ذكر ميلاد يسوع في النصرانية
ذكر ميلاد يسوع في النصرانية
ذُكرت القصة عند متى و لوقا و لكنها أتم و أكمل عند لوقا
لذلك سنأخذ سياق لوقا و نضيف إليه إضافة متى و هي قصة المجوس الذين تنبؤا به عند ميلاده
حدثت القصة عندما كان هيرودوس ملكاً على ولاية اليهودية حيث كان زكريا عليه السلام في الهيكل يتعبد و يؤدي خدمته فجاءه الملاك جبريل عليه السلام يبشره بغلام اسمه يوحنا - يحي - و كانت امرأته عاقراً و كانت اسمها اليصابات فتعجب من هذا زكريا عليه السلام و قال للملاك : كيف أعلم هذا ، لأني شيخ و إمراتي متقدمة في أيامها أي عجوز لوقا 18/1
فرد عليه الملاك أني أنا جبرائيل الواقف أمام الله و أرسلت لأبشرك بهذا و ها أنت تكون صامتاً و لا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي يكون في وقته - و يلاحظ هنا الفرق بين ذكر هذا الحادث في الإسلام و النصرانية لأنه في الإسلام كانت ثلاثة أيام فقط و لك تكن تسعة أشهر كما أخبره الملاك بأنه يكون من يوم البشرى إلى الميلاد ، الأمر الثاني و هو أن صمت زكريا عليه السلام هنا عقوبة و ليست آية - و لما خرج زكريا للشعب و كان ينتظرونه لم يكلمهم و كان يشير لهم فقط ففهموا أنه قد رأى رؤيا في الهيكل
في الشهر السادس أُرسل الملاك إلى مريم العذراء و كانت مخطوبة لرجل يهودي في مدينة في منطقة الجليل تسمى ناصرة
فدخل عليها الملاك و قال لها سلام لك أيتها المنعم عليها ! الرب معكِ . مباركة أنت في النساء ها أنت تحبلين و تلدين ابنا و يسمى يسوع و يكون عظيما و ابن العلي يُدعى و يعطيه الرب كُرسي داود أبيه و يملك على بيت يعقوب إلى الأبد و لا يكون لملكه نهاية لوقا 33/1 فقالت للملاك كيف هذا و أنا لا أعرف رجلاً - أي لم أعاشر رجل و إلا فهي كانت مخطوبة ليوسف و الخطوبة عند اليهود تعني معقود عليها - فقال لها الملاك الروح القدس يحل عليكِ و قوة العلي تظللك و ابن العلي و القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله و أخبرها أن أليصابات حملت هي الأخرى و هي الآن في الشهر السادس أما يوسف النجار رجلها - كما يقول متى - إذ كان باراً لم يرد أن يفضحها و ستر عليها حتى جاءه الملاك في حلم و قال له يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم زوجتك لأن الذي حبل بها هو الروح القدس و ستلد ابنا و يدعى اسمه يسوع لكي يتم ما قيل بالنبي هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعى اسمه عمانوئيل أي الله معنا .
نكمل مع لوقا : و لما تم زمان حمل أليصابات وضعت ولدها و في اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي و سموه يوحنا و كان هذا اسماً غريباً لأن ليس أحد في عشيرتهم من قبله سُمي بهذا الاسم ، المهم كبر بعد ذلك الصبي و كان يساعد ابيه في الخدمة و في تلك الأيام أصدر القيصر أمر بإحصاء جميع الشعب و كان على كل واحد أن يذهب إلى المدينة ليسجل أسرته
و أخذ يوسف النجار زوجته و ذهب إلى اليهودية ليسجل الأسرة هناك- على فكرة في هذا الوقت كان عمر يوسف 90 سنة و مريم 12 سنة - و أثناء الطريق لم يجد مكاناً يبيت فيه إلا مذود - حظيرة حيوانات زريبة يعني - و في هذا المكان وضعت مريم ولدها
ثم جاء مجوس من الشرق يبحثون عن الصبي قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق و أتينا لنسجد له - ملحوظة : اختلف العلماء هل المجوس اهل كتاب ام لا ؟ و منهم من قال انهم اهل كتاب و لكن لا نجزم بذلك و قد يكونوا أهل كتاب و عندهم خبر عن المسيح عليه السلام في كتبهم أو قد يكونوا ممن يهتدي بالنجوم أو عرفوا عن طريق الجن أو غيرهم و قد تكون القصة مفبركة من الأصل خاصة و أن فيها ما يثير الشك - و لما سمع بهم هيرودوس استدعاهم و سألهم عن خبره و لما تأكد منهم الخبر قال لهم : اذهبوا و افحصوا بتدقيق عن الصبي و متى وجدتموه أخبروني لكي آتي و أسجد له معكم و كان يخدعهم و لا يريد الا قتل الصبي و بعد أن خرجوا من عنده وجدوا النجم الذي كان قد ظهر لهم في المشرق و كان يتقدمهم إلى بيت الصبي و لما رأوا الصبي فرحوا و قدموا له الهدايا و سجدوا له ثم أوحي إليهم في حُلم ألا يرجعوا إلى هيرودوس فانصرفوا و لم يرجعوا إليه .
