فى مشهد جنائزى مهيب ودعت عزبة محمد على التابعة لمنشأة طاهر مركز
أهناسيا بمحافظة بنى سويف، جثمان الشهيد أحمد شعبان أحمد جابر (22 سنة)
المجند الذى لقى مصرعه برفح على الحدود المصرية وسط صرخات والدته وأخواته
البنات وسيدات القرية ودموع الذين حضروا مراسم تشيع الجنازة.
تقدم المشعين اللواء أحمد إبراهيم مساعد قائد المنطقة المركزية
والمهندس محمد القلعاوى سكرتير عام المحافظة والعميد عاصم عبد الحافظ رئيس
مدينة اهناسيا وممثل من كل أفرع القوات المسلحة ونائب مدير أمن بنى سويف
ومجموعة كبيرة من رجال القوات المسلحة وأكثر من 3000 مشيع من أهالى القرية
والمناطق المجاورة لها.
تعالت صرخات النساء فى القرية عقب خروج الجثمان من مسجد القرية إلى مثواه
الأخير بمدافن القرية حزناً على شهيدهم الشاب الذى كان من المقرر عقد
قرانه عقب إنهائه الخدمة العسكرية فى شهر مارس القادم، وأن والده الحاج
شعبان كان ينتظر أحمد يوم الاثنين القادم لشراء غرفة النوم والصالون بعد
حصوله على إجازته المقررة له، القدر لم يمهل أحمد الذى انتظرته خطيبته
طوال عامين هما فترة أدائه للخدمة العسكرية.
داخل منزل الشهيد جلس والده الحاج شعبان والذى يبلغ من العمر (70 عاماً)
وحوله أهالى القرية الذين تجمعوا لمؤازرته وتقديم واجب العزاء، حيث صرخ
الوالد ينادى "أحمد مات يا ناس" وبصعوبة تحدث إلى اليوم السابع قائلاً
"أحمد اتصل يوم الأحد الماضى عبر التليفون وقال لى يا أبوى أسألك الدعاء
وسلامى إلى أمى وأخى محمود وخطيبتى وأننى سوف أحصل على إجازتى يوم الاثنين
القادم"، وأضاف الوالد "قلت له يا أحمد خلى بالك من نفسك وحافظ على الصلاة
وقلت أنا جهزت الفلوس لشراء حجرة النوم والصالون وهنشتريها عندما تعود من
الجيش" و لم أسمع إلا صوت ابنى يقول يا أبى مع السلامة.
وأضاف والده "أحمد ابنى كان الابن الأوسط بين 11 ابناً وبنتاً منهم محمد
37 عاماً ولا يعمل وأحمد الشهيد ومحمود 16 سنة وعبد الرحمن 13 سنة ومصطفى
فى الصف الخامس الابتدائى وعبد الله فى الصف الثالث الابتدائى ولى 5 بنات
عبير ومتزوجة ولها طفلان ولبنى متزوجة ولها بنت وحيدة وصباح زوجها متوفى
ولها ولد وبنت وسعدة وهى مخطوبة ورحمة 14 عاماً".
وأشار والد الشهيد "فوجئت بعد عودتى من عملى فى الأرض الزراعية يدخل على
خال الأولاد ويقول إنه سمع فى التليفزيون نبأ وفاة أحمد وأنه أطلق عليه
الرصاص أثناء قيامه بالخدمة على الحدود فى رفح وعندها تعالت صرخات والدته
أخواته البنات الذين كانوا فى زيارة لنا وكنا قبلها نرتب للذهاب إلى صهرنا
للاتفاق على موعد عقد القران".
وتقول إحدى سيدات القرية، إن الشهيد بكى عليه المسيحى والمسلم لما كان
يتمتع به من حسن الخلق واحترام أهالى القرية، ويقول محمد عبد الحليم محامى
خال الشهيد إن أهالى القرية خرجوا جميعاً إلى مدخل العزبة أمس الأربعاء
ليلاً عقب سماعهم الخبر من التلفيزيون فى انتظار جثمان الشهيد فى منظر لم
نعهده من قبل، ويضيف أننى فوجئت بأن الوزيرة عائشة عبد الهادى تتصل وتبلغ
تعازيها إلى الأسرة وأنها قررت تعين محمد وصباح أشقاء الشهيد أحمد فى
الشركة القابضة للأدوية فرع بنى سويف، وأضاف أن مدير إدارة الشئون
المعنوية بالقوات المسلحة قدم تعازى وزير الدفاع إلى الأسرة.
وقال حسين عثمان محامى أحد أبناء قرية الشهيد، إن ابن العزبة دمه لن يذهب
هدر وإننا نطالب بالقصاص لأحمد شهيد الواجب الذى كان يدافع عن الحدود
المصرية وأن الرئيس مبارك هو الأب لكل المصريين فنقول لرئيسنا إن أهالى
العزبة يلجأون إلى الله وإليك للحصول على حق شهيدهم من القتلة.