وادي الملوك 7:مقبرة رمسيس الثاني

وادي الملوك 7:مقبرة رمسيس الثاني

قام ما لا يقل عن عشرة من علماء الآثار والمستكشفين بمحاولة تنظيف مقبرة رمسيس الثاني، و باءوا جميعا بالفشل ماعدا الحملة الأخيرة. ونحن نعرف أن المقبرة كانت مفتوحة في القديم ولكنها عانت منذ ذلك الحين فقد ضربتها سلسلة من الفيضانات السيلية التي حملت أطنانا من الأطلال إلى غرف المقبرة محدثة تلفا رهيبا لجدرانها وعواميدها. وقد جاء إلى هنا ريتشارد بوكوك في 1737، كما جاءت الحملة الفرنسية، المعروفة بحملة نابليون بونابرت 1799، وهنري سولت حوالي 1817. وقد قام هنري برتن في 1913 بوصف المقبرة بقوله إنها "في حالة سيئة جدا... بحيث كان من الضروري هدم جانب كبير من السقف." وقد ظل عالم المصريات الفرنسي كريستيان لوبلان يعمل هنا منذ 1993، وقد جاءت تقاريره بالإعلان عن اكتشافات هامة. ومن غير الراجح أن تفتح وم7 أبوابها للجمهور في أي وقت قريب

فلا نزال نجد آلافا من الأمتار المكعبة من الأطلال التي لابد من إزالتها، بالإضافة إلى إنجاز أعمال هندسية هامة وإنها لمأساة: فعلماء المصريات الذين كان لهم الحظ في زيارة المقبرة قد بهرتهم جميعا حين مشوا في الدهاليز الطويلة التي لا تزال الأطلال تملأ نصفها. ويكون النزول في الظلام الدامس، اللهم إلا كشافا يسري منه ضوء خافت، أما الغبار الذي يملأ منخاريك ويزكم الأنوف فسوف يعوق الخطوات أيضا. وحين تهبط إلى غرفة الدفن الهائلة يكشف ضوء الكشافات الخافتة أكواما من الركام الملقى في فراغ كبير نشأ عندما انهارت الأعمدة الداعمة للسقف القبوي منذ آلاف السنين.

بما يليق بملك مثل رعمسيس الثاني الذي بلغ هذا المبلغ من السلطة وعمّر هذا التعمير، قد جاءت وم7 واحدة من أكبر المقابر في الوادي. تغطى مساحتها 686 مترا مربعا (7384 قدما مربعا) وتمتد 168 متراً (551 قدما) إلى جانب التل، وقد كانت واحدة من أولى المقابر التي شُقّت بالقرب من مدخل وادي الملوك. وهي منطقة معرضة لأخطار الفيضان كما تشهد بذلك الأضرار التي لحقت بالمقبرة ولكن لعل هذا الجانب الكبير من التل هو الأفضل من حيث اتساعه لمقبرة كبيرة. أما التخطيط فيعود بنا إلى أسلوب الزاوية القائمة الذي عرفناه في المقابر الملكية المميزة للأسرة الثامنة عشرة.

أما برنامجها الزخرفي فهو مشابه لـ وم17، مقبرة سيتي الأول، ولكنه كان هناك تغيران ف وم 17 هي أول مقبرة ملكية زخرفت عاضدتها وعتبة المدخل، ونرى أن البوابة منحوتة بصور لربة ماعت. ولم تظهر الحفريات سوى قطع قليلة في المقبرة. ولعل هذا يرجع إلى أن المقبرة قد سرقت في مجملها قديما. فنعرف مثلا أن اللصوص قد اقتحموها في العام الملكي التاسع والعشرين من حكم رمسيس الثالث، كما كانت هناك سرقات أخرى من غير شك. وقد حظيت المقبرة بزخارف ضافية بالنقش البارز والغائر والجص المرسوم ولكن قليلا من جدرانها التالفة قد خضع للدراسة. وكما في مقبرة سيتي الأول نرى الدهليز ب مزخرفا وعليه رسوم أنشودة رع. أما النصوص في الدهليز ج فهي مأخوذة من الفصل 151 من كتاب الموتى، ويتبع ذلك كتاب ما في العالم الآخر في الدهليز ب وغرفة البئر هـ. تتلو ذلك مناظر ونصوص تعالج طقس فتح الفم. في الغرفة ي حيث يصنع محور المقبرة زاوية عمودية حين ينعطف على الشمال نرى الجدار مغطى باعترافات إنكارية من الفصل 125 من كتاب الموتى. في غرفة الدفن ج وغرفها الجانبية العديدة نعود إلى الأمدوات وكتاب الأبواب. كما نستطيع أن نرى كتاب البقرة السماوية الذي نراه في غرفة جانبية في مقبرة سيتي الأول الذي نراه في الغرفة الجانبية ج ف .

» وادي الملوك 5:مقبرة ابناء رمسيس الثاني
» وادي الملوك 9:مقبرة رمسيس السادس
» وادي الملوك 35:مقبرة امينحتب الثاني
» وادي الملوك 15:مقبرة سيتي الثاني
» وادي الملوك 8:مقبرة مرنبتاح