لماذا تزعجنا وتقلقنا الصراصير؟
لا توجد أدلة قاطعة تربط الصراصير بنشوب الأمراض وانتشارها! حسن! ولكن على أية حال وجدت الصراصير أنها حاملة لعدد من الأمراض. إنّ ذلك غالبا لأنّ المناطق التي ترتادها باستمرار مثل البالوعات والمجارى والقمامة وغيرها تكون مليئة بكثير من مسببات الأمراض التي نسجل منها ما يلي على سبيل المثال:
بكتيريا "السالمونيللا" المسببة للتسمم الغذائي،
بكتيريا "مايكوباكتيريام بتويركليولوزيس" المسببة لمرض السل،
بروتوزوا (حيوان وحيد الخلية) "انتاميبا هيستولوتيكا" المسبب للدوسنتاريا (الزحار)،
بكتيريا "ايشيريشيا كولاى" المسببة لالتهاب الأمعاء،
ديدان "الانكيلوستوما" التي تصيب الإنسان والكلاب،
الدودة الشريطية "التينيا".
ولكن..
كيف لي أن أعرف أنّ لدىّ صراصير في منزلي؟
شكرا، سؤال جيد، حسن.. سوف تعرف ذلك حتما عندما تستيقظ من نومك في الثانية بعد منتصف الليل وتذهب إلى المطبخ وتشعل المصباح وتحدث صوتا باحتكاك نعليك بالأرض وتحدث جلبة عندما تفتح الثلاجة لتختلس رشفتين من زجاجة البيبسي حجم اللترين. انك عندئذ ربما تجدهم يفرون هنا وهناك ويختبئون وكأنهم لم يكونوا! وربما وجدتهم يسرعون في الاختباء في ثنايا كاوتشوك باب الثلاجة. انك بذلك تكون قد ارتكبت عدة أخطاء: أولا أنت ربما نسيت أن تسم الله قبل شرب البيبسي، ثانيا أنت شربت البيبسي من فم الزجاجة ذات 2 لتر مباشرة وليس في كوب، وتلك الزجاجة الكبيرة تعتبر قربة تسقى الجميع، وذلك منهي عنه في الإسلام (حدثنا علىّ بن عبد الله حدثنا سفيان أيّوب قال لنا عكرمة ألا أخبركم بأشياء قصار حدّثنا بها أبو هريرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم القربة أو السقاء وأن يمنع جاره أن يغرز خشبة في داره – صحيح البخاري 5196)، ثالثا البيبسي مقاطعة ويحتوى على كحول ومنتجات من الخنازير، رابعا أنت أزعجت الصراصير!
ولكن دعني أوضح لك أمرا. فهناك علامات لوجود الصراصير في منزلك إن لم تر الصراصير نفسها. إنهم يخرجون فضلات سائلة عندما يتوفر لديهم الماء، وهى سوائل بنيّة اللون وأكبر حجما كثيرا من فضلات الذباب، وهى تكون متعددة ومتجاورة. قد تجد تلك الفضلات على أغلفة الكتب في مكتبتك إذا كنت لا تتداول كتبك كثيرا للاطلاع وتكتفي بالنت والصحف والفضائيات.
الفضلات السائلة للصرصور الأمريكي
وقد تجد بدلا من الفضلات السائلة حبات البراز. وهى توجد عندما لا يتوفر كثير من الماء في المكان. وتبدو تلك الحبات البرازية مثل كرات براز الفئران الصغيرة وقد يختلط عليك الأمر، ولكنها تبلغ 2 ملليمتر في الطول فقط ولونها بني إلى أسود.
حبات براز الصراصير على قاعدة الحائط
ولكن هناك أمر آخر، فأكياس البيض التي تضعها الصراصير هي كذلك من علامات وجودها في بيتك. إنها تشبه حبات الفاصوليا ولونها بني فاتح إذا كانت الصراصير التي حلت على بيتك ألمانية، وتكون بنية غامقة إلى مسودّة إذا كانت الصراصير التي استعمرت بيتك أمريكية أو شرقية. قد تجد تلك الأكياس شبه مدفونة في زوايا الأبواب والنوافذ وقد غطتها الصراصير بمادة البناء للتمويه والإخفاء! وقد تجد أكياس البيض في اسطوانات غاز البوتاجاز في زوايا قاعدة الاسطوانة. إنها تنتقل من بيت إلى بيت كذلك عن طريق اسطوانات الغاز.
