وادي الملوك 57:مقبرة حورمحب

وادي الملوك 57:مقبرة حورمحب

اكتشف عالم الآثار البريطاني ادوارد أيرتون و.م. 57 في فبراير 1908. وقد قام بتمويل مشروعه الأمريكي ثيودور ديفيس. وهي من أكبر وأجمل المقابر في وادي الملوك. ولدى اكتشافها صرح ديفيس وهو مفعم بالثقة أن وادي الملوك قد أخرج كل ما عنده، وكم كان خطأه فادحا. فلم يمضِ سوى 14عام حتى اكتشف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون. وجدير بالذكر أن مقبرة حور محب في حالة جيدة من الحفظ. ورسومها من أهم الرسومات في وادي الملوك.

اكتشف عالم الآثار البريطاني ادوارد أيرتون و.م. 57 في فبراير 1908. وقد قام بتمويل مشروعه الأمريكي ثيودور ديفيس. وهي من أكبر وأجمل المقابر في وادي الملوك. ولدى اكتشافها صرح ديفيس وهو مفعم بالثقة أن وادي الملوك قد أخرج كل ما عنده، وكم كان خطأه فادحا. فلم يمضِ سوى 14عام حتى اكتشف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون. وجدير بالذكر أن مقبرة حور محب في حالة جيدة من الحفظ. ورسومها من أهم الرسومات في وادي الملوك. من الوجهة المعمارية تمثل مرحلة انتقال بين المقابر الأولى التي كانت محاورها تصنع منعطفا بزاوية قائمة والمحاور الأحادية ذات الخط المستقيم التي تميز أواخر الدولة الحديثة.

ويصنع المحور في مقبرة حورمحب تحولا في الغرفة و متحولا حوالي 2.5 متر (8 أقدام) إلى اليسار وهو تقريبا نفس التغيير في محور مقبرة سيتي الأول التي تتحرك يسارا 2.5 متر (9.4 قدم) ويبلغ طول المقبرة 128 متراً (416 قدم) وتغطي مساحة مقدارها 473 مترا مربع (5028 قدم). تعرضت وم57 للدمار في العاصفة المطيرة في وادي الملوك في 1996 ومنذ ذلك الحين أغلقت للترميم وهناك خطط لاعادة افتتاحها. وقد ختمت المقبرة في القديم وقد أغلق الجدار الخلفي لغرفة البئر هـ بالحجر والطوب اللبن ولا نزال نستطيع رؤية آثاره في الركنين الأيسر الأسفل والأيمن من البوابة وقد ختم السلم في الغرفة وعند بداية المحور بكتل حجرية وأغلقت البوابات المؤدية إلى الغرفة ط وغرفة الدفن ي بأبواب خشبية غير أن اللصوص قد اقتحموا كل هذه الحواجز في القديم. وتشتمل المعدات الجنازية التي خلفوها ورائهم على عدد من الصور الخشبية الصغيرة للأرباب ووعاء كانوبي من المرمر وأسرّة تحنيط صغيرة وباقات من الأزهار وعظام بشرية ومجوهرات وبعض الأدوات التي استخدمت لشق وزخرفة المقبرة. أما التابوت الذي في غرفة الدفن فهو أروع قطعة خلفها اللصوص ورائهم، وهو صندوق منحوت بصورة رائعة جميلة يبلغ طول غطائه 2.7 متر (9 قدم) وعرضه 1.5 متر (6 قدم). ولم تزين الممرات الأولى الأربعة للمقبرة أبدا غير أنها لاتزال على جانب من الإثارة. ويستولي على المرء العجب حين يمشي نازلا على الطرق الصاعدة والدرجات في الممرات من أ إلى د حيث القاعدة الصخرية من الحجر الجيري والطبقات المطمورة من الصوان التي شقت فيها المقبرة.

