لأني أحبكم أحذركم منه
هو معك احترس منه أينما كنت إلا إذا ذكرت الله
هو معك في صلاتك وصيامك
هو معك في كلامك وفي عبادتك
هو معك في نومــــك
وفي أكلــــــك وشريك
وفي خروجك ودخولك
وفي ســـرك وعلانيتك
وفي قيامــك وجلوسك
وفي دخـــولك الخـلاء
وفي التثــــــــتـــاوب
وفي غضبــك وفــرحــك
هو معك بينك وبين نفسك
ومعك بينك وبين زوجتك (زوجك)
هو معك بينك وبين أخوانكم في الله وأهلكم
هو معكم في كل خطوة تخطوها وكل عمل تعملونه
هو معكم حتى في أخر لحظات حياتكم إلا من رحم ربي
لن يترككم حتى تمشونا ورائه ثم يقول لم أني بريء منكم
أكيد عرفتوا من هو ....... نعم هو الشيطان الرجيم
هل تتركوه يتصرف في حياتكم ومصيركم كيف يشاء
بدون أن تردعونه كلكم تعرفون انه عدوا الله وعدوكم
الم تعرفوا انه كان سبباً في خروج أباكم أده وأمكم حواء من الجنة
وكان سبباً في قتل الأخ أخوه ..
وكان سبباً في فساد الأمم السابقة
وكان سبباً في إزاء الرسول عليم الصلاة والسلام من قومه
ومن اقرب الناس له وأخرجه من بلده وكان وكان وكان
ومازال و يفضل ورآكم إلى أن تقوم الساعة
طيب أليس هو السبب ما يدور في هذه الدنيا من حروب
وثورات وقتل وسفك دماء المسلمين في كل مكان واغتصاب
النساء المسلمين أصبح الأخ يقتل أخوه و ينتهك حرماته واكل ماله
وله مداخل كثيرة لا تحصى ...........
ولكن الله عز وجل لم يتركنا له بل حذرنا منه وقال لنا انه عدوه وعدونا .
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى- في كتابه (إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان).
ولأهمية هذا الأمر وبيان خطره كان القرآن الكريم حافلاً بالآيات التي تحذرنا من أتباع الشيطان وأعوانه، وموضحاً لنا عداوته لنا بني الإنسان، فالعداوة التي بيننا وبين الشيطان قديمة قدم الخليقة، حيث كان العداء الأول بين الشيطان وبين بني البشر مع أبي البشر سيدنا آدم – عليه السلام-.
فقد حكى لنا القرآن الكريم تفاصيل هذه العداوة بكل تفاصيلها وبمنتهى الدقة والوضوح، ولذلك حذرنا ربنا – جلا وعلا- من اتباع خطوات الشيطان موضحاً لنا طرق الوقاية منه، وإليك طرفاً من كلام ربنا – جلا وعلا- لبيان ما تقدم آنفاً:
قال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ"[يوسف: من الآية5]، وقال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ"[لأعراف: من الآية22]، والخطاب لآدم وزوجه، وقال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً"[الإسراء: من الآية53].
فالشيطان من شدة عداوته لنا فهو حريص على إضلال العباد وإغوائهم والإفساد بينهم؛ قال تعالى: "وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً"[النساء: من الآية60]، وقال تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ"[المائدة: من الآية91].
ولذلك أمرنا ربنا بعدم اتباع خطوات الشيطان؛ لأن في ذلك الهلاك المبين، والخسران العظيم في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"[النور: من الآية21].
فمن أخذ بهذا التوجيه الرباني نجا وأفلح في الدارين، ومن أعرض عن ذلك فإن له معيشة ضنكا في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: "وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً" [النساء:119-120]، وقال تعالى: "وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً"[الفرقان: من الآية29].
وفي نهاية المطاف يتبرأ من أولئك الذين اتبعوه وعصوا أوامر الله – جل جلاله-؛ قال تعالى: "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"[إبراهيم:22].
وللشيطان طرق متعددة، ومداخل متشعبة لإضلال العباد وإفسادهم، والسير بهم في طريق الهلاك؛ حتى يأنس بهم في نار تلظى لا يصلها إلا الأشقى، مثله ومن تبعه وسار على دربه واستجاب لنداءه.
ونظراً لتعدد هذه الطرق وكثرة هذه المداخل فإني أتعرض لأهمها وأعظمها خطراً، وإن كانت كلها عظيمة.
أولاً: الكفر بالله والإشراك به سبحانه.
إن أول مدخل يدخل به الشيطان على الإنسان هو هذا الباب الخطير، وهو باب الكفر بالله والإشراك به
سبحانه؛ فالشيطان حريص على ذلك، بل هذا هو الهدف الأول له، ولكي يصل إلى ذلك الهدف يستعمل
طرق متعددة، وحيل متنوعة، وصبر عجيب، وخداع، ومكر لا مثيل له؛ حتى يوقع الإنسان في شر
هذا الذنب العظيم، وإذا حصل ما يريد سخر منه الشيطان، وقال بلسان الحال والمقال:
" قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"[الحشر: من الآية16].
وللمزيد في ذلك انظر قصة عابد بني إسرائيل والذي كان يسمى: (برصيصا العابد) مع الإخوة الثلاثة وأختهم، وكيف استدرجه الشيطان حتى زنا بها، وقتل ابنها من الزنا، ثم قتلها ودفنها بجوار ابنها، وهذا كله بالمكر والخداع والتدرج، وعندما علم إخوتها بذلك ورُفع أمره إلى السلطان، ووضع على خشبة الصلب ليقام عليه حد القتل، جاءه الشيطان وقال له: يا رجل ألا تعرفني؟ قال: لا، قال: أنا صاحبك، وأنا الذي جعلتك تفعل بالفتاة ما فعلت، وأنا أستطيع أن أنقذك مما أنت فيه الآن، فقال العابد: عجل بذلك، قال الشيطان: ولكن أريد منك شيء يسير، قال الرجل: وما هو؟ قال الشيطان: أن تكفر بالله وتسجد لي من دونه وأنا أخلصك مما أنت فيه! قال الرجل: وكيف لي ذلك وأنا كما ترى على خشبة الصلب! قال الشيطان: لا ضير أسهل عليك الأمر أومئ بعينك وبرأسك إشارة لذلك، ففعل الرجل، وكفر بالله – جل وعلا-؛ ظنّاً منه أن الشيطان سينجيه، فما كان من الشيطان اللعين إلا أن فر منه، وقال له ساخراً: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ".