::| سئل العلامة ربيع المدخلي: «بعض الناس يبالغون في إسكات المحذرين من المبتدعة ويقولون: إن هذا عمل العلماء؟»
«الورقات - الكويت»: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه، أما بعد: فهذا نص جواب نفيس من العلامة المحقق ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله وأمد في عمره وقطع دابر عداه - على سؤال مهم وسأتبع الجواب إشارات لفوائد في الجواب، ونص السؤال: «بعض الناس يبالغون في إسكات المحذرين من المبتدعة، ويقولون:إن هذا عمل العلماء؟»
جواب العلامة ربيع بن هادي المدخلي:
«على كل حال هؤلاء غلوا في إسكات طالب العلم، غلو جداً، وكلام فيه إرهاب وإلقام الشباب أحجاراً في أفواههم ليمنعوهم قول الحق في أهل البدع.
بالغوا في هذه الأشياء، الآن في مسائل خفية، أنت طالب العلم لا تتكلم فيها بغير علم، وهناك أمور واضحة جلية، وجوب الصلاة وجوب الصيام وجوب الزكاة وجوب الحج تحريم الاستغاثة تحريم التوسل هذه الأمور واضحة يتكلم فيها العالم وطالب العلم وهناك أمور خفية تحتاج إلى اجتهاد، هذه توكل إلى العلماء، أما كل شيء !
طيب ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم من العلماء المعتبرين لا يذهبون إلى أوربا وأمريكا، يكفيهم هناك طلاب العلم ، يتكلمون في حدود ما يعلمون، أما النوازل فلا بد أن يسألوا عنها العلماء عن طريق الوسائل المتاحة اليوم، فكل واحد يبلّغ الذي عنده، إذا سألوك في أمور تخفى عليك فقل:والله هذه خفية وتحتاج إلى علماء أكبر مني، أنا أسأل.
أما الأمور الواضحة فبينها بشرط أن تكون عالماً بها وبأدلتها، لا تتكلم بجهل، إذا كان-حتى والأمور واضحة- ما عندك أدلة لا تتكلم بها، إذا كانت الأمور واضحة وعند فيها أدلة تتكلم وتبين، هناك أمور معلومة من الدين بالضرورة يتكلم فيها طلاب العلم ، يعني مثل الاستغاثة بغير الله من الأمور الواضحة ﴿مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾
إلى آخره ، عنده أدلة يبين؛ رأى شيعياً رأى صوفياً يطوف بقبر، يستغيث، يذبح، ينذر، هل يقول: أنا أتوقف عن بيان هذا الباطل والتحذير منه، وأنتظر حتى يأتي أحد كبار العلماء ليقوم بهذا الواجب؟
أقول:إن هؤلاء يريدون أن يسكتوا الشباب السلفي خاصة، لأن أكثر الناس إنكاراً للمنكر ووقوفاً في وجه الباطل هم الشباب السلفي.رأيتم؟!
هؤلاء السياسيون يتعاطفون مع الراوفض، مع الخوارج، مع أهل البدع كلهم، لا يريدون أن تجرح مشاعرهم، فيأتون بمثل هذا الكلام يقولون:
· ما يتكلم به إلا العلماء!.
· حتى الأطفال يتكلمون؟!
· حتى الذي ما يحسن الفاتحة يتكلم!.
ويبالغون في تشويه الشباب السلفي! كل هذا محاماة [عن] أهل البدع، وصد عن سبيل الله، وإرهاب للشباب السلفي الذي يتصدى للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونحن نقول للشباب السلفي:
أنتم يا إخوتاه لا تتكلموا بغير علم، القضايا الواضحة عندكم التي عندكم فيها أدلة تكلموا فيها، والأشياء الخفية لا يجوز لكم أن تخوضوا فيها، نقول لهم هذا، ثم نقول:ادعوا إلى الله، كل واحد يدعو بقدر ما عنده من العلم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بلغوا عني ولو آية))
[عون الباري ببيان ما تضمنه شرح السنة للإمام البربهاري 1/423-424]».
أقول : وفي جواب الشيخ حفظه الله فوائد:
(1) هناك أقوام غلوا في إسكات طلاب العلم السلفيين بكلام حق أريد به باطل كمسألة الرجوع للعلماء.
(2) أن طالب العلم لا يتكلم إلا بما يعلم وبالأدلة والذي يخفى عليه أو مسائل النوازل فيكلها لأهل العلم الكبار.
(3) أن أكثرالناس إنكاراً ووقوفاً في وجه الباطل وأهله هم الشباب السلفي.
(4) هؤلاء المخذلون ليس همهم الرجوع لأهل العلم حقاً بل مرادهم السكوت على مخازيهم ومخازي معظميهم،فيغلفون مرادهم العفن بكلام طيب يجد أذاناً عند من يجهل حقيقتهم وعند الحمقى والمرتابين.
(5) لهم أساليب خبيثة في الطعن في الشباب السلفي ليثنوهم عن البيان والرد والتحذير كقولهم:ما يتكلم بهذه الأمور إلا العلماء مع إبطانهم المراد الخبيث الذي أشرت إليه آنفاً، أو كقولهم حتى الأطفال أصبحوا يتكلمون بهذه المسائل !أو كقولهم اشتغل بما ينفعك ودع عنك أخطاء غيرك ! ولهم عبارات أخرى ظاهرها الرحمة وباطنها الخبث والهوى.
هذا وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.