحجاب لأني كنت شغوفة بمعرفة كيف سيكون الأمر. وبالأخذ بعين الاعتبار بأني من أصل بولندي، فلقد تعودت على لبس غطاء الرأس في اللبس البابوشكي (بما أن معظم النساء في عائلتي يفعلن ذلك). ومع ذلك كنت أعلم بأن الحجـاب كان مختلفًا لأنه كان أكثر من مجرد غطاء، كان رمزًا كاملا للباس. لذا؛ فكـرت بأن أرتديه . لكن قبل ذلك تحدثت مع مسلمات على شبكة الإيمان Belief Net وبشكل شخصي كي أتأكد بأن ذلك لن يؤذي أو يجرح مشاعر أحد.
ذهبت إلى متجر إسلامي واشتريت عباءة وغطاء رأس وخرجت أمام الملأ.
شعرت بسبب الحجاب بالحرية بكل ما تعني الكلمة ! أعجبني أن جسـمي كان للمرة الأولى خاصًا بي فقط؛ لم يستـطع أي أحد أن ينظر إلى أجزاء جسـدي ويقيّمني اعتمادًا عليها.
أعجبني كم كنت أشعر بالراحة. وأيضا أعجبني أنني حينما كنت أرتدي الحجاب، كان عقلي صافي البال غير مشغول بالاهتمام بجسـدي المادين وكان بإمكاني التركــيز على ما يوجد بالداخل.
أيضا أعجبني أنني للمرة الأولى في حياتي أشعر بأني مميزة. شعرت وكأن جســدي كان شيئًا مميزا، فقط لي ولزوجي ليعرف وليطلع ؛ وكان ذلك كنزًا.
ومن تلك الفترة حتى الآن، لم أخرج من المنزل من غير حجابي . وبما أن الأخوات أخبرنني بأنه من المفيد لي أن أحاول التصرف وفق المنهج الإسـلامي أثناء ارتدائي للحجاب ( كي لا ينظر الآخرون إلى أفعالي الكافرة على أنها أفعال شخص مسـلم ) وكان ذلك بداية لاهتمام بتعلم الإسلام والتصرفات المقبولة فيه.
وقد وجدت نفسي أتفق كثيرًا مع تعاليم الإسلام ومع ما يعتبره الإسلام مقبولا.
ركن الأخوات: أصدقكِ القول بأننا حينما علمنا بأنكِ تدينين بالدين الإغريقي، دار بين فريق الإشراف نقاش حول ما إذا كان سليمًا أن نتركك تكملين مشاركاتك أم لا. ولكن الحمد لله الذي هدانا لأن نتركك تشاركين على الساحة، لكن بعد أن زدنا من الرقابة على مشاركاتك.
سؤالنا هو: هل شعرت بأي معاملة مختــلفة من قِبل أي عضوة أو مشـرفة حينما كنت غير مسلمة؟
دَيْم: لم أرَ ولم أشعر بأي معاملة مختلفة. لاحظت بأنني إن سـاهمت بمشاركة تخالف الإسـلام (بشكل غير متعمد)، أجد إحدى الأخوات تسـارع بتصحيحي، أو تسارع إحدى المشرفات بتعديل موضوعي.
وأنا ممتنة من أجل ذلك، وقد ذكرت ذلك عدة مرات على الساحات.
لم أرد أبدًا أن أقول أو أقترح أو أفعل أي شيء في الساحات يكون ضد الإسلام أو مما يتسبب بمشاكل للأخوات في الساحات. لقد ربتني أمي على احترام معتقدات الناس؛ حتى وإن اختلفوا عن معتقدي، وأن أعمل جاهـدة على عدم القيام بأي شيء ضدهم مع تواجد أشـخاص من أتباع ذلك المعتقد، وأن أعمل جاهدة على التوفيق بين أصحاب المعتقدات المختلفة، وأن أتعلم منهم، وأن أتجنب تماما عمل شيء يتسبب في انحرافهم.
لم أشعر أبدًا بأن أحدًا حاسبني، أو عاملني بسوء، أو نظر إلي باحتقار.
ركن الأخوات:
لقد لاحظنا مؤخرًا بأنك حينما التحقت بالساحات لم تظهر من مشاركاتك الرغبة في التعرف على الإسلام، ولقد شعرنا بأنك تريدين أن تكوني محاطة بمســلمات. هل كان شعورنا هذا صحيحًا؟ ولماذا كنت تُعرضين عن أي نقاش حول الأديان خلال الأسابيع الأولى – أو لنقل الأشهر الأولى- وركزت على مواضيع مثل وصفات للطهي والطبخ؟
دَيْم: نعم.. لقد أردت أن أكون مع مسلمات لأني أشعر تجاههن بأقصى درجات الاحترام. أعلم أنني إن كنت في ساحة مع نساء مسـلمات، أنه لن تُثار نقاشات تقودني كامرأة متزوجة إلى أمور لا تنبغي.
بالإضافة إلى أنني علمت بأنني إن كنت مع نساء مسـلمات لن يتم محاسبتي أو التحدث عني بشكل سيء، أو أن يحاول شخص "بيعي" الإسلام.
وبالرغم من أنني كنت مختلفة بشكل كبير عن الأخوات في الساحة، إلا أنني شعرت بأنني كنت مقبولة بشكل لم أشعر به من قبل.
وشعرت بأن الأخوات هن الأشخاص المناسبين لتعليمي الإسلام والرد على أسئلتي. رغبت بأن أكون مع أناس لا يشربون الخمر، ولا يجوبون الملاهي، ولا يثيرون الحديث حول العلاقات مع الرجال.
وقد وجدت ذلك في ساحات ركن الأخوات.
وقد وجدت بأنه في الوقت الذي اختلفت فيه عقائدنا؛ إلا أننا كنا نشـترك بكثير من الأمور وقد شعرت بأنه في سبيل الوصول إلى الحق فإن المسلمين وغير المسـلمين بإمكانهم أن يمضوا سويًا.
السبب في عدم مناقشتي للدين هو أنني لم أكن أعلم الكثير عن الإسلام ولم أرغب في الحديث عن ديني . كنت قلقلة من أنني إن تحدثت عن دين الإغريقية على الساحات فيمكن أن أتسبب بطريق العمد إلى تشكك أحد المسلمين الجدد ، أو أن تظن الأخوات الملتزمات بديـنهن بأنني أريد تسويق وبيع دين الإغريقية لهن. شعرت بأنه من الأفضل أن أتجنب أمور الدين، باستـثناء إن كانت معلوماتي من دين الإغريقية (أو من أي الديانات الأخرى التي اعتنقتها سابقًا) مناسبة للطرح.
السـبب الرئيسي لطرح مواضيع تتعلق بوصفات الطبخ هو أنني أحب أن أطهو الطعام بجميع طرق بلاد العالم، وقد لاحظت بأن كثيرًا من الأخوات كن يشاركنني في حب الطبخ.
استنتجت بأنه لا يمكنني عمل الكثير لمساعدة الأخوات في طريقهن إلى الإسلام ، لكن يمكنني على الأقل أن أسمّن متاجر كتبهن المطبخية!
ركن الأخوات: بتاريخ 23 أكتوبر قمت بكتابة التالي:
"أنا لم أعد إغريقية الديانة.. استيقظت في ذلك اليوم وذهبت لأتم ابتهالاتي الصباحية.. لكنني لم أستطع فعلها. جلست هناك أفكر مع نفسي حول الهدف من القيام بذلك؛ حيث أن تلك الآلهة لم تكن حاضرة ولم أشعر باتصال معها بعد ذلك."
أعتقد بأن هناك أسباب أخرى جعلتكِ تشـعرين بذلك الشعور ، ولم يتم الأمر في ليلة واحدة فقط. ما الذي جعلكِ تشعرين بذلك؟ وما الذي جعلكِ تفكرين بالإسلام في تلك المرحلة؟
دَيْم : شعرت في بعض الأحيان بعدم وجود علاقة أو اتصال بيني وبين الآلهة الإغريقية . كنت أقوم بابتهالاتي، أقدم القرابين، لكن مع ذلك أشعر بالخواء. شعرت بأني لا أملك أي هداية، أي أجوبة أي حب أو دعم شعرت بأن كل شيء قدمته سقط على آذان صمٍّ وأنني بقيت وحيدة.
ظننت في البداية بأن السبب هو أنني لم أحاول جاهدة أن أكون متبعة الدين الإغريقي بشكل جيد. لذا؛ ضاعفت جهودي في الصلاة وتقديم القرابين. لكن ذلك لم يحسن شعوري. بعد ذلك جلست وفكرت مليًا بالأمور ، ووصلت إلى إدراك بأن السبب هو أن اعتقادي بهم لم يعد له وجود داخلي ، وأن السبب الوحيد في شعوري السابق هو أنني كنت أعتقد بهم ؛ لكنهم لم يكونوا حاضرين في الحقيقة.
فكرت بالإسـلام لأني كنت أتفق معه في كثير من الأمور . لكن كان طبعي العنيد والنظرات البالية تجاه التوحيد يمنعانني من الاعتراف بحقيقة إيماني بالإسلام.
ركن الأخوات:
سبحان الله.. لقد ذكرتيني بكلمات الله تبارك وتعالى:
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون" [الأنفال 24]
نسأل الله أن يزيد من إيماننا.
ما الشيء الأخير الذي دفعكِ للرجوع إلى الإسلام؟
دَيْم: عندما كنت أرعى ابني نظر إلى الأعلى وقال – بصوت مسموع قليلا- "الله". خرجت وقتها الدموع من عيني، وعلمت يقينًا في ذلك الوقت وذلك المكان بأنه إن كان ابني القاصر، الذي لم يسمع أبدًا اسم "الله" –سبحانه وتعالى- من أي شخص، يمكنه أن ينظر إلى الأعلى ويقول اسم "الله" –سبحانه وتعالى- علمت إذن أن الله حقًا كان هنالك، وأنه سبحانه رحيم، وكأنه سبحانه يرسل لي رسالة بأن علي أن أتخلى عن طبيعتي المعاندة، وأن أقر فورًا بأني أؤمن به سبحانه.
ركن الأخوات: دَيْم: من ضمن النقاط التي أعددناها لطرحها عليكِ في لقائنا هذا هو قضية عدم إسلام زوجك، وحكم الإسلام في علاقة كهذه. لكنني فوجئت بأنه في اليوم الذي كان ينبغي إرسال أسئلة اللقاء إليكِ، كنت قد قرأت موضوعًا لكِ على الساحات تعلنين فيه خبر نطق زوجكِ الشهادة! الله أكبر! كيف حصل هذا؟!
دَيْم: جعلته يتصفح المواقع الإسلامية، وأخبرته بأنني أعلم عن الإسلام. أيضا حصل على ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية وقد قرأها. وكلما قرأ ودرس، كلما راق له الأمر أكثر.
وقد ألححت في دعاء الله سبحانه وتعالى بأنه إن كان في قضائه لي بأنني سأبقى مع هذا الرجل الذي عاملني بمنتهى المحبة والاحترام، ألححت في دعائه سبحانه بأن يهديه إلى الإسلام.
وبعدها أخبرني زوجي بأنه يريد أن ينطق الشهادة لأنه اقتنع بصدقٍ بأن الله سبحانه وتعالى حقٌ وأن الإسلام هو الطريق الصحيح للسير فيه.
ركن الأخوات: ما هي مخططاتكِ على المدى القصير والطويل في السنوات القادمة؟
دَيْم: تعلم أمور ديني بشكل أكثر، والاستزادة منه.
ركن الأخوات: باعتقادكِ ماذا يمكنكِ أنتِ وزوجك فعله للإسلام؟
دَيْم: أعتقد بأن ما يمكننا فعله للإسلام قليل نوعًا ما إلى أن يزداد علمنا بالدين.
وحتى نصل تلك المرحلة، الأمر بيد الله من قبل ومن بعد.
ركن الأخوات : باعتـقادنا أنكِ حتى الآن قمت بعمل الكثير للإسـلام:مشاركتنا قصـتك ومسـاعدة زوجك للرجوع للإسلام، وارتداؤكِ الحجاب، وكونكِ امرأة مهذبة في تصرفاتك وطريقة تفكيرك ! بالحقيقة أنكِ خدمتِ الإسلام.
إنكِ تملـكين الكثير من الخبرة وما زلت شابة. وندعو الله أن تتعلمي أكثر فأكثر وتسـخّري علمكِ وخبرتكِ في خدمة هذا الدين.
بالتأكيد أن ما يهم هو ليس عدد المســلمين في هذا العالم بقدر ما يهم كم هو عدد المسلمين الفاعلين الملتزمين الذي يخدمون الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سم سم
عضو / ة
عضو / ة
سم سم


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 129
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 أكتوبر 2010, 6:00 pm

صبي نصراني يسلم بنبوءة إنجيلية
الطائرة التي أقلتني من جدة متجهة إلى باريس قابلته بعد أن عرفته ، كان قد أرخى رأسه على وسادة المقعد وأراد أن يغفو ، فقلت له : السلام عليكم أبا محمد ، أين أنت يا رجل ، إنها لصدفة جميلة أن ألتقي بك هنا في الطائرة ، ولن أدعك تنام فليس هناك وقت للنوم ، ألا ترى هؤلاء المضيفين والمضيفات يحتاجون إلى دعوة ونصح وإرشاد ، قم وشمر عن ساعد الجد لعل اللّه أن يهدي أحدهم على يدك فيكون ذلك خيراً لك من حمر النعم ، ألسنا أمة داعية ؟! لم النوم ؟!! قم لا راحة بعد اليوم !! فرفع الرجل بصره وحدق بي ، وما أن عرفني حتى هب واقفاً وهو يقول : دكتور سرحان غير معقول !! لا أراك على الأرض لأجدك في السماء ، أهلاً أهلاً ، لم أكن أتوقع أن أراك على الطائرة ، ولكنك حقيقة كنت في بالي ، فقد توقعت أن أراك في فرنسا أو جنوب إفريقيا .. ألا زلت تعمل هناك مديراً لمكتب الرابطة ! ولكن أخبرني ما هذه اللحظات الجميلة التي أراك واقفاً فيها أمامي في الطائرة !! إنني لا أصدق عيني ..
- صدق يا أخي صدق ألا تراني أقف أمامك بشحمي ولحمي ، بم كنت تفكر أراك شارد الذهن .
- نعم كنت أفكر في ذلك الطفل ذي العشر سنوات الذي قابلته في جوهانسبرج ، والذي أسلم ولم يسلم والده القسيس .
- ماذا طفل أسلم ووالده قسيس .. قم .. قم حالاً وأخبرني عن هذه القصة ، فإنني أشم رائحة قصة جميلة ، قصة عطرة ، هيا بربك أخبرني .
- إنها قصة أغرب من الخيال ولكن اللّه سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً فإنه يمضيه ، بيده ملكوت كل شيء سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء .
وإليك القصة : كنت في مدينة جوهانسبرج وكنت أصلي مرة في مسجد ، فإذا بطفل عمره عشر سنوات يلبس ثياباً عربية ، أي ثوباً أبيض وعباءة عربية خليجية تحملها كتفاه ، وعلى رأسه الكوفية والعقال ، فشدني منظره فليس من عادة أهل جنوب أفريقيا أن يلبسوا كذلك فهم يلبسون البنطال والقميص ويضعون كوفية على رؤوسهم أو أنهم يلبسون الزي الإسلامي الذي يمتاز به مسلمو الهند والباكستان ، فمر من جانبي وألقى علي تحية الإسلام فرددت عليه التحية وقلت له : هل أنت سعودي ؟!!

فقال لي : لا ، أنا مسلم أنتمي لكل أقطار الإسلام .. فتعجبت وسألته : لماذا تلبس هذا الزي الخليجي ؟!؟ فرد علي : لأني أعتز به فهو زي المسلمين .. فمر رجل يعرف الصبي وقال : اسأله كيف أسلم ؟! فتعجبت من سؤال الرجل بأن أسأل الغلام كيف أسلم .. فقلت للرجل : أو ليس مسلماً ؟!!

ثم توجهت بسؤال للصبي : ألم تكن مسلماً من قبل ؟! ألست من عائلة مسلمة ؟! ثم تدافعت الأسئلة في رأسي ، ولكن الصبي قال لي : سأقول لك الحكاية من بدايتها حتى نهايتها ، ولكن أولاً قل لي من أين أنت ؟ فقلت : أنا من مكة المكرمة !! وما أن سمع الطفل جوابي بأني من مكة المكرمة حتى اندفع نحوي يريد معانقتي وتقبيلي وأخذ يقول : من مكة!! من مكة!! وما أسعدني أن أرى رجلاً من مكة المكرمة بلد اللّه الحرام ، إني أتشوق لرؤيتها .. فتعجبت من كلام الطفل وقلت له : بربك أخبرني عن قصتك .. فقال الطفل : ولدت لأب كاثوليكي قسيس يعيش في مدينة شيكاغو بأمريكا ، وهناك ترعرعت وتعلمت القراءة والكتابة في روضة أمريكية تابعة للكنيسة ، ولكن والدي كان يعتني بي عناية كبيرة من الناحية التعليمية فكان دائماً ما يصحبني للكنيسة ويخصص لي رجلاً يعلمني ويربيني ، ثم يتركني والدي في مكتبة الكنيسة لأطالع المجلات الخاصة بالأطفال والمصبوغة بقصص المسيحية .. وفي يوم من الأيام بينما كنت في مكتبة الكنيسة امتدت يدي إلى كتاب موضوع على أحد أرفف المكتبة ، فقرأت عنوان الكتاب فإذا به كتاب الإنجيل وكان كتاباً مهترئاً ، ولفضولي أردت أن أتصفح الكتاب وسبحان اللّه ما أن فتحت الكتاب حتى سقطت عيناي (ومن أول نظرة) على سطر عجيب فقرأت آية تقول : وهذه ترجمتها بتصرف : (وقال المسيح : سيأتي نبي عربي من بعدي اسمه أحمد) ، فتعجبت من تلك العبارة وهرعت إلى والدي وأنا أسأله بكل بساطة ولكن بتعجب : والدي والدي أقرأت هذا الكلام في هذا الإنجيل ؟!! فرد والدي : وما هو ؟ فقلت : هنا في هذه الصفحة كلام عجيب يقول المسيح فيه إن نبياً عربياً سيأتي من بعده ، من هو يا أبي النبي العربي الذي يذكره المسيح بأنه سيأتي من بعده ؟ ويذكر أن اسمه أحمد ؟ وهل أتى أم ليس بعد يا والدي ؟ فإذا بالقسيس يصرخ في الطفل البريء ويصيح فيه : من أين أتيت بهذا الكتاب ؟! - من المكتبة يا والدي ، مكتبة الكنيسة ، مكتبتك الخاصة التي تقرأ فيها .
- أرني هذا الكتاب ، إن ما فيه كذب وافتراء على السيد المسيح . - ولكنه في الكتاب ، في الإنجيل يا والدي ، ألا ترى ذلك مكتوباً في الإنجيل .
- مالك ولهذا فأنت لا تفهم هذه الأمور أنت لا زلت صغيراً ، هيا بنا إلى المنزل ، فسحبني والدي من يدي وأخذني إلى المنزل وأخذ يصيح بي ويتوعدني وبأنه سيفعل بي كذا وكذا إذا أنا لم أترك ذلك الأمر ، ولكنني عرفت أن هناك سراً يريد والدي أن يخفيه علي ، ولكن اللّه هداني بأن أبدأ البحث عن كل ما هو عربي لأصل إلى النتيجة ، فأخذت أبحث عن العرب لأسألهم فوجدت مطعماً عربياً في بلدتنا ، فدخلت وسألت عن النبي العربي ، فقال لي صاحب المطعم : اذهب إلى مسجد المسلمين ، وهناك سيحدثونك عن ذلك أفضل مني ، فذهب الطفل للمسجد وصاح في المسجد : هل هناك عرب في المسجد ؟! فقال له أحدهم : ماذا تريد من العرب ؟! فقال لهم : أريد أن أسأل عن النبي العربي أحمد ؟ فقال له أحدهم : تفضل اجلس وماذا تريد أن تعرف عن النبي العربي ؟! قال : لقد قرأت أن المسيح يقول في الإنجيل الذي قرأته في مكتبة الكنيسة أن نبياً عربياً اسمه أحمد سيأتي من بعده ، فهل هذا صحيح ؟! قال الرجل : هل قرأت ذلك حقاً ؟! إن ما تقوله صحيح يا بني ونحن المسلمون أتباع النبي العربي محمد صلى اللّه عليه وسلم ولقد ذكر قرآننا مثل ما ذكرته لنا الآن . فصاح الطفل وكأنه وجد ضالته : أصحيح ذلك ؟!! - نعم صحيح ، انتظر قليلاً ، وذهب الرجل واحضر معه نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم وأخرج الآية من سورة الصف التي تقول : { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} . فصاح الطفل : أرني إياها ، فأراه الرجل الآية المترجمة فصاح الطفل : يا إلـهي كما هي في الإنجيل ، لم يكذب المسيح ، ولكن والدي كذب علي كيف أفعل أيها الرجل لأكون من أتباع هذا النبي (محمد صلى اللّه عليه وسلم). فقال : أن تشهد أن لا اله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن المسيح عيسى بن مريم عبده ورسوله . فقال الطفل : أشهد أنه لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبده ورسوله بشر بهذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ما أسعدني اليوم سأذهب لوالدي وأبشره ، وانطلق الطفل فرحاً لوالده القسيس.
- والدي والدي لقد عرفت الحقيقة ، إن العرب موجودون في أمريكا والمسلمين موجودون في أمريكا ، وهم أتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ولقد شاهدت القرآن عندهم يذكر نفس الآية التي أريتك إياها في الإنجيل ، لقد أسلمت ، أنا مسلم الآن يا والدي ، هيا أسلم معي لابد أن تتبع هذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم ، هكذا أخبرنا عيسى في الإنجيل .
فإذا بالقسيس وكأن صاعقة نزلت على رأسه ، فسحب ابنه الصغير وأدخله في غرفة صغيرة وأغلق عليه الباب ساجناً إياه ، وطلب بعدم الرأفة معه ، وظل في السجن أسابيع يؤتى إليه بالطعام والشراب ثم يغلق عليه مرة أخرى ، وعندما خاف أن يفتضح أمره لدى السلطات الحكومية - بعد أن أخذت المدرسة التي يدرس فيها الابن تبعث تسأل عن غياب الابن - وخاف أن يتطور الأمر وقد يؤدي به إلى السجن ، ففكر في نفي ابنه إلى تنزانيا في أفريقيا حيث يعيش والدا القسيس ، وبالفعل نفاه إلى هناك وأخبر والديه بأن لا يرحموه إذا ما هو عاد لكلامه وهذيانه كما يزعمون ، وأن كلفهم الأمر بأن يقتلوه فليقتلوه هناك ، ففي إفريقيا لن يبحث عنه أحد !!
سافر الطفل إلى تنزانيا ولكنه لم ينس إسلامه وأخذ يبحث عن العرب والمسلمين حتى وجد مسجداً فدخله وجلس إلى المسلمين وأخبرهم بخبره فعطفوا عليه وأخذوا يعلمونه الإسلام ولكن الجد اكتشف أمره فأخذه وسجنه كما فعل والده من قبل ، ثم أخذ في تعذيب الغلام ولكنه لم ينجح في إعادة الطفل عن عزمه ولم يستطع أن يثنيه عما يريد أن يقوم به ، وزاده السجن والتعذيب تثبيتاً وقوة للمضي فيما أراد له اللّه وفي نهاية المطاف أراد جده أن يتخلص منه ، فوضع له السم في الطعام ولكن اللّه لطف به ولم يقتل في تلك الجريمة البشعة ، فبعد أن أكل قليلاً من الطعام أحس أن أحشاءه تؤلمه فتقيأ ثم قذف بنفسه من الغرفة التي كان بها إلى شرفة ومنها إلى الحديقة التي غادرها سريعاً إلى جماعة المسجد الذين أسرعوا بتقديم العلاج اللازم له حتى شفاه اللّه سبحانه وتعالى ، بعدها أخبرهم أن يخفوه لديهم ثم هربوه إلى أثيوبيا مع أحدهم فأسلم على يده في أثيوبيا عشرات من الناس دعاهم إلى الإسلام !! فقال أبو محمد. قال لي الغلام : ثم خاف المسلمون علي فأرسلوني إلى جنوب إفريقيا ، وها أنذا هنا في جنوب أفريقيا ، أجالس العلماء وأحضر اجتماعات الدعاة أين ما وجدت ، وأدعو الناس للإسلام هذا الدين الحق دين الفطرة ، الدين الذي أمرنا اللّه أن نتبعه ، الدين الخاتم ، الدين الذي بشر به المسيح عليه السلام بأن النبي محمد سيأتي من بعده وعلى العالم أن يتبعه ، إن المسيحيين لو اتبعوا ما جاء في المسيحية الحقيقية ، لسعدوا في الدنيا والآخرة ، فها هو الإنجيل غير المحرف الذي وجدته في مكتبة الكنيسة بشيكاغو يقول ذلك ، لقد دلني اللّه على ذلك الكتاب ومن أول صفحة أفتحها وأول سطر أقرأه تقول لي الآيات : (قال المسيح إن نبياً عربياً سيأتي من بعدي اسمه أحمد) يا إلهي ما أرحمك ما أعظمك هديتني من حيث لا أحتسب وأنا ابن القسيس الذي ينكر ويجحد ذلك !! لقد دمعت عيناي يا دكتور وأنا أستمع إلى ذلك الطفل الصغير المعجزة ، في تلك السن الصغيرة يهديه اللّه بمعجزة لم أكن أتصورها ، يقطع كل هذه المسافات هارباً بدينه ، لقد استمعت إليه وصافحته وقبلته وقلت له بأن اللّه سيكتب الخير على يديه إن شاء اللّه ، ثم ودعني الصغير وتوارى في المسجد ، ولن أنسى ذلك الوجه المشع بالنور والإيمان وجه ذلك الطفل الصغير ، الذي سمى نفسه محمداً . فقلت لأبي محمد: لقد أثرت فيّ يا رجل إنها قصة عجيبة ، لقد شوقتني لرؤية هذا الطفل الصغير ولم أكمل كلامي حتى سمعت صوت المضيف يخبرنا أن نلزم أماكننا فلقد قرب وصولنا إلى مطار شارل ديجول الدولي في باريس . فجلست في مكاني وأنا أردد : {إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللّه يهدي من يشاء} . وسافرت مرة إلى جنوب أفريقيا وصورة الطفل محمد في مخيلتي لم تتركني ، وأخذت أسأل عنه فكانوا يقولون لي إنه كان هنا وسافر إلى مدينة أخرى يدعو الناس إلى اللّه ، وكنت متشوقاً أن ألقاه وسألقاه يوماً إن شاء اللّه ، وإذا طال بنا العمر ، فهل أنتم متشوقون أيضاً ؟!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سم سم
عضو / ة
عضو / ة
سم سم


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 129
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 أكتوبر 2010, 6:01 pm

علي محمد موري ( اليابان )
باحث اجتماعي وواعظ
منذ حوالي ثمانية عشر عاما كنت في منشوريا وكان اليابانيون مسيطرين عليها وكان لقائي الأول مع جماعة مسلمة في صحراء قريبا من بيكنج . كانت التقوى بادية في حياتهم وقد تأثرت بنمط عيشهم وسلوكهم في الحياة وكان هذا الأثر يزداد في نفسي عمقا كلما تعمقت في سفري داخل منشوريا .
وعدت إلى اليابان في صيف سنة 1946م بعد هزيمتها فوجدت الأوضاع قد تبدلت كلية فيها ورأيت تغيرا رهيبا في تفكير الجماهير فالبوذية التي كانت يؤمن بها غالبية اليابانيين قد استشرى فيها الفساد وبعد أن كانت تلهم الناس سبل الخلاص إذا بها تصبح ذات تأثير مضلل في صفوف المجتمع .
وبعد الحرب أخذت المسيحية في الانتشار السريع بين اليابانيين بعد أن ظلت خلال التسعين سنة الأخيرة لا تعدو كونها دينا شكليا فقد بدأ الشباب النقي البسيط يعتنق المسيحية بعد أن فقدوا عواطفهم نحو البوذية ، ولكن سرعان ما خابت ظنونهم ورأوا خلف أستار المسيحية أصابع رأس المال البريطاني والأمريكي وأطماعه , لقد بدأت الشعوب المسيحية تتخلى عن مسيحيتها في بلادهم وها هم الآن يصدرونها إلى خارج بلادهم لخدمة مصالحهم الرأسمالية .
والموقع الجغرافي لليابان بين روسيا من جانب وأمريكا من الجانب الآخر ، يجعل كلا الطرفين يطمع في بسط نفوذه على الشعب الياباني وليس هناك من يستطيع أن يجد دائما حلا دائما موفقا لمشكلة الروحانية المضطربة لدى شعب اليابان .
وفي يقيني أن تعاليم الإسلام وحدها ولا شيء سواها هي التي تقدم ولا ريب الحل الذي طال البحث عنه لا سيما في مبدأ الأخوة في الإسلام الذي ينال مني كل إعجاب فالمسلمون كلهم أخوة , ويأمرهم الله أن يعيشوا في سلام ، وأن تسودهم روح الألفة ، وإنني مؤمن بأن هذا الطراز من الأخوة الحية هو أشد ما يفتقر إليه العالم في يومنا هذا .
وفي الصيف الماضي قدم من الباكستان ثلاثة من المسلمين إلى توكوشيما وقد تعلمت منهم الشيء الكثير عن الإسلام ودعوته . ثم حظيت بمعاونة كل من السيدين موتيوالا من كوبا وميتا من طوكيو فاعتنقت الإسلام .
وأخيرا فإنني أتطلع ويحدوني الأمل الواسع إلى أن يأتي يوم تضفي فيه روابط الإسلام روحا جديدة على المسلمين في العالم من كل حدب وصوب وأن تعود هذه الرسالة الربانية لتملأ مسامع الدنيا من جديد وأن تسود كل بقاعها فيصبح كوكبنا الأرضي جنة نعيم تغمر فيها السعادة الحقة خلق الله جميعا ، بالغين في ظلها ما يريد الله لهم من كمال الحياة بشطريها المادي والروحي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سم سم
عضو / ة
عضو / ة
سم سم


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 129
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 أكتوبر 2010, 6:03 pm

قصة إسلام غريبة جداً
قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيًّا ويسمع ماقاله بأذنيه ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج ، واقعية الأحداث ، تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليّ ماحدث له شخصيا ولمعرفة المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة . دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى جوهانسبرغ مدينة مناجم الذهب الغنية بدولة جنوب أفريقيا حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك.
كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارسا في تلك البلاد ، وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة ، وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته كانت زوجتي في المنزل تعد طعام الغداء ، حيث سيحل ذلك الشخص ضيفا كريما عليّ بالمنزل .
كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس نلسون مانديلا شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها .. إنها شخصية القسيس ( سيلي ) . لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبدالخالق متير حيث أخبرني أن قسيسا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام.وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما وأصبح عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة ، شديد سواد البشرة ، دائم الابتسام . جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف . فقلت له : أخي سيلي ، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام ؟ ابتسم سيلي وقال : نعم بكل تأكيد . وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي ، ثم احكموا بأنفسكم .
قال سيلي : كنت قسيسا نشطًا للغاية ، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا ، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالتنصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض ، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي. فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة ، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات ، وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا ، لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية .. فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت غنيا فلي منزل وسيارة وراتب جيد ، ومكانة مرموقة بين القساوسة . وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة !!
ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية ( قلنسوة ) وكان تاجرًا يبيع الهدايا ، وكنت ألبس ملابس القسيس الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا ، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا . وعرفت أن الرجل مسلم ـ ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا : دين الهنود ، ولانقول دين الإسلام ـ وبعد أن اشتريت ماأريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذج من الناس ، وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين ، والجنوب أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم ..
- فإذا بالتاجر المسلم يسألني: أنت قسيس .. أليس كذلك ؟
فقلت له : - نعم
فسألني من هو إلهك ؟
فقلت له : - المسيح هو الإله
فقال لي : - إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في ( الإنجيل ) تقول على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه قال : ( أنا الله ، أو أنا ابن الله ) فاعبدوني .
فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة ، ولم أستطع أن أجيبه وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد !! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله. وأسقط في يدي وأحرجني الرجل ، وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات ؟ وتركت الرجل وهمت على وجهي ، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه معين .. ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر ، ولكنني عجزت وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه ، فوافقوا . وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي : خدعك الهندي .. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم : إذًا أجيبوني !!.. وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!
وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة ، ووقفت أمام الناس لأتحدث فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي ، وأخبرته بأنني منهك .. وفي الحقيقة كنت منهارًا ، ومحطمًا نفسيًّا .
وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير ، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه ، ثم رفعت بصري إلى السماء ، وأخذت أدعو ، ولكن أدعو من ؟ .. لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق .. وقلت في دعائي : ( ربي .. خالقي. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك ، فلا تحرمني من معرفة الحق ، أين الحق وأين الحقيقة ؟ يارب ! يارب لا تتركني في حيرتي ، وألهمني الصواب ودلني على الحقيقة ) . ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي ، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا ، ليس فيها أحد غيري .. وفي صدر القاعة ظهر رجل ، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله ، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق .. ولكني أيقنت بأنه رجل منير .. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي : يا إبراهيم ! فنظرت حولي ، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم ؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة .. فقال لي الرجل : أنت إبراهيم .. اسمك إبراهيم .. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة .. قلت : نعم .. قال : انظر إلى يمينك .. فنظرت إلى يميني ، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها ، وتلبس ثيابا بيضاء ، وعمائم بيضاء . وتابع الرجل قوله : اتبع هؤلاء . لتعرف الحقيقة !! واستيقظت من النوم ، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني ، ولكني كنت لست مرتاحا عندما أخذت أتساءل .. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي ؟
وصممت على مواصلة المشوار ، مشوار البحث عن الحقيقة ، كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى .. فأخذت أجازة من عملي ثم بدأت رحلة بحث طويلة ، أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء ، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا .. وطال بحثي وتجوالي ، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على رؤوسهم الكوفيات فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ ، حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا ، في هذا المبنى وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة ، فظن أنني شحاذًا ، ومد يده ببعض النقود فقلت له : ليس هذا أسألك. أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا ؟ فدلني على مسجد قريب .. فتوجهت نحوه .. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة. ففرحت ، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي .. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى ! فإذا بالرجل يبادرني قائلاً ، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة : مرحبًا إبراهيم !!! فتعجبت وصعقت بما سمعت !! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع الرجل قائلاً : - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا ، وتريد أن تعرف الحقيقة. والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام. فقلت له : - نعم ، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ماتلبس .. فهل يمكنك أن تقول لي ، من ذلك الذي رأيت في منامي؟ فقال الرجل : - ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق ، رسول الله صلى الله عليه وسلم !! ولم أصدق ماحدث لي ، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه ، وأقول له : - أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم ، أتاني ليدلني على دين الحق ؟ قال الرجل : - أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي ، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة .. ثم جاء وقت صلاة الظهر. فأجلسني الرجل في آخر المسجد ، وذهب ليصلي مع بقية الناس ، وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله ، فقلت في نفسي : ( والله إنه الدين الحق ، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سجّدا لله ) . وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت ، وقلت في نفسي : ( والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق ) وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي ، ونطقت بالشهادتين ، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية .
ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام ، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلا ، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا ، يدعون الناس للإسلام ، وفرحت بصحبتي لهم ، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة ، وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله ، وتعلمت كيف أكون مسلمًا داعية إلى الله ، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله ، وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة. وبعد عدة شهور عدت لمدينتي ، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني ، وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي ، أنكروا عليَّ ذلك ، وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلا. وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي وعشيرتي، وقالوا لي : - لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك !! فقلت لهم : - لم يخدعني ولم يضلني أحد .. فقد جاءني رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في منامي ليدلني على الحقيقة ، وعلى الدين الحق. إنَّه الإسلام .. وليس دين الهنود كما تدعونه .. وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا !! ثم جاءوني من باب آخر ، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب ، فقالوا لي : - إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر ، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا ، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك ، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك ، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة ! فرفضت كل ذلك ، وقلت لهم : - أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني .. والله لن أفعل ذلك ، ولو قطعت إربًا !! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام ، فأسلم اثنان من القسس ، والحمد لله... فلما رأوا إصراري ، سحبوا كل رتبي ومناصبي ، ففرحت بذلك بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك ، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة وتركتهم..
قصة إسلام إبراهيم سيلي ، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا ، وكذلك بحضور شخصين آخرين .. وأصبح القس سيلي الداعية إبراهيم سيلي .. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا. ودعوت القس إبراهيم. آسف !! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي وقمت بماألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام ثمّ َودعني إبراهيم سيلي ، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة ، في رحلة عمل حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون .
ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم ، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ ، فعرفته ، وسلمت عليه .. وسألته : - ماذا تفعل هنا يا إبراهيم !؟ قال لي : - إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا ، أدعو إلى الله ، وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام. وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة .. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله .. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه ، واخلولقت ملابسه ، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة ! ولم يمد يده يريد دعما!... وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي .. لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا .. هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين : أنتم أناس تلعبون بالدعوة .. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله !؟
نعم إخواني لقد تقاعسنا ، وتثاقلنا إلى الأرض ، وغرتنا الحياة الدنيا .. وأمثال الداعية إبراهيم سيلي ، والداعية الأسباني أحمد سعيد يضحون ويجاهدون ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين !!!! فيارب رحماك !!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سم سم
عضو / ة
عضو / ة
سم سم


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 129
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 أكتوبر 2010, 6:06 pm

في عرفة أعلنت إسلامها
الإسلام فطرة، مقولة لطالما سمعتها تتردد على ألسنة المسلمين من حولي ولم أدرك حقيقة معناها إلا عندما بدأت خطواتي في التعرف على الدين الإسلامي.
قصتي باختصار :
أنا فتاة، كنت أدين بالدين المسيحي حتى تاريخ 15/1/2006، حيث والحمد لله اعتنقت الإسلام ديناً واتخذت نبيه ورسوله عليه الصلاة والسلام ولياً وشفيعاً وأدركت أن لا اله إلا الله.
نشأتي كانت في عائلة مسيحية ليست على قدرٍ عالٍ من التدين حيث كان والدي ملحداً ووالدتي تتبع الدين كأي إنسان ولد خلال دين معين يتبعه لأنه تلقنه، ونحن تربينا على ذلك، والدي لم يكن ليتدخل في قراراتنا ولا في مناحي حياتنا، علمنا استقلالية التفكير والقرار.
كان تعليمنا في مدارس الراهبات فبالتالي التركيز على تعاليم الدين المسيحي كان مهماً جداً وكان واجباً علينا حضور القداس يوم الأحد مع بقية الرعية، ويوم الأربعاء قداس خاص بالطالبات. لم أذكر في حياتي أنني أحببت شعائر القداس ولكن كنت أؤديها باهتمام كونه كانت لدي قناعة بأن الصلاة كانت الطريق إلى التقرب من الله سبحانه وتعالى، لكن داخلياً لم أكن أشعر بالخشوع، مظاهر البهرجة والزينة سواء كان في الكنيسة أو مرتاديها فائقة ولا تمنح شعوراً عاماً بالورع، طريقة الصلاة تكون من خلال الكاهن الذي هو صلتنا بالله خلال الصلاة، لماذا احتاج إلى وساطة عند الصلاة؟ كنت منذ صغري أراقب سيدة مسلمة كانت تأتي لتعين أمي في أعمال المنزل، أراقبها وهي تصلي فأراها تذوب ورعاً بالرغم من أنها تصلي لوحدها منعزلة، فسألتها ذات مرة هل تشعرين بأن الله قريب منك وأنت تصلين فأنا أشعر كأنني أرى نوراً يشع من وجهك وأنت تسجدين، فأجابتني عندما تصلين تشعرين بروح الله قريبة منكِ، على الرغم من بساطة الرد إلا أنه كان له في نفسي أثراً كبيراً وكنت أغبط المسلمين عند سماع كل آذان حيث أنهم في تلك اللحظات" سوف يشعرون بأن روح الله قريبة منهم "

كبرت من خلال ذلك الدين وبقيت عليه إلى أن قاربت حدود الثلاثين من العمر حيث التحقت بالحزب الشيوعي وبالتالي ابتعدت عن الدين نهائياً وأصبح تفكيري بالله سبحانه وتعالى أقرب إلى تفكير الملحدين، لكن لم أستطع أبداً أن أجزم بعدم وجود الله، وبقيت على هذه الحال بضع سنوات إلى أن تركت الحزب، واستمرت علاقتي بالله مبتورة، أقتصر ذهابي للكنيسة على العيدين ولمشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم.