ومن أفضل أنواع الحجر في وادى الملوك. أما غرفة الدفن هـ فهي أول جزء زُخرف من وم 57، وجدرانها الأربعة مغطاة بصور أبدع الفنان نحتها ورسمها على خلفية زرقاء رمادية وعواميد البئر التي على هذه الصور كانت معدة لإحباط هجمات اللصوص كما يقول البعض أو لصد مياه الفيضان، غير أن ايرتون ذكر رؤية غرفة صغيرة شقت عند قاع العامود وهو معلم من شأنه أن يدحض هذه التفسيرات فبدلا من ذلك ربما كان العامود يخدم وظيفة رمزية كمكان لدفن أوزوريس، ولا يزال الركام يملأ الجزء الأسفل ولم ينظر إلى الغرفة مؤخرا. كانت مقبرة حورمحب أول مقبرة ملكية زينت بنقش بارز مرسوم بدلا من مجرد رسم على أسطح مسطحة عليها ملاط. وقد زعم بعض علماء المصريات أن هذه التقنية النقشية الجديدة غير المالوفة على المقبرة أبطأت العمل بطأ شديدا بحيث أصبح من اللازم ترك المقبرة دون إكمالها وهذا من غير الراجح فالفنانون كانوا على وعي تام بكيفية نقش النقوش والراجح أن العمل على المقبرة بدأ متأخرا في عهد الملك الذي حكم 12 سنة فلم تكتمل المقبرة حين وافته المنية وقد أبدع الفنان في تجميل الصور المنحوتة المرسومة في غرفة البئر هـ فترى الألوان كأنما نفض الصانع منها اليدين بالأمس نفضا. أما تصميم المناظر فهو يخلق صورة بسيطة النظام غير أنها متجانسة وتبعث على السرور. تأمل تفاصيل ملابس حورمحب وآذان الربات بديعة النحت وغطاء الرأس المتقن الذي رأسه رأس صقر. أما أزياء أرباب الربات فهي من بين أكمل أنماط النسج التي يمكن أن نراها في أي مقبرة صخرية.

والأحرف الهيروغليفية في غاية التناسب والتفصيل. تأمل ريش الإوز ووجه الإنسان وهو مرسوم بمقدمته والأنماط المنسوجة للحُصُر والسلال المصنوعة من الغاب.

تُظهر المناظر في غرفة البئر هـ الملكة مع أرباب مختلفة، ولقد كان حورمحب أول ملك يصور وهو في الصلاة يقرب القرابين للأرباب بصورة نشطة إذ إن المناظر من قبلُ أظهرت الملك في وضع ساكن مع رب من الأرباب. على الجدار الأمامي يقف حورمحب مع حورس وحتحور، يجلس أنوبيس على قمة مقام. على الجدار الأيسر نجده هو مع حورس وإيزيس وحتحور وأزوريس وعلى الجدار الأيمن نجده يقدم القرابين حتحور وحورس وعلى الجدار الخلفي يقف مع حورس وأنوبيس ازوريس وغيرهم.

أمام الرب أزوريس الجالس على كرسيه. وعبر قمة الجدران الأربعة جميعا قد رسم إفريز الخكر بأسلوب بسيط غير أن ألوانه رائعة ومشرقة ولامعة بعد ذلك ان الغرفة و وهي غرفة صغيرة ذات عامودين فيها ينعطف محور المقبرة المركزي إلى اليسار. وهي خطة انتقالية بالمقبرة أي مرحلة انتقالية بين المنعطفات القائمة بالمقابر الملكية الأولى والمحور المستقيم الأحادي للمقابر التي تلت. أما الحفرة التي شقت فيها السلالم التالية فقد ختمت أصلا بكتل من الحجر الجيري أما الحجرتان التاليتان فتختلفان إلى سلالم وممرات وهى أيضا خالية من الرسوم، بينما تزدان الغرفة ط بمناظر مشابهة لتلك التي في الغرفة البئر و. على الجدار الأمامي يقف حورمحب مع صور حتحور وحورس على اليسار وحتحور فقط على اليمين، وخلافا للرسوم الأخرى في هذه المقبرة حيث نجدها على درجة عالية من الجاذبية فإن صورة حتحور هنا غريبة التناسب فرأسها كبيرة جدا بالنسبة لجسمها، وكتفاها عريضان جدا، وهي تحتضن مرفق الملك بعطف في يد وتضع يدها الأخرى على كتفه. على الجدار الأيسر يقف الملك مع أنوبيس مقدما النبيذ لإيزيس، وحتحور يحيي حورس وأوزوريس. على الجدار الأيمن نجده هو مع أنوبيس وإيزيس وحورس وحتحور وأوزوريس وعلى الجدار الخلفي نراه مع بتاح ونفرتوم وهناك أيضا عامود جد وعقدة إيزيس على الجدار الخلفي ويمكننا رؤية إفريز خكر في أعلى الجدران الأربعة جميعا.

