معرفة الله
معرفة الله حق المعرفة هي أجل المعارف وأعظمها على الإطلاق , معرفة الله حق المعرفة هي أقصى ما يتمناه الإنسان ليصل بذلك لمرتبة الإحسان , ولا يبقى له كأعظم مطلب وأمنية بعد ذلك إلا رؤيته عز وجل فإن رؤيته هي أقصى درجات النعيم ما لا خطر على قلب بشر , فهو عز وجل ليس كمثله شئ
ومع الأسف الشديد كثير من البشر إلا من رحم ربي لم يعرفوا الله حق المعرفة , فخسروا بذلك الدنيا والآخرة إلا من أراد الله أن يرحمه فيما دون الشرك
وحتى نضع أيدينا على أول خيط لمعرفة الله , لا أجد بدأ من أن أقول ما قاله الله عن نفسه في أول آية في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
وهي تعني أنا الله , وأنا الرحمن الرحيم , رحمان لجميع خلقي رحيم للمؤمنين منهم , أفتتح بإسمي ورحمتي وبركتي وتوفيقي أعظم نعمة انزلت على وجه الأرض القرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم
بقية الآيات
لي الحمد والمجد فأنا رب كل شئ ومليكه قد تفضلت عليكم بالخلق من العدم لتنعموا برحمتي وآثارها فأنا الرحمن لجميع خلقي الرحيم لخاصة منهم , فمن أراد رحمتي فعليه بالتوحيد الحق حتى أجيب دعائه لهدايته للصراط المستقيم الموصل للحياة الأبدية بنعيمها ( الإسلام دين ) , وسورة الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم أول سورة في القرآن , ذكر الله فيها التوحيد كدين جميع الأنبياء ومن لم يؤمن به لا هداية له للصراط المستقيم ألا وهو ما أنزلته على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الدين هو ما تنعمت به على عبادي وهو الدين الحق , بخلاف ما هو موجود في الأرض من أديان محرفة بفعل الشيطان وأتباعه والتي منها المسيحية واليهودية , وفي هذه السورة العظيمة , لم يذكر رب العزه والجلال والإكرام سبحانه وتعالى عما يصفون إلا رحمته كحقيقة ساطعة للعالم أجمع وأشار سبحانه تعريضا لعقابه من خلال قوله مالك يوم الدين ومن خلال قوله الضالين والمغضوب عليهم , وما ذلك إلا ليعلم الخلق أن رحمة الله سبقت غضبه وأنه هو أرحم الراحمين بنا , ما خلقنا إلا من أجلنا ففتح خزائنه عزوجل لنا , لننهل منها ما نشاء كمسلمين دنيا وآخره وكغير المسلمين في الدنيا , وأما رحمته للمسلمين في الآخره هي نيل الحياة الأبدية والتي هي نعيم في نعيم والتي ألذها النظر لوجهه الكريم , ومن عجائب جوده وكرمه وحبه لخلقه , أبلغنا أنه يستجيب دعاء الداعين بما أرادوا فإن لم نسأله فإنه يغضب علينا , فما هذا الكرم وما هذا السخاء وما هذا الجود الذي ليس بعده جود وكرم , وما كان ذاك إلا حبا لخلقه الذين آتوه طائعين مختارين دون إجبار, وإن عصيناه وتجاوزنا حدودنا في حقه يمهلنا ويقبل توبتنا ويعفو عنا ويغفر لنا على الرغم من مقامه العظيم المهيب, وقد يعاقبنا سبحانه بعض الشئ كتربية لنا وما يريد بذلك إلا الخير كله لنا , وذلك كما يربي أحدنا أبنائه ولله المثل الأعلى , وهذا كله لا يفعله لك حتى والدتك التي هي أرحم الناس بك على وجه الأرض , ومن لم يستشعر ذلك ويقدره من خلال حبه وتعظيمه وطاعته في الأوامر وترك النواهي , فقد عقه سبحانه وتعالى كما يعق أحدنا أمه وأباه ولله المثل الأعلى , وكلنا نشمئز من عقوق الأبناء لأن فطرتنا وعقلنا يقولان لنا , ( ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ) وكلنا نجزم أن العاق لا بد له من أن يؤدب فإن لم يتب يعاقب بأشد العقوبات لأن من الناس من لا يستقيم إلا بالعقوبة وأن أصر على فعله فإننا لا نرحمه لتطاوله على مقام أمه وأباه , فكيف إخواني بمقام الله عز وجل ( ولله المثل الأعلى ) ؟ وبما أن مقام الله عظيم لا يتخيل أحد درجته كان لا بد من حفظ مقامه عزوجل بالعقاب في الدنيا ومن مات مصرا كفرا كان جزائه الخلد في النار لأن هذا الجحود والتكبر واالإصرار لا يطهر أبدا, وأعظم الجحود والتكبر هو جحود وتكبر وإصرار إبليس اللعين ومن حذا حذوه ,لذا كانوا في الدرك الأسفل من النار , ولو أعيدوا لعادوا لما كانوا عليه , وأما غيرهم فقد يعفو الله عنهم وقد يدخلهم ناره ليطهره من الفحش والدنائة ونكران الجميل ليصلح أن يعيش مع الطاهرين ويدخل على ملك الملوك والذي عرشه المجيد المهيب فوق الفردوس الأعلى من الجنة , وكما كان الشرك والكفر أشد أنواع المعاصي كان التوحيد أفضل الأعمال والتي قد يعفو الله عنك بسببه لو كانت ذنوب مثل الجبال , وكما أن رحمة الله أعظم من رحمة الوالدين فإن مقامه أعظم منهما , بل ليس كمثله شيئ , لذا كان سبحانة وتعالى " ذو مغفرة وذو عقاب أليم "
وخير من عرف الله حق المعرفة رسولنا صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وقد أخبرونا عليهم السلام برحمة الله عزوجل وبمقامه ومن لم يعرف الله بهما ما عرف الله حقيقة المعرفة , قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟
قلنا : لا والله ! وهى تقدر على أن لا تطرحه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها . رواه البخاري ومسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله "
وما كان ذاك إلا ليعلمنا برحمته عز وجل وبمقام الله وعظمته سبحانه وتعالى في الحديث الثاني , ووالله إنه لمسكين من عرف الله برحمته فقط وإنه لمسكين من عرف الله بعقابه فقط , ولذا كانت عبادة الله وترك ما حرمه هي الترمومتر الذي يقاس به حب العبيد له سبحانه وتعالى , وكان الإبتلاء إختبار من الله لنا ليرى ما كنا فاعلين إن أعطاني الكثير الكثير وحرمنا من قليل القليل فهل سننسى كل ذاك الإحسان ؟ وهل كنا ممن يحب الله في الرخاء فقط ؟ فبئست المحبة تلك التي تعتمد على العطاء فقط وما ذاك إلا حبا للعطاء نفسه وليس حبا حقيقيا , وكان الإبتلاء أيضا منحة منه لتدريب المؤمنين وصقلهم على إظهار محبتهم لله من خلال أخذ الدين بقوة وكان الإبتلاء أيضا تطهير من الله لعباده من ذنوب تطاولهم على مقامه عزوجل وذالك حبا منه لعباده حتى يأتوا إليه كما ولدتهم أمهاتهم طاهرين محبين , ,وعذاب الدنيا أهون بكثير من عذاب الآخره , ولأن الله يحب عباده فهو يمهلهم حتى آخر لحظة ليظهروا حبه له , وما جزاء من تطاول على قدر الملوك إلا التأديب فكيف إن كان التطاول على ملك الملوك مالك الملك ,فإن مات العبد مصرا على ذنوبه ولم يرجع عن غيه وعقوقه كانت له النار تأديبا وتطهيرا , حتى يدخل الجنة مع الأطهار ويصلح للدخول على ملك