صلاة مسلمين أمريكيين طوال شهر رمضان في كنيسة
تقرير مُصور : صلاة مسلمين أمريكيين طوال شهر رمضان في كنيسة مسيحية بولاية تينيسي الأمريكية
في ظل الأنباء المسيئة عن قيام متعصبين متطرفين بمحاولات إحراق نسخ من المصحف الكريم في الولايات المتحدة كانت هناك ومنذ أشهر رؤية أخرى للعلاقات المسيحية-الإسلامية في الولايات المتحدة .
فقد قام المسلمون الأمريكيون بينهم نسبة كبيرة من المثقفين السوريين في ضاحية "جرودوفا" قرب مدينة "ممفيس" في ولاية "تينيسي" في الولايات المتحدة الأمريكية بشراء قطعة ارض تبلغ مساحتها حوالي مائة وعشرين ألف متر مربع (120.000 م) لبناء مركز إسلامي عليها .
يحتوي المركز الذي يحمل اسم : "مركز ممفيس الإسلامي" مسجداً ومكتبة ودارا للمسنين ومقبرة إسلامية ومركز ثقافي وقاعة مؤتمرات ، وقاربت تكلفته السبعة ملايين دولار (حوالي ستة وعشرين مليون ريال سعودي) جُمعت من تبرعات المسلمين الأمريكيين
نموذج افتراضي لواجهة مركز ممفيس الإسلامي
يفصل البناء عن كنيسة "هارت سونغ" شارع فقط ! وما إن بدأت أعمال البناء حتى قام القائمون على الكنيسة المجاورة بوضع لوحة كبيرة كتب عليها كنيسة "هارت سونغ ترحب بمركز ممفيس الإسلامي في جوارنا"
اللوحة أمام الكنيسة التي كتب عليها "كنيسة هارت سونغ" ترحب بمركز ممفيس الإسلامي في جوارنا
جهد القائمون على بناء المركز الإسلامي أن يتموا أعمال البناء قبل قدوم شهر رمضان الكريم..
أعمال البناء غير المنتهية في مركز ممفيس الإسلامي
لكن تداركهم الوقت ولم يستطيعوا ذلك ، فطلبوا من جيرانهم أن يقيموا الصلوات الجماعية خلال شهر رمضان المبارك في بهو الكنيسة الرئيسي.! رحب بهم جيرانهم المسيحيون وفتحوا أبواب كنيستهم لإقامة صلاة التراويح طوال أيام شهر رمضان الفضيل .
المسلمون يصلون صلاة التراويح في بهو الكنيسة
غطت عدة قنوات تلفزيونية رئيسية أمريكية هذا الحدث والتقت مع القائمين على الكنيسة والقائمين على المركز الإسلامي في لقاءات مطولة تزامنت مع دعوات القس الأمريكي المتطرف "تيري جونز" لإحراق نسخ المصحف الشريف .
القس راعي الكنيسة : نحن نتبع المسيح الذي علمنا أن نحب جيراننا
أما القس "ستيفن ستون" راعي كنيسة "هارت سونغ" صرح لوسائل الإعلام الأمريكية قائلاً : في البداية عندما سمعنا بمشروع بناء مركز إسلامي قربنا شعرت ببعض التوتر ولكنني أدركت بأن ذلك مرده للجهل.! غيرنا رأينا بسرعة وعلقنا لوحة ترحيبية بجيراننا الجدد ، إنهم جيراننا على الطرف المقابل من الطريق.. ونحن نتبع المسيح الذي علمنا أن نحب جيراننا.. وعلمنا أن كل الناس جيراننا فما بالك بجيراننا على الرصيف المقابل !
طلب منا المسلمون إقامة صلاتهم في الكنيسة في رمضان كون مبناهم لم ينته بعد.. الحقيقة البسيطة بالنسبة لنا أنهم جيران والأمر لا علاقة له بالسياسة.. الأمر متعلق بهؤلاء الناس الذين جاورونا ووجدناهم محبين وممتنين وطيبين ، سألني الكثيرون كيف تفعل ذلك ؟! نظرت في وجوههم وأجبت : إننا نحب جيراننا !
استقبل القائمون على الكنيسة جيرانهم بأذرع مفتوحة وفتحوا أبواب الكنيسة أمامهم لممارسة عباداتهم
إحدى القائمات على الكنيسة قالت : اعتقد أنني سوف أنضج شخصيتي وأتقبل حقيقة أن لديهم هم أيضاً عقيدة وإن كانت ليست ذات عقيدتي .
أحد المسلمين القائمين على المركز الإسلامي قال لوسائل إعلام أمريكية : ليس لدينا أي معارضة للمسلمين هنا بل على العكس لدينا العديد من المرحبين بنا !
وقال آخر : أهم ما في الأمر أن الناس هنا فكروا على الشكل التالي : "ربما تكون مختلفاً عني وربما نختلف بالديانات ولكن في الوقت ذاته أنا أعرف بأنك لست كما تم إيصاله لي من معلومات" .
وصرح آخر : شكراً لأنكم أظهرتهم روح الله المحبة.. افتحوا أبوابكم وقلوبكم وستكتشفون بأننا متشابهون جداً.. أوجه الشبه بيننا أكثر من أوجه الاختلاف .
مغترب سوري يُصرح : كنا عقيدتين لإله واحد تحت سقف واحد
وقال أحد المغتربين السوريين في الولايات المتحدة ممن شاركوا في إقامة المركز والصلاة في الكنيسة : استقبلنا جيراننا المسيحيون بالترحاب على باب الكنيسة يومياً ، وفي نهاية شهر رمضان أقاموا احتفالاً لنا.. احتضن فيه إمام الصلاة القس راعي الأبرشية ، وعندما قدمنا لهم الورود امتناناً وعرفاناً دمعت أعين بعضهم.!
القائمون على الكنيسة يستقبلون المصلين المسلمين يومياً
وتابع المغترب السوري : كنا عقيدتان تؤمنين بإله واحد تحت سقف واحد.. وعندما يفتتح مبنى المركز الإسلامي سيجد الإخوة والأخوات المسيحيين كل الترحيب فيه كما وجدنا كل الترحيب لديهم .
دمعت أعين البعض عندما قُدمت لهم باقات الزهور
إمام المصلين يحتضن قس الكنيسة