أما السقف فهو مزخرف بنجوم وتقف ماعت في مدخل غرفة الدفن ولغرفة دفن حورمحب جزآن، عند المقدمة قسم ذو 6 أعمدة أرضيته تمتد على نفس مستوى الغرفة السابقة وفي خلفيته مجموعتان من السلالم تسبق الوسطى طريق صاعد ينزل إلى قسم مستطيل منخفض عنه قليلا وله سقف مسطح. وكل جزء من غرفة الدفن له غرفة جانبية صغيرة وحيدة على جانبه الأيمن وغرف جانبية مزدوجة على يساره. الحجرة الثانية من الاثنين اللذين على الجانب الأيسر على الجزء الأول من الغرفة يقع أسفل الغرفة الجانبية الأولى وهو معلم استثنائي إن لم يكن فريدا في مقبرة ملكية. أما الغرفة اليسرى إلى خلف الغرفة ي فبها صورة في غاية الروعة لأزوريس على جدارها الخلفي مرسومة مباشرة على حجر غير منعم مشقوق بصورة خشنة يعطي الصورة مظهرا مقلقا.

وهناك 3 غرف جانبية أخرى شقت واحدة وراء الأخرى من وراء الجدار الخلفي لغرفة الدفن، ومثل هذه الغرف قد استخدمت كمخازن للأثاث الجنازي وقرابين للطعام والشراب أما تابوت صندوق حورمحب فهو منحوت بصور جميلة وغطائه مصنوع من الجرانيت الأحمر ومزخرف بالنقش الغائر الملون باللون الأصفر وفي كل ركن ربة مجنحة تبسط أجنحتها على نحو يحمي ويحيط مومياء الملك وإلى الأمام من اليسار الربة سرقط وإلى الأمام يمينا الربة نفتيس أما إيزيس ونفتيس فهما على الأركان الخلفية، أما الصور التي على الجانب المواجه للمقدمة من الصندوق فهي للأرباب دواموتيف وأنوبيس وام سيتي. على الجانب المواجه للخلفية حابي وأنوبيس وقبح-سنو-إف وإنها الزخارف والرسوم التي في غرفة دفن حورمحب التي تجعل من هذه المقبرة جزءا أساسيا من جولة السائح، فالعمل في غاية الإتقان رغم أن الزخارف لم يفرغ منها أبدا، ويرجع ذلك إلى أن العمل بالمقبرة قد ترك في فترات مختلفة، فباستطاعتنا تتبع تطور عمل الفنانين القدماء حينما كانوا يقومون بنحت ورسم المقبرة. فلنصف أولا موضوع الزخارف في غرفة الدفن ثم لننظر نظرة فاحصة على تقنيات الفنان. إن وم 57 هى أول مقبرة ملكية بها مناظر من كتاب البوابات على جدران غرفة الدفن، ففي المقابر الملكية الأولى كان هذا مكان الإمدوات "كتاب ما هو موجود في العالم الآخر" والاسم كتاب البوابات يشير إلى البوابات التي عرّفت كل ساعة من الساعات 12 بالليل ويصف النصّ رحلة الشمس في صحبة الملك خلال سماء الليل، إلا أن هذا النص في وم 57 غير مكتمل.

على الجدار الأمامي من غرفة الدفن تظهر الساعة الثانية من كتاب البوابات. على الجدار الخلفي نجد تتمة الساعة الثانية كذلك الرابعة والخامسة. على الجدار الأيمن نجد الساعتين الثالثة والسادسة، وعلى الجدار الخلفي مزيد عن الساعة 6 وتظهر الساعة 2 الموتى المباركين في السجل العلوي حيث القارب المقدس مسحوبا في معية 7 أرباب. والرب الواقف في مقام المركب هو وحده المنحوت وبقية الصور هنا جميعا مرسومة. أسفل، نجد الأربعة المرهقين والعشرين المقيدين يُذهب بهم بعيدا: لقد حكم عليك رع وإن شهادتك الزور هي ضدك، هكذا يقول النص في جزء: إن أعمالك الشريرة لك، سوء هو حكم أبي لك، في الساعة الثالثة تُحيا المومياوات ويسحب إله الشمس في مركب الأرض بثيران على الطرفين وتحمله ثماني مومياوات، الثعبان الذي بالقاع هو أبوفيس وهو العدو الأزلي لإله الشمسي يقهره أتوم والأرباب الأخرى. إلى اليمين كما في المناظر الأخرى من كتاب البوابات تظهر البوابة كباب مفتوح يصحب المنظر ويشرف على هذا ثعبان مرسوم رأسيا هو الذي سيفتح البوابة لمركب إله الشمس وحده.

