ماذا بعد مادونا ؟
المجهر الإخباري -
شعب الامارات شعب مثقف واعٍ يدرك حجم مطالبه التي يطالب بها فليس من العبث ان يتحرك افراد جرحت كرامتهم وسفهت أحلامهم ومست قيمهم وتهكم على دينهم وتجاهلت انسانيتهم للمطالبة بإلغاء حفل مادونا تحت شعار ” مادونا تراقص جراحنا ” فحفل مادونا الذي أقيم في إمارة أبوظبي ليس مجرد حفل موسيقي غنائي عابر تجاهل دماء تسيل في سوريا وآهات تأن في الحولة ! وليس مجرد راقصة عارية تبعث بإيحات جنسية بأغاني عنصرية تسفه الأديان السماوية ، انما هو رسائل مهمة وصلت للمواطن الإماراتي اولا وللمسلم أخيرا ، لذلك رأينا أن حجم الإنكار الشعبي كان كبيرا من داخل وخارج الامارات ومن كل مسلم غيور ، خصوصا ان الحفل خرج بمضمون جاوز جميع الخطوط الحمراء لدين وقيم شعب الامارات الكريم وشعوب الجزيرة العربية مهبط الرسالة ومنارة الوحي ..
1-لاقيمة لأصواتكم ومطالبكم
أولى الرسائل التي بعثها لنا حفل مادونا بطريقة فجة وصارخة “ لاقيمة لاصواتكم ومطالبكم..” فعلى الرغم من حجم المطالبات وعلو صوتها الذي بلغ الآفاق إلا اننا لم نر اي استجابة لا من الجهة المنظمة للحفل ولا من الجهات الرسمية المسؤولة ، فظهر واضحاً عدم الاهتمام بصوت المواطن ومطالبه ، وظهر جلياً ان المجلس الوطني مجرد ديكور لتمثيل حياة برلمانية لاتمت للواقع بأي صلة ،
نعتقد أن ماحصل في حفل مادونا هو ليس إلا(عملية ترويض) لمجتمع الإمارات للانسلاخ من مبادئه وعدم إبداء رأيه وتحويله إلى مجموعة (قطيع) لا تعرف أين يقودها الراعي ولا تملك الخيار في ذلك
ودليل على مانقول الاستفزاز المتعمد لشعب الامارات بعد أن أبدوا استنكارهم ومعارضتهم لإقامة الحفل تم تمديد مدة الحفل ليومين بعد ان كان يوما واحداً ، فهذه رسالة قوية للمجتمع الاماراتي أنكم لا أثر لكم أبدا في صناعة قرار دولتكم وحتى يقبل العقل الباطن هذه الرسالة ..
فحفل مادونا أقيم على ارض الإمارات رغما عن الجميع لأجل مصالح أفراد معينين وهذا ما يثبت لنا الرسالة الثانية وهي اننا نواجه الإفساد المنظم ..!
2- الإفساد المنظم
نعم نعاني في دولة الإمارات من الإفساد المنظم رسالة وصلت لجميع المواطنين وهذا الإفساد المنظم لايسره ان يرى إصلاحا منظماً فلذلك نرى الحملة الشعواء على دعاة الاصلاح في الإمارات في حين ان الفاسدين والمفسدين يمتلكون اعلى المناصب ويتبوؤن أعلى الرتب ، والا ما الذي يفسر ان تكون عضوة في المجلس الوطني هي نفسها مديرة لشركة إعلامية وعضوة في شركة أبوظبي للإعلام وهي نفسها عضوة في الشركة التي أتت بمادونا الى أرض الإمارات لتنجسها بقذارتها الا يدل كل هذا أن هناك فساد منظم من أشخاص منظمين هدفهم إفساد مجتمعنا والخروج به من دائرة القيم والأخلاق والدين الى الانحطاط والرذيلة والإلحاد ، ..