الملوك , والملوك لا يدخل عليها إلا بأطهر وأفضل الثياب والعطور , وكتب الله الخلود لمن تطاول على ذاته من خلال نكران توحيد الربوبية له وتوحيد الألوهية له وتوحيد الأسماء والصفات له أو كفره بإجحاد للحق وستره ,كمن يجحد القرآن أو الرسالة المحمدية , وكمن يجحد لما قال الله في كتابه عزوجل من أوامر أو ترك نواهي ومات مصرا على ذلك بعد أن أوضح ربه له بالحجة وأمهله حتى قبل بلوغ الروح للحلقوم , فمثل هذا الجاحد لا تطهر نفسه أبدا ,والله لم يكن معذبا إلا بإقامة الحجة من خلال كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن خلال دعوة الدعاه في بقاع الأرض لغير المسلمين ومن لم تقم عليه الحجة لجنون أوغير ذلك من الأسباب سيقيمها الله عليه يوم القيامة , لذا إخواني قد كانت المحبة والتعظيم هما ركني العبادة ( فعل الأوامر وترك النواهي ), فالعظيم الذي يحبك لا بد وأن تحبه وتقدرعظمته ولا تتطاول على مقامه فهذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها وما جزاء الإحسان إلا الإحسان
ترمومتر المحبة والتعظيم لله
أن يحبه محبة قلبية
أن يقدم الإنسان ما يحبه لمن يحب
أن يحب رسله وأنبيائه وخاصة أولو العزم وخاصة منهم محمد صلى الله عليه وسلم
أن يقدم الإنسان رضاه على رضى جميع الخلق
أن يطيع اوامره بكل ما اوتي من قوة
أن يحب ما يحب حبيبه ويحسن الخلق معهم وينصرهم ويفرج كربتهم ويقضي حاجاتهم
أن يكره ما يكرهه
أن يقدم روحه وماله في سبيل من يحب
أن يستشعر بقلبه وعقله عظمته وملكوته المهيب من خلال تخيل عرشه وملكه وخير أمر للتخيل أن يتخيل وقوفه امام ملوك الدنيا وماذا كان فاعلا
أن لا يعصيه عمدا وإن عصيه بفعل الشيطان يندم ويتوب ويعزم أن لا يعود محبة وخوفا وتعظيما
إن لا يصر على معصيته وإن أصر فإن أقل القليل أن يكون نادما خائفا مجاهدا لترك المعصية
أن لا يعصيه أبدا في أوقات مقدسة كثلث الليل الآخر وما بين الآذان والإقامة ورمضان والجمع وغيرها
أن يتخيل قدومه عليه محملا بالمعاصي
أن يكون الله في فكره وان يكون الإنسان في ذكره
أن يدافع عن الله مما يصفه الجهلاء ويذب عن نبيه ومما يعين على ذلك أن تتخيل إن تتطاول أحد على والديك ما كنت فاعل
اسأل الله أن يغفر لي زلتي إن زللت
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين
إنتهى
ياربي بك استجير من ذنوبي , ولا يجير من الذنوب سواك
ياربي ذنوبي آذتني بضر , لا كاشف له إلا إياك
ياربي عبد تائب ناجاك , اتراك ترد صادق توبتي حاشاك
ياربي ذنوبي وإن كثرت وعظمت , فهي في بحرعفوك قطرة أتراك لا تعفو عن القطرة حاشاك
ياربي لا أعلم كيف عصيتك بذنوب عظام سوى الغفلة والهوى والنفس والشيطان
فأعني ياربي على جهاد ترك الذنوب ببعض من قواك
ياربي لولا عظيم جودك وكريم عفوك , ما تجرأت لسؤلي إياك
يا قديم الإحسان يا من إحسانه فوق كل إحسان , إني سائلك أتراك تنهرالسائلين حاشاك
ياربي أسئلك بعد العفو وكشف الضر , بيتا عندك في الجنة بسلام من غير حساب ولاعقابا
ياربي وتقبل صلاتي على النبي محمد , وصلي علي بها عشر وأجب بها عظيم سؤلي ورجائي
موقع الكاتب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]