أما مسطحات المياه في الساعة الرابعة فهي بحيرة الحياة وبحيرة الأصلال يحرسها أبناء آوى وصور الأصلال. في السجل الأوسط يُسحب مركب الشمس أمام تسع حجرات لكل منها مومياء راقدة تسمى تابع أوزوريس الإلهي. إلى اليمين صور تمثل الساعات 12 لليل تقف إلى جانبي ثعبان عظيم لإله الشمس والأرباب الأخرى إلى اليمين في المناظر الأخرى يصحب المنظر ويشرق على هذا مرسوم را سوهو الذي يفتح البوابة لمركبة غله الشمس مسطحات المياه في الساعة الرابعة فهي بحيرة الحياة وبحيرة الأصلال يحرسها وصور الأطلال في السجل الأوسط يسحب مركب الشمس أمام 9 حجرات لكل منها راقدة تسمى تابع أوزوريس إلى اليمين صورة تمثل للساعات 12 بالليل تقف على جانبي ثعبان عظيم التفافاته يراد منها الايحاء بمرور الوقت وبمرور الزمن. يقف حورس إلى أقصى اليسار في السجل السفلي مع 11 ربا وصلّ يواجه مقام اوزوريس، وقد قام بشحب أعداء الآلهة 4 ربابنة من الأفران وحكموا عليهم بهوى في الجحيم الأبدي. في الساعة الخامسة تمثل الثعابين ثانية مرور الزمن وتشتمل الصور على أنوبيس والليبيين والآسيويين والمصريين وكلهم سيحظون بالعناية في العالم الآخر.

ويسبق الساعة 6 منظر لحساب الموتى مرسوم على الجدار الخلفي لغرفة دفن حورمحب يجلس أوزوريس على عرش موضوع على منصة أمام ميزان، يصعد تسعة من الموتى المباركين سلالم نحوه، هناك خنزير رمز للرب سيث وبصحبته المعروف بالشر يقف في مركب صغير يهاجمه قردة وحماة الإله الشمسي حاملين عصيا. الساعة السادسة هي منتصف رحلة الشمس الليلية وفي هذه النقطة الحرجة يقف رجال مسلحون بعصي مدببة لتوفير الحماية ضد عدو الشمس أبوفيس، وقد كان هذا المنظر في اعتقاد الديانة المصرية من الأهمية بمكان بحيث إن النصوص المصاحبة له مكتوبة بصورة مشفرة فلم يتسنَّ لأحد قراءة هذا التشفير سوى نفر قليل من الكهنة الذين كانوا يحيطون به علما، وهناك منظر رائع بصورة خاصة للساعة 6 على الطرف الأيمن من الجدار الأيمن السفلى يظهر أربعة رجال يسحبون قاربا بصورة رع واقفا في مقام. هذه المناظر معقدة وعلى جانب عالٍ من الرمزية ولها جوانب كثيرة لا نفهمها تماما وهى تعالج بعض أهم الأحداث التي تصورها المصريون، العبور الآمن وقت الليل للشمس خلال العالم الآخر ثم ظهورها من جديد في الصباح ورحلة الملك المتوفى حين يصحب الشمس والعلاقات بين البشر والملك والأرباب. كل الأحياء كانوا يعتمدون على الأداء الناجح لهذه الأنشطة والفنانون والكهنة والكتاب الذين رسموهم والنصوص المصاحبة لابد انهم كانوا تحت نوع من الضغط لكي يعملوها "صح" عندما قاموا بزخرفة المقبرة ومثل هذا الحرص على الدقة نراه في غرفة دفن حورمحب وبعد أن شقت غرفة الدفن بصورة غير متقنة قام البناؤون بتنعيم وتمليس جدرانها ولعلهم كانوا يستخدمون نسخا من البردي لكتاب البوابات كدليل لهم وقد قام الفنانون أولا بتخطيط النصوص والمناظر على الجدران بالحبر الأحمر ثم قام كاتب أعلى بمراجعة عملهم وعمل التصحيحات الأولية بالحبر الأحمر والنسخة النهائية بالحبر الأسود وهذه التصحيحات ربما كانت ببساطة تغييرا في نسب الصور لا في كتابتها لإكسابها مزيدا من الجمال وربما كانت لتصحيح أخطاء هجائية أو رمزية والتي كان من شأنها نفي فاعلية النص.