مع مرور الزمن لم أعد أشعر أن إيماني بالله كافياً، ولا أريد تلك العلاقة المبتورة مع الخالق شيئاً ما في داخلي كان يقول لي يجب أن تقوي علاقتك مع الخالق والطريقة الأوحد هي التقرب من الدين، وكان الدين المسيحي هو المتاح لي اجتماعياً وعائلياً بالطبع. ولكن طول هذه الفترة ومنذ صغري كانت أسئلة محيرة ومريبة تدور دائماً في ذهني، أسئلة تتعلق بأساس العقيدة وماهية الله ، من هو الله ؟
هل هو الآب ؟
هل هو الابن ؟
هل هو الروح القدس؟

الله واحد في أولئك الثلاثة، دائماً كان هذا الرد، ولكن لم يجد أبداً لدي أي قبول أو قناعة، كيف يكون لله ولد ؟ وكيف يقول يكون الله هو ذلك الولد؟ لماذا يحتاج الله إلى ولد ليثبت إلوهيته ؟

لماذا أحتاج كمسيحية ألا أعرف الله إلا من خلال المسيح، إن كان نبياً فبالنهاية هو بشر مثلنا وإن كان على درجة أعلى من القدسية، لكن لا احتاجه ليكون واسطتي إلى الله فهو بالنهاية رسوله الذي أبلغ رسالته، كما هي الحال مع باقي الأنبياء، وإن كان إلها، فكيف لي أن اعبد إلهين وأشرك بالله ؟

بدأت التبحر والقراءة والاطلاع، تولد لدي شعور بالقلق، كثيراً من المفاهيم لم ترق لتفكيري، لم أتقبلها كما هي، ساورتني شكوك في كون الكتاب المقدس هي الكلمة الإلهية، وجدت في الكتاب المقدس كثيراً من الإشارات إلى أن المسيح ما هو إلا نبي أرسله الله برسالة لتكمل ما جاء من قبله، بل وإن أغلب الإشارات من الإنجيل أوحت لي بذلك.

متى 11:18 فاَبنُ الإنسانِ جاءَ ليُخـلَّصَ الهالِكينَ

يوحنا 19:12 لأنِّي ما تكَلَّمْتُ بشيءٍ مِنْ عِندي، بَلِ الآب الذي أرسَلني أَوصاني بِما أقولُ وأتكَلَّمُ .

متى 5: 17 لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ .

مرقس 18:10 فقالَ لَه يَسوعُ: « لماذا تَدعوني صالِحًا ؟ لا صالِـحَ إلاَّ الله وحدَه "

مرقس 37:9 مَنْ قَبِلَ واحدًا مِنْ هؤُلاءِ الأطفالِ باَسمي يكونُ قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني لا يكونُ قَبِلَني أنا، بَلِ الذي أرسَلَني "

يوحنا 3:17 الحياةُ الأبديَّةُ هيَ أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقَ وحدَكَ ويَعرِفوا يَسوعَ المَسيحَ الذي أرْسَلْتَهُ .

ومن أمثال ذلك الكثير، فلم يدع المسيح بأنه إلها وقد أشار إلى نفسه بأنه ابن الإنسان، بل جاء في الكتاب إنه استغاث بالله من على الصليب قائلاً: الهي الهي لماذا تركتني؟
فمن أين جاءت فكرة الثالوث، ومن أن المسيح هو الله !؟! هو ابن الله!؟!
معضلة حيرتني لسنين طويلة .
وترافق مع هذه المعضلة في تفكيري أمر آخر، لماذا يحتاج الله أن يتجسد في صفة الإنسان لينزل على الأرض بصور ابنه؟ ولماذا يحتاج ليقتل ابنه ليمحو عن البشر خطاياهم ؟؟ لماذا يحتاج الله أن يغرينا لنحبه ونؤمن به ؟ ألا يكفينا إخلاصاً لله أنه خالقنا ؟ ما الهدف من حياتنا ولماذا نحتاج لعبادة الله وطاعته لمجرد انه أرسل ابنه ليخلصنا لنحيا بلا خطيئة؟؟ وأين العدالة الإلهية في تحميل أي كان أخطاء الآخرين؟
وإن كان المسيح قد مات مصلوباً، إذن فإن الله قد مات؟؟؟ كيف يكون ذلك؟؟؟
كانت دائماً تكون الإجابات ممن سألتهم لإثبات إلوهية المسيح بأنه صنع المعجزات،
لقد صنع قبله غيره المعجزات أيضاً !!
المسيح بعد أن مات قام من بين الأموات وهذا لا يقدر عليه إلا الآلهة.
من قبله النبي إيليا لم يمت بل حمل إلى السماء على عربة من نور حسب العهد القديم !!
لم أحصل على إجابة تقنعني .
الجواب الوحيد الذي أقنعني كان من داخلي، وهو أن فكرة الفداء والثالوث قد أدخلت على الديانة عند بداية الدعوة في عهد القسطنطينية ، حيث طبعت الأناجيل بصورتها الحالية، من أجل إغراء الناس للدخول في الدين الجديد لتسهيل عملية نشره في بلاد لم تكن فيه الأديان الموحدة معروفة، وكانت فكرة الثالوث أقرب إلى الناس الذين كانوا مشركين في ذلك الوقت وكذلك كانت فكرة الغفران من الخطايا والخلاص منها أيضا فيها إغراء للناس الذين كانوا يحيون بدون أي قيد من أجل إدخالهم في الدين الجديد .

النقطة الأخرى، هل الإنجيل كلام الله ؟؟؟؟ نظراً لوجود نسخ مختلقة وغير متطابقة من الإنجيل فقناعتي راسخة بأنه كتاب موضوع ممن عاصروا المسيح من رسله، فبدأت القراءة بأسلوب الباحث وليس بأسلوب المتلقن إلى أن سمعت مناظرة للمرحوم الداعية الشيخ أحمد ديدات رحمه الله وغفر له مع قس أمريكي، عنوانها هل الكتاب المقدس كلمة الله، فبدأت قناعاتي تترسخ بعدم دقة العهد الجديد من الكتاب المقدس، و لاحظت أيضاً بتجاهل الكثير من الإشارات في الكتاب المقدس إلى مجيء محمد فقرأت للشيخ أحمد ديدات أكثر فأكثر وترسخت قناعاتي وباتت غير قابلة للتغيير.

في نفس الفترة ازدادت الهجمة على الإسلام كدين يهدد الاستقرار في العالم، وظهر في العالم الإسلامي تأويلات وتفسيرات تخص الدين الإسلامي كانت من على درجة من الغلو في التطرف دفعتني للبحث في أصولها وأسبابها في الدين، حيث أن معرفتي بالدين الإسلامي كوني عشت حياتي في بلد ذا أغلبية مسلمة، معرفتي به كانت أنه دين سمح يدعو إلى المحبة والتواد بين الناس ورأفة بهم، فقادتني هذه الرحلة إلى معرفة الدين عن قرب، فوجدته لا يمت بصلة لما يحاول الغرب والبعض من غلاة التطرف وسمه به، وجدته ديناً يتسع للجميع، ينادي بوحدانية الله بدون أي ريب أو شرك، يدعو المسلمين إلى الاتجاه للخالق والتفيؤ في ظل رحمته الواسعة، لا ينتظرون من إشارات أو تضحيات من أجل الطاعة والخضوع له.

{ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ } القصص – 67 .
وتلقائياً شعرت باستقراره في قلبي وعقلي في آن واحد بسهولة ويسر، كما وجدته مناسباً لي كشخص أكثر، ملائماً لشخصيتي، طريقة الصلاة ترضي رغبتي في تقربي من الله، إلى أن يسر لي الله صيام رمضان في العام الفائت، وظن كل من حولي أن صيامي اجتماعياً أكثر منه دينياً لكنني داخلياً شعرت بصفاء لم أشعر به من قبل، وتيسر لي خلال شهر رمضان ختم القرآن الكريم فوقع كلامه في قلبي وعلى عقلي وقعاً جميلاً مرضياً وبدأت انظر إلى الحياة بطريقة مختلفة، رضى دائم وسكينة وطمأنينة، تابعت رحلتي في البحث إلى أن مر عيد الميلاد وأتى بعده عيد الأضحى، وجاءت الأعياد الثلاث (الفطر والميلاد والأضحى) في فترة متقاربة، وكانت امتحاناً لقناعتي واستقراري، عند حلول عيد الميلاد لم أشعر بأي شعور داخلي بأنني أنتمي لهذا الدين، وبحلول عيد الأضحى وجدت نفسي أنوي صيام يوم عرفة، وصمته والحمد لله، وفي ذلك اليوم تحديداً اتخذت قراري بإشهار إسلامي وكان لي ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى يوم 15/1/2006
وأشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً عبده ورسوله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سم سم
عضو / ة
عضو / ة
سم سم


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 129
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 أكتوبر 2010, 6:06 pm

قصة إسلام يهودي متطرف
حُسن خلق الشاب المسلم في حواره معي، كان سبب عودتي إلى الله'، بهذه الكلمات لخص 'ميخائيل شروبيسكي' أو 'محمد المهدي' قصة عودته إلى الله، واعتناقه الإسلام.
محمد المهدي كان شابًا يهوديًا من غلاة الشباب المتطرف، وأحد المستوطنين المشهورين بكراهيتهم للإسلام والمسلمين، كان مثله الأعلى الإرهابي اليهودي 'باروخ جولدشتاين' مُنفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي الشهيرة في 1994، والتي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال تأديتهم الصلاة، لكن قصة فريدة من نوعها بحسب صحيفة معاريف العبرية كانت السبب في اعتناقه الإسلام.
محمد المهدي، من أصل أذربي، يبلغ من العمر 33 عامًا, ينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة في أذربيجان، جاء ضمن حملات التهجير اليهودية للكيان الصهيوني في عام 1993، ورغب في أن يقيم بمستوطنة 'كريات أربع' لرغبته في أن يعيش في نفس المكان الذي عاش فيه مثله الأعلى سابقًا 'باروخ جولدشتاين' وهي أشهر المستوطنات التي تضم كبار المتطرفين اليهود.
بدأ 'ميخائيل شروبيسكي' يتأقلم على وضعه الجديد بعد نزوحه للكيان الصهيوني، فقام باستئجار منزل، ومارس مهنته الخاصة باللياقة البدنية، وأصبح من أهم الناشطين في المستوطنة وذاع صيته سريعًا، فانضم لحركة 'كهانا حي' المتطرفة.
يقول المهدي عن هذه الأيام: 'كنت أريد أن أنفذ مخططاتي في كراهية العرب والمسلمين، التي تربيت عليها في بيتي في أذربيجان، ونمَت في كريات أربع'.
ويلتقط المهدي أطراف الذكريات القديمة، حامدًا الله على عودته إليه، فيقول: 'كنت أنوي تنفيذ عملية انتحارية داخل أحد مساجد مدينة الخليل لقتل المسلمين وهم يؤدون الصلاة، كما فعل جولدشتاين'.
يقول محمد المهدي: 'قبل إسلامي وعقب تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعمليات داخل إسرائيل جلست مع عدد كبير من كبار المستوطنين وقلت لهم: تكتبون الموت للعرب على جدران منازلكم أو متاجركم، وهذا لا يعنى شيئًا! إذا كنتم تريدون فعل شيء فعلينا أن نذهب وننتقم منهم, إذا كنتم رجالاً هلموا نذهب لمدينة الخليل وندخلها ونقتل من فيها'.
طريق الله بواسطة شاب:
يقول المهدي: 'رغم كل ذلك، كنت في داخلي متمردًا عليها، ويساورني الشك في أشياء كثيرة، خاصة حقيقة هذا الكون، فلم تكن إجابات الحاخامات على أسئلتي تقنعني في غالبيتها خاصة إذا ما تطرق الحديث عن الديانات الأخرى وعلى رأسها الإسلام'.
ويكشف المهدي تفاصيل بعض ما يدور في مجتمع الحاخامات وعلاقته بالإسلام، بالقول: 'لقد اعتاد الحاخامات دائمًا على سب النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - في كل حديث حوله أو حول الإسلام'.
ويمضي المهدي يحكي قصة عودته إلى الله: 'في هذه الأثناء، قبل ثلاث سنوات تعرفت بالصدفة على شاب من مدينة الخليل، يسمى 'وليد زلوم' جاءني لإصلاح سيارتي، وعندما تأكدت من أنه مسلم رفعت السلاح في وجهه، وهددته بالقتل والفتك، لكنه بدا متماسكًا هادئًا، فدعاني إلى الحوار، الحقيقة لقد كان أسلوبه عاقلاً وأخلاقه حسنة'.
ويؤكد المهدي أن الحوار امتدّ مع الشاب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الشاب كان هو سبب الانقلاب في حياته الذي حدث بعد عامين من هذه المقابلة، ظل خلالهما يبحث في أمور الدين الإسلامي بنفسه، فيقول: 'بدأت أدخل في أعماق الإسلام بعد أن اشتريت معاجم لغة عربية لتعلمها، وطلبت من وليد أن يعلمني الصلاة، وتعلمت أكثر وأكثر حتى أنني شعرت بأني أسبح في محيط الحقيقة التي تمكنت من العثور عليها, وشعرت بأنني ولدت وهذا الشيء بداخلي, وفي النهاية نطق لساني: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله'.
ويحكي المهدي أنه قوبل بمضايقات لا يمكن وصفها من قبل المستوطنين، فخشي على حياته، تاركًا المستوطنة وعائدًا لبلده الأصلي أذربيجان.لكن لم يكن الوضع في بيت أسرته مختلفًا عن وضعه في المستوطنة اليهودية، فقد رفض والداه استقباله وهو مسلم، فقرر العودة مرة أخرى لكن هذه المرة قرر العودة إلى فلسطين، تحديدًا في قرية أبو جوش داخل الخط الأخضر القريبة
من القدس المحتلة.
المهدي يُنهي حواره لمعاريف بحمد الله على نعمة الإسلام، والرجوع إلى الله، وتكوين أسرة مسلمة تضمه وزوجته 'سبينا' وأربعة من الأطفال هم: يعقوب عبد العزيز، عيسى عبد الرحمن، هيا بنت محمد، مريم بنت محمد.
أمنيات المهدي:
يوجز محمد المهدي، أمانيه في رغبته في تغيير اسمه الأول في بطاقة هويته الإسرائيلية، لا لشيء إلا لرغبته في حج بيت الله الحرام العام القادم، خوفًا من أن تمتنع السلطات السعودية عن السماح له بالدخول بسبب اسمه الأول في الأوراق الرسمية 'ميخائيل', ويرغب في تعليم أبنائه في مدرسة إسلامية تهتم بتحفيظ القرآن الكريم وتربية الأطفال على المنهج الإسلامي القويم.
ولم يفُت المهدي أن يعرب عن أمنيته الدفينة بالصلاة في المسجد الأقصى، بعد أن يسترده المسلمون، وأكد أن 'النصر سيكون للمسلمين في نهاية المطاف، بالرغم من كل مشاكل الأمة الإسلامية في العصر الحالي'.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالتى بامبة
نائبة المدير
نائبة المدير
خالتى بامبة


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3638
نقاط : 8435
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 124

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الثلاثاء 30 نوفمبر 2010, 11:08 pm

الصورتان السابقتان هما للأخ يوسف خطاب .. الذي كان يسمى سابقا جوزيف كوهين .. وذلك قبل إسلامه

وهو يهودي أمريكي ذهب إلى إسرائيل للسكن بها عام 1998 ولكنه اعتنق الإسلام عام 2000 وأصبح يدعو إلى الإسلام في قلب إسرائيل غير مبالي بالتهديدات اليهودية الدائمة .. بل إمعانا في التحدي أصبح يجهر بالآذان فوق سطح البيت الذي يسكنه .. وذكر أنه يتوقع القتل في أية لحظة

هذه صورته مع عائلته التي اعتنقت بكاملها الإسلام







والجدير بالذكر أن يوسف خطاب اعتنق الإسلام عن طريق الإنترنت .. بواسطة الشات

الآن ما هي حجتك في أن تترك الدعوة إلى الله؟
بإمكانك أن تدعو إلى الإسلام وأنت في غرفتك .. فهل هناك نعمة أعظم من هذه؟

يوسف خطاب له سنتين منذ أن أصبح مسلماً ، وأصبح يشرح أصول العقيدة الإسلامية ، ولو موقع على الإنترنت عن الإسلام وعن اليهود الذيت أسلموا ، ونحن لنا عشرات السنين على الإسلام ولم نفعل نصف ما عمله .. يجب أن نغار منه قليلا

الموقع الذي صممه الأخ يوسف خطاب


http://jewstoislam.com

نسأل الله أن يغفر له ويثبّته على الإسلام







الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Yousef2


الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Yousef1



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور القلوب
مراقبة
مراقبة
نور القلوب


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 4603
نقاط : 10777
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 20/08/2010
العمر : 30

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين 06 ديسمبر 2010, 9:28 pm

كيف اسلمت

ميكائيل بليخيو السويدي

الخميس, 14 تشرين1/أكتوير 2010

يحي أبوزكريا



أصبحت ظاهرة المتحولين إلى الإسلام في الغرب ملفتةً للنظر, فأعداد الغربيين الذين أسلموا ويسلمون باتت مدهشةً للغاية, ولم يعد الأمرُ مقصورًا على فئةٍ دون أخرى بل إنًَ المتحولين إلى الإسلام في الغرب ينتمون إلى الجنسين معًا, وإلى مختلف المستويات العلمية والأكاديمية, كما فعل أخيرًا الفيلسوف السويديِّ هوجان لارسون الذي أعلن عن إسلامِه في السويد, وقد حدث ذلك بعد دراساتٍ مستفيضةٍ عن الإسلام، قام بها لارسون الذي توَّج كلَّ ذلك بإعلان إسلامه في مدينة مالمو في الجنوب السويديّ, ومن هؤلاء المتحولين السويديِّ ميكائيل بليخيو الذي سمّى نفسه إبراهيم, لم يكتف بإعلان إسلامه، بل تعمَّق في الدراسات الإسلامية، وفتح مدرسةً إسلاميةً في مدينة أوبسالا السويديَّة لتعليم أبناءِ الجاليةِ المسلمةِ في السويد تعاليمَ دينهم... وقد كان لنا معه هذا اللقاء..

هل لك أن تحدثنا عن حياتِك قبل الإسلامِ في السويد ؟

على امتداد حياتِي، ومنذُ أن بدأتْ ذاكرتي تعِي، كنت على الدوام أُؤْمِنُ بأنَّ الله موجودٌ, لكن هذا الاعتقادَ لم يكنْ مؤثِّرًا في حياتِي, أو موجِّهًا لها, فهذا الاعتقاد كان في وادٍ, و حياتِي في وادٍ آخر. لقد كانت حياتِي مليئةً بالمشاكلِ والعُقَد والانكساراتِ, فقد توفِّيَت أُمِّي عندما كان عمري 14 سنة, و سافر أبِي إلى منطقةٍ أخرى وقَطَنَ فيها, وتولَّى أخِي الأكبر رعايتِي, و كان مُرَّا في رعايته لي, الأمرُ الذي جعلني أتوجَّه إلى شُرب الخمورِ وتَعَاطِي المخدرات –الحشيش على وجه التحديد.. والحمد لله أنَّنِي اكتشفتُ الإسلامَ, الذِي منحني الطمأنينة واليقين والأمان، ونقلنِي من دوائر الضياع والتهلكة إلى دائرةِ النور والاستقرار والعبودية, وقد قادنِي اكتشافِي للإسلامِ إلى معرفة كمْ هي الجاهليةُ مَضرَّةٌ للإنسانِ, وكمْ هي الهدايةُ خَلاقّةٌ ورائعةٌ وتصونَ فطرةَ الإنسانِ...

وكيف اكتشفت الإسلام ؟

عندما كان عمري 17 سنة تعرَّفتُ على عائلةٍ من إريتريا تقيم في السويد, وكنت عندما أزورُ هذه العائلةَ كنَّا نتناقشُ حول الدياناتِ والإسلامِ, والخصوصيةَ الموجودةَ في الإسلامِ، وما إلى ذلك من المواضيعِ ذات الصِّلةِ, وهذه النقاشاتُ لم تكن لتوصِّلَني إلى الإسلام, فقد كنتُ أعتبرُها مجرد نقاشاتٍ عادية خصوصًا بعد أن استقرَّ آلافُ المسلمين في السويد وأصبحوا ظاهرةً حقيقيةً, وأعترفُ أيضًا أنَّنِي بدأتُ أُحِبّ هذه النقاشاتِ الحيويّة, حيثُ عندما بلغتُ سنّّ العشرين استعرتُ النَّسخةَ السويديَّة من القرآنِ الكريمِ، وأخذتُ أقرأُ بتمعُّنٍ كلَّ ما وَرَدَ في القرآنِ الكريمِ, وكان يهُمُّنِي في هذه المرحلةِ عقدُ مقارنةٍ بين الإنجيل، وقد كنت قرأتُه والقرآنَ الذي تعرفتُ عليه حديثًا. والطريفُ أيضًا أنَّ العائلةَ الإريترية قالتْ لي: أنَّ القرآنَ مقدسٌ بالنسبةِ للمسلمين ولا يجوزُ لمسهُ إلاَّ إذا كان الإنسانُ متوضئًا, ونصحوني بالوضوءِ لقراءةِ القرآنِ الكريمِ, فوجدتُ نفسي أتوضأُ تلقائيًا بعد أن دلُّوني إلى كيفيةِ الوضوءِ..

وضعتُ القرآنَ الكريمَ التي تُرجِمتْ معانيهُ إلى اللغةِ الإنجليزيةِ والتي قامَ بها عبدُ الله يوسف عليّ في كيسٍ, وفي داخلِهِ قَصَاصَةُ ورقٍ كُتبَ عليها كيفيةُ الوضوء, و توجهتُ إلى بيتي, حيث توجهتُ رأسًا إلى الحمامِ، وبدأتُ بالوُضوءِ كما كُتبَ ليَ على الورقةِ, وعندما انتهيتُ من الوضوءِ شعرتُ بإشراقةٍ مَا في قلبي، وأحسسْتُ براحةٍ عجيبةٍ جديدةٍ عَليّ, وبعد الوضوءِ شَرَعْتُ في قراءةِ معاني القرآنِ الكريمِ.

اللهُ أكبرُ, مشاعر عدةٍ انتابتْنِي وأنا أقرأُ القرآنَ, فرحٌ داخليٌ وانفراجةٌ في الصدر, وأدركتُ تلقائيًا أنَّني مسلمٌ..و ظلَلْتُ أقرأُ القرآنَ الكريمَ, وأقرأُ, لم أشعرُ مطلقًا بالمللِ, وبعد ثلاثةِ أسابيعَ مِن قراءةِ القرآنِ وبعض الكتبِ نطقتُ بالشهادتين, قائلا: أشهدِ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ .

وبعد أن أسلمتُ لم أتمكن من الذَّهابِ إلى المسجدِ لإعلان شهادةِ إسلامِي, كنتُ أظنّ أنَّ المسلمين، وكما يصوِّرهمُ الإعلامُ الغربيّ أصحابَ لحىً طويلةً وكثيفةً ويحملونَ دومًا سَكَاكِينَ لِقَتْلِ الناسِ, لكن وعندما توجهتُ إلى المسجد وجدتُ كلَّ الرِّعاية من المسلمين الذين ساعدوني واستوعبوني.

هل أثَّر عليك عدمُ إلتزام كثيرٍ من المسلمين بإسلامهم ؟

هذا يتوقف على نوعيةِ السُّلوك, فإذا كان المسلمُ في الغربِ أو في العالم الإسلامي لا يصلي, فالله تعالى هو الذي سيتولَّى أمرَه, وربما الأثرُ يختلفُ عن أثرِ تأثيرِ الجرائم التي يقترفُها بعضُ المسلمين في الغرب، حيث أنَّ ذلك يؤثِّر سلبًا على نموِّ الإسلامِ في السويد وفي الغرب على السواء..

فأنا عندما أحدثُ السويديِّين غيرَ المسلمين عن الإسلامِ كونُه دين سلامٍ وأمانٍ, ثمَّ يتعرض هؤلاء السويديُّون للسَّرقةِ من قِبَلِ أشخاصٍ مسلمينَ, فهذا الشيءُ ينزعُ الصّدقيَّةَ عن دعوتي الإسلامية وسط السويديين والغربيين.

إنَّ عدمَ إلتزامِ المسلمين بإسلامهم في الغرب يؤثِّر إلى أبعدِ الحدودِ على تطوُّرِ الإسلامِ وتكامُله في الغرب وخصوصًا قضايا المعاملات, ولهذا عندما نُحدِّثُ الغربيينَ عن الإسلام يحدّثوننا فورًا عن السرقات والاغتصاب والسَّطْو وبيعِ المخدَّرات التي يَضْطَّلعُ بها أشخاصٌ يحملون أسماءَ إسلاميةٍ للأسف الشديد, وهنا تبدأُ صعوبةُ دعوة الغربيين إلى الإسلام الذين يَرْبُطونَ فورًا بين تصرفات المسلمين والإسلام ويعتبرون هذه التصرفاتِ السّيِّئةِ مِن وحيِ الإسلام.

ومع كلِّ ذلك, كيف ترى مستقبلُ الإسلامِ في الغرب والعالم ؟

يعتبر الإسلامُ من الدياناتِ الأكثرِ انتشارًا في أوروبا، ويمكن القولُ أنَّ للإسلامِ مستقبلًا كبيرًا في أوروبا. منذُ أنْ أسلمتُ وإلى يومِنا هذا شاهدتُ إقبالَ الآلافِ على الإسلام في كلِّ أوروبا, وسيصبح بالتأكيد الديانةِ الأكثرِ انتشارًا من شمالِ أوروبا وإلى جنوبها, وانظر على سبيل المثال إلى انتشار الإسلام في فرنسا, فعلى رغم دِعاية اليمين المتطرفِ ضدّ الإسلامِ والمسلمين هناك, إلاَّ أنَّ الإسلام يتطورُ ويتقدمُ بشكلٍ مدهشٍ في فرنسا وغيرها..

وكما يقول الحديث النبويُّ الشريفُ أو الذي معناه أنَّ الإسلامَ سيشعُّ مجددًا على الكونِ والمعمورةِ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْر[1]". وعالميًا سيتحوَّلُ الإسلامُ إلى أصعبِ رقمٍ في المعادلةِ الدُّوليَّة, و الدلائلُ والمؤشراتُ كُلُّها تدلُّ على ذلك.

كيف كانت رَدَّةُ فعل أقاربِك والمجتمعِ السويديِّ عندما دخلتَ الإسلامَ ؟

لقد كان الأمرُ صعبًا في البدايةِ, قد اُبتُليتُ أشدَّ الابتلاء في طريقِ إسلامِي, فقد تَنَكَّرت لي عائلتِي، وغادرتُ بيتِي حاملًا معي بعض أغراضِي, أصبحتُ أنامُ في المساجدِ ولدَى بعض الإخوةِ الذين فتحوا لي بُيوتهم والحمدُ لله. وقد قاطَعنِي أقربُ الناسِ إليَّ وباتُوا لا يتصلونَ بِي, وهو الأمرُ الذي أحزننِي وأَغَمَّني, وكثيرًا ما كنتُ أعودُ في هذه المرحلةِ إلى القرآنِ الكريمِ مُرَدِّدًا مِنْ تِلقاءِ نفسي سورة الكافرونَ, وأتوقَّفُ عند قوله تعالى:

{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [سورة الكافرون: 6].

لقد أصررْتُ على إسلامِي, وكنتُ دومًا اُردِّدُ لكم طريقُكُم ولي طريقِي, وقد أدخلنِي هذا الإصرارُ في صراعٍ مع مكاتبِ العملِ وأسواقِ العملِ وعمومِ المجتمعِ السويديِّ.

من هذا المنطلق, كيف تنظرَ إلى حَظْرِ الحجابِ في فرنسا؟

مبدئيًا أقولُ ساعدَ اللهُ أخواتِنا هناك, لقد خالفَ النظامُ الفرنسيّ أبسطَ المنطلقات الديمقراطية, وأبسطَ قواعد حقوقِ الإنسان الذي يتبجَّحُ بها الغرب, وعلى الأخواتِ في فرنسا أن يناضِلنَ من أجلِ حقوقهُنَّ, والحجابُ حقٌ وهذا الحقُّ مكفولٌ في الدساتير الغربيَّة, وإلاّ كانت الديمقراطية الغربيَّةُ حكرًا على الإنسان الغربيّ وتعني الشهوات والحيوانية فقط..

وكيف ترى ما أقدمتْ عليه جريدةُ يولاند بوستن الدانمركية التي تطاولت على النبي ؟

أتصوَّرُ أنَّ ما أقدمتْ عليه جريدةُ يولاند بوستن قد خدشَ كلّ الاحترامِ, وقفز على كل المسلَّمات والمقدَّسات, ويجبُ أن نسألَ أنفسنَا: لماذا فعلتْ يولاند بوستن ذلك؟! ولماذا لقيتْ دعمًا من أكثريَّة غربيَّة لا تفهم الإسلام؟! وبناءً عليه يجب أن نسعى جاهدين لتقديمِ الوجهِ الحضاريِّ للإسلام في الغرب, وإيصالِ المحتوى الحضاريِّ للإسلام إلى كل الجهاتِ في الغرب..

وأتصوَّر أنَّ السيرةَ النبويةَ حافلةٌ بعشراتِ الدروسِ التي يمكنُ اقتباسِها في راهننِا, فلطالما ُضرِبَ الرسولُ بالحجارة وهُو يصلي, وكانَ أحدُهم يضعُ القمامةَ قُربَ بيتِه, لقد جَابَهَ رسولُ اللهِ كلَّ أولئك بالأخلاق الحسنة التي جعلت أعداءه يُقِرُّون في النهاية بعظمةِ الإسلام...

لماذا أخفقّ مُسلمُو أوروبا في دُخولِ مُعتركِ السياسةِ الأُوروبيّة ؟

في الوَاقِع قد قرأتُ العديدَ من الدراساتِ الإسلاميةِ والفكريَّة والسياسيَّة التي تتمحور حولَ آَليَّة العمل السياسيّ الإسلاميّ ضمن منظومةٍ سياسيةٍ غيرِ إسلاميَّة، والواقع أنَّ مشاركةَ المسلمين ضروريَّةٌ في العمل السياسيّ الغربيّ حتى يؤثِّروا على مُجريات القوانين التي ستؤثِّر على حياتهم بالتأكيد.

فمسلمو فرنسا لو كان لهم وجودٌ كبيرٌ داخلَ البرلمانِ الفرنسيّ لأمكنهُم إلغاءَ قانونِ حظرِ الحجابِ أو عرقلتِه على الأقل, وعلى ذلك فَقِسْ..

ونفس الشيءِ ينطبِقُ أيضٌا على أمريكا, فلو أنَّ المسلمين كان لهم مشاركةٌ سياسيةٌ فاعلةٌ لَمَا بلغ التعاوُن الصهيونيّ – الأمريكيّ مداه هناك..

ما هي في نظرِك أحسن الوسائلِ والطرقِ لنشرِ الإسلامِ في أوروبا ؟

مبدئَّيًّا يجب أن يكون لدينَا تخطيطٌ بعيدَ المدَى, ولا يجبُ أن نقعَ في مُعضلة استعجال قطفِ الثِّمار, فالقرآنُ الكريمُ ظلَّ وعلى امتدادِ ثلاثٍ وعشرين سنَةٍ يتنزَّلُ على الرسول محمدٍ , ولا يجب التركيز فقط على فِقهِ الحلال والحرام بين الغربييّن, فالأولى تعريفُ الغربييّن بأصول العقيدة وماهيةِ التوحيد لأنّه الأصلُ, والفروعُ تأتي بعد ذلك, فمن غير المنطقيِّ أن نُحدِّث الغربيّ عن حرمةِ لحم الخنزيرِ وشربِ الخمرِ, قبل أن نحدثّه ماهيَّة الوجودِ ومن أَوجدَ هذا الوُجود, وفلسفةِ الكون والرؤيةِ التوحيدية عبر مقارناتِ ما هُو مطروحٌ في الفكرِ الغربيّ وغير ذلك...

وما زلتُ أعتقدُ أنَّ في سيرةِ النبيَّ محمدٍ أكبرَ الإستراتيجياتِ في آلياتِ نشرِ الإسلامِ في أوروبا.

أنتَ شخصيَّا, ماذا كنتَ تعرفُ عن الإسلام قبل إسلامك ؟

لم أكن أعرفُ الكثيرَ عن الإسلام, لقد كان الإعلامُ الغربيُّ هو المرجِع بالنسبة إليَّ في فَهمِ الدين الإسلاميِّ وحياة المسلمين, وفي الواقعِ فإنَّ الإعلام الغربيَّ يلعبُ أكبرَ الأدوارِ في تشويهِ الإسلام والمسلمين.

وكيف تنظر إلى الخلافات بين المسلمينَ في الغربِ وفي العالم الإسلاميّ ؟

أنْ يختلفَ المسلمونَ في الآراءِ الفقهيةِ والفكريَّة, فهذا أمر كانَ وسيظلُّ منذُ مئاتِ السنين, لكنْ أن يتحوَّل هذا الخلافُ إلى فتنةٍ بين المسلمين فهذا أمرٌ غير مقبولٍ مطلقًا, خصوصًا وأنَّ الرسول دعا اللهَ أنْ يقيَ أمتَه من الفتنة.

أنْ يقتلَ المسلمونَ بعضهم بعضًا فهذا غيرُ مقبولٍ، ويُعتبرُ جريمةً كبيرةً في الإسلام, وللأسفِ الشديد فقد أصبح الخلاف المُفضيّ إلى الفتنة بين المسلمين كالسَّرطان الذي ينهش الجسم القويّ ويرديه صريعًا.

وبالنسبةِ إليَّ فإنَّ الإسلامَ منحني الطّمأنينةَ والسلام وسوف أستمرُ مسلمًا إلى أن ألقى الله.

هل يهتمُ الأوروبيونَ عادةً بدراسةِ الإسلام ؟

لقد تبيَّن لي أنَّ العديدَ من المراهقين والشبابَ الغربييّن يبدون حِرصًا على دراسة الإسلام, ودورُنا وواجبُنا أن نُريَهم الطريق المستقيم.

كيف تُقَدِّم وسائلُ الإعلام الغربيّة الإسلام؟

كلُّ وسائلِ الإعلامِ في الغربِ تقدِّم الإسلامَ بطريقةٍ سلبيةٍ للأسف الشديدِ, و مع كلِّ الخبُثِ الموجود في هذه الوسائل إلاَّ أنَّها أحيانا تُقدِّم وتحديدًا الشاشات الصغيرة أفلامًا وثائقيةً عن الإسلامِ تكون سببًا في تعريف الكثيرِ من الأوروبيّين الإسلامَ أو قُل تَحملهُم على التفكيرِ في ماهيةِ الإسلام وجوهره, وفي نظرِي فإنَّ المُهمَّ هو أن نقدِّم الإسلام بصورةٍ نقيةٍ وحضاريةٍ وأخلاقِ المسلمين الحسنةِ في الغرب هي الفيصلُ في نشر الإسلام بشكلٍ صحيحٍ في الغرب.

و هل أثَّر العنفُ في البلاد العربيّة والإسلاميّة على اهتمام الغربييّن بالإسلام؟

بالتأكيد فإنَّ هذا أهمّ ما يؤثِّر على الغربييّن و يَحُول دونَ تواصلهم مع الثقافةِ الإسلاميّة, وهذا العنف المتداوَل في العالم الإسلاميّ لم يؤثّر على الغربيين ويجعلهم غير قادرين على استيعاب حضاريّة الإسلام, بل أثّر علينا كمسلمين غربييّن من ناحية نشرِ الإسلام بين الغربيين.

مع أي المنهجين أنتَ, مع حوار الحضاراتِ أو صِراعِها ؟

بطبيعةِ الحال أنا مع الحوار قلبًا وقالبًا, وهذا أساسُ إسلامنا وقرآنِنَا, فالمولى يدعونا في قرآنِه إلى استخدام البيِّنة و الحُجَّة والبرهان.. ولا إكراه في الدين, والإسلام لم ينتشر قطّ بالعنف و الإجبار، بل انتشر بالبينّة والحكمة, وهذه المنطلقات هي التي قامت عليها الحضارة الإسلاميّة, وبُنيت عليها الدعوة الإسلاميّة.

ماذا منحَكَ الإسلامُ ؟

لقد منحني الإسلامُ كلَّ شيءٍ, منحني الطمأنينةَ والسلامَ, لقد علَّمني الإسلامُ كلَّ شيءٍ على الصعيد الشخصيّ والاجتماعيّ وعلَّمني دِفْئ الأسرةِ, وجعلَ لِحياتِي مَغزَى وهدف, ولا يمكننِي في هذا الحوار أن أُحصي ما منحني إياه الإسلامُ, وما أعطتْنِي إياهُ العبوديّة للّه تعالى.

لماذا في نظرك نشهدُ تحوُّل الكثير من الغربييّن إلى الإسلام ؟

لأنَّ الإسلامَ واضحٌ ومبسطٌ على عكسِ المسيحيّةِ القائمةِ على التعقيد, وأهدافُ الإسلامُ بيِّنةٌ وواضحةٌ, وهو يمنح الطمأنينةَ والاستقرار النفسيّ للغربييّن الذين يؤرقْهُم قلقُ الحياة وسرعةُ إيقاعها بمنأَى عن الرُّوح.

فالمسيحيَّةُ على سبيل المثالِ وَقَعَ فيها تغييرٌ كبيرٌ, ووصلنا إلى مرحلةٍ باتَ فيها رجالُ الكنيسةُ في السويد والغرب يقرُّون الزواج المَثلي واللُّواط و غير ذلك.

ولعلَّ الجانبَ الإيجابيّ الوحيد في الحضارة الغربيّة هو هامِشُ الحريَّة الذي يتيحَ لنا كمسلمين أن نؤدِّي مناسكنَا وفرائضنَا بدون تدخُّلٍ من السلطات القائمة.

المصدر: موقع الجزائر تايمز.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور القلوب
مراقبة
مراقبة
نور القلوب


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 4603
نقاط : 10777
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 20/08/2010
العمر : 30

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين 06 ديسمبر 2010, 9:39 pm

إسلام اليهودي المتطرف ميخائيل شروبيسكي

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 18330_image002

"حسن خلق الشاب المسلم في حواره معي، كان سبب عودتي إلى الله"،

بهذه الكلمات لخص ميخائيل شروبيسكي أو محمد المهدي قصة عودته إلى الله واعتناقه الإسلام.

محمد المهدي كان شابًّا يهوديًّا من غلاة الشباب المتطرف، وأحد المستوطنين المشهورين بكراهيتهم للإسلام والمسلمين، كان مثله الأعلى الإرهابي اليهودي "باروخ جولدشتاين" مُنفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي الشهيرة في 1994م، والتي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال تأديتهم الصلاة. لكن قصة فريدة من نوعها -بحسب صحيفة معاريف العبرية- كانت السبب في اعتناقه الإسلام..

محمد المهدي، من أصل أذربي، يبلغ من العمر 33 عامًا, ينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة في أذربيجان، جاء ضمن حملات التهجير اليهودية للكيان الصهيوني في عام 1993م، ورغب في أن يقيم بمستوطنة "كريات أربع" لرغبته في أن يعيش في نفس المكان الذي عاش فيه مثله الأعلى سابقًا "باروخ جولدشتاين"، وهي أشهر المستوطنات التي تضم كبار المتطرفين اليهود.

بدأ "ميخائيل شروبيسكي" يتأقلم على وضعه الجديد بعد نزوحه للكيان الصهيوني، فقام باستئجار منزل، ومارس مهنته الخاصة باللياقة البدنية، وأصبح من أهم الناشطين في المستوطنة، وذاع صيته سريعًا، فانضم لحركة "كهانا حي" المتطرفة.

يقول "المهدي" عن هذه الأيام: "كنت أريد أن أنفذ مخططاتي في كراهية العرب والمسلمين، التي تربيت عليها في بيتي في أذربيجان، ونمَت في كريات أربع".

ويلتقط المهدي أطراف الذكريات القديمة، حامدًا الله على عودته إليه، فيقول: "كنت أنوي تنفيذ عملية انتحارية داخل أحد مساجد مدينة الخليل لقتل المسلمين وهم يؤدون الصلاة، كما فعل جولدشتاين".

يقول محمد المهدي: "قبل إسلامي وعقب تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعمليات داخل إسرائيل، جلست مع عدد كبير من كبار المستوطنين وقلت لهم: تكتبون الموت للعرب على جدران منازلكم أو متاجركم، وهذا لا يعني شيئًا! إذا كنتم تريدون فعل شيء فعلينا أن نذهب وننتقم منهم, إذا كنتم رجالاً هلمُّوا نذهب لمدينة الخليل وندخلها ونقتل من فيها".

سبب إسلام ميخائيل شروبيسكي:

يقول المهدي: "رغم كل ذلك، كنت في داخلي متمردًا عليها، ويساورني الشك في أشياء كثيرة، خاصة حقيقة هذا الكون، فلم تكن إجابات الحاخامات على أسئلتي تقنعني في غالبيتها، خاصة إذا ما تطرق الحديث عن الديانات الأخرى، وعلى رأسها الإسلام".

ويكشف المهدي تفاصيل بعض ما يدور في مجتمع الحاخامات وعلاقته بالإسلام، بالقول: "لقد اعتاد الحاخامات دائمًا على سب النبي محمد في كل حديث حوله، أو حول الإسلام".

ويمضي المهدي يحكي قصة عودته إلى الله: "في هذه الأثناء، قبل ثلاث سنوات تعرفت بالصدفة على شاب من مدينة الخليل، يسمى "وليد زلوم" جاءني لإصلاح سيارتي، وعندما تأكدت من أنه مسلم رفعت السلاح في وجهه، وهددته بالقتل والفتك، لكنه بدا متماسكًا هادئًا، فدعاني إلى الحوار، الحقيقة لقد كان أسلوبه عاقلاً وأخلاقه حسنة".

ويؤكد المهدي أن الحوار امتدّ مع الشاب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الشاب كان هو سبب الانقلاب في حياته الذي حدث بعد عامين من هذه المقابلة، ظل خلالهما يبحث في أمور الدين الإسلامي بنفسه، فيقول: "بدأت أدخل في أعماق الإسلام بعد أن اشتريت معاجم لغة عربية لتعلمها، وطلبت من وليد أن يعلمني الصلاة، وتعلمت أكثر وأكثر حتى إنني شعرت بأني أسبح في محيط الحقيقة التي تمكنت من العثور عليها, وشعرت بأنني ولدت وهذا الشيء بداخلي, وفي النهاية نطق لساني: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".

ويحكي المهدي أنه قوبل بمضايقات لا يمكن وصفها من قبل المستوطنين، فخشي على حياته، تاركًا المستوطنة وعائدًا لبلده الأصلي أذربيجان.

لكن لم يكن الوضع في بيت أسرته مختلفًا عن وضعه في المستوطنة اليهودية، فقد رفض والداه استقباله وهو مسلم، فقرر العودة مرة أخرى، لكن هذه المرة قرر العودة إلى فلسطين، تحديدًا في قرية "أبو جوش" داخل الخط الأخضر القريبة من القدس المحتلة.

المهدي يُنهي حواره بحمد الله على نعمة الإسلام، والرجوع إلى الله، وتكوين أسرة مسلمة تضمه وزوجته "سبينا" وأربعة من الأطفال هم: يعقوب عبد العزيز، عيسى عبد الرحمن، هيا بنت محمد، مريم بنت محمد.

أمنيات محمد المهدي:

يوجز محمد المهدي، أمانيه في رغبته في تغيير اسمه الأول في بطاقة هويته الإسرائيلية، لا لشيء إلا لرغبته في حج بيت الله الحرام العام القادم؛ خوفًا من أن تمتنع السلطات السعودية عن السماح له بالدخول بسبب اسمه الأول في الأوراق الرسمية "ميخائيل", ويرغب في تعليم أبنائه في مدرسة إسلامية تهتم بتحفيظ القرآن الكريم، وتربية الأطفال على المنهج الإسلامي القويم.

ولم يَفُتِ المهدي أن يعرب عن أمنيته الدفينة بالصلاة في المسجد الأقصى، بعد أن يسترده المسلمون، وأكد أن "النصر سيكون للمسلمين في نهاية المطاف، بالرغم من كل مشاكل الأمة الإسلامية في العصر الحالي".

المصدر: موقع مفكرة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق المصطفى
عضو / ة
عضو / ة
عاشق المصطفى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 837
نقاط : 1628
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 15/10/2010

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين 10 يناير 2011, 5:10 pm

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 ?view=att&th=12d70209090e0108&attid=0


قصة اسلام طبيب امريكي يرويها بنفسه رائعه جداااا


https://www.youtube.com/watch?v=-sAJc2f1B3g

>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمارة بنت الحارة
عضو / ة
عضو / ة
سمارة بنت الحارة


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 644
نقاط : 1560
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/10/2010
العمر : 41

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 23 مارس 2011, 9:35 pm

قصة رحلتى الى الدين االاسلامى الحنيف

{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ..

آل عمران 19 .

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ..

أل عمران 64

.{ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْـزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْـزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ

لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ..

آل عمران 84 .

{ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

.. البقرة 135 .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد

امة الاسلام امة محمد صلى الله عليه و سلم

اود اخوانى الله تعالى حفظكم الله و تقبل منا و منكم اعمالنا الصالحة

ان اهدى اليكم هذه القصة الحقيقية لهدى الله تعالى

و هي قصتي :

قصة رحلتى الى الدين االاسلامى الحنيف

نشأت كأي فتاة نصرانية على التعصب للدين النصراني،

وحرص والدي على اصطحابي معهما إلى الكنيسة صباح كل يوم أحد

لأقبل يد القس، وأتلو خلفه التراتيل الكنسية،

وأستمع إليه وهو يخاطب الجمع ملقنا إياهم عقيدة التثليث،

ومؤكدا عليهم بأغلظ الأيمان

أن غير المسيحيين مهما فعلوا من خير فهم مغضوب عليهم من الرب،

لأنهم – حسب زعمه – كفرة ملاحدة.

كنت أستمع إلى أقوال القس دون أن أستوعبها،

شأني شأن غيره من الأطفال،

وحينما أخرج من الكنيسة أهرع إلى صديقتي المسلمة لألعب معها،

فالطفولة لا تعرف الحقد الذي يزرعه القسيس في قلوب الناس.

كبرت قليلا، ودخلت المدرسة،

وبدأت بتكوين صداقات مع زميلاتي في مدرستي

وفي المدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الخصال الطيبة التي تتحلى بها زميلاتي المسلمات،

فهن يعاملنني معاملة الأخت،

ولا ينظرن إلى اختلاف ديني عن دينهن،

وقد فهمت فيما بعد أن القرآن الكريم حث على معاملة الكفار

– غير المحاربين – معاملة طيبة

طمعا في إسلامهم وإنقاذهم من الكفر، قال الله تعالى :

(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).

إحدى زميلاتي المسلمات ربطتني بها على وجه الخصوص صداقة متينة،

فكنت لا أفارقها إلا في حصص التربية الدينية،

إذ كنت – كما جرى النظام أدرس مع طالبات المدرسة

النصرانيات مبادئ الدين النصراني على يد معلمة نصرانية.

كنت أريد أن أسأل معلمتي كيف يمكن أن يكون المسلمون

– حسب افتراضات المسيحيين – غير مؤمنين

وهم على مثل هذا الخلق الكريم وطيب المعشر؟

لكني لم أجرؤ على السؤال خشية إغضاب المعلمة حتى تجرأت يوما وسألت،

فجاء سؤالي مفاجأة للمعلمة التي حاولت كظم غيظها،

وافتعلت ابتسامة صفراء رسمتها على شفتيها وخاطبتني قائلة:

” إنك ما زلت صغيرة ولم تفهمي الدنيا بعد،

فلا تجعلي هذه المظاهر البسيطة تخدعك عن حقيقة المسلمين كما نعرفها نحن الكبار..”.

صمت على مضض على الرغم من رفضي لإجابتها غير الموضوعية،

وغير المنطقية. وتنتقل أسرة أعز صديقاتي ويومها بكينا لألم الفراق،

وتبادلنا الهدايا والتذكارات ،

ولم تجد صديقتي المسلمة هدية تعبر بها عن عمق وقوة صداقتها لي سوى

مصحف شريف في علبة قطيفة أنيقة صغيرة،

قدمتها لي قائلة: ” لقد فكرت في هدية غالية لأعطيك إياها ذكرى صداقة

وعمر عشناه سويا فلم أجد إلى هذا المصحف الشريف الذي يحتوي على كلام الله”.

تقبلت هدية صديقتي المسلمة شاكرة فرحة،

وحرصت على إخفائها عن أعين أسرتي التي ما كانت لتقبل أن تحمل ابنتهم المصحف الشريف.

وبعد أن رحلت صديقتي المسلمة، كنت كلما تناهى إلي صوت المؤذن،

مناديا للصلاة، وداعيا المسلمين إلى المساجد،

أعمد إلى إخراج هدية صديقتي وأقبلها وأنا أنظر حولي متوجسة

أن يفاجأني أحد أفراد الأسرة، فيحدث لي مالا تحمد عقباه.

ومرت الأيام وتزوجت من “شماس” كنيسة ومع متعلقاتي الشخصية،

حملت هدية صديقتي المسلمة “المصحف الشريف”

وأخفيته بعيدا عن عيني زوجي،

الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية ومخلصة وأنجبت منه ثلاثة أطفال.

والتقيت بزميلات مسلمات متحجبات، ذكرنني بصديقتي الأثيرة،

وكنت كلما علا صوت الأذان من المسجد المجاور،

يتملكني إحساس خفي يخفق له قلبي، دون أن أدري لذلك سببا محددا،

إذ كنت لا أزال غير مسلمة، ومتزوجة من شخص ينتمي إلى الكنيسة بوظيفة يقتات منها،

ومن مالها يطعم أسرته.

وبمرور الوقت، وبمحاورة زميلات وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر في حقيقة الإسلام والمسيحية،

وأوازن بين ما أسمعه في الكنيسة عن الإسلام والمسلمين،

وبين ما أراه وألمسه بنفسي،

وهو ما يتناقض مع أقوال القسس والمتعصبين النصارى.

بدأت أحاول التعرف على حقيقة الإسلام،

وأنتهز فرصة غياب زوجي لأستمع إلى أحاديث المشايخ

عبر الإذاعة والتلفاز،

علي أجد الجواب الشافي لما يعتمل في صدري من تساؤلات حيرى،

وجذبتني تلاوة الشيخ محمد رفعت،

والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكريم،

وأحسست وأنا أستمع إلى تسجيلاتهم عبر المذياع أن ما يرتلانه

لا يمكن أن يكون كلام بشر، بل هو وحي إلهي.

وعمدت يوما أثناء وجود زوجي في الكنيسة إلى دولابي،

وبيد مرتعشة أخرجت كنزي الغالي “المصحف الشريف” فتحته وأنا مرتبكة،

فوقعت عيناي على قوله تعالى:

( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) .

ارتعشت يدي أكثر

وصببت وجهي عرقا، وسرت في جسمي قشعريرة،

وتعجبت لأني سبق أن استمعت إلى القرآن كثير في الشارع والتلفاز والإذاعة،

وعند صديقات المسلمات، لكني لم أشعر بمثل هذه القشعريرة

التي شعرت بها وأنا أقرأ من المصحف الشريف مباشرة بنفسي.

هممت أن أواصل القراءة إلا أن صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون ذلك،

فأسرعت وأخفيت المصحف الشريف في مكانه الأمين،

وهرعت لأستقبل زوجي.

وفي اليوم التالي لهذه الحادثة كان فى رأسي ألف سؤال حائر،

إذ كانت الآية الكريمة التي قرأتها

قد وضعت الحد الفاصل لما كان يؤرقني حول طبيعة عيسى عليه السلام،

أهو ابن الله كما يزعم القسيس – تعالى الله عما يقولون-

أم أنه نبي كريم كما يقول القرآن؟ فجاءت الآية لتقطع الشك باليقين،

معلنة أن عيسى، عليه السلام، من صلب آدم،

فهو إذن ليس ابن الله، فالله تعالى :

( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).

تساءلت في نفسي عن الحل وقد عرفت الحقيقة الخالدة،

حقيقة أن ” لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله “.

أيمكن أن أشهر إسلامي؟ وما موقف أهلي مني،

بل ما موقف زوجي ومصير أبنائي؟

طافت بي كل هذه التساؤلات وغيرها وأنا جالسة لكني لم أستطع،

فالتفكير كاد يقتلني،

واتخاذ الخطوة الأولى أرى أنها ستعرضني لأخطار جمة أقلها قتلي بواسطة الأهل أو الزوج والكنيسة.

ولأسابيع ظللت مع نفسي

بين دهشة زميلاتي اللاتي لم يصارحنني بشيء،

إذ تعودنني عاملة نشيطة،

لكني من ذلك اليوم لم أعد أستطيع أن أنجز عملا إلا بشق الأنفس.

وجاء اليوم الموعود،

اليوم الذي تخلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه من ظلام الكفر إلى نور الإيمان،

فبينما كنت جالسة ساهمة الفكر،

شاردة الذهن، أفكر فيما عقدت العزم عليه،

تناهي إلى سمعي صوت الأذان من المسجد القريب داعيا المسلمين إلى لقاء ربهم وأداء صلاة الظهر،

تغلغل صوت الأذان داخل نفسي، فشعرت بالراحة النفسية التي أبحث عنها،

وأحسست بضخامة ذنبي لبقائي على الكفر على الرغم من

عظمة نداء الإيمان الذي كان يسري في كل جوانحي،

فوقفت بلا مقدمات لأهتف بصوت عال بين ذهول الناس

“أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله”

فاقبل علي الكثير من النسوة وقد تحيرن من ذهولهن،

مهنئات باكيات بكاء الفرح،

وانخرطت أنا أيضا معهن في البكاء، سائلة الله أن يغفر لي

ما مضى من حياتي، وأن يرضى علي في حياتي الجديدة.

كان طبيعيا أن ينتشر خبر إسلامي

وأن يصل إلى أسماع النصارى، الذين تكفلوا- بين مشاعر سخطههم -

بسرعة إيصاله إلى أسرتي وزوجي،

وبدأوايرددوا عني مدعين أن وراء القرار أسباب لا تخفى.

لم آبه لأقوالهم الحاقدة، فالأمر الأكثر أهمية عندي من تلك التخرصات:

أن أشهر إسلامي بصورة رسمية، كي يصبح إسلامي علنا،

وبالفعل توجهت إلى مديرية الأمن حيث أنهيت الإجراءات اللامة لإشهار إسلامي.

وعدت إلى بيتي لأكتشف أن زوجي ما إن علم بالخبر

حتى جاء بأقاربه وأحرق جميع ملابسي،

واستولى على ما كان لدي من مجوهرات ومال وأثاث،

فلم يؤلمني ذلك، وإنما تألمت لخطف

أطفالي من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إلى ظلام الكفر..

آلمني مصير أولادي، وخفت عليهم أن يتربوا بين جدران الكنائس

على عقيدة التثليث، ويكون مصيرهم كأبيهم في سقر..

رفعت ما اعتمل في نفسي بالدعاء إلى الله أن يعيد إلي أبنائي لتربيتهم تربية إسلامية،

فاستجاب الله دعائي، إذ تطوع عدد من المسلمين بإرشادي

للحصول على حكم قضائي بحضانة الأطفال باعتبارهم مسلمين،

استنادا الى فتوى الازهر الشريف التى اوردت

( ان الزوجة المسيحية باسلامها حرمت على زوجها المسيحى

و عليها ان ترفع الامر للقضاء للتفريق بينها و بين زوجها المسيحى

و بالنسبة للاطفال الذين هم دون البلوغ و حملها فهم جميعا مسلمون

مع امهم تبعا لاشرف الديانتين و الله تعالى اعلم )

وقد ايدت لجنة الفتوى بدائرة الاوقاف و الشئون الاسلامية

بحكومة دبى فتوى الازهر الشريف بفتوى صادرة عن اللجنة المشار اليها

فذهبت إلى المحكمة ومعي شهادة إشهار إسلامي،

فوقفت المحكمة مع الحق، فخيرت زوجي بين الدخول في الإسلام

أو التفريق بينه وبيني، فقد أصبحت بدخولي في الإسلام لا أحل لغير مسلم،

فأبى واستكبر أن يدخل في دين الحق، فحكمت المحكمة

بالتفريق بيني وبينه، وقضت بحقي في حضانة أطفالي باعتبارهم مسلمين،

لكونهم لم يبلغوا الحلم، ومن ثم يلتحقون بالمسلم من الوالدين.

حسبت أن مشكلاتي قد انتهت عند هذا الحد،

لكني فوجئت بمطاردة زوجي وأهلي أيضا،

بالإشاعات والأقاويل بهدف تحطيم معنويات ونفسيتي،

وقاطعتني الأسر النصرانية التي كنت أعرفها،

وزادت على ذلك بأن سعت هذه الأسر إلى بث الإشاعات حولي بهدف تلويث سمعتي،

وتخويف الأسر المسلمة من مساعدتي لقطع صلتهن بي.

وبالرغم من كل المضايقات ظللت قوية متماسكة، مستمسكة بإيماني،

رافضة كل المحاولات الرامية إلى ردتي عن دين الحق،

ورفعت يدي بالدعاء إلى مالك الأرض والسماء، أن يمنحني القوة لأصمد

في وجه كل ما يشاع حولي، وأن يفرج كربي.

فاستجاب الله دعائي وهو القريب المجيب،

وجاءني الفرج من خلال أرملة مسلمة،

فقيرة المال، غنية النفس، لها أربع بنات يتامى وابن بعد وفاة زوجها،

تأثرت هذه الأرملة المسلمة للظروف النفسية التي أحياها،

وتملكها الإعجاب والإكبار لصمودي،

فعرضت علي أن تزوجني بابنها لأعيش وأطفالي معها ومع بناتها الأربع،

وبعد تفكير لم يدم طويلا وافقت،

وتزوجت محمدا ابن الأرملة المسلمة الطيبة.

وأنا الآن أعيش مع زوجي المسلم ،

وأهل الزوج في سعادة ورضا وراحة بال،

على الرغم مما نعانيه من شظف العيش، وما نلاقيه

ومعاملة أسرتي المسيحية.

ولا أزال بالرغم مما فعلته عائلتي معي أدعو الله أن يهديهم إلى دين الحق

ويشملهم برحمته مثلما هداني وشملني برحمته،

وما ذلك عليه – سبحانه وتعالى – بعزيز.

و الجديد فى قصتى ان والدى قد هداه الله للاسلام

و مات مسلما و ان شقيتى الصغرى ايضا اعتنقت الاسلام

والحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام

وهى ام سائر النعم و بدونها لا نعم و نعيم سواء فى الدنيا

لو الاخرة شاء من شاء و ابى من ابى

و قد رزقنى الله تعالى من زوجى المسلم بالاولاد و البنات وعددهم اربعة

فشكرا لله تعالى اولا ان هدانى للاسلام

و جزاكم الله تعالى جميعا خير الجزاء

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اختكم فى الله تعالى

sanaa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح بسطاوى
عضو / ة
عضو / ة
سامح بسطاوى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 213
نقاط : 463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 32

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 10 نوفمبر 2011, 9:59 am

يهودية تعتنق الإسلام وتتطلع للحج والعمرة

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 11844925041_705106_1_34

فور اعتناقها الإسلام تيمنت "موران" اليهودية بآيات المصحف الشريف فبدلت اسمها إلى "آية" وهي تتطلع للحج والعمرة ومستعدة لتحمل كل الصعاب من أجل دينها ولا يهمها -حسب ما تقول- سوى طاعة الله.

وموران أو آية سيدة يهودية من مدينة عكا داخل أراضي 48 أشهرت إسلامها يوم الجمعة رغم احتجاجات شديدة من والديها، وقالت إنها ذاقت طعم الطمأنينة والتقوى للمرة الأولى في حياتها.

تقول آية (31 عاما) التي تزوجت من شاب عربي قبل بضع سنوات إن تعاليم الإسلام كانت تستهويها منذ تعرفت عليها بفضل مجاورة أهلها للمسلمين في عكا واحتكاكها مع ذوي زوجها.

وتضيف آية التي تتحدث بلغة تخلط بين العربية والعبرية "اعتدت قبل إسلامي أن أصلي خمس مرات باليوم إلى أن اعتنقت الإسلام وبدأت أحس بمخافة الله بشكل حقيقي".

وتقول "رغم أني لم أمارس طقوس الديانة اليهودية، لكن الإيمان بالله كان ينمو في قلبي، وكنت أبحث عن الأمان والطمأنينة والراحة النفسية فلم أجدها سوى بالسجود بين يديه".

وعن قرار اعتناقها الإسلام قالت آية للجزيرة نت إنها قررت إشهار إيمانها الجديد خلال أدائها صلاة العصر في مسجد الجزار حيث تواظب على أداء الصلوات فيه يوميا مع أخواتها المسلمات اللواتي رحبن بها بحرارة، كما تقول.

وأعربت عن سعادتها بقرارها النابع من "تفهمي لدين الإسلام وجوهره والمعاملة الحسنة التي تلقيتها من المسلمين الذين وقفوا إلى جانبي"، وهو ما شدها إلى الإسلام، حسب قولها.

الحلم
ويبدو أن آية لم تكتف بإشهار دينها، بل تتحين الفرصة لتحقيق حلمها بزيارة قبر النبي الأكرم وأداء فريضة الحج، كما لم تكتف بحصولها على الطمأنينة وحدها فسارعت لتسجيل أولادها الثلاثة رامي وتمام وعمري، في مدرسة عربية بعدما غيرت اسمي ابنتيها إلى آمنة أم الرسول وفاطمة ابنته، داعية النساء المسلمات الالتزام بعبادة الله وتعاليمه.

وتعتبر آية التي تتمتع بسماع الأناشيد الدينية وأغاني المغني البريطاني سامي يوسف أن الله كتب لها عمرا جديدا بمنحها هذه الطمأنينة، وهي تكثر من ترديد (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) و "يا الله يا رب العالمين احفظني مسلمة ليوم الدين".

وذكرت أنها عندما توجهت لمجلس الحاخامات اليهودية في القدس للتنازل عن الديانة اليهودية سألها أحد الحاخامات عن تحولها لدين الإسلام فأجابته "أنت لن تعرف ما أشعر به بعد النطق بشهادة الإسلام".

صدمة الوالد
اعتناق الابنة الشابة للإسلام صدم عائلتها، حسب ما ذكرته، لكن والدتها كانت أكثر تفهما ولفتت إلى أنها تأمل أن يغير الله موقف والدها الرافض لاعتناقها الإسلام.

وأضافت "أنا مستعدة لتحمل أي صعاب لأجل دين الإسلام، ولا يهمني سوى طاعة الله، لقد أخبرت والدي بأني ألبس الحجاب وبأنني مسلمة ومستعدة أن أقّبل أيديكما وجبينكما مرضاة لله الذي أوصى برضى الوالدين".

الاقتتال فتنة
وبحزن تحدثت آية عن مشاهد اقتتال الأشقاء في غزة، وشددت على أن ما أسمته بـ"الفتنة" ستحقق لإسرائيل أعذب أحلامها للتخلص من القضية الفلسطينية.

آية وجهت أول مناشدة لها لفرقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالاحتكام للقرآن الكريم والعمل بحكم الصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين.

وأضافت "سألت عن موقف الدين في حال نشوب الخلافات بين المسلمين، فعلمتني إحدى الأخوات في مسجد الجزار في عكا سورة الحجرات وأذكرهم بالآية القائلة "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين".

المصدر: الجزيرة نت تقرير وديع عواودة-حيفا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح بسطاوى
عضو / ة
عضو / ة
سامح بسطاوى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 213
نقاط : 463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 32

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 10 نوفمبر 2011, 10:04 am

قصة إسلام الدكتور بلال فيلبس وإسهاماته

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 1255976726dr_bilal_philips

المولد و النشأة:

وُلِدَ بلال فيلبس عام 1947م في جامايكا, ونشأ في كندا التي يحمل جنسيتها، وفي الخامسة والعشرين من عمره أعلن بلال إسلامه، وذلك في عام 1972م.

اجتهد بلال في تحصيل العلوم الشرعية، وعلوم اللغة العربية؛ فحصل على دبلوم اللغة العربية من كلية الدراسات الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة في عام 1979م، وأتم دراسة الماجستير في أصول الدّين الإسلامي من جامعة الرّياض في عام 1985م, وفي قسم الدراسات الإسلامية بجامعة واليز أكمل الدكتوراه في أصول الدّين الإسلامي في 1994م.

قصة إسلامه

يعود السبب الرئيسي لإسلام بلال فيلبس بعد إرادة الله إلى حُبِّه للاطلاع، ونهمه الشديد للقراءة؛ حيث قرأ بلال كل ما هو متاح من كتب عن الإسلام باللغة الإنجليزية، واقتنع أنه هو العلاج الناجع لكل مشاكل البشرية، ومن ثَمَّ اتخذ هذا القرار، الذي يَعُدُّه أهم قرار في حياته.

صورة لغلاف أحد كتب الدكتور فلبس

إسهاماته

عمل بلال فيلبس على نقل ما تعلمه من علوم الشرع واللغة إلى غيره من الناس؛ فقام بتدريس الدين الإسلامي واللغة العربية بمدارس الرّياض لمدّة امتدت إلى عشر سنوات، كما قام بإلقاء محاضرات عن أصول الدين الإسلامي لطلبة M.Ed في قسم الدراسات الإسلاميّة بجامعة Shariff Kabunsuan Islamic University في مدينة (مينداناو) بالفلبّين مدةَ ثلاث سنوات.

وفي عام 1994م أنشأ الدكتور بلال مركز المعلومات الإسلامية في دبي بالإمارات العربية المتحدة، والمعروف الآن بمركز Discover Islam.

وله كتابات في العقيدة الإسلامية، والبيوع، والدعوة، والإيمان، والجنائز، والجهاد، واللباس، والنكاح، والرِّقَاق، والصلاة، والصوم، والزكاة، والطهارة.

