محور المعبد الشمالي الجنوبي

على بعد أمتار قليلة غرب الجعران والمسلة مدخل صغير يؤدي خلال جدار شمالي جنوبي إلى فناء يحدد بداية محور البناء الثاني لمعبد آمون. وهذا المحور يجري بزاوية تقريبا قائمة على محور البوابات من الأولى إلى السادسة. ويمتد من البوابة السابعة إلى العاشرة ويستمرّ إلى معبد موت. وقد أسس المحور الجديد في الواقع الملكة حتشبسوت عندما شيدت البوابة الثامنة، وهي واحدة من أولى البوابات التي بنيت في الكرنك.

كانت هناك معابد ومقاصير من الدولة الحديثة سابقة عليها تقف في المنطقة عندما أمرت حتشبسوت بالعمل هنا، وكان المحور الجديد يهدف إلى عمل وصلة موكبية بينهما، بين معبد آمون ومعبد موت. وبعد الجلوس على العرش بفترة وجيزة بنى تحتمس الثالث بوابة سابعة أمام الثامنة. والفناء الناشئ بين البوابة السابعة والبهو المعمد العظيم يعرفه علماء المصريات بفناء الخبيئة.

وقد كان هذا المكان الذي قام الكهنة القدامى فيه بإفساح مجال لعشرات التماثيل الجديدة والمقاصير التي كانت تنتج باستمرار في ورش المعبد. (كان يشرف على هذه الورش مسؤولون من أمثال نفررنبت التي تحوي مقبرته الأقصرية م أ 178 مناظر للعديد من المشاريع الحرفية التي قاموا بها).

وبين عام 1902 و1909 قام عالم الآثار الفرنسي جورج لوجران بتنظيف هوة كبيرة حُفرت في ساحة الخبيئة في العصر البطلمي. وباستخدام اثنين وثلاثين شادوفا- وهو أداة مصرية محلية لرفع المياه بدلو على عامود توازن- تمكن من حفر 14 مترا (46 قدما) في أكبر خبيئة تماثيل قديمة تم اكتشافها. القطع الآن في المتحف المصري بالقاهرة.

لم يتمكن لوجران من استخراج كل التماثيل المطمورة هنا، ولاشك أن المزيد منها سيكتشف يوما ما. متطلبات المعبد المدفونة التي لم يعد في حاجة إليها تطلبت مستودعا مشابها لما يسمى في الأديان الأخرى "فابسة أو جنيزة". فمثل أعمال التنظيف هذه للمنزل ربما كانت تجري بصورة منتظمة حين كانت تطرح التماثيل القديمة والأثاث في حفرة قل أن تجبره الماء الجوفية على التوقف. في الحفرة، كشف لوجران 780 تمثالا حجريا أكبر من الحجم الطبيعي و17000 تميثيل من البرونز، ومئات من القطع المعمارية التي دفنها كهنة المعبد حوالي 300 ق.م. وهي واحدة من الجدار الشمالي من الفناء الأول وهي أيضا الجدار الجنوبي من البهو المعمد العظيم، وقد زُخرفت لرعمسيس الثاني بالطريقة السريعة المميزة لعصره ولكن لنصوصها أهمية تاريخية هائلة. لأنها تشتمل على نسخة من معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع الحاكم الحيثي خاتوسيليس الثالث، في العام الملكي21.

ومن بين بنودها تعلن "أن حاكم الحيثيين العظيم لن يعتدي أبدا على أرض مصر، ولن يقتطع شيئا منها. وأن رعمسيس الثاني، حاكم مصر العظيم لن يتعدى على أرض الحيثيين ليأخذ منها أي شيء". ومن الطريف أن المعاهدة تنص على أن توقيع المعاهدة قد شهده "آلاف الأرباب، ذكورا وإناثا" و"جبال وأنهار أرض مصر؛ والسماء والأرض والبحر العظيم والرياح والسحاب" لقد فكر المحامون في كل شيء. في البوابة سبعة تماثيل أمامها (يساراً)، اثنان من ملوك من العصر الانتقالي (اليمين) الثاني وهي ليست في أوضاعها الأصلية.

هناك أيضا جزء من مسلة منحوتة لرمسيس الثالث الذي كان يقف أصلا أمام البرج الغربي للبوابة (أيمن) وهو الآن في اسطنبول. بين البوابتين السابعة والثامنة (شرق) للفناء الثاني، مقصورة مرمرية بناها تحتمس الثالث. البوابة الثامنة التي ترجع إلى عصر حتشبوت منقوشة بنص كتبته هي، ولكنها عزته كذبا إلى تحتمس الأول، وهو يقدم تبريرا لجلوسها على عرش مصر. قد أعاد الكتابة على البوابة تحتمس الثالث وطمسها أمنحوتب الرابع –اخناتون- ورممها سيتي الأول. على الوجه الشمالي من برجها الأيسر (الشرقي) يقدم سيتي الثاني القرابين للأرباب. وفي منظر أقدم هنا يسير تحتمس الثاني قدما مع الربة وريت حكاو برأس أسد والربة حتحور. على البرج الأيمن (غرب) يسير سيتي الأول مع الرب منتو برأس صقر والكهنة الذين يحملون مركبا مقدسا. على الوجه الخلفي جنوب البوابة يمسك أمنحوتب الثاني بالأسرى الأجانب في حضرة آمون. ومن النادر تمثيل هؤلاء الأسرى واقفين كماهم هنا، بدلا من تمثيلهم راكعين.

على البوابة التاسعة يظهر، حورمحب في موكب مع قارب مقدس. تخضع البوابة التاسعة الآن للترميم بعد أن أزال الأثريون ستين ألف كتلة أخذها حورمحب من عمائر امنحوتب الرابع (اخناتون) واستخدمها في الردم. وقد بنى معبد عيد السِد لأمنحوتب الثاني على الجانب ( الأيسر) من الفناء الرابع بين البوابتين التاسعة والعاشرة ومناظر رمسيس الثاني وحورمحب تغطي جدرانه، ووجوه البوابتين. قام سيتي الأول بعملية ترميم مستفيضة في هذا الجزء من السور المركزي. وراء البوابة العاشرة يستمر طريق آباء الهول لمعبد موت.

» آول مسـجد في القطب الشمالي
» خمس سنوات سجنًا مشددًا للمتهم في قضية المعبد اليهودى
» محور الشك من البنت ..؟
» حصريا اغنية كلوديا الشمالي دق الباب علي 2011
» زلزال اليابان أزاح محور الأرض 10 سنتيمترات