أكياس بيض الصراصير
أما إذا كنت حاذقا فربما يمكنك رؤية جلود انسلاخ الحوريات، ولكنك ربما قد تكون في حاجة إلى عينين تشبهان عيون الصقر لتمييز تلك الجلود عن الصراصير نفسها. وقد تجد تلك الجلود ملتصقة بالحوائط وكأنها صراصير فارغة!
حورية الصرصور الأمريكي حديثة الانسلاخ (البيضاء قبل أن تسمرّ وتتصلب) وبجوارها جلد الانسلاخ الذي خلعته لتوّها (البني)
انك ربما قد قد تشعر أحيانا برائحة الصراصير، ولكن لا تسألني أن أصف لك تلك الرائحة أكثر من أن أقول أنها الرائحة الصرصورية، فأنت تحتاج إلى شمّها لكي تعرفها!
صحتك والصراصير
إنّ الصراصير التي تصيب مساكن الإنسان وأماكن العمل تشكل أكثر من رفيق حميم وارتباط مزمن أكثر من أي آفة ذات أهمية طبية وبيطرية أخرى. فالكثافة الكبيرة لأي نوع من الصراصير قد تؤثر تأثيرا سيئا على صحة الإنسان بطرق متعددة. تتضمن تلك الطرق تلوث الغذاء ببرازها أو النشر الميكانيكي للجراثيم الممرضة، واستمالة الحساسية، والضغوط النفسية (السيكولوجية)، وعضات الصراصير. ولقد أتاني كثيرا أناس يعتقلون حشرات منتشرة لديهم يقولون أنها تعضهم أثناء النوم فأجدها صراصير ألمانية وأرشدهم لطريقة مكافحتها.
وبالرغم من أنّ وثائق عضّ الصراصير محدودة إلا أنّ هناك تقارير تشير إلى تغذية الصراصير على أظافر أصابع الإنسان عند النوم (النمل يتغذى أيضا على بقايا أظافر الإنسان المقلمة ويأخذها إلى أعشاشه), وتتغذى الصراصير على عين السمكة في الأيادي والأرجل (الكالّو)، ولكنّى لا أوصى بها كوسيلة لإزالة الكالّو بالطبع! ، وتتغذى الصراصير على فضلات أو متبقيات الطعام على وجوه الأفراد النائمين مسببة بثرات وجروح صغيرة (وذلك بالطبع عندما ينام الإنسان دون غسل فمه من الطعام وتنظيف أسنانه والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة).
وهناك تقارير أخرى عن عضّات الصراصير حول أفواه الأطفال الرضّع في البيوت شديدة الإصابة وحتى في المستشفيات. الصرصور الأمريكي والصرصور الاسترالي هما أكثر أنواع الصراصير تورطا في عضّ الإنسان. عضّ الصرصور الشرقي يؤدى إلى التهابات في الجلد ، واضمحلال خلايا الأبيثيليام (الخلايا الطلائية أو البطانية أي المبطّنة للأنسجة) ومن ثم الموت الموضعي للأنسجة المصابة. ولا ينبغي أن تندهش كثيرا لعضّ الصراصير، فهي لها أجزاء فم قارضة قوية ذوات فكوك صلبة مسننة تستطيع أن تأكل بها أشد أنواع الخبز صلابة وجفافا والتي لا يستطيع كثير من الناس تكسيرها وطحنها بأسنانهم!
عضات الصراصير
وبالرغم من أنّ كثير من الناس يكون لديهم المقدرة على تحمّل الإصابة بالصراصير إلا أنّ آخرون قد يعانون من الضغط النفسي الشديد. ويميل مستوى الضغط النفسي إلى أن يكون متناسبا مع حجم الصراصير وضخامة الإصابة، فكلما كبر حجم الصرصور ازداد الضغط النفسي. فالصرصور الأمريكي يسبب أكثر الضغوط النفسية وكذلك أعضاء الكونجرس الأمريكي!