3-مصلح معتقل
وكأن رفض القائمين على حفل مادونا الغاء هذا الفساد وهذا المنكر رسالة واضحة استقرت في قلب المواطن عن سبب اعتقال المصلحين وتخويفهم وترهيبهم ، كما ظهر واضحا من يكون خلف هذه الاعتقالات ، يعلم المواطن أن أهل الفساد والإفساد لن يستطيعوا ان ينشروا فسادا في مكان فيه مصلحين ينكرون ويضحون ويسعون في الحفاظ على قيم مجتمعهم وأوامر دينهم ، لذلك فإن حركت المجتمع القادمة يجب ان تكون في الدفاع عن أهل الدين والإصلاح الذين بوجودهم يندحر الباطل وينزاح ..
4- توجيه الدولة إلى فكرة اللادينية:
فكرة التعايش بين الاديان بالطريقة التي تسيء لجميع الاديان ولاتحترم قيم وضوابط المجتمعات هي ماتدعو اليه مادونا وإلا لماذا مادونا المعروفة بانحلالها الخلقي و الجنسي الفاضح وارتباطها بعقيد الكابالا اليهودية
، ومهاجمتها الصارخة لكل مظاهر التدين في حفلاتها بكل بجاحة وجرئة، وارتباطها بجماعة عبدة الشيطان
5- التركيبة السكانية
رسالة خطيرة أخرى ارسلها لنا حفل مادونا وهي ان القرار في كل ارض للأغلبية فيها وللأقوى وجودا على الأرض ، ظهر في حفل مادونا جليا انه لاقيمة لأصوات 10% من السكان الرافضين لحفل مادونا وان كانوا هم سكان البلاد الأصليين وانما القرار بيد 90% الوافدة على الأرض بأخلاقها ودينها وقيمها ، وأثبت أيضاً ان الأقلية يجب أن تذوب جبرا وقسرا في رأي الأغلبية ، هذا كله يصنع لنا كشعب إمارتي هاجسا مخيفا من الإنقضاض المفاجئ الذي نتوقعه في أي وقت خصوصا مع التجاهل التام من الحكومة لرأي الشعب ..
6- اعلام موجه
فضح حفل مادونا الإعلام المحلي الرسمي فلم يعد المواطن الاماراتي يثق في الإعلامي الذي باع رسالته بالمدح والثناء من أجل دراهم معدودات وهو يرى حجم الفساد الذي ينهش جسد الوطن من دون أن يحرك ساكنا او أن يقول كلمة حق ، ولم يعد يثق في وسائل عفى عليها الزمن في التطبيل والتمجيد ولاتشارك المواطن همومه ولا تساهم في الحفاظ على قيمه ونشر رسالته .. الموقف السلبي من هذه الوسائل كشف حقيقتها بعد مادونا ..
7- مثقف مداهن
وجه حفل مادونا صفعة قوية تورمت منه وجوه المثقفين المداهنين حتى سال ماء وجوههم وهم بعيدون كل البعد عن مطالب المواطنين بإيقاف الحفل !
ظهر جليا انهم يمثلون مصالحهم التي لاتمثل قيم المجتمع !
بين القرضاوي ومادونا:
التناقضات جعلت المواطن يستغرب من الهجمة الشعواء التي شنها الفاسدون والمطبلون على القرضاوي بسبب أربع دقائق نصح دافئة أرسلها لأهل الإمارات وحكامها فقامة الأرض ولم تقعد ، ومادونا التي دخلت الامارات رغماً عن إرادة شعب الامارات وأهانتهم باستفتاح حفلها بالصليب ثم نادتهم بأبناء العاهرة ثم قامة بعرض طقوسها الشيطانية وإيحائتها الجنسية ثم ختماها بإهانة لرموزنا الدينية ، ثم خرجت بسلام لم تحرك شعرة في أجساد المثقفين والإعلاميين …!
كل هذه الرسائل عبارة عن نظرة سريعة لما بعد زيارة مادونا .. مادونا أتت وأختفت ولكن من يزرع الفساد في ارض الامارات لازال يعمل بجد واجتهاد لينزع عن الوطن هويته وعن المواطن قيمه ، ولازال المصلحين معتقلون ومن سجونهم يحترقون على وطن تنكر لهم ، ولازالت الأخطار تحدق بنا من كل اتجاه ، فلا الاعلام الموجه ولا المثقفون المداهنون سينقذونه وإن لم يكن هناك تحرك جدي من أبناء الوطن فسيضيع كما ضاعت دول أخرى !
قلم إماراتي