وهناك أمثلة عديدة من هذه التصحيحات. وبعد تنقيح التخطيط، كانت تزال الخلفية المحيطة بالصور تاركة التخطيطات بارزة كما لو كانت قد ختمت بقاطع الكعك، عندئذ كانت الصور تُعطي تفاصيلها الداخلية وتُنَمذج ومن المثير للاهتمام أنه رغم وجود أمثلة عديدة من النماذج غير المكتملة فإن معظم المناظر المرسومة إما دائما مرسوم رسما كاملا أو غير مرسوم على الاطلاق، نجد استثناء نادرا لهذا في الخلفية الرمادية التي لم ينته منها خلف صف من الرجال على الركن الأيمن من الجدار الأيسر في الجزء الأسفل من غرفة الدفن. وخليق بنا أن ننظر جيدا إلى الصور المنحوتة والمرسومة في غرفة الدفن فالشغل فيها على درجة فائقة والتفاصيل أحيانا مرسومة بصورة رائعة ولكن هناك رسوما تبدو وكأنها صنعت في عجالة وبغيرما إتقان. على الجانب الأيمن من الجدار الأمامي في القسم الأعلى المعمد من غرفة الدفن صورة أنجزت على نحو رائع لرع-حور-أختي يقف في مقام مع رجلين مرسومين يشاركان القارب وهما مرسومان بصورة في منتهى الرداءة.

وتمكن رؤية مثال لمراحل العمل على الجدار الأيسر في الجزء الأمامي المعمد في غرفة الدفن، ويظهر المنظر من الساعة الرابعة من كتاب البوابات الرب رع واقفا في قاربه، ولم ينحت سوى الرب أما الصور الأخرى فهي تخطيطات مرسومة وقد أعيد رسم الصور الواقعة خلفه عدة مرات، مرتين بالحبر الأحمر ومرة بالأسود وفي كل تصحيح كان حجمها صغير وقد تغيرت نسب العديد من الأحرف الهيروغليفية المحيطة او تم ضبط موقعها وأحيانا عدة مرات. على البوابة اليسرى تبدو الصور المخططة وكأنها نحتت عشوائيا والأحرف الهيروغليفية المنحوتة محاطة بأخرى غير منحوتة، وقد شقت الهيروغليفيات بتخطيط فقط وليست هناك تفاصيل داخلية او نمذجة، وقد خضع افريز الخيكير لعدة تنقيحات وتظهر التصحيحات بالخط الأحمر ثلاثة تغييرات على الأقل في الموقع والحجم غير أن النسخة النهائية بالخط الأسود تنضح ثقة وتأكيدا لا يتسنى إلا لفنان ماهر أداؤهما. أما منظر ساحة القضاء على الجدار الخلفي فهو مرسوم كمخطط، لكن هناك خنفساء جعران وقناع أنوبيس وعرشا ولحية وعلامة عنخ لأوزوريس مرسوم كله بالأسود وقد كان من الصعب والمرء يعمل تحت الأرض أن يتذكر جدار الغرفة الشمالي من جنوبه من شرقه من غربه لكن هذه المعلومات كانت مهمة لأن المناظر كان لابد من توقيعها بصورة لائقة ومن ثم فقد كتب كاتب في كل ركن من غرفة الدفن وعلى كل جدار بالحبر الأسود الكلمة الهيروغليفية التى تشير إلى الاتجاه الأصلي المناسب.