إن الخوف من الصراصير ليس خوفا عاديا، انه فزع ويسمى "الخوف من الصراصير أو رهاب الصراصيرCockroach phobia". لقد وصف أحدهم ما انتابه من خوف وفزع من رؤية صرصور قائلا: "شعرت في البداية بسرعة في التنفس، وبدأت راحتي يداي في التعرّق، وأصبح عقلي فارغا. شعرت باحمرار وجنتي وبدأتا في الاحتراق، وأنّ أذناي مغموستان في النار، وأنّ كل شخص في الغرفة ينظر إلى وقد تغير لونه، أنا أريد مجرد الركض خارج الغرفة، انه أمر رهيب"!
ولقد خضعت مجموعة من النساء يعانون من رهاب الصراصير للعلاج بالتقنية الالكترونية الحديثة التي يطلق عليها "تضخيم الحقيقة"، وكان ذلك للمرة الأولى. فلقد أظهرن إكلينيكيا (سريريا) مستويات عالية من الخوف من الصراصير. هؤلاء النسوة أثبتن مشاكل تتراوح من الرغبة في بيع شققهم السكنية لأنهن رأين صرصورا أو اثنين، إلى أخرى أمضت ساعتان القرفصاء فوق منضدة انتظارا لوصول أصدقاء للنجدة بعد رؤية صرصور على الأرضية! وقد تم العلاج بإيهام المريضات بأن صراصير تمشى على أيديهن عن طريق شاشة عرض كومبيوتر!
إنّ الجماهير الكبيرة من الصراصير تنتج رائحة مميزة غير مقبولة يكرهها وينزعج منها بعض الناس. والمواد الغذائية قد تصبح ملوثة بتلك المواد الإخراجية والإفرازية للصراصير، حتى أنه ينجم عن تناولها التقيؤ والإسهال.
إنّ الصراصير تعتبر أيضا من أسوأ الآفات المنزلية، فهي تلوث الغذاء ببرازها مخلفة بكتيريا خطيرة ومحدثة مواد مسببة للحساسية، بينما تنبعث منها رائحة كريهة تسبب القرف لأصحاب المنزل. كثير من الناس تتطور فيها حساسية ربوية للصراصير، وتنجم الحساسية من التنفس في أماكن براز الصراصير الجاف، والذي يتطاير في الهواء مع غبار المنازل ورقائق جلود الصراصير المنسلخة، مثلما يحدث من براز حلم تراب المنازل ( حلم المنازل هو عنكبوت دقيق الحجم جدا لنا مقالة عنه بإذن الله).
تستطيع الصراصير أن تنقل الجراثيم من المراحيض ودورات المياه إلى أطباق الطعام وأسطح أواني الغذاء المختلفة، وتنشر بكتريا السالمونيلا التي تسبب التسمم الغذائي. لذلك وجب تغطية الطعام والشراب جيدا قبل النوم وعدم تركها مكشوفة للصراصير. حتى الأواني والأكواب الفارغة. إنها ليست الصراصير فحسب ولكنه الشيطان اللعين أيضا الذي يتبوّل في الأواني. فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرص والنظافة قبل أن يعرف الناس المشاكل المرضية التي تسببها الصراصير ليلية النشاط فقال: "أغلقوا أبوابكم وخمّروا آنيتكم وأطفئوا سرجكم وأوْكوا أسقيتكم فانّ الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ولا يكشف غطاء ولا يحل وكاء وانّ الفويسقة تضرم البيت على أهله يعنى الفأرة" (مسند أحمد 13711). (خمّروا: غطّوا، سرجكم: مصابيحكم، أوْكوا: اربطوا فتحة الوعاء وسدّوها، أسقيتكم: أوعيتكم التي تشربون فيها مثل الزجاجات والأكواب، تضرم: تشعل).
البكتيريا الممرضة للإنسان والتي عزلت من الصراصير من أماكنها المختلفة هي أنواع تسبب أمراضا عديدة وخطيرة منها: عدوى المستشفيات، وعدوى الجروح، والإسهال، والنزلات المعوية، والعدوى الثانوية، والتهاب المجارى البوليّة، والتهاب ملتحمة العين، والتسمم الغذائي، وبكتريا الدم، والغنغرينا الغازية، والالتهاب الرئوي، والجذام، وإصابات الفطر الشعاعى، وتلوث الجروح ، وعدوى الجهاز التنفسي، والتيفود، والزحار (الدوسنتاريا)، وعدوى الجلد، والطاعون، وعدوى الأعضاء الداخلية، والسل، والكوليرا.
