حال وصولهم للسلطة
خُضر ألمانيا يعدون بالأعتراف بالإسلام
مبادرة حزب الخضر تتضمن تيسير بناء المساجد في ألمانيا ( صور خاصة بالجزيرة نت )
الجزيرة نت : خالد شمت- برلين
رحب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بمبادرة حزب الخضر المعارض
بالعمل للاعتراف بالدين الإسلامي رسميا ومساواته بالمسيحية واليهودية ،
ومنح الأقلية المسلمة ومؤسساتها وضعا مساويا للكنائس ومؤسسات الجالية اليهودية ،
في حال تولي الحزب الحكم .
و امتدح المجلس المبادرة و اعتبرها متميزة عن محاولات سابقة اتسمت - وفقا للمجلس -
بالجزئية و لم تصل إلى حلول دائمة للمشكلات التي تعترض المسلمين .
و خطة الخضر الواقعة في عشر صفحات تحت عنوان
" المساواة القانونية و الاندماج للإسلام في ألمانيا "
حملت تقنين الاعتراف الرسمي بالإسلام ،
و منح الأقلية المسلمة حقوقا متزايدة في كافة المجالات ، من أهمها تيسير بناء المساجد .
و عن الخطة قالت رئيسة كتلة حزب الخضر بالبرلمان الألماني ( البوندستاغ ) ريناتا كونست
إن حزبها سيسعى لتنفيذها إذا سيطر على مقاعد برلمانية تؤهله لذلك في الانتخابات البرلمانية القادمة .
و لفتت إلى أن الخطة تعد أول اعتراف من حزب ممثل في برلمان البلاد بانتماء الإسلام إلى ألمانيا كحقيقة ،
و إقرار بأحقية أكثر من أربعة ملايين مسلم يشكلون 5% من السكان ،
كمكون طبيعي في الثقافة و المجتمع الألمانيين .
و تمنح خطة الخضر للدين الإسلامي وضعَ المؤسسة الدينية المعترف بها ،
و تتيح للمسلمين دفع ضرائب دينية شهرية تتولى الحكومة استخدامها في تمويل متطلباتهم الدينية ،
على غرار ما يتم منذ سنوات طويلة مع الكنائس و المؤسسات اليهودية .
و تتضمن الخطة التيسير على مسلمي ألمانيا في بناء المساجد و تمكينهم من تحديد أماكنها
و اختيار طابعها المعماري ، بعيدا عن القواعد البيروقراطية المعقدة المعمول بها حاليا .
كما تتبنى الخطة زيادة عدد وظائف المرشدين الدينيين للمسلمين في المستشفيات و الجيش و السجون ،
و تعميم تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس الحكومية بكافة الولايات الألمانية .
و خطة الخضر من شأنها أن تمنح الإسلام وضع المؤسسة المعترف بها قانونيا ،
مما يتطلب وجود جهة واحدة تمثل مسلمي ألمانيا أمام الدولة ،
و ليس إعطاء هذا الحق لواحدة من المنظمات الإسلامية الأربع القائمة حاليا دون سواها .
و شددت الخطة على أهمية وجود شكل و بداية جديدين لعمل
مؤتمر الإسلام
الذي ترعاه الحكومة الألمانية لتقنين وضع الإسلام و دمج المسلمين في المجتمع الألماني ،
و أوضحت
" أن المؤتمر المتواصل منذ ستة أعوام ، و أشرف عليه ثلاثة وزراء للداخلية الألمانية ،
وصل على يد وزير الداخلية الحالي هانز بيتر فريدريش إلى طريق مسدود " ،
و اعتبرت أن المؤتمر الذي مثل المكان الطبيعي لمناقشة قضايا مسلمي البلاد
بحاجة إلى بداية جديدة توفق بين احتياجات الأقلية المسلمة و الدولة في ألمانيا .
الياس رحب بمبادرة حزب الخضر للاعتراف بالدين الإسلامي ( صور خاصة بالجزيرة نت )
حلول مؤقتة
و اعتبر المدير العام للكتلة البرلمانية للخضر فولكر بيك أن الاعتراف بالإسلام
سيمثل حال حدوثه خطوة مهمة للنمو و التطور الجماعي للمجتمع الألماني ،
مشيرا إلى أن الوصول إلى وضع المؤسسات الإسلامية على قدم المساواة مع غيرها من المؤسسات الدينية ،
يتطلب مفاوضات طويلة سيسعى حزب الخضر لإنجازها بسرعة
و إيجاد حلول مؤقتة لمطالب مسلمي البلاد .
من جانبه ثمّن رئيس مجلس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا
البروفيسور / نديم محمد عطا الله الياس
الخطة الجديدة التي يعتزم حزب الخضر طرحها للمناقشة في البرلمان ،
و قال بروفيسور . نديم إلياس في تصريح خاص للجزيرة نت
" إن عدم التعامل بأسلوب لائق مع مسلمي ألمانيا و مساواتهم في الحقوق الدينية
بغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى ، ومراعاة انتمائهم التاريخي لألمانيا و تعدادهم المعتبر ،
كفيل بعدم تفاعلهم بفاعلية مع قضايا مجتمعهم ، و توتير أجواء السلام الاجتماعي " .
و أشار الياس إلى إمكانية تطبيق بعض المطالب للأقلية المسلمة دون حاجة للتقيد بوجود
شكل رسمي محدد كالحاجة إلى رياض الأطفال و التمثيل بمجالس الإعلام ،
و أوضح أن ولايتي سكسونيا السفلى و شمال الراين ضربتا القدوة في هذا المجال
بتقنينهما لتدريس الدين الإسلامي في مدارسهما الرسمية
دون التقيد بعدم اعترافهما رسميا بالإسلام .