مليونية "باردة" في التحرير.. وحشد "ساخن" في محافظات الاستفتاء

تأجيل الحوار الوطني "الرئاسي"
مليونية "باردة" في التحرير.. وحشد "ساخن" في محافظات الاستفتاء
كانت مليونية التحرير أمس انعكاساً للمشهد السياسي الحالي في مصر.
فالمعارضة التي علي ما يبدو لم تعد تثق كثيراً في قدرة حشد المليونيات علي التأثير في الانتخابات والاستفتاءات شاركت في مليونية "باردة" بميدان التحرير. ولم تزد أعداد المشاركين علي بضعة آلاف لإسقاط ما أسموه ب "دستور الإخوان".
وكان واضحاً غضب المعتصمين في الميدان من النخبة السياسية التي تركتهم في الميدان ولم يعد لهم علاقة به وبعضهم هجر الميدان نهائياً ولم يعد يزوره.
وكالعادة عندما يخلو الميدان من الثوار تزداد المعارك بين المعتصمين والباعة الجائلين أو بين الباعة الجائلين أنفسهم كما حدث أمس عندما اختلفوا علي توزيع الأماكن واستخدمت الأسلحة البيضاء وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء.
وفي الوقت الذي كان فيه "التحرير" خالياً كانت الرئاسة تعلن تأجيل جلسة اللجنة الثانوية المصغرة المنبثقة عن الحوار الوطني لإتاحة الفرصة لمزيد من القوي الوطنية لإرسال أفكارها وأطروحاتها.
وبينما كان التحرير بارداً كانت الحملات "ساخنة" في المحافظات التي ستجري بها الجولة الثانية من الاستفتاء والتي تضم 17 محافظة وحيث تحاول جماعة الإخوان المسلمين أن تزيد نسبة الموافقين علي المعارضين حتي يمكن أن تتسع الفجوة بين الذين قالوا نعم والذين قالوا لا.
وشهدت محافظات الاستفتاء ما أطلق عليه بحملات "طرق الأبواب" التي تنظمها جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي وحيث الاعتماد علي فكرة التواصل المباشر مع المواطنين في منازلهم بالاضافة إلي عقد كثير من الندوات السياسية والدينية التي تشرح الدستور وتطالب بالتصويت "بنعم".
وفي الوقت الذي يشهد فيه الحراك السياسي المصري تأرجحاً في المواقف وتبادلاً للاتهامات فإن صحيفة "زي نيوز" الباكستانية التي تصدر باللغة الإنجليزية أوردت مقالاً خطيراً للعالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان صاحب أول قنبلة نووية إسلامية تحت عنوان "الأفكار العشوائية.. خطر يحيق بمصر" أكد فيه أن أشد الأخطار التي تحاصر مصر هي وصول الخونة إلي مراكز السلطة.
وأشار إلي أن الغرب عندما فشل في غزو مصر عسكرياً زرع الخونة بمراكز السلطة والمسئولية منذ زمن حتي يظهر تأثيرهم علي المدي الطويل.