مشاهد من الواقع
تمضي الدقائق والساعات..وهو ممسك بجهاز الجوال
يقلب فيه ويتكلم بين هذه وهذه وتلك وذاك..يقضي ساعاتً طوال بين حديث لايأتي بفائده
بين مقطع وصورة وخبر مضحك وآخر غريب وتمضي الثواني..ويرتفع صوت الحق منادياً لصلاة الفجر
هنا يطفى كل شيء ويلتحف ببطانيته ويخلد إلى نومه ..!
تمر ايامه هكذا بلهواً وإشتغال بما لايفيد..
ولايدري إنه سيسأل يوم القيامه عن عمره فيما أفناه...!!!!!!
وعن ركن من أركان الإسلام وهي الصلاة .! وأنه سيسأل عن كلامه وكل مانطق لسانه ورأت عيناه
فمتى سنستيقظ من غفلتنا ونعيد حساباتنا
تٌخبرها صديقتها بمناسبة ماء
وتدعوها لحضورها
فتبدأ بالتجوال بالأسواق والمراكز والمجمعات
تختار أغلى القطع تتجاوز المئات لتتباها بها عند زميلاتها
ولتقول انها ماركة ..! وأنها بكذا وكذا
همها هو غلاء ثوبها وآخر موديل لملابسها مهما كان مخالف
قصير او عاري او حتى شفاف ..!
الأهم ان تكون قد لبست مايرضيها لامايرضي الله
ولا تدري انها ستسأل .. عن ماله فيما أفناه وفيما أنفقه ومن أين أكتسبه ..!
وعن جسدها ولم تعرضه ولم لاتخاف الله ..
فمتى نستيقظ من غفلتنا ونعيد حساباتنا ...!
تجتمع اسرته حوله لتنعم لو بالقليل من حكاياته الأسبوعيه
فلكم اشتاق الأبناء الى حديث والدهم وكم اشتاقت الزوجه لحديث زوجها
وقبل أن يبدأ الجميع بجلستهم النادره يٌدخل الأب يده في جيبه ويخرج السيجاره
ويبدأ بدفع السم في جسده وأولاده حوله ينظرون ..!
فلم يراعي تربيته امامهم ولم يهتم لصحتهم بإشعاله لهذا الدخان السام
فتتراجع الزوجة ممسكة بطفلها الصغير عن أباه لكي لآيأذيه
وتقوم البنت لغرفتها قد غطت وجهها بيديها الصغيرتين
فلتم تسعد الأسرة بجلسه جميله بعيده عن مايغضب الله ومايكدر صفو جوها وإستقرارها
ألم يدري الأب انه سيسأل يوم القيامه عن رعيته التي تنهل من أخلاقه وتتنفس افعاله
وكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته .. وكلنا مسؤلون عن مانعمله ومانفعله ان كان يغضب الله ..
فمتى سنستفيق من غفلتنا ونعيد حسابتنا ونعود لربنا ..؟!
..*..
يحمل ابنه وهو صغير بين كفيه
يقبله يرفعه الى السماء يقص عليه يحكي لها قصص بطولة الصحابه
يتمتم لأمه بكلمات يقول فيها
انني متشوق لرؤية إبني وهو يخدم الإسلام والأمه بأكملها
متشوق لإبني وهو يسابق المصلين الى المسجد ويسابق الإمام الى خطبة الجمعه
كانت آماله ان يكون إبنه من الدعاة الى الله
وما إن يكبر ويصل الى الـسادسه عشر من عمره
يبدأ بصبحة اصدقاء السوء يجلس معهم يسهر معهم
يقضي حياته بين لهوهم وفسادهم فيخيب أمل أبيه وشوق أمه له
ولا يدري انه مسؤل عن تصرفه وعن أخلاقه وعن عقوقه لوالديه..
فمتى نستيقظ ونفيق من غفلتنا ونعيد حساباتنا ونعود إلى ربنا ..!؟!
يأتي من عمله وقد أنهت زوجته أعمال البيت
وأعدت طعام الغداء بكل إخلاص وإتقان
وقد أنهك جسمها أشغال البيت واطفالها
يطلب الغداء >>تقدمه له ..
يتذوقه .! فيبدأ بالسخرية منها
وبدفع كلمات تجرحها وتخرج دمعاتها
الطعام لم يروق لي لم أرى منك خيرا أبدا ..!
ماذا تفعلين طوال اليوم..؟؟لم تنفعيني يوما ما ..!
سبحان الله من ينظف البيت ويطبخ ويشتغل ويربى الأولاد ..!
ألم يعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. أستوصوا بالنساء خيرا .
ولا يدري ان كلإنسان في الحياة سيسأل عن كل شيء .
متى نستفيق ونغير من أخلاقنا إلى الأفضل والأحسن .