على كل حال هي ليست ناقلات للأمراض حيث أنها لا تنقل أي فيروس أو بكتريا. وإذا خرجت من البالوعات أو المراحيض على سبيل المثال فقد تنقل الجراثيم الممرضة على أجسامها وتنقلها سلبيا بالاحتكاك المباشر. فهي تدخل المباني حيث تدلف من مواسير الصرف إلى الحمامات داخل الشقق والمنازل.
الصراصير تحمل الفطريات والبكتريا (33 نوعا) والديدان الطفيلية (6 أنواع)، والديدان التي تصيب الأعضاء الداخلية للصراصير نفسها. وتحمل الصراصير على أجسامها وفى داخل أجسامها الكائنات المجهرية (الميكروسكوبية) والتي تسبب الأمراض للإنسان (7 أنواع على الأقل). ولها المقدرة على نشر الكائنات الضارة بطريقة غير مباشرة بالاحتكاك بالغذاء وأدوات المائدة والأطباق والأواني في المنازل وأماكن إعداد الغذاء التجارية مثل المطاعم والنوادي وغيرهما، وحيث أنها تزحف خلال المواد المتعفنة والبالوعات والمراحيض فإنها تتحول إلى آفات حاملة للأمراض بالتقاط الجراثيم على أشواك أرجلها.
ويعتقد بعض العلماء بأنّ الصراصير تحمل حتى فيروس سارس SARS المروّع. إن الشبهة حول سارس جاءت عندما انفجر ذلك المرض في شقق شديدة الزحام في مباني سكنية في هونج كونج. ومرض سارس هو المتلازمة (مجموعة أعراض) التنفسية الحادة الشديدة. وهو مرض فيروسي يسببه فيروس تاجي "كورونافيروس Caronavirus" سجل لأول مرة في آسيا في فبراير 2003، والذي انتشر إلى أكثر من 24 دولة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا. ولقد انحسر ذلك المرض منذ عام 2004 ولم تعد هناك حالات معروفة قد تم تسجيلها في أي مكان في العالم.
فيروس سارس التاجي SARS (كورونافيروس Coronovirus)
الباحثون الذين يعملون بانتظام بالصراصير في المعامل قد يصبحون في النهاية حساسين لهم، ومع الوقت ربما يعانون نوبات حساسية ربوية أو أكلان في الجلد عندما يتعرضون للصراصير أو المواد التي تتصل أو تتلامس مع الصراصير.
وفى دراسة أجراها معهد الصحة الوظيفية في الولايات المتحدة وجد أنّ الأطفال الحساسون للصراصير ويتعرضون لمادة الحساسية الصرصورية بمستوى عال يدخلون المستشفيات بسبب الربو 3.3 أضعاف هؤلاء الأطفال الحساسون ولكن لا يتعرضون لمادة الحساسية الصرصورية، أو الأطفال الذين يتعرضون لنفس المستوى من مادة الحساسية الصرصورية ولكنهم ليسوا بحساسين.
وجدت الدراسة أيضا أن الأطفال ذوى الحساسية الذين تعرضوا لمادة الحساسية من الصراصير تغيبوا عن المدارس أكثر بكثير واحتاجوا ضعف الزيارات المتكررة بغير انتظام لعيادة الحساسية وعانوا من فقدان النوم.
إنّ خطورة الوضع تكون شديدة الأثر كما نرى على وجه الخصوص في الإحصائية التالية من الدراسة: "بالرغم من توفر علاجات الربو الفعالة فان الوقاية المرتبطة بالربو بين الأفراد
الأقل من 25 سنة في الولايات المتحدة تزايدت 118% بين 1980 – 1993 ". وأنا أقول بكل ثقة أنّ سبب ذلك هو قذارتهم والصراصير.
وبناء على "رابطة الرئة الأمريكية" فانّ الأزمة الربوية هي أولى الأمراض المزمنة بين الأطفال والكبار في الولايات المتحدة، وقد شخصت بما يقدّر 2و6 مليون طفل. وهى أكثر الاختلالات المزمنة شيوعا في الأطفال. ولقد أوضحت الدراسات الطبية الحديثة أنّ مواد الحساسية الصرصورية مسئولة عن تفاعلات حساسية متعددة في أطفال المناطق الأقدم في المدن، وهى واحدة من الأسباب الرئيسية للتغيّب عن الدراسة.