وفي الوقت الحالي يلقي الدكتور بلال محاضرات عديدة عن الأدب العربي وأصول الدين الإسلامي بجامعتي عجمان، والجامعة الأمريكية في دبي بالإمارات العربيّة المتّحدة.

في 4 من إبريل 2007م منعت السلطات الأستراليّة الداعية الإسلامي الدكتور (بلال فيلبس) من دخول أراضيها بزعم صلته بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكان الشيخ (بلال فيلبس) قد دُعِي لإلقاء كلمة في مؤتمر إسلامي في ملبورن.

جدير بالذكر أن كتابات الشيخ (بلال فيلبس) في الماضي كانت قد تضمنت انتقادات كبيرة للغرب، ومنها قوله: "الحضارة الغربية بقيادة الولايات المتحدة عدوٌّ للإسلام". كما تمَّ ترحيله من الولايات المتحدة عام 2004م، بمزاعمٍ مشابهة.



الموقع الشخصي للداعية بلال فيلبس

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 1255977346thecall
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح بسطاوى
عضو / ة
عضو / ة
سامح بسطاوى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 213
نقاط : 463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 32

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 10 نوفمبر 2011, 10:09 am

العودة إلى الفطرة.. قصة إسلام الشاب البريطاني لامان بول

السنة الطقسية في المسيحية : هي سنة مسيحية وكنسية، تضعها الكنيسة لتنظيم عبادة القديسيين، وهي زمن مقدس غايته اشراكهم بالأكثر في أهم أحداث يسوع المسيح الخلاصية، والتأمل بها فكما أن السنة المدنية تتكون من دوران الأرض حول الشمس، وهكذا السنة الطقسية تتكون من دورة الكنيسة حول المسيح متتبعة حياته الخلاصية، وتبدأ هذه السنة في الأحد الأول من تشرين الثاني وتقسم إلى أزمنة: زمن الميلاد - زمن الدنح أو الغطاس - زمن الصوم - زمن الآلام - زمن القيادة - زمن العنصرة، وأخيراً زمن الانتظار أو المجيء الثاني.

الرجوع الى الفطرة

حضارة لاهية وحريات مزعومة، وأيام ماضية وسنوات معدومة، فكيف تحسب من عمر الإنسان؟ له ام عليه؟!! وما الذي يقضي على قيمه وفطرته السوية .. هل هو الانسان ذاته؟ ام طبيعة الحياة التي تغتال منه العمر وهو لا يدري؟!!

رحلة «لامان» رحلة غير عادية في سبيل طريق الهداية التي مر بها، بحيث إنها غريبة ومثيرة في بعض الأوقات لتعدد المنحنيات التي مر بها في حياته، ومن حيث تخبطه في الاحتكاك ما بين تربيته في المسيحية والتقائه بأمه، إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من هدى وإيمان.

نشأته:

- توفي والده وهو في سن الخامسة من عمره وتركه مع أمه لتتذوق وبال العيش من بعده، وتتكبل محطات الوصول الى بر الأمان وهي بين حضارة لا تعترف بالوسيلة، ولكنها تعترف بالغاية فقط فالغاية في الغرب تبرر الوسيلة، والنجاح المرجو بأية طريقة قادرة على تحقيقه.

- تركت الأم المسلمة ابنها «لامان» وهي في ذلك الوقت لم تكن تعي مفهوم الإسلام حتى تستطيع أن تقف أمام أعاصير الرياح التي ستواجهها، ولذلك سلمت ابنها وفلذة كبدها وهو في سن البراءة وهو عجينة طرية لينة قابلة للتغير حسب ما ترشده طبيعة من حوله إلى جديه، وهي تعلم أنهما مسيحيين، ولكن هذا مصيرها، وبحكم اندماج المرأة في العمل الغربي وخروج المرأة للعمل نداً بند الى جانب الرجل وتلبية لمتطلبات الحياة كانت الدوافع الأساسية الرامية لترك «لامان» عند جديه لتربيته.

- جديه كانا متمسكين بتعاليم الكنيسة والتقاليد الغربية وحرية التصرف في كل شيء دون أخذ مشورة من يهمه أمر لامان «والدته» ترعرع ونشأ في أحضان جديه، ومارس حياته كطفل مسيحي والأمر ليس بيده، وتشكلت طبيعته على حسب ما يسير جديه وعلى نمط حياتهما، بين عبادة الكنيسة وترانيمها والذهاب إليها وبين خروجهما وسيرهما على التقاليد والعادات الغربية التي هي بعيدة عن الإسلام كل البعد، فبعده عن حضن أمه ليس الإنساني فحسب، بل الحضن الفكري أيضا هو الأهم، والأفضل للإنسان أنه إذا ولد لأبوين غير مسلمين وتربى في حضن المسلمين ويصبح مسلما، لكان خير له من أن يولد لأبوين مسلمين ويربى في حضن غير مسلم.

- بين تهافت الغربيين على زيف التقدم والحضارة المزعومة أصبح «لامان» فريسة اليتم» ونشأ نشأته غير مسلم خلافا لمولده، وإن لم ينصِّرْه أبواه أو يهودانه، لكن هذا قدر مكتوب وإرادة الله سيرته هكذا.

«لامان» مسيحي:

أصبح «لامان» بعيدا عن أبويه وتوارت آثار فطرته الإسلامية وراء تربيته لولوجه في الطقوس المسيحية، ولكنه لم يكن مهتما بشخصه تجاه الدين المسيحي في صغره، فطبيعة الأحداث هي التي جعلته مسيحيا دون تمسك منه أو قيد حيال هذه الديانة، ولذلك لم يبحث في يوم من الأيام عن طبيعة خالقه أو ما هو هذا الدين، إذ كان يذهب للكنيسة قبل إدراك الوعي وقبل سن النضوج، فكان غير مبالٍ بما يراه أمامه من تصرفات عبادية أو عقائدية، وكان يرى ان ذهابه مع جديه، هو مجرد خروج لنزهة ترفيهية أو لحفلة كما يقول، وليس هناك فائدة ترجى من وراء ذلك سوى إشباع النفس لهوا ولعبا فقط.

سن النضوج:

- بلغ «لامان» سن السادسة عشرة من عمره وهو بين هذه الأهواء، ولم يدرِ أي طريق يسلك، واندمج بحكم سن المراهقة في حياته الشبابية هذه مع طبيعة الجو الذي يحيط به، من خلال الذهاب إلى الحانات والبارات وممارسة كافة أنواع اللعب والبذخ وشرب المسكرات وغيرها، حياة كحياة غالبية الشباب الغربي مع عدم الإهمال في الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق الرغبات في التقدم نحو النجاح في الدراسة أو غيره، بيد أنه في هذه الفترة مرحلة الانتقال من الثانوية إلى الجامعة، وصلت معنوياته إلى أدنى درجة منخفضة.

- وإلى هذه السن لم يعرف عن الدين شيئا، ولم يعرف من هو إلهه أو أي عقيدة يتبع، بدأ التفكير فيما يجري من حوله من أمور، فأبويه مسلمين وجديه اللذان تربى في أحضانهما مسيحيين وهو لا يعرف أي انتماء له، ولا يعرف حتى نفسه، في ذاك الوقت كانت أمه قد تزوجت من رجل مسلم مصري الجنسية، وبزواجها من هذا الرجل اكتسبت جرعة علمية عن الإسلام وفوائده، كانت بمثابة الدافع القوي لها في تنمية دينها الإسلامي، فبعد ذلك الزواج أسست هي وزميلة لها مركز إسلامي مصغر، وجمعت فيه كافة تعاليم الإسلام من تعريف بالقرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي أيضا ومبادئ وأخلاقيات التربية الإسلامية، بحيث يقوم هذا المركز بتعليمها لمن يرغب في تعلمها، وأصبحت رؤية الإسلام متضحة أمام والدته بعد إهمال طال لفترة ما بين وفاة زوجها الأول وتزوجها بالثاني، وذلك بعد إنشاء هذا المركز ولهذا الحين لم يكن يعرف عن الإسلام شيئا، أو حتى عن وجود الله تعالى.

البحث عن الذات:

- بعد أن افتتحت أمه المركز الإسلامي وأيقنت ما فيه ابنها من ضلال وأرادت أن تنتشل ابنها من مستنقع الغرق ودأبت في التحرك لضمه إليها، رغم أنه في المرحلة الجامعية، ولكنه يحتاج في هذا الوقت بالذات لكنف أمه، وخاصة أنها أمست قادرة على تغير حياته جذريا لما وصلت اليه من معرفة بالدين الإسلامي وممارسة العمل الديني.

- إلتقته أمه وكأنه طفل في المهد وضمته إليها بعد طول هذه السنوات مع إنها كانت تراه، ولكن هذه المرة تختلف عن غيرها من اللقاءات بعدما عرفت ما عليها من واجبات أمام ابنها الضائع، وأيقنت أنها شاركت في ما وصل إليه من ضلال بعيد عن حضنها، كانت تبكي بحرقة مريرة، وفؤاد أم غاب عنها ابنها سنوات عدة غيابا وجدانيا وليس فراقا، لأول مرة يشعر «لامان» بحنان الأم ودفء حضنها، وكأنه رضيع ومن هذه اللحظة بدأ البحث عن الذات، حيث إنه استفاق ولم يعد صغيرا ومل من الحياة بلا معنى.

- كان «لامان» في هذه المرحلة يعرف جيدا أنه لابد من تحقيق النجاح واجتياز كل الصعاب للوصول إليه، رحل مع والدته إلى «لندن» بعدما تقرب منها واطمأن على نفسه معها، ويبدو أن أمه ضمته بنصائح زوجها ووقوفه إلى جانبها وعلى أساس ان تكون ناجحة في العمل الإسلامي الذي سلكته مع زميلتها المسلمة.

- وللآن لم يعرف «لامان» حقيقة وجود الله تعالى في الكون أو طبيعة الدين إلا كلاما فقط من والدته دون إقناع.

- بعد أن أحضرت له أمه كتباً خاصة كانت تحتفظ بها منذ أن كانت متزوجة بأبيه، وهي كتب عن الفلسفة والطبيعة، وما يتعلق بالحقائق الكونية من اعجازات علمية وغيرها دينية على مر الدهر، بدأ عقله يستفيق وتنقشع من على قلبه الغشاوة والتيه والضلال، فكان يسأل نفسه كثيرا حتى يعرف الصواب من الخطأ، من بين هذه الاسئلة: أين أنا من نفسي؟ ما الذي أراه أمامي الآن وهل هذه حقائق بالفعل؟ ومن هو رب هذا الكون؟ وكيف خلق الله الكون؟ وآيات عديدة بدأ يسأل نفسه عنها بعدما تفتحت عينيه على كتب أبيه.

اتجاهه نحو القرآن الكريم:

- هذه التساؤلات وغيرها الكثير كانت جديرة بأن تفرض عليه قراءة القرآن الكريم وتفسيره والذي كان من بين كتب أبيه، حيث أنه الآن في كنف أمه المسلمة وحتى يعرف كل الحقائق دينية كانت أو علمية وكما يقول:

- بدأت أقارن الحقائق الدينية الموجودة في القرآن الكريم بالحقائق العلمية التي توصل إليها العلم في القديم والحديث، وكلما زاد بحثي وتطلعاتي اكتشف أحداثاً وحقائق مذهلة ومفاجئة مطابقة لما ينص عليه القرآن الكريم ويدل على صدقه، ولم يحدث أن واجهت خطأ أو مخالفة في القرآن لطبيعة الكون وما فيه.

- سبحان الله العظيم - نعم انه القرآن كتاب الله المنزل على رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من حكم به عدل ومن اهتدى به هدي الى صراط مستقيم

"قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {16}" (سورة المائدة الآيات (15 - 16)

- بدأت الأفكار الإيمانية تدب الى عقل «لامان» باتجاه نحو الدين الإسلامي ورغبته أخذت طريق الاستقامة.

- من خلال تطلعاته وبحثه في القرآن الكريم عرف «لامان» من هو خالقه سبحانه وتعالى الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير، خلق البحار فأجراها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها والجبال كيف أرساها، وأنه هو الذي خلقه فسواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه أن جعل له عينين ولسانا وشفتين.

الإسلام دين ارتضاء:

- كلما أشرقت شمس الإسلام على أرض الكفر أنارتها وبدلت ظلماتها نورا وكفرها إيماناً، وبالتأكيد أن هذه الشمس أشرقت على قلب «لامان» لتذيب من عليه جليد الكفر وتنير له دروب الإيمان وتثنيه عن دروب الشك والضلال الذي أحاطته من جراء جديه وتربيتهم له، نعم وقد نشبت فيه روح التوحيد وأنارت فكره وجعلت أمامه الجو ربيعا صافيا لرؤية الحقيقة.

- ولأنه كان لا يتمسك بعقيدة معينة أو محددة وكانت العلمانية طاغية على عقله، ومن خلال المقارنة والوصول الى الحقائق التي تؤكد وجودية الله تعالى في الكون وكثرة الآيات الدالة على قدرته. فهذه الآيات والحقائق تجعل الإنسان في رضا تام مع نفسه من حيث يقين العقل وتصديق القلب ورؤية العين لما هو موجود أمامها.

لحظات الإيمان

- بينما هو جالس ذات ليلة من الليالي مع نفسه لا يوجد معه غير القرآن العظيم أنيساً، والله يشهد عليه أنه لصادق، وفي لحظة حولت مجرى حياته من الشك والأوهام ومحت صور الكنيسة والخزعبلات العالقة في ذهنه إلى إيمان صادق ويقين عقلي، لقد شهد على نفسه والله يشهد عليه من قبله «انه قد آمن بوجود الله وتوحيده بأن الله واحد لا شريك له في الكون سبحانه وتعالى».

- يقول لامان: كانت الحجرة التي أجلس بها مغلقة والليل أرسى سكونه وأنا وحيد لم يكن معي إلا الله، اتجه إحساسي في هذه اللحظة نحو الاعتراف بوجود الله سبحانه وتعالى مع نفسي وأخذ قلمي يتجه ناحية أوراقي وبه كلمات من نور وأخذ يكتب:

- «اشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله»

- بعدها أخذت تنهيدة طويلة النفس، ثم استراحت جوارحي وهمدت أنفاسي، وقمت بالتوقيع أسفل الشهادتين على الورقة التي أضاءت لي طريق الهداية وكان الله شهيداً على ذلك.

"اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "

(سورة البقرة الآية 257)

أثر ذلك على أصدقائه:

- من بين أصدقائه كان له صديق مسلم عربي من تونس، ولكن صداقته به جاءت متأخرة، وجاءت أثناء البحث عن الصراط المستقيم، فعندما علم هذا الصديق التونسي بما حدث من «لامان» مع نفسه ومع ربه أخذ يكبر ويهلل ويحمد الله أن مَنَّ على صديقه بالهداية واحتضنه، وبدأ يصطحبه الى المساجد بداية من أول صلاة جمعة وكانت أول صلاة له يصليها داخل المسجد هو وصديقه هذا، بعدها سرى الإيمان في قلبه، ولم يعد يترك صلاة داخل المسجد وربما كانت أغلب الأوقات يصليها مع هذا الصديق في البداية.

إشهار إسلامه علانية

- بعد أن مَنَّ الله عليه بالإسلام بينه وبين ربه، وبعد معرفة أصدقائه بما حدث منه، أراد ان يكون إشهار إسلامه علانية، وبمساعدة صديقه التونسي والذي جاء به الى مجموعة من أصدقائه واصطحبوه جميعا الى أحد المراكز الإسلامية وتم إشهار إسلامه رسمياً، ودون اسمه ضمن المهتدين الجدد للإسلام بهذا المركز بلندن. ومن ثم نال شهادة إشهار الإسلام.

أثر الصلاة في نفس لامان

- الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، بحيث انها تنمي الإسلام لدى المهتدين فأول ما يفعله المسلم الجديد بعد هدايته إقامة الصلاة وعليها تنمو زيادة الإيمان لدى المهتدي، من خلال الحفاظ عليها وتأديتها في أوقاتها، وقد كان لها الأثر العظيم في نفس «لامان» من حيث أنها أسبغت عليه أخلاقيات الإسلام وبها أصبح مراقباً لربه سبحانه وتعالى، ووجد نفسه التي كانت ضائعة، لما رأى تحقيق الهدف الذي خلق من أجله في هذه الفريضة، وابتغاء مرضاة الله تعالى في كل شيء

"تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ " (سورة الفتح الآية 29)

فمن خلال الصلاة استطاع «لامان» التغلب على هفوات نفسه ونزواتها، وطرأ على حياته تغيراً جذريّاً بفضل التمسك بالصلاة وبات من الذين يؤمنون بربهم حق الإيمان مُنقادا لأمر الله «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين».

الجديد الذي طرأ على حياة لامان بعد الهداية:

- هناك عوامل عدة طرأت على حياة «لامان» بعد الهداية» اجتماعياً ودينياً وعملياً:

- اجتماعياً: تحولت حياته جذرياً من حيث الانعزال عن حياة الترف واللعب والإباحيات التي يقرها المجتمع الغربي في صورة الحرية.

- دينياً: أصبحت حياة ثمينة ورسم لها أهدافا يجب تحقيقها، وأول هذه الأهداف «هي عبادة الله» حيث انه الهدف الأسمى الذي خلق الإنسان من أجله ...

"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (سورة الذاريات الآية 56)

والتعمق في تفسير حقائق القرآن الكريم ودراستها ومعرفة قراءته بالعربية حتى يتسنى له الحفظ الجيد.

- عملياً: بعدما مرت به قبل إسلامه ظروف اليأس وضعف المعنويات كاد أن يهوي إلى السقوط في الفشل غير أن اتجاه أمه نحوه ساعده كثيرا في الخروج من تلك الوهلة، ولهذا رأى في نفسه بعد إسلامه واستقرار فكره أنه لابد من اجتياز كل الصعاب التي تواجهه، والوصول الى النجاح، وتحقيق الأهداف التي يطمح في الوصول إليها.

- بعد هذه المستجدات التي طرأت على حياة (لامان) وجد لنفسه قيمة في هذه الحياة ويجب العمل من أجل تحقيق الذات. وعلى اثر ذلك كانت المرحلة الجامعية قد انتهت ونال شهادة في خدمة الإسلام.

تأسيس صفحة بالإنترنت

- بعدما أنهى دراسته الجامعية بدأ بتأسيس صفحة بالإنترنت عن الإسلام خاصة به، تشرح وتوضح بعض الأمور والتساؤلات المثيرة عن الإسلام، واكتشاف الشبهات، ووضعها بصفحته. وكان من بينها حقوق المرأة في الإسلام، وكذلك الإسلام، ومفهوم الإرهاب، وهذه النقاط كانت تطرح العديد من الاستفسارات، وقد تفاعل الكثيرون معه واكتسب العديد من الذين يريدون الدخول في الإسلام، وبما انه كان في بداية حياته الإسلامية لم يكن عنده القدرة على الردود والإجابات، فكان يحولها الى الجمعيات الإسلامية في أمريكا (اكنا) وفي بريطانيا وكل هذه الأسئلة أغلبها كيف يمكن لنا الدخول في الإسلام.

الالتحاق بشبكة إسلام اون لاين

- عن طريق علاقته بالمركز الإسلامي ببريطانيا «نيو مسلم اوجيكت» والخبرة التي اكتسبها في هذا المجال وإتقان مهارات الإدخال ووضع البيانات وكثرة العمل في الدعوة الإسلامية. فكان هذا المركز هو همزة الوصل بينه وبين إسلام اون لاين واجتاز الاختبارات وأصبح من خلال ذلك المشروع «داعية إسلامي» وها هو الآن تستضيفه الجمعيات الإسلامية لخدمة مشاريعها في مجال الدعوة بالإنترنت احدث تقدم في أسلوب الدعوة يخدم الإسلام في شتى أنحاء العالم.

نظرة الإعلام الغربي للإسلام كما يراها «لامان»

- الإعلام الغربي بشكل عام يعتمد اعتماداً كلياً على المادة وعلى ما تحتاجه الناس غالباً ما يكون ذلك، أي أنه إذا كانت المعلومات مؤثرة أو قوية ستجذب الناس حولها أكثر، ومن هذا المنطق تعتمد الوسائل الإعلامية الغربية على إثارة السلبيات ناحية الإسلام وتعمد تشويه صورته، فكلما ذكرت الأمور السلبية مضخمة حدث إنجاز أكثر. وهذه هي الفكرة التي يعتمد عليها الإعلام الغربي بالنسبة للإسلام، بمعنى إظهار الإسلام بصورة سلبية.

الصعوبات التي تواجه المسلمين في الغرب

- بالنسبة لي، لم يكن لدي صعوبات أو أي مشاكل بالمعنى والحمد لله، ويذكر «لامان» انه في أثناء اجتماعه مع إحدى المؤسسات في بريطانيا، وأذن المؤذن، ومن ثم قام بالاستئذان وذهب للصلاة، فوجد ترحيباً واحتراماً، ولكن بعض المسلمين يواجهون صعاباً في بعض الدول التي تعارض حجاب المرأة المسلمة. ويفصلون الدين عن مجال العمل، سواء كان في العبادة او في الفكر أو أي مجال آخر لذلك فإن المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب يفصلن عن العمل دون تعارض، وبعضهن تم فصلهن من العمل والقانون ردهن مرة أخرى من خلال ذلك المبدأ.

الاسم بعد الإسلام: كما هو

العمر: : 35 عاماً

الجنسية: بريطاني

الديانة السابقة: المسيحية

الوظيفة: داعية إسلامي بالإنترنت

مكان العمل: مركز إسلام أون لاين

المصدر موقع :

http://www.ipc-kw.com/arabic/ipc-story-8.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح بسطاوى
عضو / ة
عضو / ة
سامح بسطاوى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 213
نقاط : 463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 32

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 10 نوفمبر 2011, 10:11 am


قصة إسلام الإمام زيد شاكر

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 1257695081zaid-shakir

التعريف به الإمام زيد شاكر (ريكي ميتشل)وُلِدَ ريكي ميتشل بمدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مسيحيًّا، ثم اعتنق الإسلام أثناء خدمته بسلاح الجو الأميركي عام 1977م، وتسمى بزيد شاكر.

حصل زيد على البكالوريوس الشرفي في العلاقات الدولية من جامعة واشنطن، ثم الماجستير في العلوم السياسية في جامعة روتجرز[1].

شرح الله صدر الشيخ زيد للإسلام بعد فترة طويلة من الحيرة والتفكر في حياته والغرض من وجوده، والتفكر في الموت وما بعده، وقد كانت خدمته بسلاح الجو حيث يقترب الموت كثيرًا من الطيار سببًا دافعًا له للتفكر. إسهاماته اقتحم الشيخ زيد مجال الدعوة الإسلامية، وأثبت وجودهدرس زيد العلوم الإسلامية في كل من سوريا والمغرب، وعمل كإمام لمسجد كونيكتيكت من عام 1988م إلى عام 1994م[1].

اقتحم الشيخ زيد مجال الدعوة الإسلامية، وأثبت وجوده، وهو يعمل الآن محاضرًا في معهد الزيتونة بمدينة هايوارد في كاليفورنيا، وله دورات منتظمة عن الشريعة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي.

وللشيخ زيد باع طويل مع المؤلَّفات والإسهامات للدين منها التفسير والعلوم القرآنية، ومقاومة العولمة بالأخوَّة الصحيحة، والثقافة والإسلام في أمريكا.

كما أصبح الشيخ زيد متخصصًا في الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام ودحضها بالعقل والمنطق، مثل شبهة ظلم الإسلام للمرأة بالسماح بضربها، وإباحة تعدد الزوجات، ويقول بصراحة: "إنَّه لا يزال يأمل في اليوم الذي تصبح فيه الولايات المتحدة الأمريكية دولة إسلامية تُحكَم بالشريعة الإسلامية"، ويكمل: "إنَّ ذلك يمكن حدوثه عن طريق الإقناع، وليس بالوسائل العنيفة"

[1] جريدة الوطن القطرية، 25 ديسمبر 2006م، الرابط

المراجع:

http://www.zaidshakir.com/

http://www.islamstory.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح بسطاوى
عضو / ة
عضو / ة
سامح بسطاوى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 213
نقاط : 463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 32

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 10 نوفمبر 2011, 10:22 am

قصة إسلام مراد هوفمن

يقول هوفمان: لم تمر سوى ايام معدودات قبل ان اشهر اسلامي بنطق الشهادتين يوم 25 سبتمبر 1980، وليس من الامور الهينة ان يقدم المرء كشف حساب وتقييما لتطوره الفكري. لقد كتب هيرمان هسه في احدى رواياته القصيرة "نوفاله" Klein und Wagner عام 1919: "التحدث هو اضمن السبل لإساءة فهم كل شيء وجعله ضحلا ومجدبا". وكتب ايضا في روايته "لعبة الكرات البللورية" محذرا من صياغة معنى داخلي في كلمات، اذ يقول على لسان قائد الاوركسترا: "اظهر المهابة للمعنى، ولكن لا تظنه قابلا للتعلم". لقد فشل عظماء كثيرون في هذه المحاولة. فعمر القوي، ثاني الخلفاء، كان يضطهد المسلمين الى ان اعتنق الاسلام، ولا يمكن حقا فهم كيفية اقتناعه بالاسلام على نحو مفاجئ بعد ان قرأ سورة طه إثر مشاجرة مع اخته. ويستشهد هوفمان في هذا الصدد بقول ابي حامد الغزالي (القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي) في اعترافاته: "ان العقيدة لم تتغلغل في نفسه من خلال دليل واحد واضح بعينه، وانما من خلال عدد لا يحصى من اسباب الايمان، وخبرات ومواقف مصاحبة يمكن تعديد تفصيلاتها". ويقول اخيرا: ان عودته الى الاسلام كانت بفعل "نور القاه الله في صدره".
وفي كتابه الرائع "الطريق الى مكة"، يعرض لأمر هدايته الى الاسلام، اذ يصفه بما لو كانت "ضربة من السماء" قد اصابته. اما انا، فكنت لسنوات، بل لعقود، منجذبا الى الاسلام كالمغناطيس، لانني ألفت افكاره، كما لو كنت قد عايشته من قبل. لقد وجهتني على هذا الدرب ثلاثة احداث اساسية، ذات طبيعة انسانية، وجمالية فنية، وفلسفية، ويرتبط اول هذه الاحداث ارتباطا عجيبا بالجزائر. ففي عام 1960، امضيت شهرين في Chateau Neuf sur Loire لأتمكن من اجادة اللغة الفرنسية، استعدادا لامتحانات القبول بوزارة الخارجية، وهناك، كنت اقرأ يوميا تقارير الصحافة الفرنسية عن حرب الجزائر.
المسألة الجزائرية
وقال هوفمان: في اختبار القبول بوزارة الخارجية الألمانية، كان على كل متقدم ان يلقي محاضرة لمدة لا تتجاوز خمس دقائق في موضوع يحدد عشوائيا، ويكلف به قبلها بعشر دقائق. ولكم كانت دهشتي عندما تبين لي ان موضوع محاضرتي هو "المسألة الجزائرية". وكان مصدر دهشتي هو مدى علمي بهذا الموضوع، وليس جهلي به. وبعد شهور قليلة من الاختبار، وقبل ان اتوجه الى جنيف بوقت قصير، اخبرني رئيس التدريب، عندما التقينا مصادفة اثناء تناولنا للطعام، ان وجهتي قد تغيرت الى الجزائر. في اثناء عملي بالجزائر في عامي 61/1962، عايشت فترة من حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وانضم اثناء فترة وجودي هناك طرف ثالث هو "منظمة الجيش السري"، وهي منظمة ارهابية فرنسية، تضم مستوطنين وجنودا متمردين. ولم يكن يوم يمر دون ان يسقط عدد غير قليل من القتلى في شوارع الجزائر. وغالبا ما كانوا يقتلون رميا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة قريبة. ولم يكن لذلك من سبب، الا كونهم عربا، او لأنهم مع استقلال الجزائر. وكنت عند سماعي صوت سلاح آلي، اتصل تليفونيا بزوجتي الاميركية لتسرع الى شراء ما تحتاج اليه، لان الهجوم التالي في المنطقة نفسها لا يتوقع حدوثه قبل عشرين دقيقة.
وكانت انبل مهماتي هي اعادة افراد الفرقة الاجنبية من الالمان الفارين الى الوطن بمعاونة من السلطات الفرنسية. وكان عدد هؤلاء الرومانسيين المساكين غير قليل، منذ فر قائد قوات المظلات في العام السابق. وكم كان الموت يجذبهم! وكانت منظمة الجيش السري قد جندت عددا منهم ضمن قوات خاصة (كوماندوز). ومن ثم وجدوا انفسهم بين نارين. كما أن فرص نجاتهم من الموت كانت ضئيلة جدا. وكنت، بصفتي ممثلا للقنصلية العامة الالمانية، اضع الزهور على قبور الكثير منهم. كنت، وأنا ابحث عن ألمان بين الجرحى في المستشفيات، احمل سلاحي معدا للاستخدام. وكنت ادقق النظر في وجه من يقابلني، بل وفي يديه. وعندما كانت القامات تتقابل، كان كل شخص يبتعد عن الآخر عائدا الى الخلف، طلبا للامان، وفي بعض الاحيان كانت زوجتي المذعورة تصر على حماية ظهري، فكانت تسير خلفي على مسافة عدة خطوات حاملة في كم ثوبها سكينا حادة.
ويسترجع هوفمان بعض الذكريات قائلا: "وما يزال بعض ذكريات تلك الايام يثير كآبة في نفسي حتى الآن. فعندما كنت في طريقي الى مقر اذاعة فرنسا 5، حيث كان من المقرر ان القي، تنفيذا لتكليف من القنصل العام، محاضرة عن "وضع الرقص المسرحي" في المانيا، تعطلت مضخة البنزين في سيارتي الفولكس فاجن من طراز "الخنفسة" في شارع ايزلي الضيق، كثير المنحنيات. وسرعان ما اصطفت السيارات خلف سيارتي، مطلقة اصوات النفير، وفي تلك الاثناء، كان امامي رجل يعبر الشارع، واطلق عليه شخص الرصاص من الرصيف المقابل، فسقط جريحا امام رفرف سيارتي الايسر، واذا بالمهاجم يشير لي بسلاحه آمرا ان اواصل سيري، كي اخلي ساحة اطلاق الرصاص. ولم اكن ارغب في ذلك، بل ولم اكن استطيعه ايضا، واخيرا، تقدم الشخص الذي يحمل السلاح من الرجل المصاب واطلق عليه رصاصة اخرى اردته قتيلا، ثم اختفى في زحام البشر في تؤدة وعلى مهل. ولقد استأت كثيرا ايضا، عندما رأيت مضطرا اعضاء منظمة الجيش السري، وهم يشعلون النار في سيارات شحنوها سلفا ببراميل من الوقود، ويدفعونها من فوق منحدر الى حي يسكنه العرب. ولا بد للمرء من ان يتوقع ان يكون على قائمة القتلى، اذا ما اصبح شاهدا غير مرغوب فيه. وكان حلاقي في الابيار يدرك ذلك جيدا، فحين هاجمت قوات "منظمة الجيش السري" مكتب التلغراف المقابل لمحله في شارع جاليني، ادار مقعده حتى لا يكون شاهدا على ما يجري. ولم يكن تصرفه اقل غرابة من تصرف احد افراد الشرطة الذي عرض عليّ في مايو (ايار) عام 1962 ان يحرس سيارتي، بينما كانت النيران مشتعلة خلف ظهره في مكتبه بالابيار.
عندما توصل الرئيس الفرنسي شارل ديجول، في ايفيان في مارس (اذار) عام 1962، الى اتفاق مع الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني الجزائري على وقف اطلاق النار في يوليو (تموز) التالي، صعدت منظمة الجيش السري من اعمالها الارهابية، بهدف استفزاز الجزائريين لخرق الاتفاق، فبدأ افرادها في تصفية النشء الاكاديمي الجزائري، وراحوا يقتلون، رميا بالرصاص، النساء اللاتي يرتدين الحجاب. وقبل تحقيق الاستقلال بأيام قلائل، اطلقوا الرصاص على آخر بائع جزائري جائل في الابيار، فأردوه قتيلا امام مكتبي مباشرة. وكان هذا البائع قد عاش ينادي على اسماكه منذ عقود طويلة، دون ان يلحق اذى بأي انسان كائنا من كان. وفي الشارع الذي كنت اقطنه، كان جيراني من الفرنسيين يلقون من النوافذ على المنتصرين بكل ما لا يبخلون به. وكانت الثلاجات التي يلقون بها تسقط على اكوام من القمامة التي لم تزل منذ اسابيع، وهو ما كان من حسن حظ الفئران.
الاحتكاك عن قرب بالإسلام
شكلت هذه الوقائع الحزينة خلفية اول احتكاك لي عن قرب بالاسلام المعيش. ولقد لاحظت مدى تحمل الجزائريين لآلامهم، والتزامهم الشديد في رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الانساني، وسط ما يعانون من آلام. وكنت ادرك ان لدينهم دورا في كل هذا. ولقد ادركت انسانيتهم في اصدق صورها، حينما تعرضت زوجتي للاجهاض تحت تأثير "الاحداث" الجارية آنذاك. فلقد بدأت تنزف عند منتصف الليل، ولم يكن باستطاعة سيارة الاسعاف ان تحضر الينا قبل الساعة السادسة صباحا، بسبب فرض حظر التجول، وبسبب شعار "القتل دون سابق انذار" المرفوع آنذاك. وحينما حانت الساعة السادسة، ادركت وانا اطل من نافذة مسكني في الطابق الرابع، ان سيارة الاسعاف لا تستطيع العثور علينا، لان منظمة الجيش السري كانت قد غيرت في تلك الليلة اسماء كل شوارع الحي الذي اقطنه، بحيث اصبحت كلها تحمل اسماء مثل شارع "سالان" وشارع "يهود" وشارع "منظمة الجيش السري".
بعد تأخير طال كثيرا، كنا في طريقنا متجهين الى عيادة الدكتور شمعون (قبل ان تنسفها منظمة الجيش السري بوقت قصير)، حيث صادفنا حاجزا اقامته الجمعية الجمهورية للامن، وعلى الرغم من صفير البوق الذي كان السائق يطلقه، فانه لم يكن باستطاعته ان يشق طريقه الا ببطء شديد، وكانت زوجتي تعتقد، في تلك الاثناء، انها ستفقد وعيها. ولذا، وتحسبا للطوارئ، راحت تخبرني ان فصيلة دمها هي O ذات RH سالب. وكان السائق الجزائري يسمع حديثها، فعرض ان يتبرع لها ببعض من دمه الذي هو من نفس فصيلة دمها. ها هو ذا العربي المسلم يتبرع بدمه، في اتون الحرب، لينقذ اجنبية على غير دينه. لكي اعرف كيف يفكر ويتصرف هؤلاء السكان الاصليون المثيرون للدهشة، بدأت اقرأ "كتابهم".. القرآن في ترجمته الفرنسية لـPesle/Tidjani. ولم اتوقف عن قراءته منذ ذلك الحين، حتى الآن، وحتى تلك اللحظة، لم اكن قد تعرفت على القرآن الا من خلال النوافذ المفتوحة لكتاتيب تحفيظ القرآن في ميزاب جنوب الجزائر، حيث يحفظه اطفال البربر، ويتلونه في لغة غريبة عنهم، وهو ما دهشت له كثيرا. وفي ما بعد ادركت ان حفظ وتلاوة القرآن، باعتباره رسالة الله المباشرة، فرض تحت الظروف كافة. ولقد ازعجني رد الفعل الغاضب من جانب احد الجزائريين، عندما حدثته في بار فندق ترانس ميدترانيان في غرداية، عن قراءتي للقرآن، اذ استنكر في صراحة لا ينقصها الوضوح، وجود ترجمات له. واعتبر محاولة ترجمة كلام الله الى لغة اخرى بمثابة تجديف. ولم استغرق وقتا طويلا قبل ان استوعب رد فعله. فاللغة العربية تشتمل على مفردات لا تدل على وقت محدد بعينه. فالمفردات التي تشير الى مستقبل مؤكد يمكن ان تدل على امر حدث في الماضي ايضا. ناهيك عن ان اللغة العربية تتضمن بعض ما يمكن للعربي ان يفهمه تلميحا. وبغض النظر عن ذلك، فهناك المشكلة المعتادة التي تكمن في ان الكلمات التي تعبر عن ذات المعنى في لغتين لا تتطابق في ما يختص بتداعي الخواطر الا نادرا. ومن ثم، فان كل ترجمة للقرآن ان هي الا تفسير يفقر المعنى ويجرده من مضمونه. وهكذا كان الرجل في البار على حق.
لم تشأ هذه الجزائر، التي ادين لها بالكثير، ان تتركني لحالي، وانما تبعتني كالقدر. فعندما اصبحت سويسرا ترعى مصالحنا في الجزائر، في عام 1966، كان عليّ ان اعمل من السفارة الالمانية في برن على استمرار الاتصال مع من تبقى من بعثتنا الدبلوماسية في الجزائر، من خلال القسم السياسي في السفارة السويسرية. وكان البريد المرسل من بون الى الجزائر، يمر من خلالي اسبوعيا. وبعد 25 عاما من عملي بالجزائر لأول مرة، عدت اليها سفيرا في عام 1987. ومنذ اعتمدت سفيرا في المغرب، المجاور للجزائر، في عام 1990، يندر ان تفارق مخيلتي صورة الجزائر التي ما تزال تعاني آلاما مأساوية، فهل يمكن ان يكون ذلك كله محض مصادفة؟!
الفن الإسلامي
وقال هوفمان: هدتني الى الاسلام ايضا، تجربة مهمة، ذات طبيعة جمالية متصلة بالفن الاسلامي، ولهذه التجربة، قصة تتلخص في انني "مولع بالجمال"، وكنت منذ صباي معجبا بالجانب الشكلي للجمال، وارغب الغوص في اعماقه حتى عندما كانت حماتي الاميركية تقول ـ استنادا الى المنهج البيوريتاني ـ ان الجمال مجرد امر سطحي، وانه ليس الا خداعا على السطح. عندما تلقيت في عام 1951 الدفعة الاولى من منحة التفوق، التي تمنحها وزارة الثقافة في بافاريا "للموهبين جدا"، دفعتها بأكملها ثمنا لشراء نسخة مطبوعة على قطعة من الجوت من لوحة بول جوجان: "الفتاة وثمار المانجو". وبما انني لم اكن ممن يقطنون حي Maximilianeum الواقع على اليمين من نهر ايزار Isar، وانما كنت اقيم في المستوطنات السكنية للثوريين الديمقراطيين، عند ميدان ماسمان، حيث يتقاسم العمال والطلبة غرفها، فقد نقلت لوحة جوجان التي اشتريتها الى مسكني هناك، ورحت احللها، ولم ألبث ان اقتنعت بأن الفن الساكن (غير المتحرك)
ـ الرسم والنحت والعمارة والخط والاعمال الفنية الصغيرة ـ مدين بالفضل في تأثيره الجمالي للحركة المجمدة، ومن ثم، فانه مشتق من الرقص. ولذلك، يزداد احساسنا بجمال الفن التشكيلي كلما ازدادت قدرته على الايحاء بالحركة. وهذا هو ما يفسر انبهاري الشديد بالرقص الذي دفعني الى مشاهدة عروض الباليه كافة في مسرح برينزرجنتن في ميونخ. ومنذ ذلك الحين ازداد اهتمامي بالرقص، واتسع ليشمل كل ما يتصل به. وكنت اقضي كل ساعة فراغ بين مواعيد المحكمة في صالات عروض الباليه، بالقرب من قصر العدل. وحصلت على تمارين للباليه، لكي اتعلم ـ ولو على نحو متخلف ـ رقص الباليه الكلاسيكي، حتى اعرف ماهية ما اكتب عنه. ويعتمد هذا الفن اللطيف، في نهاية الامر، على جهد بدني خارق، وهكذا تعلمت ان اميز، على سبيل المثال، بين الحركات المختلفة واساليب ادائها.
كان اكثر ما يروق لي هو مدرسة لونافون زاخنوفسكي الروسية، التي تعيش في المنفى، ولقد تربت في هذه المدرسة تلميذات نجيبات مثل انجيلا البريشت، ومنها تكونت في منتصف الخمسينات فرقة "باليه زاخنوفسكي"، التي قدمنا بواسطتها عروضا راقية في ميونخ وفي مدن اخرى في بافاريا. وكنت مسؤولا عن التعاقدات، والدعاية والاضاءة، ووحدة الماكياج. وفي عام 1955، أسست في ميونخ بالاشتراك مع كارل فيكتور برينتس تسوفيد، جماعة اصدقاء الباليه، وتوليت معه باب نقد الرقص في صحيفة ميونخ المسائية.
كانت المراحل التالية في حياتي هي بايجاز: العمل في ما بين عامي 1954 و1980 ناقدا متخصصا للباليه في صحف في المانيا وبريطانيا واميركا، والعمل محاضرا لمادتي تاريخ وعلم جمال الباليه بمعهد كولونيا للباليه في ما بين عامي 1971 و1973، وتقدمت بمذكرات الى وزير الثقافة الألماني حول تأسيس باليه قومي الماني. ولم يكن بعض معارفي يعلم ان القانون والدبلوماسية هما مهنتي الاساسية، وليس الباليه. وكان الكتاب الاثير حقا عندي، هو كتاب جيلبرت وكونز عن تاريخ علم الجمال كعلم فلسفي. وكعاشق للباليه، ذلك الفن المجرد الذي يجسد الموسيقى، كنت في الواقع ابحث عن الاسباب التي ترغمنا على الاحساس بجمال اشياء او حركات بعينها. ولهذا السبب، كنت اقبع لأسابيع طويلة في احدى الغابات البافارية باحثا في اسس علم جمال الحركة. وهناك تبين لي اننا كبشر لا نملك الا ان نحس جمال الجسد البشري الصحيح وما يتطابق مع مقاييسه. وهو ما ينطبق ايضا علينا كمحللين بصريين لما تفرزه الطبيعة من صور وانواع. يضاف الى ذلك اننا نقرأ الصور في ذات الاتجاه الذي نكتب فيه. وتبين لي اخيرا ان الحركات تستحوذ على انتباهنا بسبب ما يمكن ان تنطوي عليه من مخاطر. وتبين لي آخرا اننا نعجب بحركات الطرد المركزي، لاننا نستطيع ان نتخيلها ممتدة في ما لا نهاية. عبر هذا الطريق، صار الفن الاسلامي بالنسبة لي تجربة مهمة ذات قيمة عالية ومثيرة، ألا يماثل في سكونه تماما ما اسعدني في حركات الباليه، التجريدية: القدرة الانسانية، والحركة الداخلية، والامتداد في ما لا نهاية؟ وذلك كله في اطار الروحانية التي يتسم بها الاسلام.
وألهمتني اعمال معمارية، مثل الحمراء في غرناطة والمسجد الكبير في قرطبة، اليقين بأنها افراز حضارة راقية رفيعة. واستوعبت جيدا ما كتبه راينر ماريا ريلكا بعد زيارته لكاتدرائية قرطبة، اذ كتب: "... تملكني منذ زيارة قرطبة عداء وحشي للمسيحية، انني اقرأ القرآن وهو يتجسد لي صوتا يستوعبني بقوة طاغية، واندفع بداخله كما تندفع الريح في الارغن". وصار الفن الاسلامي لي وطنا جماليا، مثلما كان الباليه الكلاسيكي من قبل، واصبحت ارى الاعمال الفنية للعصور: الاغريقي والروماني والقوطي، ولعصر النهضة والروكوكو مثيرة، وعريقة، واصيلة، بل وعبقرية، ولكنها لا تنفذ الى داخلي، ولا تحرك عواطفي ولا مشاعري.

