جنبي طفلك الإصابة بنوبات الإسهال
مقال صحفى
من الطبيعي أن يصاب الطفل أحيانا ببعض الأعراض نتيجة تحسسهم للعالم من حولهم بواسطة حاسة التذوق، فيصابون بنزلات معوية أو التهابات في الجهاز الهضمي. وفي هذه الحالة يجب على أولياء الأمور التعامل مع الأعراض بما يتناسب مع الحالة، فليست كل الحالات تتطلب العلاج عند الطبيب، ويمكن للجسم ان يتغلب على بعضها من دون حاجة إلى دواء.
وبحسب جريدة "القبس" تعتبر الشكوى من الإصابة بالإسهال والنزلة المعوية من الشكاوى المتكررة التي يتعامل معها الأطباء يوميا في عيادات الأطفال ، وقال الدكتور رولاند واكد، استشاري طب الأطفال، ان الإصابة بالإسهال عادة ما تكون نتيجة للعدوى بجراثيم الجهاز الهضمي، سواء الفيروسية وأحيانا البكتيرية، وهي تسبب التهاب الجهاز الهضمي والنزلة المعوية التي تتميز بأعراض مثل تكرار البراز السائل (الإسهال)، القيء، والغثيان وارتفاع درجة الحرارة، وقد ترافقها أعراض الجفاف ان لم يجر. تعويض السوائل التي يفقدها الجسم بشكل كافٍ.
تنتقل العدوى من شخص إلى آخر أو قد يصاب بها الشخص بعد تناوله لطعام أو ماء ملوث أو ملامسة الأيدي الملوثة. كما إن الإسهال مرض معدٍ، فالجراثيم المسببة له تخرج في براز المصاب، ومن الممكن ان تنتقل الى الآخرين من خلال قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية وبخاصة غسل اليدين المستمر.
وأكد د. واكد إلى عدم خطورة الإصابة بالإسهال بشكل عام، فعادة ما يتم السيطرة على أعراضه، بيد ان خطره يعتمد على وزن وعمر المريض (الطفل) وحدّة أعراضه. وفسر قائلا: كلما كان عمر الطفل صغيراً، من الضروري ان يعرض على طبيب الأطفال. وبغض النظر عن العمر، فإن تكرر الإسهال وإذا رافقه ترجيع وارتفاع درجة حرارة من دون ان تعرف الأم كيفية السيطرة عليها، يجب استشارة الطبيب بسرعة. ومن الضروري استمرار إعطاء الطفل السوائل للوقاية من حدوث الجفاف الخطر على صحته.
وتكمن خطورة الإسهال في ارتفاع قابلية حدوث الجفاف، ومن العلامات الدالة على إصابة الطفل بالجفاف:
- عدم النشاط وقلة الحركة والخمول.
- جفاف الفم.
- ملامح الوجه التعيسة.
- البكاء والانزعاج المستمرين.
- ظهور السواد تحت العينين.
- قلة التبول أو عدم التبول لمدة طويلة.
وبما أن الاسهال مرض معد، فللحد من انتقال العدوى يجب اتخاذ اشد قوانين النظافة ومن أهمها غسل اليدين باستمرار، خاصة بعد تغيير حفاض الطفل والتخلص من البراز بطريقة ذكية ، وحتى لا تنتقل العدوى إلى أفراد المنزل، يجب تنظيف وغسل الألعاب وأدوات الطعام وملابس المصاب، وكل ما يلمسه قبل ان يلامسها احد. كما ينصح بأخذ لقاح الروتا فيروس، فهو من أكثر مسببات الإسهال شيوعا عند الأطفال.
تستخدم بعض الأمهات العلاجات المنزلية للتخفيف من أعراض ومضاعفات الإسهال على الجلد مثل النشا والزيوت وغيرها. وحول هذا الموضوع علق د. واكد: يسبب الإسهال المتكرر تسلخ الجلد وتقرحه، نظرا الى احتوائه على أحماض. والغرض من استخدام النشا هو تجفيف الافرازات التي تخرج من التسلخ والقرح. ولكننا لا ننصح بأي من هذه العلاجات المنزلية، بل ننصح باستعمال كريمات اوكسيد الزينك.
ولفت د. واكد الانتباه إلى أهمية عدم إهمال علاج الإسهال، بل إعطاء الطفل علاجات لتخفيف أعراضه مثل القيء. وأضاف مبينا:
- لا يوجد دواء يمنع أو يوقف الإسهال أو التبرز السائل، كما ان خروجه من الجسم أفضل بكثير من بقاء الجراثيم في البطن. فلو فرض أن هنالك علاج يمنع خروج البراز، فذلك سيسبب بقاء وتكاثر الجراثيم في داخل الجهاز الهضمي، ما سيؤدي إلى حالة صحية خطرة ، وبالنسبة للعلاج ينصح القيام بالخطوات التالية:
- دهن المنطقة بالكريمات لحماية الجلد وعلاجه.
- إذا كان سبب الإسهال عدوى فيروسية فلن يفيده العلاج بالمضاد الحيوي. فليس كل ارتفاع في درجة الحرارة يدل على حاجة الطفل الى المضاد الحيوي. أما في حالة الالتهاب البكتيري فيستعان بالمضادات الحيوية.
- الإكثار من شرب السوائل والماء لتعويض ما يفقده الطفل من سوائل خلال تكرار القيء والبراز السائل.
- إن كان الطفل يشرب حليبا صناعيا، ينصح بتناول حليب خاص بالإسهال. أما ان كان يرضع طبيعيا من الأم فيستمر بالرضاعة الطبيعية.
- تناول المصل أو المغذي بشكل مكثف، فيشرب الطفل القليل منه كل فترة وبشكل مستمر خلال اليوم، خاصة بعد الترجيع أو التبرز، حتى يعوض السوائل والمعادن التي يفقدها.
- مخفض الحرارة مهم إن كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
- مانع القيء والترجيع.
- حمية خاصة، تضم أطعمة خفيفة على الجهاز الهضمي.
وفي حالة عدم كفاية ما يشربه في تعويض السوائل المفقودة أو عدم تناوله للدواء وظهور بوادر الجفاف الخطرة، ينصح بدخوله إلى المستشفى وتعويض ما يفقده من سوائل وأملاح ومعادن من خلال سائل الوريد المغذي.
الحمية الغذائية الخاصة
يجب ان يتناول المصاب حمية غذائية خاصة تضم أنواعا من الأطعمة الخفيفة على الجهاز الهضمي، والاهم هو استعمال الحليب الخاص بالإسهال.
وأعرب د. واكد عن توافر قائمة تحدد الأطعمة المسموحة وتلك غير المرغوب في تناولها خلال فترة المرض. وقال:
- من الخضار ينصح بتناول البطاطا والجزر والخضار المسلوقة عموما، ومن الفاكهة يفضل تناول الموز والتفاح، كما يمكن تناول الخبز والرز. بينما يجب تفادي تناول الصلصات والتوابل والمقليات.
المضاعفات
يهدف علاج الإسهال إلى تفادي حدوث الجفاف، لأنه يسبب اختلال اتزان سوائل الجسم ومعدل الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد، مما يضر بصحة الأعضاء الحيوية وبخاصة الكلى ووظيفتها، فيلحظ ارتفاع الزلال. وان وصلت حالة الطفل إلى هذه المرحلة، يجب إدخاله فورا الى المستشفى .