إن الأعراض التي يبديها هؤلاء الأشخاص الحساسون للصراصير تتضمن الرشح، والعطس، وكتمان النفس والصفير أثناء التنفس، والكحة، والأعراض الأخرى المعروفة الناجمة عن الحساسية من التهاب الأنف، وتفاعلات جلدية، حكة (أكلان) في العين في نحو ثلثي الحالات. ومثل الحساسيات الأخرى المعروفة تتراوح الأعراض من المتوسطة إلى الشديدة. إحدى الدراسات في أمريكا أوضحت إن 23 -60% من سكان المدن الذين يعانون من الحساسية الربوية هم حساسون للصراصير.
وفى دراسة أخرى وجدت إدارة الصحة والأغذية الأمريكية FDA أنّ وجبات الخطوط الجوية سيئة السمعة وغير شيقة بالمرة، وتقترح أنها تشكل تهديدا خطيرا للصحة. فالتقارير التي تحصّلت عليها بواسطة "يو اس إيه توداى" بأحقية حرية المعلومات تقول أنّ بعض المطابخ التي تجهز تلك الوجبات تستخدم أدوات غير نظيفة، وتوظف عاملين يفتقرون إلى ممارسة وتطبيق قواعد الصحة، ويخزنون الطعام على درجات حرارة خاطئة. بالإضافة إلى أنّ بعض المطابخ كانت مفروشة بالصراصير الميتة والذباب الميت وبراز الفئران! ولقد اختبرت المطابخ ووجد مطبخا واحدا على الأقل موجبا بالنسبة لجرثومة "ليستيريا" وهى البكتيريا التي تستطيع أن تسبب عدوى مميتة. ولقد سمّى التقرير ثلاثة متعهدين يجهّزون أكثر من 100 مليون وجبة كل عام! بما فيهم الذين يخدمون على الخطوط الأمريكية دلتا، وأميريكان، ويونايتيد، ويو اس ايرويز، وكونتينينتال. هذه الظروف تشجع وتمهد للجراثيم التي تسبب التسمم الغذائي. وقد وصف التقرير الوضع بأنه مزعج، فهو يشكل خطورة حقيقية من المرض والإصابة لعشرات الألوف من ركاب الطائرات على المستوى اليومي. فلا تغرنك أناقة مضيفيهم ومضيفاتهم بملابسهم وأزيائهنّ "اليونيفورم" بأربطة أعناقهم وقبعاتهم الجميلة ولا فخامة مقاعد الطائرات المخملية.
وللصراصير غدد لعابية وظيفتها مثلما عندنا، فهي تفرز إنزيم الأميليز الذي يحلل المواد النشوية وإنزيمات أخرى لهضم الطعام.
الصرصار - كلما مشى - ترك قوافل من البراز أو المادة البرازية والتي يستعملها ليجد طريقه حولها. هذه القوافل البرازية يمكن أن تسبب تبقعا أو بقعا وروائح. البروتينات الموجودة في براز ولعاب الصراصير تسبب أيضا تفاقم الأزمات الربوية.
البروتينات الموجودة في لعاب الصراصير تعتبر مسببا للحساسية على وجه الخصوص، ولكن أجسام وبراز الصراصير يحوى أيضا بروتينات حساسية.
إنّ من بين الذين يعانون من الحساسية الربوية نحو نصفهم حساسون للصراصير. ولا يتعدى تلك النسبة إلا الحساسون لأكاروس تراب المنازل (عنكبوت مجهري ضئيل). إنّ الحساسية للصراصير تؤثر في 10% من الأفراد غير الحساسين، ذلك مما يقود إلى اقتراح مستوى تحت اكلينيكى من الحساسية.
وتفرز الغدد اللعابية في الصرصور الأمريكي لعابا يحتوى على البروتين عندما يثار الصرصور بمادة السيروتونين (5-HT) Serotonin ، وتفرز لعابا خاليا من البروتين عند إثارته بمادة الدوبامين Dopamine. فالصرصور لديه ما لدينا فى المخ من سيروتونين ودوبامين وغيرهما من المواد الكيميائية العصبية الأخرى !
والى اللقاء في الجزء الثالث بإذن الله
محمد هاشم عبد الباري
التاسع عشر من صفر 1432 هجرية
23 يناير 2010م