الهجره الحضرميه في المحيط الهندي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحـــيط الهندي أحد أهم الطرق التجارية منذ القدم، فقد استخدمه العرب والصينيون والهنود في تجارتهم قبل مئات السنين.
حيث يقسم المحيط الهندي حافة على شكل حرف Y عند منتصفه إلى قسمين، وتمتد هذه الحافة من جنوب بحر العرب إلى طرف القارة القطبية الجنوبية،..... وتبرز عدة جبال مخروطية الشكل فوق سطح الماء عند الطرف الجنوبي لهذه الحافة،...... وتشكل هذه الجبال البارزة جزرا كـ جزر كوكوس الواقعة جنوب إندونيسيا، و جزيرة تروميلين شرق مدغشقر.
و قد كان العرب يسيرون رحلاتهم البحرية بانتظام من شبة الجزيرة العربية إلي الهند وشرق آسيا حتى وصلوا الصين حيث يذكر أن هناك جاليات من اصل عربي تعيش هناك
و يشكل الحضارم الغالبية العظمى من عرب الخليج والجزيره الذين تاجروا مع شرق افريقيا و جنوب شرق اسيا .... وحملوا منها توابلها وأقمشتها وحرائرها إلى موانئ الجزيره العربيه والى عدن الواقعة على البحر العربي في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية، عند باب المندب .
يقول عبد الرحمن الملاحي :
(أن الموقع الاستراتيجي لحضرموت الذي يتوسط بحار العالم وممراتها التجارية ونزعة أهلها الفطرية الغالبة للهجرة والتجارة على غالبيتهم واتصالهم و ارتباطهم النشط عبر التاريخ بكل الدول المطلة على المحيط الهندي هي من أسباب اهتمامهم القوي بالملاحة وقد استندوا في كل ذلك على القرآن الكريم الذي يعتبر الأساس الثابت لعقيدتهم و لكافة تعاملاتهم و لعلم الفلك الذي هو حجر الزاوية لعلم الملاحة و إلى مؤلفات العلماء الحضارمة ذاتهم العديدة في هذا الشأن التي تعتبر في إجمالها ثروة علمية عظيمة للبشريه).
ففي الأزمان القديمة اشتهرت حضرموت "بمملكة البخور والمرّ " وتدل آثار ونقوش الفترة من التاريخ على ماض عرق ورخاء.
و كان الحضارم على معرفة جيدة بطبيعة البحار سواء في قيادة سفنهم للرحلات الطويلة أو الأحوال المناخية المتقلبة والموسمية وكانوا يستعملون (الدليل البحري) ويسمى الرهماني أو الرحماني ......وكانوا يستعملون تقويم خاص بالبحارة يسمى (النيروز)، وكانوا يحسبون طلوع المنازل ومواسم الرياح وأوقات الأسفار وسرعة مراكبهم و المسافة وطرق تمييز الجزر والوقت المتوقع وصولهم.
لقد استطاع الحضارم بمهارتهم ووعيهم أن يسيطروا على التجارة الممتده من شرق افريقيا الى شرق اسياء هناك استقروا و انشأوا مدنا و بنوا أسطولا تجاريا يغدو و يروح بين الهند و الجنوب العربي و أفريقيا الشرقية بأصناف البضائع و مختلف السلع، و إلى سواحل أفريقيا الشرقية ، إريتريا و الصومال ، هاجرت قبائل كثيرة من الجنوب العربي و من الصعب تحديد بداية هجرتهم و لكن معظم المؤرخين يرجحون أنها حدثت قبل ميلاد المسيح بعدة قرون .
قال د"عبدالله البجره":
أن الإسلام واجه تحدي الديانات الوثنية في تلك الأماكن وهي البوذية الهندية والصينية واستطاع أن يتغلب عليها وبدون إراقة قطرة دم واحدة ,واقر الهولنديون للحضارم بهذا الدور الريادي والحضاري إذ استطاعوا أن يؤسسوا لهم كيانات اقتصادية وسياسية في تلك المناطق وكان للحضارمة دور مشرف في القضية الوطنية وقفوا ضد الاستعمارالهولندي, وحتى حين استطاعت القوات اليابانية أن تحتل اندنوسيا لم تستطع أن تعزل الحضارمة عن المجتمع المحلي على أنها نجحت في عزل كثير من الجماعات الأخرى كالصينيين وغيرهم وهذا يدل على التأثير القوي للحضارمة في المجتمع المحلي .
وفي بريطانيا عقد مؤتمر "حركات الهجرة الحضرمية في المحيط الهندي ما بين الأعوام 1750 و1967 " تحت رعاية مركز دراسات الشرق الأوسط معهد الدراسات الشرقية والأفريقية جامعة لندن بالاشتراك مع منظمات بريطانية ودولية.
و اشترك في المؤتمر عدد من الأساتذة ومنهم الأستاذ ستيفن ديل الذي ركز على الهجرات الحضرمية إلى ساحل ملبار وهو محور هذه الدراسة التي قمت بها.
يقول ستيفن :
إن الهجرات المذكورة بدأت قبل بزوغ الإسلام واشتدت بعد ذلك في القرن التاسع الميلادي كما تقدم وأقيمت مستوطنات زاهرة للحضارمة في المدن الساحلية مثل كيلون وكاليكوت حيث كان يصل الحضارم لشراء التوابل والأقمشة ومنها الكاليكو نسبة إلى مدينة كاليكوت قبل تعديل اسمها بعد استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني.
وهو الذي أسهب في الكتابة عنه الرحالة والمؤرخ العربي ابن بطوطه إذ قال إنه كان "ميناء كاليكوت" أكبر ميناء في المنطقة ومن أكبر الموانئ في العالم على الأقل العالم الذي كان يعرفه أو يقرأ عنه.
(للحضارم تاريخ في الفكر والأدب والدعوة والفقه في البلدان التي إستقروا بها ففي إندونيسيا وسنغافورا وماليزيا وغيرها من جزر شرق آسيا عشرات المؤلفات وعشرات الصحف وعشرات المعارك الفكرية التي ألفها وأصدرها وخاضها الحضارم، اليوم نجد الكثير من الحضارم في مناصب سياسية عالية .) "ساحات الطيران العربي"
وقد قال الكاتب الكويتي الدكتور "الحجي" في كتاب عن الشيخ عبد العزيز الرشيد الذي أتصل برجال الدعوة الحضارم هناك، وأختلط تاريخه بتاريخهم:
إن الحضارم المسلمين هم رواد الحركة الأدبية الصحفية العربية في المهجر الشرقي مثلما كان الشاميون المسيحيون هم أصحاب الفضل في تأسيس الحركة الأدبية العربية في المهجر الغربي "أمريكا" ولكن الفرق أن أحداً لم يدرس حركة الأدب والصحافة التي أسسها العرب المسلمون وفي الشرق وإنصبت الدراسات على ما قام به العرب المسيحيون في أمريكا ."منتديات طريق حورالعين"
اليوم معظم المناطق التي فيها المراكز التجارية في سنغافورة كانت ملك الحضارم، اصبحت اوقاف تحمل أسماء العوائل الحضرمية، سواء الخاصة منها أو الخيرية، وكانت هذه الأوقاف من أحد الأسباب التي أعطت سمعة جيدة للجاليات العربية بين المسلمين في سنغافورة.)
قد تم تسمية العديد من الشوارع بأسماء العوائل العربية، إضافة إلى بعض المجالس البلدية .
."ويكيبيديا "