هوفمان يدعو المسلمين إلى إدراك قوة جاذبية الفن الإسلامي
المفكر الألماني: وضعت الديانة الكاثوليكية لدرايتي التامة بها محل تساؤلات وشكوك
أدرك المفكر الالماني الدكتور مراد هوفمان ان للدين الاسلامي جاذبية خاصة ما ان يبدأ الشخص في دراسة الاسلام حتى يندفع الى الايمان بمبادئه وقيمه التي تعمل على اصلاح المجتمعات الانسانية. ويدرك تماما ان هذا الدين الرباني مصلح لكل زمان ومكان.
وروى لي الدكتور هوفمان عندما التقيته في مدينة شيكاغو الاميركية في اغسطس (آب) الماضي جوانب مهمة في قصة اسلامه، مشيرا الى ضرورة الرجوع الى كتابه "الطريق الى مكة" الذي لخص فيه مسيرة رحلته الايمانية الى الاسلام.
وقال لي هوفمان انه يحرص حرصا شديدا على حضور الملتقيات الاسلامية باعتبارها مدخلا مهما في تقارب المسلمين ومن ثم تفاعلهم وانفعالهم بهذا الدين. وكذلك ضرورة مشاركة المفكرين الاسلاميين في الملتقيات الفكرية الغربية لتصحيح صورة الاسلام المشوه عند هؤلاء الغربيين وابراز الاسلام بصورته السمحة التي تؤكد دوره الاصلاحي للمجتمعات الانسانية كافة.
يتابع هوفمان حديثه عن جاذبية الاسلام: "انني ادرك قوة جاذبية فن هذا الدين الآن افضل من ذي قبل، حيث انني محاط في المنزل الآن بفن تجريدي، ومن ثم بفن اسلامي فقط. وادركها ايضا عندما يستمر تاريخ الفن الغربي عاجزا عن مجرد تعريف الفن الاسلامي. ويبدو ان سره يكمن في حضور الاسلام في حميمية شديدة في كل مظاهر هذا الفن، كما في الخط، والارابيسك، ونقوش السجاد، وعمارة المساجد والمنازل والمدن. انني افكر كثيرا في اسرار اضاءة المساجد وفي بنائها الديمقراطي، وفي بناء القصور الاسلامية، الذي يوحي بحركة متجهة الى الداخل، بحدائقها الموحية بالجنة بظلالها الوارفة وينابيعها ومجاريها المائية، وفي الهيكل الاجتماعي ـ الوظيفي المبهر للمدن الاسلامية القديمة (المدينة) الذي يهتم بالمعيشة المتجاورة تماما كما يهتم بابراز موقع السوق وبالمواءمة او التكيف لدرجات الحرارة وللرياح، وبدمج المسجد والتكية والمدرسة والسبيل في منطقة السوق ومنطقة السكن. وان من يعرف واحدا من هذه الاسواق ـ وليكن في دمشق، او اسطنبول او القاهرة او تونس او فاس ـ يعرف الجميع، فهي جميعا، كبرت ام صغرت، منظمات اسلامية من ذات الطراز الوظيفي. فما اكثر ما تجولت في سوق مدينة سالي المؤاخية للرباط لكي استعيد حيويتي. انه ذروة مجتمعية حيوية يجد فيها كل انسان مكانا له، شيخا كان ام شابا، صحيحا كان ام مريضاً، فقيرا ام غنيا، ابيض ام اسود، ولا يوجد به عجلة، ولا ازمة ضيق وقت، ولا مبالغة في تقييم الذات، ولا خمور ولا وسائل نقل ثقيل، ولا سياج ولا ابتزاز، وحيث الجميع سواسية، وكل عملية شراء ترتبط بـ"دردشة"، وحيث تغلق الحوانيت ابوابها وقت الصلاة.
كان ما احسست منذ البداية انه اسلامي وباعث على السعادة هو في واقع الامر التأثير الناضج للتناغم الاسلامي، وللاحساس بالحياة والمكان الاسلاميين على العقل والروح. وهذا ما احسست به في متحف جولبينكيان الاسلامي في لشبونة، مثلما احسست به في المسجد الاموي بدمشق، وفي مسجد ابن طولون بالقاهرة، وفي مسجد القيروان القديم او المسجد السليمي في درنة. وقبل ان يقودني الدرب الفلسفي الى الاسلام، الذي قادني بدوره الى تجربة اساسية ثالثة في حياتي، كنت قد حصلت، وانا بعد في سن المراهقة في مدينة اشفنبرج، على قسط وافر من التعليم الجيزويتي، من خلال عضويتي لجمعية Congregatio Mariana وهي المقابل لحركة "المانيا الجديدة" المتمركزة في الشمال.
ويعود ارتباطنا، بل تعلقنا الرومانسي، بهذه المنظمة الى فترة حكم النازي، وذلك لان الجستابو لم يتمكن من الكشف عنها عندما كانت تقاوم هذا الحكم سرا. ولم يكن حتى ابي المشتت الفكر يعلم بعضويتي لهذه المنظمة. وكنا نجتمع اسبوعيا مع احد القساوسة الجيزويت في احدى المقابر، في ظل اجراءات امنية مشددة. فكان كل فرد منا لا يعرف سوى افراد مجموعته فحسب. ولكننا تمكنا بمرور الوقت من استقطاب افضل عناصر تلاميذ المدارس الثانوية. وقطعنا بذلك الطريق على منظمة "شبيبة هتلر"، اي اننا منعنا هذه العناصر الجيدة من ان تنضم الى منظمات الشباب التابعة للحكم النازي، ولقد ادهشنا ان عدد افراد المنظمة بلغ عند انتهاء الحرب 80 فردا. بعد ان انقضت الحرب، عدنا الى الاستمتاع بحياة واساليب منظمات الشباب التي كانت سائدة في عشرينات هذا القرن.
ونظرا لما سبق ذكره، فقد كنت على دراية تامة بالديانة الكاثوليكية، وبأدق شؤونها من الداخل، ولكنني في الوقت ذاته، كنت قد بدأت اضع هذه الديانة محل تساؤلات وشكوك. كنت انا وCarl Jacob Burckherdt نتساءل دوما عما اذا كان من الصواب ان يكون عالم اللاهوت ودارس الاديان مسيحيي الديانة. وبالرغم من اعجابي بفلسفة Ludwig Wittgenstein فاني كنت على يقين تام من عدم وجود دليل ينفي وجود الله. وكنت شديد التمسك بالرأي القائل بأن عدم وجود الله غير مؤكد بشكل قاطع، وان الاعتقاد بوجود الله او نفي وجوده يظل مسألة تحسمها العقيدة ويقين الفرد. ولقد حسمت هذا باعتقادي في وجود الله. وبعد ذلك، ثار سؤال عن ماهية الاتصال بين الله الانسان. ولقد كنت شديد الاقتناع بامكانية، بل قل بضرورة، تدخل الله وتسييره لمجريات الامور. ويرتكز اقتناعي هذا على دراستي ودرايتي بتاريخ الانسانية والعلوم والحق، التي استنتجت من خلالها ان مجرد مراقبة الطبيعة وتتبعها فقط لن يقودنا الى ادراك حقيقة علاقتنا ببيئتنا وبالله. الا يشهد تاريخ العلوم على حقيقة مفادها ان الحقائق العلمية يغير بعضها بعضا بسرعة شديدة؟! كنت بهذه الخطوة قد حسمت يقيني بامكانية، بل بضرورة، الوحي والدين، ولكن اي دين؟ واي عقيدة؟ هل هي اليهودية، او المسيحية او الاسلام.
وجاءتني الاجابة من خلال تجربتي الثالثة التي تتلخص في قراءتي المتكررة للآية 38 من سورة النجم: "لا تزر وازرة وزر اخرى"، ولا بد من ان تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد، لانه يدعو في ظاهر الامر الى النقيض. ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ اخلاقي، وانما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان اساسا وجوهرا لفكر ديني، هما:
1 ـ انها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة.
2 ـ انها تستبعد، بل وتلغي تماما، امكانية تدخل فرد بين الانسان وربه، وتحمل الوزر عنه.
3 ـ والمقولة الثانية هذه تهدد، بل وتنسف مكانة القساوسة وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطتهم بين الانسان وربه وتطهيرهم الناس من ذنوبهم. والمسلم بذلك هو المؤمن المتحرر من جميع قيود واشكال السلطة الدينية.
اما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر، فقد شكل لي اهمية قصوى، لانه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية، مثل: ضرورة الخلاص، التجسيد، الثالوث، والموت على سبيل التضحية. وبدا لي ان تصور فشل الله في خلقه، وعدم قدرته على تغيير ذلك الا بانجاب ابن والتضحية به ـ اي ان الله يتعذب من اجل الانسانية ـ امر فظيع ومروع، بل وتجديف واهانة بالغة. وبدت لي المسيحية وكأنها تعود لترتكز في اصولها على اساطير متنوعة ومتعددة. وتبين لي جليا الدور الخطير والشرير الذي لعبه بولس الرسول. لقد قام بولس، والذي لم يعرف المسيح ابدا ولم يصاحبه في حياته، بتغيير بل وبتزوير التعاليم اليهودية ـ المسيحية التي صاغها برنابه وترى في المسيح احد رسل الله وانبيائه. وتيقنت ان المجلس الملي، الذي انعقد في نيقيا (عام 325)، قد ضل طريقه تماما، وحاد عن الصواب وتعليمات المسيحية الاصلية، عندما اعلن ان المسيح هو الله، واليوم، اي بعد مرور ما يزيد على ستة عشر قرنا، يحاول تصحيح هذا الخطأ بعض علماء اللاهوت الذين يتمتعون بجرأة شديدة.
ومجمل القول انني بدأت انظر الى الاسلام كما هو، بوصفه العقيدة الاساسية الحقة التي لم تتعرض لأي تشويه او تزوير.. عقيدة تؤمن بالله الواحد الاحد الذي "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" (سورة الاخلاص). رأيت فيه عقيدة التوحيد الاولى، التي لم تتعرض لما في اليهودية والمسيحية من انحراف، بل ومن اختلاف عن هذه العقيدة الاولى، عقيدة لا ترى ان معتنقيها هم شعب الله المختار، كما انها لا تؤله احد انبياء اليهود. لقد وجدت في الاسلام اصفى وأبسط تصور لله، تصور تقدمي، ولقد بدت لي مقولات القرآن الجوهرية ومبادئه ودعوته الاخلاقية منطقية جدا حتى انه لم تعد تساورني ادنى شكوك في نبوة محمد. ولقد سمعت مرارا قبل اعتناقي الاسلام مقولة ان التحول من دين الى دين آخر ليس له اي اهمية، حيث ان الاديان كلها تؤمن في آخر الامر بإله واحد، وتدعو الى الاخلاقيات والقيم ذاتها، وان السلوكيات والاخلاق الحميدة، بالاضافة الى الايمان بالله في قلب الانسان، وان يتوجه الانسان الى الله سرا، لأهم من الصلاة خمسا، ومن صوم رمضان وأداء فريضة الحج، كم من مرة اضطررت الى الاستماع الى هذه المقولات من مسلمين اتراك تخلوا عن عقيدتهم دون ان يدركوا ذلك.
ان إلها خاصا سريا ليس بإله، وكل هذه الحجج والمقولات تبدو واهية، اذا ما تيقنت ان الله يتحدث الينا في قرآنه. ومن يدرك هذه الحقيقة لا يجد مفرا من ان يكون مسلما بأعمق معاني هذه الكلمة.
الصلاة المفروضة
ويذهب هوفمان الى انه ربما يمكن القول: انني كنت قريبا من الاسلام بأفكاري قبل ان اشهر اسلامي في عام 1980، بنطق الشهادتين متطهرا كم ينبغي، وان لم اكن مهتما حتى ذلك الحين بواجباته ونواهيه فيما يختص بالحياة العملية. لقد كنت مسلما من الناحية الفكرية او الذهنية، ولكني لم اكن كذلك بعد من الناحية العملية. وهذا على وجه اليقين ما يتحتم ان يتغير الآن جذريا. فلا ينبغي ان اكون مسلما في تفكيري فقط، وانما لا بد ان اصير مسلما ايضا في سلوكياتي.
اذا كان الدين يعني رباطا يربط الانسان بربه، واذا كان الاسلام يعني ان يهب المسلم نفسه لله، فقد كانت اهم واجباتي، كمسلم حديث عهد بالاسلام، في الخمسينات من العمر، ان اتعلم صلاة الاسلام. وليس من الضروري ان يكون المرء خبيرا في الحاسب الآلي ليدرك ان الامر هنا يتعلق بمسألة اتصال.. ما اصلح فنون الاتصال للاتصال به؟
ومن المؤكد، على اي حال، انه لا شيء يعرض اسلام المرء للخطر اكثر من انقطاع صلته بربه. من ثم يصبح التسبيح بحمد الله هو العنصر المحوري في حياة كل من يعي ويدرك معنى ما يقوله، عندما يقول انه يؤمن بالله. وبناء على ذلك، فان من لا يصلي ليس بمؤمن من وجهة نظري. فمن يؤكد لامرأة غائبة حبه لها، دون ان تكون لديه رغبة في التحدث اليها تليفونيا او في الكتابة اليها، ودون ان يلقي نظرة واحدة على صورتها طوال اليوم، ليس محبا لها في حقيقة الامر. وهذا ما ينطبق تماما على الصلاة. فمن يعي ويدرك حقا المعنى الحقيقي لوجود الله، ستكون لديه بالضرورة رغبة في التأمل وفي التوجه الى الله كثيرا. وبذلك فقط، يصير ما يردده المسلم كثيرا وهو يقرأ سورة الفاتحة "إياك نعبد وإياك نستعين" حقيقة واقعة. وكنت حتى تلك اللحظات اجهل ما يجب فعله واتباعه في الصلاة. ناهيك عن قدرتي على الحفظ والتلاوة باللغة العربية، ومن ثم كانت اولى اولوياتي آنذاك هي التغلب على هذا النقص. وقبل ان امعن في دراسة مقدمة مصورة باللغة الالمانية للصلاة الاسلامية، تحظى بأكبر قدر من الثقة، طلبت من صديق تركي ان يعلمني الوضوء وكيفية الوقوف في الصلاة، والركوع والسجود، والجلوس على الارض مستنداعلى القدم اليسرى، ورفع الذراعين، واتجاه النظر، ومتى يقرأ المرء جهرا، ومتى يقرأ سرا مع تحريك الشفتين في القراءة، وكيف يقف المرء موقفا صحيحا خلف الامام، وكيف يتصرف المرء عندما يأتي متأخرا الى المسجد، وكيف يتحرك داخل المسجد، انه علم كامل! وفي الحقيقة، فانه من الخطر ان يتصرف المسلم كمسلم دون ان يكون كذلك.
وتبدأ الصلاة الاسلامية، وان بدا ذلك امرا غريبا، في الحمام او عند مصدر المياه في الفناء الامامي للمسجد بالوضوء. وينبغي تعلم ذلك بحسب تتابعه وتسلسله، وكيف يغسل المرء اليدين، وكيف يمسح الرأس، وكيف يتأكد من غسل الكعبين، كل شيء وضع وحدد على نحو دقيق تماما. وحينما ينوي المرء الصلاة ويرفع اليدين الى الرأس مكبرا مفتتحا الصلاة، فانه ينفصل تماما عن مشاغل حياته اليومية، مما يؤكد قدسية الصلاة بالنسبة له.
لا يمثل الوضوء مشكلة في البلدان الحارة، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة الى سرعة الجفاف. وفي حالة عدم توفر الماء فانه يكفي تنظيف اليدين بالرمل على سبيل الرمز (التيمم)، ولقد تعرضت لمثل هذا الموقف، حينما غاصت السيارة التي يقودها سائقنا الخبير بالصحارى في السابع من شهر ديسمبر عام 1993، اثناء رحلة في منطقة ليوا الغنية بالنفط في الامارات العربية المتحدة، حيث تبدو الرمال صالحة تماما للتيمم. اما في مناطقنا الباردة، فليس من المريح حقا، في حالة عدم وجود مناشف، ان يضطر المرء الى ارتداء جواربه وقدماه مبتلتان. وتبين لي ان تعلم كيفية اداء الصلاة ايسر كثيرا مما كنت اتوقع، لان الصلاة تتكون من وحدات ثابتة تسمى "ركعة" فالركعات هي وحدات الصلاة.
وينبغي ان يتعلم المرء ايضا عدد الركعات في كل من الصلوات الخمس: الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وان يعرف مواقيتها، وما ينبغي على المسافر ان يراعيه من احكام الصلاة.
وتعلمت اخيرا كيفية الوقوف في صلاة الجماعة، حيث ينبغي ان يصطف المسلمون في صف مستقيم تتلاصق فيه الاقدام وتسد الفرج. وهذا التلاصق يرمز بالنسبة لي اكثر من مجرد ضم صفوف. انه يرمز الى التضامن على نحو يؤثر فيّ مجددا كل مرة. ويتجدد هذا التضامن في نهاية كل صلاة مع تحية "السلام عليكم" التي ينطقها المصلي وهو يلتفت يمينا ثم يسارا، وبعد ذلك يمسح وجهه بكلتا يديه اعلانا عن انتهاء الصلاة، وبعدها يمد يديه الى جاره في الصلاة مصافحا ومتمنيا ان يتقبل الله صلاته "تقبل الله صلاتك".
وروى لي عبد الوهاب عبادة، السكرتير العام لوزارة الخارجية الجزائرية، انه غير هذه التحية مرة عندما كان طفلا. فلقد بدا له انه من الاقرب الى المنطق ان يقول "السلام عليك". وكانت نتيجة ذلك انه تلقى على وجهه صفعة من والده الذي علمه ان المسلم يقول دائما: "السلام عليكم" لان تحيته تشمل جميع المخلوقات المرئية وغير المرئية، تشمل الملائكة وتشمل الصراصير.
من الاهمية بمكان ان يعرف كيف يحدد موضع صلاته، بحيث يضع نظارته وحافظة اوراقه على مسافة نحو 90 سنتيمترا امامه. فلن ينتهك احد موضع صلاة احد آخر، ولن يمر احد من امام احد المصلين مباشرة، وانني لأتذكر انني هممت بمغادرة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، بعد ان انتهيت من الصلاة، يوم 26 من ديسمبر (كانون الاول) عام 1982، وعندما بلغت الباب الرئيسي، كانت حركة السير بطيئة، وكان السبب ان احد القادمين الى الصلاة متأخراً، لحق بها فور وصوله الى الباب، وما يزال يكمل صلاته على الدرج في هدوء تام، بينما انقسمت جموع المصلين المنصرفين من المسجد حوله كما تنقسم حول صخرة. ولم يجرؤ احد على ان يزعجه، او يشوش عليه في صلاته، او ان يقتحم موضع صلاته. اما ما هو اشد غرابة واثارة للدهشة، فذلك الذي رأيته اثناء الطواف حول الكعبة في عام 1992.. فلقد راحت امرأة ضعيفة البنية تؤدي الصلاة دون اكتراث، في قلب الزحام على مسافة بضعة امتار من الكعبة، محاطة بأربعة رجال اشداء يصنعون حولها سياجا بسواعدهم. ومرة اخرى، يتكرر نفس رد الفعل الهادئ من جانب الناس، فلا لوم، ولا تأنيب، ولا كلمة غاضبة، وانما احترام للصلاة. ربما يكون من العسير او حتى من المستحيل، بسبب هذه القواعد الصارمة، ان يغادر المسجد احد من المصلين في الصفوف الامامية قبل ان يغادر الجميع. ولقد اضطررت في عام 1993 الى ان اترك مضيفي في ابو ظبي ينتظرني، لانني لم اجد وسيلة لمغادرة المسجد تتفق مع القواعد. فلكي اغادر المسجد عبر طريق جانبي، كان لا بد من ان امر افقيا من امام المصلين، وهذا هو "الحرام" بعينه.