ثم ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم و قال له : قم و خُذ الصبي و اهرب إلى مصر و كن هناك حتى أقول لك ، لأن هيرودوس مزمع أن يهلك الصبي ، فقام و أخذ الصبي و أمه ليلاً
و انصرف الى مصر
؛ و لما علم هيرودوس بما فعله معه المجوس قتل جميع صبيان بيت لحم و ما حولها من مدن اليهودية من عمر يوم إلى سنتين و لما مات هيرودوس ظهر الملاك إلى يوسف و قال له إذهب و خذ الصبي و أمه إلى أرض إسرائيل لأنه هيرودوس مات و لما عاد إلى اليهودية وجد أرخيلاوس يملك عليها بدلاً من أبيه فخاف منه و ظهر له الملاك مرة أخرى و قال له إذهب إلى الجليل و اسكن في الناصرة متى 22/2
لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصرياً .
و هكذا تتم القصة كما ذكرها الكتاب المقدس و أعرضت عن بعض التفاصيل التى قد لا تكون مهمة في الوقت الحالي .
يتبقى لنا ذكر النسب و ذكر المشاكل الرئيسية في قصة الميلاد
تقدمة للنسب
كان بنوا اسرائيل شعب الله المختار و هم أحباب الله فقد كانوا هم الوحيدون على وجه الأرض الموحدون لله فكان الله دائماً ينصرهم على أعدائهم إما بملك يجمع شتاتهم و يهزم عدوهم أو نبي ملك يرشدهم إلى الله و يقتل أعدائهم و يسومهم سوء العذاب حتى اغتر اليهود فسلط الله عليهم الفلسطينيين فساموهم سوء العذاب من بعد داود و سليمان عليهما السلام و كان داود عليه السلام هو الذي أنقذهم من يد العماليق و أسس لهم مملكة عظيمة و خلفه ابنه سليمان عليه السلام فكان ملكاً نبياً فلما تسلط عليهم الفلسطينيون انتظروا ملكاً يتنقم لهم من الفلسطينيين و لما طال بهم العهد و لم يأت هذا الملك انتشرت بينهم النبؤات و الدعايات أنه سيأتي ملك من نسل داود عليه السلام - لأنه هو الذي أنقذهم آخر مرة من أعدائهم - و ينقذهم من الفلسطينيين و ينتقم منهم .
فلما أتى المسيح يسوع عليه السلام و لم يحارب و لم ينقذهم من الفلسطينيين لم يعترف به اليهود و قالوا مسيحنا المنتظر يجب أن يكون من بيت داود و حاول أنصار المسيح أن يلفقوا له نسباً إلى دواد عليه السلام ليصبح هو المسيح الذي بشرت به نبؤات اليهود و يقبله اليهود ؛ و لذلك نجد هذا النسب المدعىَ لعيسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام بالرغم من أن النصارى أنفسهم يعترفون أنه وُلد من عذراء بدون أب فكيف يكون له نسب - سبحانك هذا بهتان عظيم - و من يسمع ان النصارى لفقوا نسباً للمسيح عليه السلام يقع في ذهنه أول ما يقع أنهم نسبوه لأمه و نسبوها هي لداود فيكون من نسل داود و لكن الحمقى من فرط غبائهم نسبوه لزوج أمه ثم ادعوا له نسباً إلى داود عليه السلام و فوق كل هذا إختلفوا في النسب المُدعىَ هذا بل و كذبوا بهذا النسب نبوءات العهد القديم التى تقضى بأنه لا يملك أحد من نسل يهوياقيم على كرسي داود أو أنه من نسل زنى ثم تخبطهم هل هو من نسل ناثان بن داود أو نسل سليمان بن داود .