لا تسبوا الدهر

لا تسبوا الدهر
قال الله تعالى :
[ يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ]
الراوي:أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو
الرقم: 7491خلاصة حكم المحدث: صحيح
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

شرح الحديث
قال النووي : قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر
فقال النبي صل الله عليه وسلم :
[ لا تسبوا الدهر . فإن الله هو الدهر ]
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2246لاصة حكم المحدث: صحيح
لا تسبوا الدهر 262619_224714777546320_220053061345825_926368_7409417_n

لا تسبوا الدهر 262619_224714777546320_220053061345825_926368_7409417_n

أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى .
ومعنى [ فإن الله هو الدهر ] أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم .
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم
[ الدهر] وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق
وتدبير أي : أنه خالق الدهر.
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم
سب الدهر :
فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم
: فهذا جائز
مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك
لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .
" فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 )
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني مما يكرهه ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟
لا تسبوا الدهر 2327061bc7fw3q0fx

إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ،فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر .
والله المستعان .
اسلام سؤال وجواب
لا تسبوا الدهر Azkar-motlaqa0062