هوفمان: خطب الجمعة في العالم الإسلامي تخاطب المشاعر أكثر من مخاطبتها للعقل
المفكر الألماني أحب أن أؤدي الصلاة بمفردي للتحكم في سرعة ايقاعها واكتشفت أنها تفيد في علاج أعراض التوتر المعاصر
يواصل المفكر الإسلامي الدكتور مراد هوفمان السفير الألماني السابق حديثه عن مسيرة رحلته الإيمانية إلى الإسلام. وفي هذه الحلقة يتوقف في محطات مهمة ليروي تفاصيل هذه الرحلة الإيمانية، مشيراً إلى حبه لأداء الصلاة بمفرده ليتسنى له التحكم في سرعة إيقاعها مع إقراره بفضل الجماعة والحرص علىها.
كما يروي لنا هنا قصة أدائها في جماعة إمامته للصلاة في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، عندما كان مشاركاً في الاحتفال السنوي لتجمع شمال الأطلسي الذي أقيم في تلك المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1985، والمشاعر المضطربة التي انتابته في أول إمامة له لجماعة صغيرة من الأميركيين السود.
كما يتطرق هوفمان إلى خطب صلاة الجمعة في العالم العربي من خلال خبرته لسنوات طويلة، مشيراً إلى أنها للأسف لا تحقق ما كان يمكن أن تحققه، لأنها تخاطب المشاعر أكثر من مخاطبتها العقل.
فلنواصل معاً متابعة هذه الرحلة الإيمانية التي قادت هوفمان إلى الإسلام، دين الله رب العالمين.
استهل الدكتور مراد هوفمان حديثه عن حبه لأداء الصلاة بمفرده، حيث يقول: احب كثيرا ان اؤدي الصلاة بمفردي، حتى استطيع ان اتحكم في سرعة ايقاعها الذي يتسم عادة بالسرعة الى حد ما عند الصلاة في المسجد، بسبب مراعاة ظروف المرضى ومن يكونون على عجلة من امرهم، ومع ذلك، فان لصلاة الجماعة فضلا على الصلاة منفردا.
بعيدا عن المساجد التي لها امام محدد، يؤم الصلاة فيها، ينبغي قبل كل صلاة جماعة ان يختار في لحظتها من يومها، ويتمتع المضيف بالحق في ان يؤم الصلاة، ومع ذلك فاني احب بشدة ان افوض في امامتها واحدا من ضيوفي (مثل السفير السعودي، او رئيس حزب الاستقلال المحامي محمد بوستة، عندما نلتقي معا على مائدة الافطار في رمضان بمقر اقامتي في الرباط).
وذات مرة، اقتضت ظروف غريبة ان اصلي انا نفسي إماما، فعند وصولي الى سان فرانسيسكو في العاشر من اكتوبر (تشرين الاول) عام 1985، للمشاركة في الاحتفال السنوي لتجمع شمال الاطلسي، رحت ابحث في دفتر الهاتف وفي سجل الكنائس عن مسجد. وكنت موقنا انني سأجد في عاصمة المذاهب الاميركية جماعة اسلامية. وشد ما كانت دهشتي حينما قرأت: "المركز الاسلامي، 850 شارع ديفيزاديرو، تقام شعائر الصلاة يوميا في الساعة الثانية عشرة، وايام الأحد في الساعة الثالثة عشرة"، تماما كما هو معتاد في الكنائس التي لا تحدد مواعيد الصلاة بها تبعا لوضع الشمس كما هو الحال عند المسلمين. وعندما وصلت الى هناك، وجدت جماعة تتألف من ثلاثة اعضاء من السود. وانتظارا لارتفاع الاذان مناديا للصلاة راح شيخ اشيب الشعر، يضع على عينيه نظارة واسعة مائلة الى اسفل، يقرأ في نسخة عربية من القرآن واضعا الاصبع على السطور. وينضم الى الحاضرين عضو آخر من اعضاء الجماعة، انه يوسف سيمون.. شاب شيعي اسود يدرس العلوم السياسية، ولقد قابل دهشتي بالصمت، اذ لا بد من انه اعتاد ان يعاني التفرقة كأسود بين بيض، وكمسلم بين مسيحيين، وكشيعي بين سنة.
لم تفارقني الدهشة على الاطلاق، فها هو ذا المؤذن يؤذن للصلاة، ولكنه يبدأ بالاقامة قبل الاذان، ولأن بلالا اول مؤذن للاسلام بالمدينة المنورة كان اسود، فقد شعرت بحرج شديد في ان اصحح خليفته في سان فرانسيسكو. ولكني ما كنت لأستطيع الصمت ازاء كل هذه التطورات المتناقضة، فرحت اروي بحرص شديد انه سبق لي ان كنت في مكة، وانهم هناك يبدأون بالاذان ثم الاقامة.
ولم يدهشني رد الفعل لما قلت، بل اعتبرته رد فعل طبيعيا، اذ دعتني الجماعة الصغيرة على الفور للصلاة بها إماما، لانني "الاكثر علما" بين المسلمين الموجودين. ولم يؤثر في ذلك بأي حال كوني المانيا ابيض وانني جئتهم لاول مرة. وهكذا وجدت نفسي على غير انتظار في مواجهة القبلة. وتمنيت لو انها كانت، على الاقل، موجهة توجيها صحيحا نحو مكة، وصففت جماعتي الصغيرة جدا في صف مستقيم، ورفعت يدي مكبرا "الله اكبر". وان للمعرفة وحدها وزنا يعتد به. وهذا ما تؤكده ايضا واقعة اخرى، ففي ديسمبر (كانون الاول) عام 1982، أمّ صبي عربي في الخامسة عشرة من العمر، بفندق شيراتون المدينة، صلاة مجموعة من المعتمرين الباكستانيين الاميين. فيما يختص بصلاة الجمعة، التي تتألف بصفة اساسية من خطبتين قصيرتين ثم صلاة ركعتين، فانه لا بد لأدائها من الذهاب الى المسجد، وينهي الخطيب خطبته في العادة برفع يديه بالدعاء الى الله.
مخاطبة المشاعر لا العقل
وبناء على خبرتي لسنوات طويلة، لا تحقق هذه الخطب، للاسف، في العالم العربي ما كان يمكن ان تحققه، لانها تخاطب المشاعر اكثر من مخاطبتها للعقل. فهي تردد ما يؤمن به المؤمنون اكثر مما تعمقه. ويظهر ذلك في نبرة صوت الخطباء. فبعضهم يصرخ كما لو كان يستثير حماسة جيش لخوض معركة، وينبغي مع ذلك ان اقر، على الجانب الآخر، انه لا مجال في العالم الاسلامي للوعظ بأسلوب حديث، لانه لا يكاد يوجد به من يدعي الالحاد، فلماذا ينبغي على المرء اذن ان يدعم اسس ومبادئ العقيدة بحجج وبراهين عقلية ومعقدة، بدلا من ان يوظف تربويا ما يسود العالم الاسلامي من إيمان؟ (وهناك ايضا استثناءات ايجابية، فكما يتحمل بعض المسيحيين في ميونيخ مشقة الوصول عبر طرق اطول الى خطيب بعينه، كنت في فترة وجودي بالرباط اذهب حتى مشارف المدينة لأستمع الى إمام مسجد لالا "السيدة" سكينة، المثقف في خطبة صلاة الجمعة).
اثناء عملي الوظيفي، كان عليّ، تنفيذا لقاعدة بروتوكولية، ان اصلي صلاتيّ عيديّ الفطر والاضحى خلف قادة دول، مثل الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، والملك الراحل الحسن الثاني ملك المغرب. وكان ذلك يجري امام عدسات كاميرات التلفزيون، وكنت في كل مرة المس الروح الديمقراطية التي تضفيها الصلاة الاسلامية حتى على مثل هذه الاجواء. فسجود ملك على الارض مرتديا جواربه امر جد مختلف عن خطو رئيس فرنسا في كاتدرائية ريمس نحو موضع جلوسه المميز.
يتسم حفظ النصوص العربية، التي تتلى اثناء الصلاة، ومن بينها مقاطع قصيرة او طويلة من سور القرآن، بالنسبة للبعض، بقدر من الصعوبة، يفوق ذلك الذي يتسم به تعلم كيفية اداء حركات الصلاة. ولقد ساءني الا استطيع ان احفظ جيدا النصوص العربية، مما جعلني اشبه بمساعد قس يفتقر الى المعرفة اللاتينية. ولذلك، قررت مثل المسلمين كافة، منذ الازل الى الابد، ان اتعلم من اللغة العربية ما يكفي على الاقل لفهم الصيغ النحوية واصول المتون. (ولقد استفدت كثيرا من هذه المعرفة الاولية، عندما عملت في ما بعد سفيرا في الجزائر). وكان اول ما تعلمته بطبيعة الحال هو سورة "الفاتحة"، اول سور القرآن وفاتحة الكتاب، وهي مكون رئيسي لكل ركعة، ومن ثم، فانها تتلى يوميا 17 مرة على اقل تقدير. وبعد الفاتحة تعلمت السور رقم 112، اي سورة الاخلاص، التي تعادل من حيث مضمونها، وفقا لما يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلث القرآن بأكمله، على الرغم من قصر آياتها الاربع: بسم الله الرحمن الرحيم "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد".
وتلا ذلك المعوذتان، وهما: سورة الفلق (رقم 113)، وسورة الناس (رقم 114)، ثم سور مكية اخرى قصيرة مثل سورة الفيل (رقم 105)، وسورة قريش (رقم 106)، وسورة الكافرون (رقم 109)، وسورة النصر (رقم 110)، وكذا الآيات من 1 الى 5 من اول سورة نزل بها الوحي، وهي سورة العلق رقم (96): بسم الله الرحمن الرحيم "إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم". ولم اغامر بعد ذلك بمحاولة تعلم (حفظ) مقاطع اطول من القرآن مثل آية الكرسي (سورة 2 ـ آية 255)، وآية النور (سورة 24 ـ آية 35)، وكذا المقاطع الخاصة بأسماء الله الحسنى، اي صفات الله، (سورة 59 ـ الآيات 22 ـ 24 ـ 35)، الا بعد تقدمي المتنامي في المعارف العربية.
جوهر سلوك المسلمين
ان من يحلل نصوص الصلاة، يصل الى اليقين بأن جوهر الصلاة هو ذكر الله ودعاؤه. وهذا يتفق مع ارشاد القرآن الى ان اسمى واجبات الانسان: ان يهتدي بفضل قدراته الذهنية الى معرفة الله والتسبيح بحمده. وهذا هو جوهر سلوك المسلمين. فاذا سألت احدهم عن احواله، فلن يجيب: جيدة او سيئة، وانما سيقول: الحمد لله.
بعد الصلاة، يقوم المرء بشغف شديد بالتسبيح بحمد الله، مستخدما إما مسبحة مكونة من ثلاث وثلاثين او من تسع وتسعين حبة، واما اصابع يده مرددا في همس: "سبحان الله وبحمده" او "الشكر لله" و"الحمد لله"، و"الله اكبر"، ولعلنا نلاحظ انه ـ خلافا للمسيحية ـ تتعدد اشكال التسبيح والدعاء في الاسلام.
واذ كانت للدعاء مكانته الرئيسية، فان الانصراف عن الدعاء الى الله يصير نوعا من نقص الايمان، لان "الله قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه". (انظر: سورة 2 آية: 186).
وكما انه ليس للدعاء صورة او قالب محدد، فليس له ايضا موقع او زمن محدد، ولا يشترط ان يكون باللغة العربية، وهو في حالته المثلى ذكر دائم لله. وهذا الذكر الدائم لله هو ما يجتهد فيه متصوفة المسلمين. ولقد قمت انا ماري شيميل بجمع قدر كبير من هذه الاذكار والادعية الاسلامية الجميلة.
ويرجع الى التصوف الاسلامي الفضل في تماسك وعدم تفكك الاذكار والادعية الاسلامية شكلا ومضمونا، بدءا من المتصوف الاندلسي ابن عربي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي وحتى فريثجوف شؤون في عصرنا الراهن. فلم يتحلل الصوفيون الاسلاميون الحقيقيون على الاطلاق من الشكليات المفروضة، وانما قاموا بعقلنتها. فها هو ذا شوؤن يقول في موضع آخر: "ان المسلم ـ وبصفة خاصة من يتبع السنة حتى في ادق واصغر تفريعاتها ـ يعيش في شبكة من الرموز..."، ومن يحمل هذا في قلبه لا يترك صلاته تتحول الى روتين. وسواء اديت الصلاة في مسجد شيعي في هامبورج، او في مسجد مبني بالطوب اللبن (الطوب الاخضر) وجذوع النخيل في واحة فيجيج شرق المغرب، او في المسجد الاموي في دمشق بفسيفسائه المبهرة، فان الصلاة واحدة، فقد تعلموها على يد معلم واحد (وهو ما حدث بالفعل). وهذا التوحد الشكلي يوفر الهدوء والطمأنينة اللازمين للتركيز التام.
علاج أعراض التوتر المعاصر
تنطوي الصلاة في الاسلام، بالاضافة الى جانبها الروحي، على بعد مادي ملموس، فضلا عن بعد سياسي محتمل. فالمرء يحتاج الى وقت طويل حتى يتعلم كيف يجلس على قدميه مسترخيا على ارض صلبة، دون ان يتعرض لتقلصات عضلية، مدركا ان وضع القدمين عاريتين في الوضع المناسب أيسر منه وهما داخل الجوارب. ولكن الجلوس على الارض دون حراك لساعات طويلة على نحو ما يفعله اخوتنا في الشرق امر لم يعد بمقدورنا ان نتعلمه في سن متقدمة.
ومن المؤكد، ان الصلاة في الاسلام تفيد في علاج اعراض التوتر المعاصر، الذي لا يحتاج الى وقت طويل لتحليل ومعرفة اسبابه. فالانسان المعاصر لا يعمل من حيث الكم، فيما يختص بالعمل العضلي بصفة خاصة، اكثر مما كان يعمل في ما مضى من الزمن، بل ان العكس هو الصحيح. اما الجديد، فهو السرعة التي تجري بها كل الاحداث وتجري بها كل الاعمال، بواسطة التلكس والفاكس والبريد الالكتروني والانترنت والبريد السريع ـ والتي ترهق المرء. فالناس يساورهم القلق من احتمال فقدان السيطرة على الامور ومداهمة المواعيد لهم، والخوف من الفشل، ويزيد تعاطي الخمور والتدخين والاقراص المخدرة والاقراص المنشطة الامر سوءا. ولقد ارتفعت تكاليف علاج انسداد الشرايين عند من يشغلون وظائف الادارة العليا، الى درجة انهم اصبحوا يرغمون على القيام باجازات اجبارية. وكذلك تتناول البرامج التدريبية لمديري شؤون العاملين التغذية الحيوية المرتدة، والتأمل الاستشرافي، وضرورة اكتشاف الفرد بنفسه لطقوس الشاي اليابانية كوسائل للتخلص من التوتر والقلق.
التحرر الداخلي
ومقولتي في المقابل، هي ان الصلاة الاسلامية تحقق كل هذا واكثر منه، اذ انها لا تساعد المؤمن على التوقف عن التفكير والاسترخاء فحسب، وانما تساعده ايضا على تحقيق تحرره الداخلي من سحر المال والجاه والمنصب. فبينما يجد الاميركي الذي يعيش تحت ضغوط مختلفة انه امام خيارين لا ثالث لهما: اما الحرب واما الهروب بالانتحار، يختار المسلم اختيارا ثالثا هو ان يفيض مع الاشياء، أي يتوكل المسلم على الله. فبفضل الصلاة الاسلامية لا يستطيع مسلم حقيقي ان يكون متوترا مؤرقا، ولا ان يكون مصدرا للتوتر والارق.
انني اعرف تماما عما اتحدث. فلقد كان بمقدوري ان اعرف كل العوامل التي تسبب الضغط والتوتر والارق من خلال عملي مديرا لقسم حلف شمال الأطلسي والدفاع في وزارة الخارجية الألمانية في الفترة من عام 1979 إلى عام 1983، ومن خلال عملي مديرا لادارة المعلومات الخاصة بخطر التهديدات بالعدوان في حلف شمال الاطلسي ببروكسل في الفترة من عامي 1983 ـ 1987.
ابتداء من عام 1980، لم اعد احمل معي في رحلات العمل سوى سجادة للصلاة وبوصلة (صنع تايوان)، لتحديد اتجاه القبلة، وان كنت على يقين بأن منشفة نظيفة تفي بالغرض، وان الله ليس غربيا ولا شرقيا، اذ (فأينما تولوا فثم وجه الله) (سورة البقرة: الآية 115). وراحت ايامي تتشكل اكثر فأكثر تبعا لمواقيت الصلاة، وليس تبعا للساعة التي تسبب القلق والتوتر. فعندما يتواعد المرء مع مسلمين، فانه لا يواعدهم "الساعة الثالثة والربع"، وانما يواعدهم لوقت غير محدد الى حد ما "بعد صل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامح بسطاوى
عضو / ة
عضو / ة
سامح بسطاوى


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 213
نقاط : 463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 32

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 10 نوفمبر 2011, 10:24 am

لتحريم القرآني للخمر
عندما كنت اشغل منصب المستشار الاول بالسفارة في بلغراد، في عامي 1977ـ 1978، كنت اقيم حفلات اختبار وتذوق للنبيذ، ادعو اليها الاصدقاء. وكنت اعرض على ضيوفي كيف يمكن عن طريق سقف الحلق تحديد انواع الكروم والتربة وطرق القطف وطرق التخمير والسنة، مستخدما انواعا من النبيذ الابيض عديم اللون، كنت قد جلبتها من متاجر متخصصة، ومن مناطق مختلفة، وكنت "كتربوي" اعرض انواع النبيذ على نحو تتابع فيه انواع تجمع بينها صفات مشتركة، وتميز بعضها بصفات اخرى. ولقد تطورت قدرات بعض ضيوفي، في واقع الامر، بحيث استطاعوا بعد سابع محاولة للتذوق ان يميزوا بين انواع النبيذ المختلفة تبعا لمعايير مختلفة.
لقد وجدت مع ذلك ان التحريم القرآني للخمر والمخدرات ليس ضرورة اجتماعية فحسب، وانما هو ايضا منفعة شخصية للفرد، اذ يمكنه ان يكون متيقظا صافي الذهن دائما. ومن ثم، انهيت هذه المرحلة من حياتي مرة واحدة، وإلى الابد، فان الانسان، بفضل قدرته على التفكير وإعمال عقله، يفاخر بأنه اعظم المخلوقات. فنحن البشر نستطيع ان نمعن التفكير في العالم من حولنا وفي احوالنا، وان نتصرف بحكمة، وهذه الصفات التي ترقى بنا، هي ذات الصفات التي ندمرها على نحو منتظم بتعاطي الخمور والمخدرات، ونحن بذلك نمتهن انفسنا ونحط من قدرتنا داخل المنظومة الكونية، وننحدر بالتالي الى مكانة ادنى من مكانة الحيوانات، التي لا يغيب عنها وعيها ابدا. فادمان تعاطي الخمور والمخدرات نوع من التشويه الذهني الذاتي. وكانت مديرة منزلي الصربية في بلغراد مثالا منذرا لي، اذ كانت تعود دائما الى ادمان الخمر، حتى بعد علاج لفترات طويلة.
ان مشهد مدمني تعاطي الخمر مشهد مهين، يبعث على الاكتئاب، ويثير الشفقة، وكثيرا ما يقدم هؤلاء على الانتحار، وهم يعلمون حقيقة حالهم، ولكنهم لا يستطيعون الرجوع عما هم فيه، لان الخمر سلبتهم العزيمة والارادة والقدرة على اتخاذ القرار. من النادر ان تجد عدد مدمني الخمر في المجتمع الاحدث في المدن التركية الكبيرة اقل من عددهم في المانيا. فهم يمسكون ـ من وقت الظهيرة ـ بكأس الراكيا في يد، وبالسيجارة في اليد الاخرى، مبرهنين بذلك على انهم لم يعودوا سادة انفسهم، وهم من الناحية الدينية، يمارسون بذلك نوعا من الشرك بالله، لأن الخمر ونيكوتين الدخان اهم عندهم من كل ما عداهما في العالم بمن في ذلك ربهم الذي خلقهم. فهم يستطيعون ـ في ظنهم ـ ان يعيشوا بدونه، ولكن ليس بدون الراكيا.
يهدف القرآن من وراء التحريم المطلق للخمر الى منع البدء في تعاطيها، حيث لا يبدو ضارا في حالة احتساء كأس واحدة. فالكأس الواحدة لا تبدو خطيرة في الظاهر يمكن في يوم ما ان تصبح كؤوسا عديدة، ومن المعتاد الا يرى المدمن انه معرض للخطر، وان يقدم ما لا حصر له من الاعذار والحجج لتبرير اعتياده التدخين او احتساء الخمر، في هذا الوقت بصفة خاصة، ومن ذلك كون المدمنين سعداء او تعساء، يعانون من ضغط العمل او في اجازة منه، جماعة او فرادى، مرضى او اصحاء، جوعى او شبعى.
لقد واجهت كرئيس مسؤول هذه المشكلة، فكنت، عندما انبه احد العاملين معي حتى قبل احتسائه الخمر بيوم واحد، كنت اعد معتديا على حقه في ان يعبر عن شخصيته بحرية (واواجه بذلك مشكلة مع مستشار شؤون العاملين). ومع ذلك، كان مستشار شؤون العاملين نفسه يستطيع ان يتأكد في اليوم التالي ان الموظف المعني صار في واقع الامر مدمنا للخمر. ومن ثم، فانه يعد رسميا من هذه اللحظة مريضا بادمان الخمر.
ان من لا يتعاطى الخمر، اذا وجد بين سكارى، سرعان ما يكتشف انه في مكان خطأ، اذ يرى هؤلاء انفسهم ظرفاء ومبدعين وقادرين على التخيل. ولقد استطعت ان اثبت لنفسي عكس ذلك تماما، عندما قمت بعزف مقطوعات موسيقية بذاتها على احدى الآلات النحاسية وتسجيلها ثلاث مرات. وكنت بين المرة والاخرى احتسي كأسين من ويسكي البربون من النوعية المفضلة لدي قبل اسلامي. وكان توقعي: ان عزفي سيكون افضل في كل مرة احتسي قبلها الويسكي، لكن جهاز التسجيل كشف الحقيقة الصاعقة!
شعرت بخجل شديد من سلوك بعض مواطنيّ ونحن على متن احدى طائرات شركة لوفتهانزا، في طريقنا الى جدة. فكنا كلما اقتربنا من السعودية بمناخها الشديد الجفاف، ازداد طلبهم وبالحاح شديد للخمر حتى انهم طلبوا من المضيف اربع زجاجات في وقت واحد ـ كما لو ان المرء يستطيع ان يجتر الخمر بعد ذلك كالجمل، ولقد كان مشهدهم مخزيا، وهم يغادرون الطائرة حاملين في ايديهم شجرة عيد الميلاد مغلفة بالبلاستيك ويترنحون من السكر.
واثبت في هذه الوقائع انه قد لا يكون هناك عائق في طريق انتشار الاسلام في المانيا اقوى من التحريم القرآني للخمر ولحم الخنزير. فلن يتنازل الألماني في بافاريا ولا في كولونيا عن طعامه المفضل من لحم الخنزير، ولا عن خمره المفضل.
وتجد الألماني يتغنى بجمال الفتيات التركيات، وبحق المرء في تعدد الزوجات اذا اراد، ورغبته بالتالي في ان يكون تركيا. ولكنه سرعان ما يعدل عن هذه الرغبة، ويصرخ بأنه لا يريد ان يكون تركيا لان الاتراك لا يشربون الخمر. وما كان يمكن ان يكون مجديا على الاطلاق ان يصير تركيا، وان كان الاتراك يتعاطون الخمر الآن، اذ يعاقب القانون في تركيا حاليا على تعدد الزوجات ولا يعاقب على تعاطي الخمر.
ان المسلم، بتناوله كوبا من الماء او العصير بين اناس يحتسون الخمر، يفسد عليهم بهجتهم، لان ما يفعله ينطوي على عقاب معنوي لهم. لذلك، اصبح من النادر بعد اعتناقي الاسلام ان ندعى، زوجتي وانا، الى حفلات خاصة او الى حفلات رقص، وكأن المرء لا يسعد الا بالخمر، وهكذا، اصبحنا معزولين "منبوذين".
اختلاف البيئة المناخية
كثيرا ما يساق اختلاف البيئة المناخية كحجة ضد التحريم الاسلامي للخمر ولحم الخنزير في مجتمعنا (المجتمع الالماني) بدعوى ان هذا التحريم لا يناسبه مناخيا. وهذه حجة تفتقر الى المنطق، فالحقيقة ان اضرار الخمر في العصر التكنولوجي اكبر بكثير منها في القرن السابع، حيث كان اقصى ما يمكن ان يحدث للمخمور هو ان يسقط من فوق صهوة جواده، او ان يعتدي بالضرب على زوجته واطفاله، او ان يقطع اوتار سيقان الجمل، (كان وقوع حدث شرير من هذا القبيل مناسبة لنزول احدى آيات تحريم الخمر في القرآن).
وما يزال النساء والاطفال يتعرضون اليوم للضرب تحت تأثير الخمر. وكذلك تسقط الطائرات اليوم تحت تأثيره. ولقد تسبب قائد احدى الناقلات البحرية تحت تأثير الخمر في وقوع اسوأ كارثة بيئية حتى الآن. وعلى الرغم من توفر احصاءات عن حوادث الطرق وحوادث المصانع، فانه لا يمكن تقدير الخسائر البشرية والمادية التي تصيب المجتمع الغربي بسبب ادمان الخمر والمخدرات. وفي بعض المستشفيات التركية، تتجاور اقسام علاج الادمان واقسام علاج الامراض العقلية، لما ينطوي عليه ذلك من انذار، ان عاجلا او آجلا، هذا اذا ما دمر العقل قبل ان يتوقف الكبد عن أداء وظائفه.
لقد كنت واحدا من ضحايا حوادث المرور التي تقع تحت تأثير الخمر، ففي نهاية عام دراسي في كلية الاتحاد بشينيكتادي بولاية نيويورك، قمت بجولة في الولايات المتحدة الاميركية "بطريقة الاوتوستوب". (اي ايقاف السيارات والانتقال بها مجانا من موقع الى آخر). وفي اثناء هذه الجولة، تعرضت يوم 28 من يوليو (تموز) عام 1951 لحادث سيئ بالقرب من هول سبرنجز بولاية مسيسيبي، فبينما كنا في طريقنا على الطريق السريع من اتلانتا بولاية جورجيا الى ممفيس في ولاية مسيسيبي، ظهر امامنا ونحن على مقربة من غايتنا شبح. ولا اتذكر شيئا عما حدث بعد ذلك. ولكني علمت في ما بعد ان هذا الشبح لم يكن سوى سيارة اصطدمت بنا، كان سائقها ومرافقه قد احتسيا كميات كبيرة من الخمر في تنيسي، التي تسمح باحتسائه اثناء القيادة، قبل ان يتوجها الى مسيسيبي التي تمنع احتساءه اثناءها.
وكانت خسائرنا اقل فداحة من خسائرهم، لاننا كنا نركب سيارة شيفروليه مصنوعة في عام 1941، اي قبل الحرب، وكانت اشد متانة من السيارة التي كانوا يركبونها وهي شيفروليه من انتاج عام 1943 اي اثناء الحرب.
ولقد تبين لي بوضوح ان ذراعي المصابة الآن، والتي كنت اضعها على وسادة المقعد الخلفية، قد وقتني مما هو اكثر، وكان من الواضح ايضا انني ما كنت لأنجو لو ان قامتي كانت اقصر بمقدار ثمانية سنتيمترات فقط، لانني كنت سأنكفئ في هذه الحالة على انفي وعيني بسرعة حوالي 160 كيلومترا في الساعة. ومع ذلك، كانت خسارتي في هذا الحادث تسع عشرة من اسناني. وبعد انتهاء الجراح من خياطة ذقني وشفتي السفلى، سألني قائلا: انه من الممكن اصلاح وجهي بعد سنوات عن طريق اجراء عملية تجميل، واضاف قائلا: "ان مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع احد، وان الله يدخر لك يا عزيزي شيئا خاصا جدا".
ولقد كنت افكر في هذا الامر، وانا اتجول في هول سبرنجز بذراع مربوطة وضمادة تحيط بالذقن وفم مخيط. وكنت افكر في ما أرفه به عن نفسي في يوم عيد ميلادي العشرين. ولكن كل شيء كان يؤلمني.. تناول الطعام او الشراب، او التنزه، او الاجابة عن الاسئلة، واخيرا ذهبت لأقص شعري، فهذا على الاقل لا يؤلم. ولم ادرك المغزى الحقيقي لنجاتي وبقائي على قيد الحياة الا بعد ثلاثين سنة، عندما اشهرت اعتناقي للاسلام.

رمضان اختبار صعب لجلد المسلم وقوة احتماله
ما زلنا في رحاب الرحلة الإيمانية التي قادت الدكتور مراد هوفمان السفير الألماني السابق الى اعتناق الإسلام حيث يقول: بعد بضعة أشهر من اعتناقي الاسلام، حل شهر الصيام، شهر رمضان، وهو الشهر التاسع بين أشهر السنة الهجرية. وكنت انتظر حلوله بشيء من القلق والخوف، لأنه اختبار صعب لجلد المسلم وقوة احتماله، يجسد قمة وعيه وصحوته. ففيه ينبغي علي ان امتنع لمدة 29 أو 30 يوما من الفجر الى غروب الشمس عن الطعام والشراب والتدخين ومعاشرة الزوجة، ولكن مع ممارسة عملي كالمعتاد.
عرفت الصيام لأول مرة في عام 1977، على متن احدى طائرات شركة الخطوط الجوية اليوغسلافية JAT المتجهة من بلغراد الى اسطنبول، فلقد لاحظت ان يد جاري في الدرجة الاقتصادية لم تمتد الى الطعام إلا بعد رفع آنية طعام بقية الركاب، وعندما حان موعد الافطار الذي كان يتابعه بالنظر الى ساعته من حين الى آخر. وأثناء اقامتنا في بلغراد، كنا كثيرا ما ندعو رمضاني رمضان، البستاني الذي يرعى حديقتنا، الى طعام الافطار، اذ كان يثير شفقتنا باصراره الشديد على الصيام. فلقد كان يمتنع تماما عن تناول اي طعام عندما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. ولقد قمت بصيام اسبوع من قبيل التعاطف معه. ومع ذلك، فان المرء لا يتعلم صيام 30 يوما الا بصومها فعلا.
د. هوفمان: الصوم فرصة لاختبار المرء لنفسه وإذكاء الإحساس الاجتماعي
في بون، كان من بين المهام الموكولة إلي اقامة حفلات عشاء لضيوف اجانب. وكان عدم مشاركتي لهم الطعام يثير حرجا شديدا: فهل اعاني توعكا في معدتي؟ ام ان الطعام الذي طلبته لهم بنفسي لا يرقى الى مستواي؟ وفي مثل هذه المناسبات، كنت اتذكر السهولة التي كان يمكن بها الاعتذار عن عدم تناول العصير او القهوة التركية التي كانت تقدم لي في وزارة الخارجية اليوغسلافية في شهر رمضان. وفي واقع الأمر، فان صيام رمضان لا يصبح مناسبة تسعد المرء على مدار العام كله الا عندما يكون في محيط مسلم، حيث يكون شهرا مشبعا تماما بالروحانيات.. شهر سلام داخلي واخاء.
المكونات المادية والمعنوية لرمضان
يشتمل الصوم في الإسلام، مثل كل العبادات، على مكونات مادية واخرى معنوية، لا ينفصل بعضها عن بعض. ويبدأ الحرمان البدني بامتناع المرء عن تناول قهوة أو شاي الصباح. وينخفض السكر في الدم اثناء النهار، حتى ليكاد المرء يصاب بالإغماء. ويسهل على المرء، من ناحية اخرى، ان يعرف كيف يعمل نظامه البيولوجي. فبالنسبة لي، هناك على سبيل المثال فترتان للنشاط الوفير في النهار، هما الساعة الحادية عشرة والساعة السادسة عشرة بعد الظهر. ولقد استفدت من ذلك على نحو نظامي، حيث وزعت عملي اليومي تبعا له الى: ما ينبغي، وما يجوز، وما يمكن عمله.
وكانت المجموعة الأولى من الأعمال هي ما أقوم بأدائه بقدر الامكان عندما يستفيد ضغط دمي من الذروة البيولوجية المخططة. فكنت احاول ان اقود سيارتي لمسافة 13 كيلومترا في طريقي من مقر قيادة حلف شمال الأطلسي الى مسكننا في أكسيل، وأنا في أوج نشاطي. وكنت أزيد من حذري حتى لا أعرض نفسي أو غيري للخطر. ففي شهر رمضان، تزداد بالفعل حوادث المرور، وبصفة خاصة عندما يحاول أرباب الأسر اللحاق بالافطار في منازلهم. ولقد لقي خمسة من مواطنينا من ألمانيا الشرقية سابقا حتفهم بالقرب من القنيطرة يوم 25 من فبراير (شباط) عام 1993، ثالث أيام شهر الصوم، عندما حاول سائق سيارة نقل ان يتجاوز الحافلة التي يستقلونها، فصدمها، فانقلبت بهم. وارجع الحادث الى ضعف تركيز قائد السيارة بسبب الصيام.
واليوم الثالث من أيام الصوم يوم عصيب، يكون فيه المرء في أسوأ حالاته، ويصاب بصداع شديد تزداد حدته اذا ما استلقى ليسترخي. ومع ذلك، يبدأ الجسد بقدرته الهائلة على التكيف في التأقلم منذ هذه اللحظة مع المعطيات الجديدة، فتخف حدة الصداع والاحساس بالجوع، ويستطيع المرء ان يرى من يتناول الطعام دون ان يحسده. ومع انني كثيرا ما اشعر في المساء بانني نقصت، ولا استطيع القراءة، واجلس امام شاشة التلفزيون بلا ارادة، فانني لا اشعر برغبة في الطعام وبخاصة اللحوم.
مدفع الإفطار
ويستطرد هوفمان حديثه عن صيام شهر رمضان المبارك قائلا: يعلن عن نهاية يوم الصوم في العالم الإسلامي باطلاق مدفع، وعندئذ يتناول المرء بعضا من الماء أو من العصير. وعددا فرديا من ثمرات التمر او الزيتون، ثم يؤدي صلاة المغرب شاكرا لله أن اعانه على صيام اليوم. ويبدأ تناول وجبة الافطار في كل من الجزائر والمغرب بتناول شاي بالنعناع الأخضر، وحساء داكن اللون هو شوربة الفريك الجزائرية، والحريرة المغربية التي يختلف مذاقها الى حد ما من منزل الى آخر، الى جانب بيضة مسلوقة وتمر وتمر بالعسل، الذي كان طعام الرسول صلى الله عليه وسلم المفضل. وسرعان ما ينتعش الجسد مرة أخرى. وبعد فترة توقف قصيرة، يتناول المرء وجبة كاملة من اللحوم، وفي المغرب من الدجاج، ولحم الضأن المشوي، والكسكسي باللحم البقري، وحلوى وفواكه. وكان كل ذلك يتم للأسف بسرعة حتى انني اعود الى منزلي في الساعة التاسعة مساءً من دعوات للافطار في الساعة السابعة والنصف مساءً.
يختلف مفهومي عن رمضان، المبني على اتباعي للسنة، عن الكيفية التي يمارس بها في بعض البلدان الإسلامية، ومن بينها المغرب. فالناس هناك يميلون الى ان يعوضوا في الليل ما فاتهم في النهار، فيشاهدون التلفزيون، ويلعبون الورق (الكوتشينة) حتى منتصف الليل، حيث يتناولون وجبة ثالثة (السحور). ومن ثم، لا يأخذ كثيرون من الجزائريين والمغاربة قسطا كافيا من النوم، بل انهم لا يتمتعون في الساعات القليلة التي يخلدون فيها الى النوم بنوم مريح من فرط اتخام معداتهم بالطعام. ويترتب على ذلك، انهم لا يلحقون بصلاة الفجر، وبصفة خاصة في رمضان. ولا يفيدون بشيء في ضحى اليوم التالي. ومن شأن هذا أن ينمي الاتجاه الغريب نحو استبدال الليل بالنهار في رمضان.
وفي واقع الأمر، يرتفع كثيرا استهلاك الأغذية في هذه البلدان في رمضان، بدلا من ان ينخفض. أما ما ينخفض بالتأكيد، فهو انتاجية العمل. ويؤثر رمضان على الانتاج القومي في هذه البلدان، كما لو كان فترة اجازة ثانية. أما ما أراه عبثا، فكان دعوتي من قبل شخصيات رفيعة المستوى الى تناول طعام الافطار باستخدام أدوات مائدة مصنوعة من الذهب، وكذا أن يبدأ المسلم تناول الطعام بقول: "Bon Appetit"، أي "شهية طيبة"، بدلا من قول "بسم الله" على طبق طعامه المليء بخيرات البحر، وقبل ان يؤدي صلاة المغرب. ولقد بدا لي دائما انه من غير المنطقي ان يصوم من لا يصلي. ولكن هذا السلوك يكشف عن حقيقة ان صوم رمضان اصبح يمارس في اقسام من عالم المسلمين على نحو يجرده من مغزاه الديني، ويجعله جزءا متحررا من المدنية. وهذا يفسر ايضا السلوك الغريب من جانب بعض المسلمين اذ يمتنعون عن تناول الخمور في شهر رمضان، باعتباره شهر اسلام مقابل احد عشر شهرا للراحة من الإسلام!
السحور وقرآن الفجر
يمضي يومي في رمضان في الفترة بين عاميّ 1987 الى 1994 على نحو مختلف تماما. فأنا آوي الى فراشي بعد صلاة العشاء، أي حوالي الساعة الحادية عشرة، وأضبط المنبه على الساعة الثالثة والنصف او الرابعة صباحا، لاستيقظ قبل بداية الصوم بنحو 40 دقيقة كي اتناول، قبل انطلاق مدفع الامساك، طعام السحور واشرب كثيرا من الماء. وبعد ذلك، اقضي ما تبقى من وقت حتى الفجر في قراءة القرآن. وبعد صلاة الفجر، أنام ساعتين. وكان العمل في سفارتي يبدأ متأخرا ساعة عن المعتاد. وكنت انجز بالفعل اكثر مما انجز في الأيام العادية، خاصة ان العمل يشغل عن الاحساس بالمعدة الخالية. وكنت في رمضان اجلس في مآدب غداء العمل الدورية التي يقيمها زملائي من البلدان اعضاء الاتحاد الأوروبي وأمامي طبق خال. وكان زميلي الفرنسي في الرباط مسيو دي كونياك يشاركني سلوكي "تضامنا" منه مع ابناء البلد المضيف، كما كان يقول، وهذا مما يعد تصرفا سياسيا بارعا.
الدروس الحسنية
ويقول هوفمان: كان يوم عملي في رمضان ينتهي عادة بحضور دروس دينية "درس الحسنية" في القصر الملكي بالرباط. وكانت الحكومة المغربية باكملها، وهيئة الأركان العامة، وعلماء المسلمين، وسفراء الدول الاسلامية، يجتمعون يوميا، ابتداء من الساعة الخامسة بعد الظهر في القصر الملكي المغربي. وكنا نستمع الى تلاوة قرآنية الى ان يصل العاهل المغربي الملك الراحل الحسن الثاني والأمراء. وكان من يلقون الدروس محاضرين مدعوين من جميع أنحاء العالم الاسلامي، من بينهم مسلمون اميركيون، واعلام كالشيخ محمد سيد طنطاوي من القاهرة شيخ الأزهر الحالي، وكانوا يجلسون على المنبر التقليدي، بينما يجلس الملك الحسن الثاني مثلنا جميعا عند أقدامهم في مربع حولهم.
كنت أنا وزملائي المسلمون نتناوب الدعوة الى طعام الافطار حوالي الساعة السابعة مساء. وعندما كان دوري يحين، كان بهو مقر اقامتي في سويسي الواقع بين غرفة الاستقبال (الصالون) وغرفة الطعام يتحول الى مسجد، حيث كانت ارضه تغطي بسجاجيد صلاة. ولقد صارت العلاقات والصلات التي اقمتها في هذه المناسبات مع بعض من اعضاء الحكومة ومن مستشاري الملك الراحل الحسن الثاني ذات طبيعة دائمة وقوية بمرور الوقت. ومن المعتاد، ان افقد بانقضاء شهر الصوم ما يتراوح بين 8 ـ 5 كيلوجرامات من وزني. وبتعبير أدق: فانني اقترب من وزني المثالي.
حركات تجويع بهلوانية
ينطوي الصوم، الى جانب بعده المادي، على بعد روحاني يصير بدونه مجرد حركات تجويع بهلوانية. وشهر رمضان شهر معظم، لما له من أهمية في تاريخ العالم. فلم يشهد رمضان موقعة بدر (عام 622م) ذات الأثر الحاسم في بقاء وتثبيت المسلمين الأوائل فحسب، وانما الأكثر اهمية من ذلك ان به ليلة القدر التي بدأ فيها نزول الوحي بالقرآن. وعن هذه الليلة احادية الرقم التي تقع بين الليالي الأخيرة من رمضان، يقول الله في السورة 97: بسم الله الرحمن الرحيم "إنَّا أنزلناه في ليلة القَدْر @ وما أدراك ما ليلةُ القدْر @ ليلةُ القدْر خير من ألف شهر @ تنزَّل الملائكةُ والرُّوح فيها بإذن ربهم من كل أمر @ سلام هي حتى مطلع الفجر". هذا نص يصلح للتأويل والتفكر.
لقد جرت العادة على اعتبار ليلة السابع والعشرين من رمضان ليلة القدر. وتشترك ليلة القدر مع ليلة عيد الميلاد، وان يكن عن بعد، في ان المرء يهدي فيها (إخراج زكاة الفطر). كما تقام فيها ـ كغيرها من ليالي رمضان ـ صلاة التراويح، وتكثر تلاوة القرآن والتواشيح والأدعية. ومن ثم، فما لم يدرك المرء في هذه الليلة مغزى الرسالة والوحي، فمتى عساه يدركه؟!
وصوم رمضان، فرض على المسلمين. وهم يعتبرونه عبادة، باعتباره احد أركان الاسلام الخمسة التي لا تحتاج الى تبرير مقنع. فالمسلم، بوصفه عبدا لربه، يصوم لأنه أمره بالصوم. فالطاعة هنا واجبة. ويستطيع المرء ان يكتشف بسهولة ان هذا الفرض لم يفرض لله، وانما فرض من الله للناس.
منذ ان عادت رشاقة القوام لتصبح زيا سائدا (موضة)، راح النساء يتبعن نظما للتغذية تذكر بالصوم، كما يمكن ان تؤدي الى نحافة مرضية. ومع كثرة الحديث في الآونة الأخيرة عن اضرار الكوليسترول والوزن الزائد، ظهرت عروض مختلفة لبرامج التخسيس او انقاص الوزن.
إذكاء الإحساس الاجتماعي
ومن ناحية الصوم الاسلامي، فانه يفي بهذا الغرض وزيادة. فهو يؤدي، على سبيل المثال، الى اذكاء الاحساس الاجتماعي حيث يشعر الصائم مرة واحدة على الأقل في السنة بما يشعر به من يرغم على الصوم في العام كله، بسبب ما يعانيه من شح في الغذاء او المال.
وبالنسبة لي، لعل اهم اثر جانبي لصوم رمضان فيّ، انني استطيع ـ في رمضان ـ ان اختبر ما اذا كنت ما أزال سيد نفسي أم انني صرت عبدا لعادات تافهة، وما اذا كنت ما ازال قادرا على التحكم في نفسي ام لا. واتمنى ان يكون فرحا وليس غرورا ذلك الذي اشعر به بعد انتهاء آخر أيام رمضان، اي عند صلاة المغرب، من أنني استطعت بعون الله ان اصومه.