يجلس الأبن عند أمه وقد بدأ عليه آثار التعب من عمله
يقبل رأسها وهو يبتسم
ثم يأتي بحديث اعتادت امه على سماعه
أمي متى أتزوج .. .؟! أحلم بزوجة
مطيعة حسنة الأخلاق والأعمال اريد أسرة تدعوا الى الله وتكون نافعه في مجتمعها
تمر الأيام ويتزوج وتنجب زوجته ابناء وبعد سنوات يجلس عند أمه وعبراته تسبق عبراته
أمي .. زوجتي لايهمها تربية أبنائي ولا الجلوس معهم
نادرا ما أراها معهم فلقد اعتادت الخادمه على اعداد الطعام لهم
والنوم معهم .. تذهب امهم الى زيارة صويحباتها وتتركهم ..!
لقد مللت من هذه المعامله أريد زوجة.. لا أريد خادمة تجلس في بيتي ومع أولادي ..!
الم تعلم تلك المرأة انها مسؤلة عن أبناءها وأنها مسؤلة عن بيتها
لم هذا الإستهتار في بيوتنا ونحن نعلم ان ليس للأبناء الا والديهم ..!
متى نسنفيق من غفلتنا ونعيد حساباتنا ونفكر ان ورائنا جنه ونار وحساب وعذاب ..!
..*..
............
في الجانب الآخر نرى مشاهد مفرحة نفخر بها ونسعد بأمثالها ..
مشاهد مضيئه في مجتمعنا وفي جوانب حياتنا
ينتهي من عمله ويعلم ان غداً يوم إجازه
يذهب يسلم على أهله يجلس معهم ..
وبعدها ينطلق في سيارته الى أحد المراكز التجاريه
ويشتري منه مالذ من الأطعمه والمواد الغذائيه والبطانيات وكذلك شيء من الملابس للصغار
ويذهب الى احدى القرى المجاوره لمدينتهم يتجول في أحياءها الفقيره ويضع عند كل باب بيت مايحتاجون ويطرقه عليهم
بكل خفاء وينطلق قبل أن يعلم عنه أحد .. يجمع بين الصدقه للفقراء والسر فيها ..
فنعتز بمثل هذا الشاب الطيب وبتربية والديه له
أبقاك الله وكثر من أمثالك ... وبارك في أعمالك ..
..*..
تشير الساعه الى الثالثه صباحاً وقت نزول الرب سبحانه وتعالى
قد خيم السكون ارجاء منزل أسرتها ونام الكل
استيقظت بكل نشاط توضأت فرشت سجادتها
صلت ماكتب الله لها ان تصلي من الركعات
بكل خشوع وخضوع بعدها .. ترفع يديها
داعية لله سبحانه
بأن ينصر أمتها وأن يخذل عدوهم ..
تدعو الله أن يرفع أمتها السٌنيه وأن يكبت أعدائها
ترفع يديها بأن يهدي الله شباب وفتيات امتها .. تبكي بكل خشوع
تمر ساعتين وهي على حالتها تتلذذ بلقاء ربها
وما إن انتهت ذهبت وطرقت الباب على أمها .. تدعوها أن تصلي بضع ركعات قبل الفجر
فهي تحي الليل وتحيي أسرتها كذلك
فما أجملها من فتاة وما أسعد والديها بها
فنعم التربية ونعم البنت اللتي تبدأ من صغرها متصلة بالله سبحانه
اللهم ثبتها وأكثر من أمثالها وزدها حياء وهدى وصلاحاا ..
..*..
يرفع سماعة هاتفه فإذا به يسمع صوت سائقه الخاص
يخاطبه بكل أدب وذوق يسأل عن حاله .. يتفقد أحواله
ينهي المكالمه يجري أخرى مع عامل لديه .. ماذا تحتاج ..! وماذا ينقصك
يعرفه العاملون لديه بطيبة قلبه ورحابه صدره
فقد كان لذلك الخلق أثر في حياته .. ورأه في توفيق أسرته وأولاده
يوصي أولاده وبناته بحسن الخلق ..يبتسم معهم يضحك ..
يجاملهم .. يصارحهم .. يصبر على شقاوتهم .. يلبي طلباتهم
..
فما أجمل شخصية هذا الرجل وما أجمل تعامله
فلا ننسى أن فضل صاحب الخلق .. كالصائم المجتهد القائم ..
فهنيئ لمجتمعنا بأمثاله ..
وفقه الله وبارك فيه وفي أعماله ..
..
المشاهد تتزاحم لتعرض نفسها
ولكن ارى أني اطلت كثيرا
ولا زال في الأمة خير ولله الحمد
ولكن هي إشارات بسيطه وشذارت من هنا وهناك
عن حالة أمتنا الذي نفخر به .. والعكس كذلك
اسال الله ان ينفع بهذا الموضوع الكاتب والقارئ والناقل والمطلع
إن كان من صواب فمن الله وحده ..
وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
اسال الله ان يصلح حالنا وأحوالنا وأن ييسر الخير للجميع ..
منقووووووووووووووووووووول