لقد أحييت فينا أيام العزة لما كنّا
لقد ذكرتنا بأحد الرجال الأطهار المخلصين لله وللأمة
فمن هو السلطان سليم؟
انه سليمان خان الأول بن سليم خان الأول بن بايزيد خان الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل
عاشر السلاطين الدولة العثمانية وصاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520 حتى وفاته في 5-7 سنة 1566 خلفا لابيه السلطان سليم خان الأول. خلفه ابنه السلطان سليم الثاني.
عرف عند الغرب باسم سليمان العظيم وباسم الكبير وفي الشرق باسم سليمان القانوني
لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني.
أصبح سليمان حاكمًا بارزًا في أوروبا في القرن السادس عشر، يتزعم قمة سلطة الإمبراطورية العثمانية العسكرية والسياسية والاقتصادية.
قاد الجيوش العثمانية لغزو المعاقل والحصون المسيحية في بلغراد ورودوس وأغلب أراضي مملكة المجر قبل أن يتوقف في حصار فيينا في 1529. ضم أغلب مناطق الشرق الأوسط في صراعه مع الصفويين ومناطق شاسعة من شمال أفريقيا حتى الجزائر. تحت حكمه سيطرت الأساطيل العثمانية على بحار المنطقة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج.
في خضم توسيع الإمبراطورية، أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع والتعليم والجباية والقانون الجنائي.
حدد قانونه شكل الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته.
لم يكن سليمان شاعرا وصائغا فقط بل كان أيضا راعيا كبيرا للثقافة ومشرفا على تطور الفنون والأدب والعمارة في العصر الذهبي للإمبراطورية العثمانية.
تكلم الخليفة أربع لغات: العربية والفارسية والصربية الجغائية (لغة من مجموعة اللغات التركية مرتبطة بالأوزبكية والأويغورية).
كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا كتب قصائده تحت الاسم الأدبي "مُحبّي" وكان خطاطًا يجيد الكتابة، وملمًا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية.
كان خبيرا بالأحجار الكريمة، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق بسخاء على المنشآت الكبرى فشيد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودا، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتى أنحاء الدولة، وبخاصة في دمشق ومكة وبغداد، غير ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة.
أنّ الذي اشتهر به واقترن باسمه هو وضعه للقوانين التي تنظم الحياة في دولته العظمى. كان القانون السائد في الإمبراطورية هو الشريعة الإسلامية. ظهر قانون سليمان الذي غطى مجالات القانون الجنائي وحيازة الأراضي والجبايات. جمع فيه جميع الأحكام التي صدرت من قبل السلاطين العثمانيين التسعة الذين سبقوه. وبعد القضاء على الازدواجية والاختيار بين التصريحات المتناقضة، أصدر مدونة قانونية واحدة، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تتفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fc/Suleiman_bas-relief_in_the_U.S._House_of_Representatives_chamber.jpg/220px-Suleiman_bas-relief_in_the_U.S._House_of_Representatives_chamber.jpg نقش غائر للسلطان سليمان القانونى يزيّن مجلس النواب الأمريكي. وهو واحد من النقوش الثلاثة والعشرين التي تكرم سانّي القوانين عبر التاريخ.
يعتبر بعض المؤرخين هذا السلطان أحد أعظم الملوك. فقد ضم نطاق حكمه الكثير من عواصم الحضارات الأخرى كأثينا وصوفيا وبغداد ودمشق وإسطنبول وبودابست وبلجراد والقاهرة وبوخارست وتبريز وغيرهم. لقد كان
أمير المؤمنين
وخليفة رسول الله في الأرض.
وحامي المدن المقدسة الثلاث مكة والمدينة والقدس.
امبراطور المدن الثلاث القسطنطينية وأندرينوبول وبورصة، ودمشق والقاهرة وأرمينيا كلها والمغريس وبركة والقيروان وحلب وعراق العرب والعجم والبصرة والأحساء وديلان والرقة والموصل وبارثية وديار بكر وقيليقية وولاية إرزوروم وسيفاس وأضنة وكارامان وفان وأرض البربر والحبشة وتونس وطرابلس ودمشق وقبرص ورودوس وكنـْدية وولاية موريا وبحر مرمرة والبحر الأسود وشواطئه وأناطوايا وروميليا وبغداد وكردستان واليونان وتركستان وتاتاريا وسيركاسيا ومنطقتي كاباردا وجورجيا وسهل كبشاك وكل بلاد التتر وكيفة والبلاد المجاورة لها والبوسنة وتوابعها ومدينة وقلعة بلجراد وولاية صربيا وقلاعها ومدنها وحصونها وكل ألبانيا وإفلاق وبلاد بغدان كما وابعها وحدودها، وعدة مدن وبلدان أخرى.
مات سليمان القانوني فى ميادين المعارك والفتوحات أثناء حصار مدينة سيكتوار إحدى مدن مقاطعة بارانيا في جنوب المجر في 5-7 سبتمبر عام 1566م حيث سقط من على صهوة جواده و قد مات في تلك اللحظة إلا أن الجنود المخلصين شاءوا ألا يخبروا أحدا حتى العودة به إلى العاصمة.
لم يكن السلطان سليم القانونى عميلا ولا جاسوسا ولا كنزا استراتيجيا لأعداء الاسلام وأعداء الأمة. كان فاتحا وراعيا وموسعا للخلافة ولم يكن مضيّعا لها. كان بارا بوالديه كما رأينا فى كتابته لوفاة أمه ولذلك فهو كان بارا لدينه وعقيدته وأمته. لم يربّ جيوشا من الفاسدين ولا المرتشين ولا المنحلين ولا من كارهى الشريعة والملة والدين ليكونوا فلولا من بعده وانما ربّى جيوشا من المدافعين عن حياض الاسلام والفاتحين.
رحم الله سلطان السلاطين أمير المؤمنين سليمان القانونى رحمة واسعة وألحقه وايانا بالصالحين.
محمد هاشم عبد البارى