اختلاف رؤية هلال رمضان يعرض المسلمين لسخرية البعض
استوقفت المفكر الاسلامي الدكتور مراد هوفمان السفير الالماني السابق في رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام في مطلع الثمانينات، ظاهرة اختلاف رؤية هلال رمضان التي تتجدد كل عام في العالم الاسلامي، على الرغم من المؤتمرات والندوات التي تشير بياناتها الختامية الى ضرورة توحيد رؤية هلال رمضان في البلاد الاسلامية.
ويقول هوفمان متسائلاً: من ذا الذي يستطيع ان يقول لي بثقة متى يبدأ رمضان؟ ومتى ينتهي؟ وقد يقول المرء ان تحديد متى واين يظهر الهلال الجديد امر فلكي يقين في ايامنا هذه. وهو بالفعل كذلك. ومع ذلك، فمن المخزي ان يظل مسلمو هذا الارض مختلفين في ايام بدء وانتهاء صومهم، تبعاً لكونهم اتراكاً او مغاربة او مصريين. وهذا امر من شأنه ان يضر بالصوم كحدث اجتماعي، وان يعرض المسلمين لسخرية البعض.

د. هوفمان: اليس من الممكن توحيد مواعيد شهر الصوم في العالم الاسلامي بناء على الحسابات الفلكية بالقياس الى مكة؟
يرجع الدكتور مراد هوفمان اختلاف رؤية هلال رمضان في البلاد الاسلامية الى سببين: أولهما، ان الأمة مجزأة الى دول قومية، ولا يكفي التركي او المغربي ان يعرف ان رؤية الهلال ثبت في مكة، اذ لا بد بالنسبة لكل منهما ان تثبت رؤيته في قونية او فاس. ويترتب على ذلك اختلاف في تحديد يوم بداية ونهاية شهر رمضان، لأن الترتيب الوضعي بين الشمس والأرض والقمر يختلف في كل بقعة من الأرض عنه في غيرها. ويتباين الاختلاف في موعد ظهور القمر في يومين متتاليين عن الاختلاف فيهما في موعد شروق الشمس، فيبلغ دقيقتين في شروق الشمس، بينما يبلغ خمس عشرة دقيقة في ظهور القمر.
أما السبب الثاني، فيدركه المرء على نحو أفضل. فلقد جرت العادة في عصور الاسلام الأولى على ان تثبت رؤية الهلال بالعين المجردة، وليس بالحسابات الفلكية او بالتنبؤات، وهو ما لم يمثل في ما مضى ولا يمثل اليوم أي مشكلة، بفضل الظروف المناخية في شبه الجزيرة العربية. واستنادا الى ذلك، يرى بعض الفقهاء المتشددين أن رؤية هلال رمضان بالعين المجردة من شخص موثوق به تقليد ضروري لا غنى عنه، وان الحسابات الفلكية غير كافية في هذا الشأن. ويعادل رفض التواريخ الفلكية عدم الأخذ في قانون العقوبات بدليل مبني على اساس غير قانوني.
الإجراءات الموروثة
ويتمسك المتشددون بالاجراءات الموروثة لتحديد بداية الشهر القمري، حتى وان حالت الظروف المناخية دون رؤية الهلال الذي يكون موجودا بالفعل. ويمكن ان يترتب على ذلك، كما حدث في عام 1994، ان يفطر المرء في المغرب متأخرا يومين عنه في السعودية. وعندما نقلت الاحتفالات بعيد الفطر في مكة، عبر وسائل الاعلام، في ثاني ايام الصوم الزائدة في المغرب عنها في السعودية، رأى بعض البسطاء في المغرب ان هذا الاختلاف أمر مخز ومشين! أليس من الممكن حقا ان توحد مواعيد شهر الصوم في انحاء العالم الاسلامي كافة بناء على الحسابات الفلكية بالقياس الى مكة، أسوة بما هو متبع في حالة تحديد مواقيت الحج، ومن ثم أيضا عيد الأضحى؟!
وعندما يتناول المرء يوم عيد الفطر أول قدح من القهوة في أول افطار منذ 29 أو 30 يوما، يشعر بألذ مذاق. وعند صلاة العيد في المسجد لا يلتقي المرء الا بأناس تشع منهم اشراقة داخلية. ولعل مما يبدو غريبا وان كان حقيقة ان يشعر المرء بالجوع عند الظهر لأنه تناول طعام الافطار، بينما ينسى طعام الغذاء في رمضان على الرغم من انه لم يتناول طعام الافطار. وهكذا تعود الأيام سيرتها الأولى.
زر رمضان
انني احتفظ لنفسي بما أسميه "زر رمضان". فعندما تكون هناك ضرورة بين الحين والآخر على مدار العام لترك وجبة او وجبتي طعام، اضغط ذهنيا على هذا الزر الذي يعيدني نفسيا الى رمضان بنفس الوضع ونفس الشعور. وسرعان ما احتمل جوعي، ولا اعيره اهتماما. وانني اترقب رمضان المقبل بسعادة غامرة، حتى وان لم يصدقني في ذلك احد.
مع مسلمين حول مائدة الطعام
ويذهب هوفمان الى انه اذا كنا قد تحدثنا في ما سبق عن الصوم أو الامتناع عن تناول الطعام، فلقد آن لنا ان نؤكد ان المسلمين لا يأكلون فقط، وانما يحق لهم ان يأكلوا باستمتاع وتلذذ كل ما هو صحي، وهذا يعني كل شيء ما عدا لحم الخنزير (والخنزيرالبري أيضا)، والميتة ومنتجات الدم مثل السجق المصنوع من الدم، ومشتقات الخنزير كالحلوى التي يدخل شحم الخنزير في صناعتها، وكذا الحلوى التي تحتوي على خمور.
ومن الخطأ تصور ان تحريم القرآن لتناول لحم الخنزير انما يعود الى اسباب مناخية فقط، او الى عدم القدرة على التعامل مع الدودة الشريطية في القرن السابع الميلادي. فنحن نعلم اليوم ان تناول لحم الخنزير يؤدي الى الاصابة بسرطان الامعاء وبالتهاب المفاصل، وبالاكزيما والدمامل والى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والى الاصابة بحمى القراص بسبب ارتفاع نسبة الهستامين.
ان تناول الطعام جلوسا على الأرض حول قطعة من الجلد دائرية او مربعة او بيضاوية الشكل، وليس على منضدة لا يقتصر فقط على البدو المرتحلين في الصحراء، وانما يمارسه ايضا بعض اخوتي المؤمنين في ألمانيا. فنحن عندما نتناول طعامنا على سبيل المثال في دار الاسلام في ليتسيل باخ في أودن فالد، نعد قطعة مماثلة من الجلد في قاعة الاجتماعات والصلاة، ونجلس او نستلقي عليها مثلما كان الاغريق الأقدمون يفعلون، وان يكن بدون نبيذهم. وهكذا يفعل بعض المسلمين في الغرب تقليدا، ولو في بعض الشكليات غير المهمة، للرجل الذي يدينون له بالكثير من الفضل... محمد صلى الله عليه وسلم. وتنطوي قطعة الجلد المشار اليها على معنى رمزي. فهي تذكرنا باننا جميعا بدو مرتحلون دائما على طريق عودتنا الى الله.
سلوك عملي
هذا السلوك في واقع الأمر سلوك عملي، اذ ان حمل ونقل هذه القطعة من الجلد أيسر كثيرا من تحريك منضدة في مسكن، او من شحنها في سيارة. وهكذا يمكن استغلال المكان الذي يتناول فيه المرء الطعام على رقعة (قطعة) الجلد في اغراض متعددة. ولكن ينبغي ملاحظة انه قليلا ما يتناول المرء الطعام واقفا أو جالسا القرفصاء او مستلقيا بما يضغط على المعدة. فالجلسة الصحية تكون بمد الساقين ناحية اليمين، مع الاتكاء على الذراع الأيسر. ومن ثم تبقى اليد اليمنى طليقة لتناول الطعام بها.
هناك، مع ذلك، في العالم العربي أيضا من يتناول الطعام واقفا كما هو الحال في تناول الطعام في محلات الوجبات السريعة في اوروبا واميركا. وفي الجزائر، جرت العادة على ان يتناول الناس شاة مشوية وهم وقوف حول منضدة الطعام، حيث يمكن ان تلتهب اصابع يد من يبدأ بقطع اللحم، الذي يؤكل معه خبز وبصل وملح وكمون. أما في بقية البلدان العربية من المغرب الى السعودية، فيأكل الناس الشياة المشوية وهم جلوس.
تعد التغذية السليمة، من اجل الحفاظ على سلامة الجسم، لصالح المرء نفسه ولصالح اهله، في المنظور الاسلامي فرضا، ومن ثم عبادة. لذلك يبدأ المسلم تناول طعامه بالبسملة، اي: بسم الله الرحمن الرحيم، وينهيه بالحمد، أي الحمد لله. وبما ان تناول الطعام عبادة، فان المسلم لا يقطع تناوله للطعام عندما ينادي المؤذن لعبادة اخرى، هي الصلاة، طالما كان هناك متسع من الوقت لادائها.
ولأن تناول الطعام عبادة، يحرص المرء على الا يسرف فيه، وعلى ألا يتناول منه ما يزيد على حاجته، وعلى ان يتوقف عنه على الرغم من شعوره بأنه يستطيع ان يستمر فيه، وعلى ألا يشبع حتى الامتلاء. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" (الاعراف: 31).
ومن المفروض ان يتوقع المرء ان يأتيه ضيوف فجأة، ولذلك ينبغي اعداد طعام يكفي لعدد اكبر من عدد الموجودين بالفعل. وتقضي التقاليد الاسلامية في مثل هذه الحالات، بان طعاما لفردين يكفي لثلاثة أفراد، وان طعاما لثلاثة أفراد يكفي أيضا لخمسة. لذلك لا يجد المرء في بلاد المسلمين حرجا في ان يزور احدا في وقت تناول الطعام، أي كما يقول الاميركيون جرب "حظك مع القدر".
الضيف المفاجئ
من كان مثلي وزوجتي، مضيفا رسميا في العالم الاسلامي يعرف ان المرء لا يستطيع ان يتوقع بدقة عدد من سيأتيه من ضيوف على مائدة العشاء فمن المحتمل ان يتخلف عدد غير قليل من المدعوين عن الحضور، بعد ان يكونوا قد اكدوا انهم سيحضرون. ومن المحتمل ايضا ان يحضر عدد من الضيوف يزيد كثيرا عن عدد الذين وجهت اليهم الدعوة مما قد يسبب حرجا للمضيف وللضيوف على السواء.
بسبب مثل هذه المواقف التي تساهم في اظهار العربي في صورة المهمل، كنا نتجنب بقدر المستطاع توجيه دعوة الى تناول طعام العشاء جلوسا حول منضدة، وفق ترتيب معين الى نحو 24 شخصا. وبدلا من ذلك، كنا نفضل ان ندعو الى تناول طعام العشاء في بوفيه مفتوح يصل الى 85 مدعوا ينتشرون على كثير من المناضد صغيرة الحجم موزعة بدون ترتيب تقريبا.
لذلك، يعزى تخلف ضيف عربي عن تلبية دعوة الى تناول طعام العشاء، على الرغم من التأكيد المسبق بالحضور، الى اسباب كثيرة غير العقبات المرتبطة بالعمل. ومن ذلك على سبيل المثال ان يكون قد استقبل ضيوفا على نحو مفاجئ، او ان تصر زوجته على ان ليس لديها ما ترتديه من الثياب. الا ان ما اصابني بدهشة الجمت لساني، كان اعتذار ضيف شرف مغربي عن عدم حضور حفل عشاء اقمته على شرفه، لأنه لم يكن يشعر بجوع. وكان هذا فيما اعتقد اصدق أسباب الاعتذار.
التفاخر والمباهاة
ولقد كنت انا وزوجتي نلبي جميع الدعوات التي توجه الينا، سواء أكانت دعوة من وزير أم من سائق سيارتي، أم دعوة من اميرة أم من خادمتنا. وهكذا أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يلبي حتى دعوات العبيد، ولم يجز رفض الدعوة إلا لسببين، وهما ان تؤدي الدعوة الى استدانة الداعي، او ان تكون لغرض التفاخر والمباهاة. ولذلك، لم اشعر بحرج لرفض دعوات كثيرة وجهت لي لحضور حفلات زفاف، لعلمي ان والد العروس يبغي المباهاة بحضوري كسفير.

"الإتيكيت" الاسلامي في الطعام يختلف تماما عن "الإتيكيت" الغربي.
يختتم المفكر الاسلامي الدكتور مراد هوفمان السفير الالماني السابق حديثه عن رحلته الايمانية التي اوصلته الى بر الامان باعتناقه الاسلام. وبعد ان توقفنا معه طويلا في محطة من المحطات المهمة في هذه الرحلة في حلقة الامس، حيث تحدث عن الاجواء الروحانية التي يعيشها المسلم في مشارق الارض ومغاربها خلال شهر رمضان المبارك، الذي هو شهر التوبة والغفران بمعنى انه شهر خلاص المسلم من الآثام والذنوب وأمل المسلم في المغفرة والرحمة. ينقلنا اليوم بحديثه عن آداب الطعام عند المسلمين الى جو آخر وعالم مختلف.
ويتحدث الدكتور هوفمان في هذه الحلقة عن كيفية تنظيم الاسلام لنواحي الحياة كافة، مستعرضا الملامح العامة التي تشكل آداب الطعام عند المسلمين اي "الاتيكيت" الاسلامي في الطعام الذي يختلف اختلافا كليا عن "الاتيكيت" الغربي في الطعام، مشيرا الى آداب وتقاليد كل منهما في مقارنة سريعة.
د. هوفمان: آداب الطعام في المغرب لها تقاليد راسخة وطقوس جميلة.
< يقول الدكتور هوفمان مثلما ينظم الاسلام نواحي الحياة كافة، فانه كذلك ينظم آداب الطعام، وهي ما نسميه "إتيكيت". والكثير من هذه الآداب مألوف لنا، لأنها آداب معروفة على نطاق العالم كله، بينما بعضها الآخر خاص بالمسلمين وحدهم، اهتداء بسلوكيات أتاها الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا، او تنفيذا لتوصيات أوصى بها.
ففي بعض البيوت العربية، يستقبل الضيف بالتمور، ويساعده المضيف على خلع معطفه، ولا يتخذ مكانه في صدارة المجلس ما لم يصر المضيف على ذلك. وقبل تقديم الطعام، يتيح المضيف لضيوفه ان يغسلوا أيديهم، لأن المرء في نهاية الأمر يأكل بيده. ويحول بعض المضيفين، وبصفة خاصة في المغرب، الأمر الى طقوس جميلة وتقاليد راسخة، حيث يلتف الجميع حول حوض عليه صابون، بينما يصب الماء للضيوف شخص غالبا ما يكون هو المضيف نفسه. ويتكرر ذلك مرة اخرى بعد ان ينتهي الضيوف من تناول الطعام. ويقوم المضيف بتعطير يدي الضيف عند انصرافه بماء الورد او ماء البرتقال.
وينظف بعض المسلمين اسنانهم بالسواك، بعد الانتهاء من تناول الطعام. والسواك غصن صغير (سمكه حوالي 15 مم) من خشب لين تماما. ولدي أنا أيضا سواك حصلت عليه من المدينة المنورة، وميزته ان استخدامه لا يحتاج الى ماء ولا الى معجون أسنان.
لكي يستطيع المرء ان يتناول طعامه بيده، يجري تجزئة الطعام الى قطع صغيرة تغني عن الحاجة الى السكين. ومع ذلك، تقدم اليوم أدوات المائدة كاملة، ولا يقتصر الأمر على تقديم ملعقة الحساء فقط. ولا تسمح التقاليد باستخدام أدوات مائدة مصنوعة من الفضة، لا لكونها من مادة صنع النقود فحسب، وانما لأن ادوات المائدة الفضية ترف غير اسلامي بالنسبة لهم (وهو ما ينبغي ان يذكر به المرء بصفة دورية في مقار السفارات الاسلامية).
آداب الطعام
ويضيف السفير هوفمان قائلا: عندما يقدم الطعام، يأكل المرء مما يليه مباشرة من لحم او حلوى او فاكهة. ويهتم المضيف والجالسون بجوار المرء عادة بان يجد بطبقه كل ما لذ وطاب. وكثيرا ما يملأ لي البعض طبقي بما لذ وطاب دون اكتراث بمعارضتي الشديدة. ويخدم المرء نفسه ويأكل بثلاثة من اصابع يده اليمنى، هي الابهام والسبابة والوسطى، لأن الأكل باصبعين أمر عسير جدا، والأكل بكل اصابع اليد نهم مستهجن. واذا لم يستسغ المرء نوعا من الطعام فله ان يتركه جانبا ولا يأكل منه، وكان محمد صلى الله عليه وسلم نفسه يفعل ذلك، اذ كان لا يستسيغ الطعام الذي يحتوي على كثير من الثوم. ومن ناحيتي، فانني للأسف لا استسيغ طعم الكمون. ومرد الأسف هنا ان لهذا الصنف من التوابل دورا كبيرا في الشرق كله.
من اليسير على المرء ان يترك صنفا من الطعام دون ان يتناوله، عندما تقدم الوجبة باكملها ـ من المشهيات الى الحلوى ـ دفعة واحدة. ولقد خبرت ذلك، عندما دعاني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الى تناول طعام الغداء معه، حيث كانت المائدة تبدو وكأنها تقوست تحت تأثير ثقل ما تحمل من طعام. وهو نفس ما حدث عندما كنت ضيفا على طعام الغداء يوم عيد الأضحى، على مائدة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بمنى. ومن طبيعتي ان افقد شهيتي للطعام تماما عندما أرى أمامي ثمار الموز او الحلوى (تورتة بالكريمة) بجوار كبد مشوي او دجاجة محشوة بالنقل (المكسرات) وريش ضأن مشوي. لذلك، لم اتناول في منى سوى بضع ثمرات وقطعة خبز وثمرة موز، وانحنيت نحو الملك المضيف وانصرفت.
وتبعا لآداب الطعام عندنا في الغرب، يعد الانصراف فور الانتهاء من تناول الطعام اهانة بالغة، حيث اننا نشأنا منذ الطفولة على ألا ننصرف من حول مائدة الطعام قبل ان يأذن لنا الأم والأب. ولكن الأمر يختلف تماما حسب "الاتيكيت" الإسلامي، حيث يبدأ المضيف المسلم تناول الطعام (قبل ضيوفه ليثبت لهم سلامة الطعام وعدم خطورته) وآخر من يتوقف عن تناوله. وهكذا يبقى المضيف، حتى وان كان ملكا، آخر من يجلس بمفرده الى مائدته. ومن ثم، فقد كان سلوكي سليما.
وربما يستطيع المرء ان يعترض بأنني كنت استطيع على الأقل ان اجري في منى حوارا طيبا حول مائدة الغداء دون ان اتناول كثيرا من الطعام. حسنا! ولكن هذا ليس من الاسلام في شيء. فالمرء كضيف في بيت مسلم يستفيض في تجاذب اطراف الحديث قبل تناول الطعام، ويتحدث قليلا جدا اثناء تناوله، وينصرف بعد الانتهاء منه بقليل. ومن شأن هذا النظام ان يعطي للمضيف فرصة لتحديد طول الفترة التي يبقى فيها ضيوفه عنده.
اذا كنت قد تحدثت عن موائد عامرة باصناف وكميات الطعام، حتى لتكاد تتقوس من ثقله، فانني لم اقصد بذلك ان الاسراف، وفي المقام الأول القاء الطعام في اناء الفضلات، يمكن ان يكون سلوكا إسلاميا. بل انه على العكس من ذلك تماما. فالمضيفون المسلمون من دبي حتى مراكش يعتبرون ان من واجبهم اكرام الضيف وتدليله. وعلى أي حال، فهناك، خلف الكواليس، جيش كامل من العاملين ومن الفقراء مستعد لتلقي ما يتبقى من الطعام.
تمثل الحفاوة البالغة بالضيف في الشرق مشكلة لمن يزوره من الرسميين الألمان، لأن اللوائح المالية لجمهورية ألمانيا الاتحادية الغنية لا تسمح لممثليها ـ سواء كان رئيسا اتحاديا أو وزيرا أو مندوبا ـ ان يرد المعاملة بالمثل. ولا يعود ذلك فقط الى رقابة ديوان المحاسبات الاتحادي علينا، وانما هو ايضا نتاج لعملية وئيدة الخطى للتحول الى اقاليم، ولاشاعة البيروقراطية، وللفرز البروليتاري على نحو افقدنا القدرة على ان نحتفل وان نستضيف بكرم وحفاوة واناقة.
ولقد قدم المغرب، باستضافته مندوبي عالم المال بأكمله في مؤتمر الجات بمراكش في ابريل (نيسان) عام 1994، المثل على مدى اهمية كرم الضيافة في التقاليد الاسلامية. ولقد انصرف بعض المندوبين الغربيين، يسيطر عليهم شعور بالخزي، من ضيافة الأمير محمد ولي العهد المغربي الذي استضافهم استضافة ملوك في خيمة تغطي أرضيتها بسط فاخرة، قدمت لهم أثناءها ألعاب نارية.
المطبخ الإسلامي
بعد وصف الكيفية التي يجري بها تناول الطعام في العالم الاسلامي، يأتي الآن عرض للأطعمة التي يتناولها الناس هناك. والمطبخ الاسلامي، مثله مثل الفن الإسلامي، يتعرف عليه المرء للوهلة الأولى على الرغم من تنوعه الشديد. ويرجع هذا التنوع الشديد الى ان كل مجموعة قومية، من موريتانيا حتى بلوخستان، لها وجباتها القومية الخاصة بها، والتي تساهم بها في هذا المطبخ. وفي موسم الحج، تتحول مكة الى بوتقة يتحقق فيها انصهار مثالي لمطبخ إسلامي. ويتمثل القاسم المشترك في هذا المطبخ في سيطرة المطبخ التركي الذي يعد، الى جانب المطبخين الصيني والفرنسي، أحد أشهر وأشهى ثلاثة مطابخ في العالم. ويمكن للمرء في الواقع ان يحدد درجة تأثر المطابخ القومية المختلفة، كالمطبخ المصري والسوري واللبناني، بالمطبخ التركي.
وتشترك كل هذه المطابخ في كونها مثالا جيدا للعادة التركية المتمثلة في بدء تناول الطعام بتناول عدد لا حصر له من "المشهيات" (المزة) سهلة الهضم، الباردة او الدافئة، كالخضراوات والسلاطة والفواكه والبطيخ والكبد، المخ، والزبادي، وورق العنب المحشو وفاصوليا حمراء وسلاطة خيار... الخ. ولقد تبينت زوجتي اثناء جمعها وصفات (الاطعمة كثيفة العمل اليدوي) ان المشهيات تزيد على الوجبات الرئيسية في العالم الاسلامي بصفة عامة.
لقد جرت العادة في بلاد الخلفاء والسلاطين والأمراء ان يقدم الطعام في تتابع يأتي الحساء في نهايته، ويجري تناول قدح من شربات الفواكه بين الوجبات الرئيسية المكونة من السمك واللحم. ولكن الأمر يختلف عن ذلك في العالم العربي اليوم، اذ يهاجم المرء الضيف بأطباق متوالية من اللحم ظنا من المضيف ان طعامه يخلو عادة من اللحم.
يعلم الجميع ان الاسلام ليس دينا نباتيا. ولكن ربما لا يعلم الا القليلون من غير المسلمين انه محرم على المسلمين ان يأكلوا لحم الحيوانات التي لم تذبح وفق الشريعة الإسلامية. فوفقا للشريعة الاسلامية يذبح الحيوان راقدا وبسكين حادة جدا. ولتجنيب الحيوان الاحساس بآلام نفسية، لا بد من ان يغذى تغذية جيدة الى ان يحين موعد ذبحه، وألا يتعرض لمشاهدة حيوان آخر وهو يذبح، وألا يشاهد حتى السكين وهو يشحذ. بل ان من آداب الذبح في الاسلام، ان يخفي الجزار السكين خلف ظهره، وهو مقبل على الحيوان لذبحه. والجزار المدرب يقطع الحلق والمريء وشرايين الرقبة بضربة سكين واحدة، حتى يغيب الحيوان عن الوعي مرة واحدة، فينزف دمه تماما، ويسلم الروح بدون ألم.
أمر يدعو إلى السخرية
وبالنظر الى كل ذلك، يسمح للجماعة اليهودية في ألمانيا ان تذبح ذبائحها وفق الشريعة اليهودية، بينما يمنع المسلمون من هذا الحق، وهو امر يدعو الى السخرية. وفي شأن ذلك، يقول القرآن: "... فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم" (سورة الانعام: الآية 145). وتستنتج السلطات الألمانية من ذلك نتيجة "منطقية"، مؤداها انها اذا منعت المسلمين من ان يذبحوا ذبائحهم وفق شريعتهم، فسوف يضطرون الى اكل لحوم حيوانات لم تذبح وفقا لها. ولكن هذا التصور ينطوي على خطأ فادح في الحساب، لان اضطرار المسلم الذي ورد ذكره في القرآن ينطوي على محاولته درء خطر موت يتهدده جوعا. ومن ثم، فالمسلم في ألمانيا مضطر إما الى الاستغناء عن اللحوم بالأطعمة النباتية، وإما الى شراء اللحم من الجزارين اليهود.
يحذر القرآن من تحريم ما احله الله للناس من طعام: "قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نُفصِّل الآيات لقوم يعلمون" (سورة الأعراف ـ الآية 32). ومن ثم فانه يحث على تناول مواد غذائية بعينها، كاللبن والتمر والزيوت النباتية والأعناب والعسل الذي وصفه بأنه دواء "فيه شفاء للناس" (سورة النحل ـ الآية 69). ولذلك يضعه المرء في جميع الحلويات تقريبا في العالم الاسلامي، كالبقلاوة على سبيل المثال.
يمكنني ان اذكر على وجه السرعة وجباتي المفضلة في العالم الاسلامي. ففي المناطق الحارة، يحتاج المرء الى تناول الكثير من المشروبات التي تصل كمياتها الى 7 لترات يوميا، وبصفة خاصة اذا كان المرء يعيش منذ عشرين عاما باحدى كليتيه فقط. لذلك، فان اول ما يخطر ببالي من المشروبات هو اللبن باللوز، والقرفة والزنجبيل والقهوة التركي والشاي بالنعناع والقهوة التي تقدم في أبهاء فنادق المشرق العربي كافة والتي يشعر المرء بانه استعاد حيويته من جديد بعد ان يحتسي ثلاثة اقداح منها.
في أول زيارة لنا الى مكة في عام 1982، طلبنا في احد المطاعم ابريقا من القهوة، كما هي العادة في ألمانيا عندما يتناول مجموعة من الاصدقاء القهوة معا. وكلما كرر النادل السؤال اكثر من مرة عن طلبنا بهدف التأكد، أرجعنا ذلك الى مشكلات وصعوبات تتعلق باللغة.. واخيرا، احضر لنا طائعا ابريقا يمنيا تقليديا مملوءا بالقهوة العربية. لكننا لم نتمكن، بطبيعة الحال، من احتساء كل ما به كاملا، اذ شعرنا ان ضربات القلب راحت تتسارع بعد احتساء ما يعادل نصف قدح من الحجم الألماني.
طقوس إعداد الشاي الأخضر
كنا على موعد مع القدر، عندما أتيح لنا ان نشهد طقوس اعداد الشاي الأخضر بأوراق النعناع في ضاحية النخيل بواحة العطوف في جنوب الجزائر. وكنت قد القيت عام 1989 محاضرة في واحة بني عزجون المجاورة، حول عشر نقاط في العالم الاسلامي لا تروق لي، وبعدها قضيت ليلتي وحيدا في كوخ وسط عدد من اشجار النخيل. وفي الصباح، حضر مضيفي حاملا معه طعام الافطار وعددا من الاقداح والعلب. وغسل الابريق بماء ساخن، ثم غسل الشاي بماء ساخن داخل الابريق، وتخلص بعد ذلك من الماء ثم اضاف اوراق النعناع والكثير من السكر والماء المغلي الى الشاي. وراح بعد ذلك يصب الشاي في الاقداح من ارتفاع قدره حوالي نصف متر، دون ان تهدر نقطة واحدة منه ولا اعتقد ان هناك طريقة امتع من ذلك ليبدأ بها المرء صباح يوم جديد.
من بين اطعمة المسلمين التي افضلها: الباذنجان المحشو والمقلي، وسلاطة الجبن الفرنسي، والدجاج المحشو بالمكسرات، وريش الضأن، والحمص، والكباب، والأرز الشرقي وبخاصة الباكستاني (الذي يحتوي على كثير من القرفة والزبيب)، والتبولة والكسكسي الحلو، والعاشوراء، والمهلبية، وأم علي.


المصدر:

الهيئة ا لعالمية للمسلمين الجدد

http://www.4newmuslims.org/whyislama.htm

Bookmark and Share
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رامز قلب الاسد
عضو / ة
عضو / ة
رامز قلب الاسد


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 145
نقاط : 375
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
العمر : 37

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الثلاثاء 17 أبريل 2012, 9:19 pm


جريدة الجزيرة

١٥ / ٥ / ١٤٣٣

انتوني وود طبّاخ ماهر، عمل في عددٍ من الكنائس في بريطانيا، حتى استحقَّ أن يعمل طبَّاخاً في الكنيسة الكبرى في لندن، قدَّر الله عليه بألم في عموده الفقري، ظلَّ يتصاعد حتى أصاب فقرات سبع، تدخَّل الطبُّ لإزالتها، فحدث له شلل نصفي فأصبح «أنتوني» الطبَّاخ النَّشط، ذو الحيوية والنشاط مُقْعداً، وأصبحت «عَرَبَةُ» المقعدين رفيقته في سفره وإقامته، وحصل على سيارةٍ خاصَّة، وقد نظَّم حياته وفق حالته الصحيَّة، اتفق مع رجل باكستاني اسمه «ديزا» ليكون مساعداً له، كان ديزا مسلماً، ولكنَّه كان ضعيف الالتزام بتعاليم الإسلام، ولكنَّه كان كثيراً ما يتحدث مع أنتوني وود عن الإسلام مجيباً عن أسئلته الكثيرة التي كان يوجَّهها إليه، وما هو إلاَّ زَمَنٌ قصير، أصبح بعده أنتوني مسلماً، واختار اسم «عثمان»، ودخل إلى عالم الإسلام المضيء مقتنعاً، حتى أصبح هو الموجَّه والمرشد لمساعده المسلم «ديزا»، ومرَّت به الأعوام وهو يتألَّق روحياً بإيمانه، وحُسن إسلامه، وصدق تديُّنه، ثم أراد الله أن يلتقي بأحد الطلاَّب السعوديين الذين يعرفون أن ابتعاثهم إلى بريطانيا أو غيرها فرصة كبيرة لإعطاء غير المسلمين صورةً مشرقة عن الدين الإسلامي، بالتزامهم وسلوكهم وأخلاقهم وبعدهم عن مواطن الرِّيَب، وهذا ما يجعلنا ننادي كلَّ مبتعثٍ ومبتعثة أن يكونوا على مستوى المسؤولية محافظة والتزاماً وخلقاً، التقى «عثمان» بالطالب عبدالمجيد العنقري، ورأى من حُسْنِ إسلامه، وقوَّة التزامه بالدين الذي اعتنقه ما جعله يبني معه علاقة متينة قائمة على الحبَّ الصادق في الله سبحانه وتعالى.



رتَّب عبدالمجيد أمور السفر إلى مكة المكرمة لهذا المسلم البريطاني المقعد، وتمَّ له ما أراد، جاء إلى مكة على مقعده المتحرك، وأظهر من عبادته، وذكره، وتعلُّقه بالله ما أدهش مرافقيه، وزار جمعيَّة هديَّة الحاج والمعتمر، ورأى من نشاطها ما أثلج صدره، وأخذ يشرب من زمزم ويغتسل به، وهو يدعو ربَّه أنْ يمنَّ عليه بالشفاء، لقد ألحَّ في الدُّعاء وانكسر أمام الله عزَّ وجلَّ، وكان يغتسل بماء زمزم ويدعو الله أن يجعله سبباً في شفائه، وحَدَث ما لم يكن في الحسبان على مرأى ومسمع من كان يرافقه وهم شهود العيان لما حدث، دخل إلى «الحمَّام» للاغتسال بماء زمزم، وفوجئ الجالسون بصوت تكبير يرتفع من الحمام، فقاموا إليه مذعورين وقد ظنُّوا أنَّ مكروهاً قد حدث للبريطاني المقعد «عثمان»، ولكنَّهم تسمَّروا في أماكنهم منبهرين وهم يرونه واقفاً على قدميه ينقل رجليه ماشياً؛ مشى عثمان المقعد على مدى سنوات طوال، مشى على قدمين تعطَّلتا زمناً، ولم يعد بحاجة إلى استخدام دوائه المعروف الذي تعوَّد عليه «بين كيلر» لأنَّ الآلام التي كان يعاني منها قد خفَّت بعون الله وتوفيقه.



إنَّه لحدَثٌ عجيب، تحدَّث إليَّ به الإخوة فأدهشوني بما رووا، ولاسيما وأنَّه حدث منذ أسابيع، وحينما ذهب (عثمان) إلى المدينة المنورة كان يمشي، وحينما ذهبوا به إلى مكان في البرِّية اسمه المنطقة البيضاء «في المساء، فاجأهم بروحانية متألِّقةٍ وهو ينظر إلى السمَّاء، وقد زيَّنها الله بالكواكب والنجوم، روحانية متألَّق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالتى بامبة
نائبة المدير
نائبة المدير
خالتى بامبة


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3638
نقاط : 8435
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
العمر : 124

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين 23 أبريل 2012, 9:27 pm

من هو دكتور أيوب أكسل كولر ؟؟

هو من الشخصيات الرسمية الإلمانية ، تخلى عن المناصب لإعتناق الدين الإسلامى

حالياً عضو مجلس الأمناء
و رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا سابقاً

و نترككم مع السيرة الذاتية لسعادته

الأخ الدكتور / أيوب أكسل كولر

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 ?view=att&th=136dfd0487463397&attid=0.0

تاريخ الميلاد : 1938م في مدينة شتتين ـ ألمانيا

الجنسية : ألماني / الإقامة الدائمة : ألمانيا

اعتناق الإسلام : 1963 م

رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا سابقاً لمدة 4 سنوات

عضو مجلس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا

1968 م الدكتوراة في العلوم من جامعة كولن

1969م خبير علمي لدى الهيئة الألمانية لأبحاث الطيران و الفضاء

1973 ـ 1999 م خبير لدى معهد الاقتصاد الألماني في مجال الاقتصاد و البيئة

إلى 1992 م مستشار المؤسسة الدولية للبنوك الإسلامية

متقاعد منذ 1999 م

من مؤسسي حلقة العمل الإسلامي في ألمانيا والمتحدث باسمها إلى 1993 م

من مؤسسي المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا

و عضو الهيئة الإدارية ثم رئيس المجلس الأعلى من 2006 م ـ 2010 م

1999 ـ 2004 م نائب في الدائرة المحلية لحي نيـبـيس في كولن

منذ 2000 م نائب رئيس لجنة شؤون الأديان في ولاية شمال الراين ـ و ستفاليا

عضو اللجنة البرلمانية الاتحادية لشؤون الأديان

عضو رابطة المسلمين الألمان

عضو الجمعية الفلسفية لتبادل الحضارات

عضو جمعية جوته ـ كولن

عضو الجمعية الألمانية التركية ـ بون

الإصدارات :-

مقالات و مشاركات في كتب و معاجم حول الإسلام و حماية البيئة ،

الاقتصاد الإسلامي ،

المجتمع الإسلامي

و له و لكم كل الأحترام و التقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور القلوب
مراقبة
مراقبة
نور القلوب


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 4603
نقاط : 10777
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 20/08/2010
العمر : 30

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الجمعة 27 أبريل 2012, 11:32 am

أحمد الله أنني سجنت عند طالبان ولم أسجن في معتقل غوانتانامو !
الصحافية الانكليزي...ة ايفون رايلي تتحدث عن المعاملة الغريبة والحسنة والمبهرة لحركة طالبان تجاهها، مدة الأيام العشرة التي اعتقلت فيها، فعندما عرفوا من التحقيق معها أنها ليست عدوا وعدوها بإطلاق سراحها ووعدتهم هي بدورها أن تقرأ القرآن مصدر الأخلاق الإسلامية. تقول:"وفيت بوعدي وقرأت ترجمة القرآن، وتعرفت على الإسلام، ثم أسلمت وختمت محاضرتها بخاتمة تقولها في كل بلد وفي كل لقاء، قالت: إنني ألقي محاضرتي عليكم باللبس الشرعي الإسلامي الذي أعطاني إياه نظام طالبان في السجن هناك.. وأحمد الله أنني سجنت في نظام طالبان الذي يصفونه بالشرير، ولم أسجن في معتقل غوانتانامو أو أبوغريب للنظام الأميركي الديمقراطي كيلا يغطوا رأسي بكيس ويلبسوني مريولا برتقاليا، ويربطوا رقبتي بحزام ويجروني على الأرض بعد أن يعروني!"

منقول من صفحة د باسم خفاجي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saad saso
الأعلامى
الأعلامى
saad saso


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 502
نقاط : 1370
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/04/2011
العمر : 50

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1الجمعة 18 مايو 2012, 7:30 pm

طبيبة اجنبية تقول اذهلنى بر الوالدين فاسلمت
=-=-=-=-==--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام كانت أثناء متابعتي لبرنامج تليفزيوني ، فضحكت من المعلومات التي سمعتها ....
بعد عام من سماعي كلمة " الإسلام " استمعت لها مرة أخرى.. ولكن أين ؟ في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة مريضة .. جلست الزوجة تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق ، وكانت تمسح دموعها .. من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها ، فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي آتى بأمه باحثا لها عن علاج لمرضها العضال .. كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها بالشفاء والعافية ، فتعجبت لأمرها كثيراً ! تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟تذكرت أمي وقلت في نفسي : أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها زجاجة عطر بمناسبة " يوم الأم " ولم أفكر منذ ذلك اليوم بزيارتها !هذه هي أمي فكيف لو كانت لي أم زوج ؟! لقد أدهشني أمر هذين الزوجين .. ولا سيما أن حالة الأم صعبة وهي أقرب إلى الموت من الحياة .. أدهشتني أمر الزوجة.. ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟ لماذا ؟ لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل هذه الأم ، يا للسعادة التي سأشعر بها ، يا لحظ هذه العجوز !
إني أغب طها كثيرا... كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليه من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها ...دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جالسة ، فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد ... حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه، وكيفية التعامل معهما .. بعد أيام توفيت العجوز ، فبكى ابنها وزوجته بكاءاً حارا وكأنهما طفلان صغيران ... بقيت أفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام ... وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين .. ولما قرأته ... عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلي حتى آخر لحظة من عمري.. ود ون مقابل.. هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام سوى حقوق الوالدين فيه ...
الحمد لله تزوجت من رجل مسلم، وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح.. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم ..

أم عبد الملك – أمريكية – مسلمة نشرت قصتها مجلة " الدعوة " السعودية..



--
الدُعـــــاءُ أعذبُ نهْــرٍ يجْـري بين المُــتحابين في الله
فلتكنْ هديتكم لي دعْــوةٌ بظهر الغيبْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد أحمد ابوالفتوح
مشرف أقسام
مشرف أقسام
خالد أحمد ابوالفتوح


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 511
نقاط : 1257
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
العمر : 37

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 يونيو 2012, 4:15 pm

أسلمت فأنجبت وشفاها الله من السرطان

حمدي شفيق


إنها معجزة حقيقية وقعت في أمريكا لسيدة تنتمي إلى طائفة الإنجيليين المتعصّبة.. كان عمرها ستا وعشرين سنة عندما أظهرت التحليلات الطبية إصابتها بسرطان المبيض. و هذا معناه – طبقا لما ذكره الأطباء - أنها لن تعيش سوى ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر ، فضلا عما هو معروف – علميا - من استحالة الإنجاب في مثل هذه الحالة.
صعقت " تونى" عندما واجهها 15 طبيبا متخصّصا بنتائج الفحوص والتحليلات ، وتواترت أراء الجميع على تلك الحقيقة المرعبة . تمنّت الموت في تلك اللحظات لكنها لم تجده..
انخرطت في بكاء هستيري متواصل . فقد كانت أعظم أمنية لها في الحياة أن تكون أما .وظلت عدة أسابيع في حالة انهيار نفسي كامل. . لكن - و كما قيل بحق - فإنه :( بعد "المحنة" تأتى "المنحة").
راحت تستعرض ما مضى من حياتها ، وأفاقت على الحقيقة التي شاء الله سبحانه وتعالى أن تهتدي إليها.
لقد كانت طوال حياتها ترفض الإنجيل لأنها اكتشفت بفطرتها- منذ الطفولة- أنه مليء بنصوص لا يقبلها العقل ، وأنه لا يجيب على أسئلة كثيرة.و تذكّرت كيف صفعتها أمها بشدة ذات مرة عندما سألت ببراءة الأطفال : لماذا لم يذكر الإنجيل شيئا عن الديناصورات؟! كما تعرّضت للضرب مرة أخرى لأنها تساءلت: لماذا قتلوا المسيح وعلّقوه على الصليب وهو بريء ؟!! لماذا يقتل الناس ويسرقون ويفعلون كل الجرائم ثم يتحمّل خطاياهم شخص أخر لا ذنب له؟!! ولماذا يترك "يسوع" الآباء و الأمهات – في أمريكا وغيرها - ليضربوا الأطفال - بل ويقتلونهم- بغير عقاب؟!!
وهكذا انصرفت " تونى" مبكّرا عن الكنيسة ، لكنها انشغلت بشئون الحياة ولم تبحث عن دين أخر إلى أن صارحها الأطباء بالمرض اللعين .
قالت لنفسها :" إن لم يكن أمامي مفر من الموت المؤكد ، فيجب -على الأقل- أن أحاول الوصول إلى هذا الإله الذي خلقني وخلق الأطباء و المرض ، فلا ريب أنه يعلم كيف يشفيني منه " .
لقد تملّكها اليأس تماما من أسباب البشر.
فلماذا لا تجرّب الاستعانة بقوة عليا تقدر على مالا يقدر أحد عليه ؟؟
راحت تناجى الخالق باكية :" أيها الإله العظيم.. إني أعلم أنك هنا.. تراني وتسمع كلامي ، حتى لو كنت لا أراك ولا أسمعك .. سامحني ، فأنا لا أعلم كيف أصلى لك على الوجه الذي ترضى به.. أرنى الطريق إليك .. دلني عليك ..أنت وحدك القادر على مالا يقدرون عليه . أنت تشفيني إن شئت . اعطني طفلا من زوجي ، كما أعطيت مريم طفلا بلا أب ، وكما خلقت اّدم بلا أب أو أم ..
يا من بيده كل شيء وأي شيء أعلمه أو أجهله.. أنا أحتاج إليك فلا تتخلّى عنى" ..

قررت " تونى " أن تقضى ما تبقّى من حياتها القصيرة في البحث والقراءة..
اتجهت إلى مكتبة عامة قريبة من بيتها. وراحت تقرأ كل ما عثرت عليه من كتب الأديان والعقائد المختلفة لكنها لم تقنع بشيء منها ، حتى عثرت على ترجمة لمعاني القراّن الكريم أعدها عبد الله يوسف علىّ رحمه الله . وفور قراءة معاني بعض السور الكريمة أدركت أنها قد وجدت ربها الواحد الأحد ، الذي لا شريك له ولا ولد. ذهبت بعد أيام إلى أحد المساجد حيث تعلّمت المزيد عن الإسلام ونطقت بالشهادة.
غمرتها سكينة عجيبة بعد أن اعتنقت الإسلام ، ولم تعد تبالي بالمرض . صارت أكثر شجاعة ، فقد تعلّمت أنه : ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) ، وأن صبر المسلم على الشدائد والابتلاءات من أعظم أنواع العبادات و القربات.. واستمرت في الصلاة وقراءة القراّن الكريم ، و الابتهال إلى الله تعالى لعله يرزقها بطفل.

بعد بضعة شهور وقعت المعجزة.. استبد الذهول بالأطباء المعالجين لتونى .
لقد أثبت أحدث الفحوص أنها حامل !! طلبوا منها إجراء فحوص و تحليلات أخرى لعل هناك خطأ ما في الاختبار الأول . لكن التحليل الثاني ثم الثالث فالرابع قطعت جميعها بوجود الجنين داخل رحمها.. و هكذا منّ الله على" تونى" فولدت طفلا سمّته " يوسف" جعله الله قرة عين لها كما أرادت .
ثم كانت المفاجأة الثانية خلال أقل من عامين على إسلامها ، وهى اكتشاف ضمور الخلايا السرطانية بجسدها ، واقترابها من الشفاء الكامل !!.لم يصدّق الأطباء ما ترى أعينهم ..سألوها عما إذا كانت قد تعاطت بعض الأدوية بدون علمهم .. ابتسمت والسعادة تشرق علي كل وجهها وكيانها ، وقالت لهم : الدواء من عند الطبيب الأعظم .. إنه الله تعالى الخالق القادر الرازق . هو الذي أعطاني الطفل ، وهو أيضا الذي شفاني بعد أن هداني.
وقد مضى الآن ما يزيد على 15 سنة على اعتناق " تونى" للإسلام، ثم شفائها من السرطان ، بعد أن كان أكثر أطبائها تفاؤلا يعتقد أنها لن تعيش أكثر من 4 سنوات!! !

ورغم أن أبويها من الإنجيليين الكارهين للإسلام ، إلا أن " تونى" رفضت الانتقال إلى بلد عربي تلقت عروضا للزواج والإقامة فيه - بعد انفصالها عن والد طفلها - وقالت أنها لن تتوقف عن رعاية والديها الطاعنين في السن ، لأن إخوتها وأخواتها – غير المسلمين- تخلوا عنهما ،
وهما بحاجة إليها ، وقد أمرها الإسلام العظيم بالبرّ بالوالدين و إن كانا كافرين.

و تصرّ "تونى" على ارتداء الحجاب ، مع أنها تعيش بوسط الولايات المتحدة الأمريكية ، في منطقة سكانها من أشد الطوائف تعصبا وكراهية للإسلام والمسلمين. ورغم صعوبة الحياة بينهم - خاصة للمسلمات - إلا أنها شديدة الحرص على الالتزام الكامل .

وتقول : لن أترك ديني أو حجابي مهما فعلوا بي ، فالحجاب حماية وتكريم وشرف للمسلمة في الدنيا والآخرة .. وسوف أواصل معاملة الجميع بكل رفق وعطف ، واشرح لمن يريد منهم كل ما أعلمه من الدين الحنيف ، فالله تعالى قادر على أن يهديهم كما هداني إلى الإسلام .

وعندما سألها أحد الصحفيين عن رأيها في تعدد الزوجات بادرت بالقول : "لا نستطيع أن نأخذ شيئا من القراّن الكريم ونترك أشياء . الإسلام يجب أن يؤخذ كله ، فهو عدل ورحمة وحكمة كله.
ومن يلاحظ الزيادة الهائلة في أعداد النساء في عصرنا سوف يلمس بوضوح حكمة تشريع التعدد النبيل ، وفوائده العظيمة للنساء ، مع إلزامه للرجال بالعدل بين الزوجات .
و أنا بصفة شخصية أوافق على الزواج من مسلم متزوّج بأخرى أو أخريات ، لأنني أخصّص معظم وقتي لرعاية طفلي وأبي وأمي ، وبالتالي فلن أستطيع أن أعطى زوجي وقتي كله. فمن الأفضل في مثل حالتي أن تكون لزوجي زوجة أخرى – أو أخريات - مع العدل بيننا طبعا .
و كل الخير والبركة والسعادة في إتباع ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد أحمد ابوالفتوح
مشرف أقسام
مشرف أقسام
خالد أحمد ابوالفتوح


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 511
نقاط : 1257
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
العمر : 37

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 يونيو 2012, 4:27 pm

لماذا أسلمت المنصّرة وزوجة الكاهن الأمريكي المشهور؟!

حمدي شفيق


كان اللقاء معها بالصدفة البحتة .سيدة أمريكية في العقد الرابع من العمر.ما أن عرفت أن كاتب هذه السطور عربي مسلم حتى شعرت بالبهجة ، لأنها تعانى من وحشة شديدة وغربة قاسية في بلدها أمريكا، رغم أنها تنحدر من عائلة كبيرة هناك.سألتها : لماذا ؟ قالت السيدة " أدرين" : لأنني أسلمت لله رب العالمين ، بينما كل أسرتي من النصارى. وكانت مفاجأة مذهلة لي عندما أضافت : وأنا أيضا ما أزال –رسميا- زوجة لكاهن أمريكي مشهور ، وكنت أعمل أيضا في مجال التنصير !! هتفت: الله أكبر، قالت : نعم الله أكبر ولله الحمد أن هداني إلى الإسلام ، و أخرجني من الظلمات إلى النور . سألتها متعجبا : سيدتي لا شك أن قصتك مع الإسلام شيّقة وممتعة فهل تتفضلين بحكايتها ؟ قالت : نعم إنها ليست قصة عادية ، لأنني كنت أعيش في سجن، و الله وحده هو القادر على أن يخرجني منه . لقد تزوجني هذا الكاهن رغم فارق السن الكبير بيننا، وزعمت عائلتي أنني محظوظة لأن كاهنا مشهورا ثريا مشهورا كهذا قد وافق على الارتباط بي !! ومنذ الشهر الأول ظهرت مواهب الزوج الذي يظنه الجميع مثاليا!! الكاهن الذي يبشر الناس ليل نهار بالسلام مع ربه المزعوم يسوع كان لا يكاد يصل إلى البيت حتى يهرع إلى "البار" ليعب الكحوليات عبا ، ولا يكاد يفيق من السكر داخل بيته إلى صباح اليوم التالي ، ولولا ضرورات العمل بالكنيسة لاحتسى الخمر نهارا أيضا. ولا حاجة إلى ذكر أن هذا السكير ذاهب العقل لم يكن يتوقف عن ضربي و سبى بأبشع الألفاظ وكأنه في ماخور وليس في منزل محترم!! حاولت أن أبتلع الإهانات وأن أتحمل التعذيب اليومي الوحشي حفاظا على مستقبل بناتي الثلاث دون جدوى ، وكان لا مفر من الانفصال الجسدي ، الذي هو في حد ذاته عقاب بشع ، لأنه يترك الناس معلقين بين السماء والأرض ، فلا هم بمتزوجين يشبعون رغباتهم المشروعة بطريق نظيف شريف ، ولاهم بمطلقين يمكنهم الزواج من جديد !! وأرجو من الله العفو ، فقد تورطت بسبب الانفصال الجسدي أكثر من 10 سنوات - قبل الإسلام - في علاقة غير مشروعة أنتجت طفلة رابعة !! وأحمد الله الغفور الرحيم ، لأنه يغفر ويمحو كل ما كان قبل الإسلام من خطايا وذنوب . وحاولت نسيان حياتي العائلية المنهارة بالتركيز في عملي في ميدان التنصير ، وكنت متفوقة على زملائي لدرجة أن الكنيسة التي أتبعها أوفدتني عدة مرات للتنصير في أوروبا . ورغم الدخل المادي المغرى جدا كنت أشعر دائما أنني ضالة ومضللة للناس ، لأنني لم اقتنع يوما واحدا في حياتي بأن عيسى عليه السلام ابن الله أو هو الله تعالى ذاته ، وكنت دائما أحاول دراسة طبيعة الرب عند الأديان والثقافات الأخرى، لكنني لم أصل إلى درجة الاقتناع بأي منها ، إلى أن قابلت رجلا عربيا مسلما حاولت تنصيره فدعاني هو إلى الإسلام !!. طلبت منه أن يشرح لي مفهوم الرب عند المسلمين ، وذهلت للبساطة والوضوح في عقيدة الإسلام. خلال دقائق معدودات أيقنت أن ما أبحث عنه قد عثرت عليه ، وأيقنت أنني كنت مسلمة بالفطرة ، فقد كنت أشعر دائما أن للكون رب عظيم قادر خالق واحد متفرد بلا شريك أو ولد .وأعطاني الرجل الصالح ترجمة لمعاني القران الكريم بالإنجليزية ، أخفيتها بالطبع وسط ملابسي وأغراضي الخاصة في حجرتي . وكنت انتظر كل ليلة حتى ينام الجميع ثم أقرأ بنهم شديد ، حتى انتهيت من قراءة ترجمة معاني القراّن الكريم في أقل من شهر ، وكانت كل كلمة بل كل حرف يقودني إلى الحقيقة العظمى الوحيدة التي أمنت ثم جهرت بها :وهى : لا إ له إلا الله محمد رسول الله . ولم أكن وحدي التي تبحث عن الحقيقة ، إذ اكتشفت بعد ذلك أن أعز صديقاتي تدرس القراّن الكريم سرا مع زوجها . ولم تخبرني بذلك إلى أن فاتحتها بأمر اعتناقي للإسلام ، فاحتضنتني مهنئة بحرارة ، وقالت والفرحة تغمر وجهها الصبوح : لقد كنت أحس دائما أن الله تعالى سوف يرشدك إلى الإسلام .
وتقول السيدة "أدرين" أنها الآن لا تهتم بغير دراسة وتعلم المزيد من أحكام الإسلام العظيم ، وتسعى لإتمام إجراءات الطلاق تمهيدا للانتقال إلى مكان أخر مع بناتها بعيدا عن بطش الكنيسة ، وسعيا وراء تنشئة صغيراتها في بيئة إسلامية صالحة ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salma mahmod
مشرفة نشيطة
مشرفة نشيطة
salma mahmod


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2934
نقاط : 5588
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 06/01/2011
العمر : 34

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 يونيو 2012, 4:54 pm

قصة إسلام اثنتين من أمهر أطباء اليابان

حمدي شفيق


ترجع أحداث هذه القصة إلى سنوات عديدة مضت عندما سافرت يونا ونتسى وهما فتاتان يابانيتان إلى انجلترا للدراسة بكلية الطب جامعة أوكسفورد. وهناك كانتا على موعد مع قدر الله تبارك وتعالى الذي أراد بهما ولهما الخير كله. تعرفت الفتاتان على زميلة لهما بالكلية وهى (سياسا) الفتاة المسلمة من ماليزيا . وأقامت الطالبات الثلاث في مسكن واحد طوال سنوات الدراسة. وكان من الطبيعي أن تشعر الفتاتان بالدهشة وحب الاستطلاع عندما كانت زميلتهما (سياسا) تؤدى الصلوات الخمس يوميا بخشوع وسكينة ، وأثار فضولهما أيضا ما ترتديه من ملابس تستر بدنها كله . أخبرتهما- فيما بعد- أن الإسلام يأمر أتباعه بالصلاة يوميا ليبقى على صلة روحية دائمة بالله الواحد الأحد الخالق لكل شيء ، كما شرحت لهما المسلمة الواعية بكل رفق وعطف حكمة تشريع الحجاب في الإسلام . وراحت تستثمر كل فرصة تسنح لها لتقديم المزيد من المعلومات عن دينها - بكل سرور وترحيب- إلى زميلتيها اللتين تحولتا إلى صديقتين حميمتين لها ، وصارت الفتيات الثلاث ألصق ببعضهن البعض من الأخوات الشقيقات. وبمرور الشهور والأعوام زاد شغف الفتاتين بما تقدمه إليهما الزميلة المسلمة من حقائق الدين الحنيف . وكانت فكرة عبقرية من الأخت الماليزية أن اصطحبتهما إلى المركز الإسلامي الكبير الذي أقامه الداعية البريطاني الشهير يوسف إسلام – كات ستيفن سابقا – حيث واظبن جميعا على حضور دروس أسبوعية عن الإسلام طوال سنوات الدراسة بجامعة أكسفورد . وبعد التخرج والحصول على أرفع الدرجات العلمية في الجراحة أحست (يونا) و(نتسى) بأسف وحزن شديدين لأنهما كانتا لا تطيقان فراق (سياسا) زميلتهما المسلمة.
وحان موعد العودة إلى الوطن لتقع معجزة حقيقية عجلت بإخراج الطبيبتين اليابانيتين من الظلمات إلى النور . كانت (يونا) بين اليقظة والمنام وهى تجلس باسترخاء على مقعدها فى الطائرة عندما سمعت صوتا يهمس في أذنها فظنت أن إحدى الصديقتين تكلمها . التفتت حولها فلم تجد أحدا يكلمها . حاولت أن تغمض عينيها من جديد فجاءها الصوت واضحا هذه المرة وهو صوت رجل وليس بصوت واحدة من الصديقتين النائمتين في تلك اللحظة. أمرها الهاتف المجهول بالسفر مع ( نيتسى ) و (سياسا) إلى بلد الأخيرة ، وأن تطلبا منها أن تعلمهما كيف تصبحا مسلمتين صالحتين . انتبهت الفتاتان من نومهما على بكاء (يونا) وتعانقن جميعا بعد أن أخبرتهما بما أمرها به الهاتف المجهول.. وقالت (نيتسى) أنها كانت تفكر بالفعل - منذ فترة- في اعتناق الإسلام . وبالفعل اصطحبتهما( سياسا) بكل سعادة إلى بيت أمها في ماليزيا ، ثم إلى إحدى المحاكم الشرعية حيث أجابتا على كل أسئلة علماء المسلمين هناك بنجاح تام ، إذ أنهما كانتا قد تعلمتا كل أركان الإسلام وأجادتا الصلاة. ونطقت كلتاهما بشهادة التوحيد وسط دموع وتكبيرات الحاضرين .
و قد تم تعيين نيتسى و يونا أستاذتين في كلية الطب بعد عودتهما إلى اليابان. ويكفى أن نذكر أن مهارتهما في الجراحة دفعت الحكومة اليابانية إلى ارسالهما عدة مرات لإجراء جراحات دقيقة عاجلة في كوريا ودول أخرى مجاورة تطلب العون الطبي من اليابان . وبلغ من ذكائهما الخارق أن حفظت كلتاهما معظم أجزاء القراّن الكريم – بالتجويد - رغم أنهما لا تعرفان اللغة العربية !! ولم يكن هذا هو كل ما حدث إذ امتدت ظلال الشجرتين المباركتين إلى أسرتيهما ، فاعتنق والدا كل منهما الإسلام فيما بعد. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف: 21. وأدى الجميع مناسك الحج في العام الماضي مع الدكتورة - الداعية الماليزية الآن– وعائلتها أيضا.
وتحلم الطبيبات الثلاث بإنشاء مستشفى ضخم بإحدى الدول الإسلامية المحتاجة لعلاج الفقراء من مرضى المسلمين .
وإذا كان لنا من تعليق على هذه القصة التي قصها أصحابها على كاتب هذه السطور شخصيا ، فإننا نهديها إلى كل شبابنا من المبعوثين إلى الخارج للدراسة أو غيرها، و إلى كل من تقتضيه الظروف الاحتكاك بغير المسلمين هنا أو هناك ، ونقول لهم : هاكم ما صنعته فتاة مسلمة رشيدة لدعوة الآخرين إلى دين الحق ، رغم أنها لم تكن متخصصة في ميدان الدعوة والعلوم الشرعية إلا أن الله تعالى أجرى على يديها خيرا كثيرا ، وأنقذ بها عائلتين كاملتين من الضلال ، فما بالكم بما يمكن أن يقوم به الرجال من طلبة العلم ؟؟!!
إن الملايين بل المليارات من غير المسلمين في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويشرح لهم جوانب العظمة والحكمة والكمال في الإسلام العظيم . وطوبى لمن جعله الله سببا في عتق رقبة من النار .
وإذا كان الله جلت قدرته ينشر الإسلام الآن في كل أنحاء العالم بدون جهد يذكر من المسلمين في كثير من الحالات ، إلا أننا نناشد كل قادر ألا يبخل بشيء في استطاعته ( علما أو مالا أو لغة أجنبية يجيدها أو وسيلة إعلامية ينشر فيها.. الخ ) لدعوة الآخرين إلى الإسلام ، فالجزاء يستحق ألا وهو الجنة . ونذكّر الجميع في النهاية بالحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه : ( فو الله لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ) وفى اّثار أخرى : خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ، والله تعالى أعلى و أعلم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salma mahmod
مشرفة نشيطة
مشرفة نشيطة
salma mahmod


الساعة الأن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2934
نقاط : 5588
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 06/01/2011
العمر : 34

الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )   الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد ) - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 30 يونيو 2012, 5:01 pm


نشأ "ميخائيل" في أسرة كاثوليكية متشددة في إحدى مدن ولاية كاليفورنيا الأمريكية .في سن مبكرة ألحقوه بإحدى المدارس الدينية ، لكن الطفل الصغير كان كثير الفضول ، وكان يوجه أسئلة يصعب على أساتذته تقديم إجابات مقنعة عليها. وقبل بلوغه سن الرابعة عشرة اهتم بدراسة اليهودية لكنه - خلال بضع سنين- تأكد أنها بدورها لا تقنع عقله الحائر و لا تلبى تطلعاته الروحية . لفت نظره أن النفاق والفساد هما الطابع المشترك بين رجال الديانتين، فضلا عن الأخطاء البشعة الناتجة عن تحريف التوراة والأناجيل المختلفة ، فانصرف تماما عنهما ، وصمم على البحث عن دين أخر . اتجه إلى دراسة مذاهب مسيحية أخرى فوجدها لا تقل انحرافا وشذوذا عن الكاثوليكية أو اليهودية ، وهكذا تأكد أنه لن يقبل بأي من الديانتين بقية عمره .وبعد أن انتهى من دراساته المتخصصة في علوم الحاسب الاّلى ،
و تخطيه الخامسة والعشرين من عمره تعرض لضائقة مادية اضطرته للبحث عن وظيفة ، وساقه قدر الله إلى العمل بأحد مطاعم الوجبات السريعة . ومنذ اليوم الأول لاحظ وجود سيدة ترتدي ملابس قريبة الشبه بثياب الراهبات ، لكنها متزوجة ، وليس مفروضا عليها العزوبة والحرمان مثلهن !! وزادت دهشته بسبب مواظبة تلك الزميلة في العمل على أداء حركات غريبة كل يوم في موعد ثابت لا يتغير . وكان من الطبيعي أن يسألها عما تلبس و تفعل ، فأخبرته(فاطمة) بأنها مسلمة ، وأنها تصلى يوميا كما أمرها الله رب العالمين الذي تعبده بلا شريك أو ولد . وطلبت من أخيها(محمود) وابن عمها(جاويد) أن يقوما بالإجابة عن كل أسئلته حول الإسلام. وقد رحب الشابان – فورا- بتقديم كل المعلومات عن الدين الحنيف إلى ميخائيل الذي كادت السعادة تفقده صوابه.

في خلال أيام قلائل أدرك أنه قد عثر أخيرا على ضالته المنشودة .وكانت الخطوة الحاسمة في حياته عندما اصطحبه الشابان بعد أسبوعين إلى أكبر مساجد المنطقة حيث علّمه إمام المسجد كيف ينطق بالشهادتين ليكون مسلما . وحانت أسعد لحظات عمره ، فنطق بها في المسجد وسط تكبير و تهليل أكثر من مائتي مسلم . وفاضت الدموع من عينيي ميكائيل وهم يحتضنونه ويقبلونه بحرارة - مهنئين إياه بمولده الجديد - كما لم يفعل أحد من أفراد عائلته معه طوال حياته.. وللمرة الأولى في حياته نام بعد عودته إلى مسكنه نوما عميقا مريحا هادئا بلا كوابيس ولا قلق كما كان يحدث له من قبل . وعكف خلال الأسابيع التالية على قراءة كتاب " تفسير معاني القران الكريم باللغة الإنجليزية" الذي كان إمام المسجد قد أهداه إليه. وقد وجد في القراّن الكريم كل الإجابات الكافية و الشافية- بوضوح تام- على كل ما كان يعصف بعقله من تساؤلات حائرة عن الله تعالى وعيسى و الأنبياء عليهم السلام وحكمة الخلق و الحياة و الآخرة والعبادات والتشريعات وغير ذلك.

وبعد اعتناقه الإسلام بثلاثة أسابيع تقريبا رأى ميكائيل - في منامه- الرسول صلى الله عليه وسلم مبتسما مرحبا به ..كان عليه السلام مع عدد من أصحابه يؤدون الصلاة في حديقة مليئة بالأشجار و الأزهار- وخاصة الياسمين - لم ير ميكائيل لها مثيلا من قبل في جمالها وروعتها . وتعرّف على شخص النبي الأكرم فورا من بين كل من كانوا يصلون معه ، وأحس بحب وشوق شديدين إليه .اندفع نحوه بلهفة قائلا له : أتأذن لي يا سيدي في أن أعانقك ؟! ابتسم صاحب الخلق العظيم مجيبا : ليس الآن. هناك شيء أريدك أن تفعله قبل ذلك. ظن ميكائيل أن السبب هو أنه لم يحسن الصلاة ، فذهب إلى الموضع الذي كانوا يصلون فيه ، وهو أرض مبلّطة برخام ثمين نادر ، وأعاد الصلاة بخشوع ، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله : هل أعانقك الآن ؟ ابتسم عليه السلام وقال له : لا ليس بعد ، أنت لم تفعل ما أخبرتك به بالشكل المطلوب .وتكرر هذا مرة ثالثة . ثم قال ميكائيل في المرة الأخيرة : حسنا يا سيدي سوف أبذل كل جهدي لتنفيذ ما أمرتني به، حتى أكون جديرا بمعانقتك .فأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أن: نعم اجتهد أن تفعل ما قلت لك . ثم استيقظ من نومه عند هذا الحد .

وبعد ذلك بعدة أسابيع رأى ميكائيل في منامه أنه يتحاور مع إخوته الأشقاء – غير المسلمين- وأحد القساوسة وراهبة في إحدى الكنائس حول الأديان ، وحاولوا إقناعه بالدخول في الكفر من جديد فرفض ، وقال لهم أنتم على ضلال . تشاجروا معه وحاول بعدهم أن يضربه بعصا لكنه أمسكها بيده ومنعه من ذلك ، وكرروا محاولة الاعتداء عليه فمنعهم أيضا . و حان وقت صلاة الظهر فطلب منهم السماح له بالصلاة فاعترضوا ، فخرج من الكنيسة إلى حديقة أمامها وأقام الصلاة . بعد تكبيرة الإحرام بدأ في قراءة الفاتحة , ولاحظ أن عددا من النصارى خرجوا وراءه من مبنى الكنيسة ، وبدأوا في الصلاة خلفه فور سماعهم لترتيله فاتحة القراّن الكريم بصوت جميل عذب وتجويد تام . ولم يكد ينتهي من قراءة الفاتحة حتى وجد أن أعداد المصلين خلفه قد تضاعفت . فرغ من أداء الصلاة والتفت خلفه فإذا به يرى كل من كانوا بداخل الكنيسة قد خرجوا جميعا- ومعهم القسيس والراهبة- واصطفوا خلفه يؤدون صلاة الظهر بالحديقة!!
وبعد ذلك بقليل تحولت الكنيسة إلى مسجد ، وفى صلاة العصر انضم إليه كل سكان المنطقة من رعايا تلك الكنيسة –سابقا- بمن فيهم النساء والأطفال !!
كانت تلك الرؤيا –مع رؤيا النبي عليه السلام من قبل- توجيها إلهيا واضحا بما يشبه المعجزة . لقد فهم ميكائيل الأمر النبوي الشريف له بالتزود بالمعرفة الإسلامية الكافية ودراسة العلوم الشرعية مع التطبيق السليم ، ثم دعوة أهله وأقاربه وكل أصدقائه ومعارفه وجيرانه ومن يقابلهم في أي مكان – بالحكمة والموعظة الحسنة - إلى الإسلام.

ومنذ ذلك الوقت نذر الداعية الأمريكي نفسه وكل ما يملك لإرشاد الضالين والحيارى في بلاد العم سام إلى الله.
وفى الختام يقول ميكائيل : لقد سألني أخ في الله : ماذا تريد أكثر من أن ترى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام ؟! إن هذا لخير عظيم يتمناه الملايين ممن ولدوا مسلمين ولم يحصلوا عليه ؟!
وأجيب بأن هذه منحة كبرى من الله حقا بعد أن أنعم علينا بالإسلام ، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا على ملّته ، وأن يقبضنا عليها ، وأن يجعلنا هداة مهتدين و يهدى بنا الملايين إن لم يكن المليارات من البشر إلى الحق والسلام والإسلام . وابشّر المسلمين في كل مكان بأننا نشهد الآن فتحا جديدا لا ريب فيه . فالإسلام ينتشر هنا في الغرب بسرعة البرق الخاطف ، أو كضياء الشمس الذي يغمر كل الكائنات في ثوان معدودات ، ولا يستطيع أحد وقفه أو الحد من انتشاره . وحتى المشاكل أو المصائب التي يواجهها المسلمون هنا تنقلب بقدرة وفضل الله عز وجل إلى خير عظيم . وسوف أضرب لكم مثالا واحدا ليعلم الجميع أن الله تعالى لا يقوى على حربه أحد ، و أن الله يرد كيد الأعداء إلى نحورهم ، و هو نعم الناصر والمعين للمؤمنين . فقد شعرنا جميعا بالحزن - في المنطقة التي أسكن فيها - بسبب اعتقال إمام مسجدنا رغم أن التحقيقات أثبتت براءته !! ولكن المولى عز وجل أراد به وبآخرين الخير كل الخير ، فقد جعله سببا في اعتناق أكثر من ثلاثين شخصا للإسلام - داخل السجن - خلال بضعة أسابيع فقط . ولو لم يدخل هذا الإمام الفاضل السجن فمن كان سيدعو هؤلاء السجناء ؟! ومن كان سيعلمهم قواعد الإسلام ؟!!
أسأل الله تعالى أن يستعملني في الدعوة المباركة إلى أخر لحظة من العمر، وأن يكون أخر كلامي لحظة خروج الروح من جسدي : لا اله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله ، صلى الله عليه وعلى اّله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .


قصة إسلام الداعية الأمريكي ميكائيل عبد الله

حمدي شفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الذين عادوا إلى الفطرة ـ( الذين اسلموا لله متجدد )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الشيخ عبد الحميد كشك -
» أمة الفطرة
» الختان من سنن الفطرة
»  الأطفال و الفطرة
» كل مولود يولد على الفطرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اولاد حارتنا :: كلام الشيوخ بتوع حارتنــــا :: قصم المواضيع المثنتة من كلام شيوخنا-
انتقل الى:  
تصحيح أحاديث وأقوال مأثورة لشيوخ اولاد حارتنا


بحث عن:

مع تحيات أسرة اولاد حارتنـــــــــــــــــا
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى اولاد حارتنا على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى اولاد حارتنا على موقع حفض الصفحات