التراب

جاء وصف ( التراب ) في بعض أيات القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }الكهف37

فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ }الحج5

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20


وكذلك وصف النبي ( ص ) التراب بأنه (طهور) والله سبحانه تعالى وصف أيضا الماء النازل
من السماء بأنه (طهور)، ولو تأملنا معنى هذه الكلمة في معاجم اللغة نجد أنها تعني المادة التي
يُتَطهَّر بها ..

فقد جاء في تفسير معظم المعاجم أن الطهور هي كل ما يُتطهر به، أو هو كل طاهر مطهّر.

كل هذه الأيات الكريمة وغيرها تدل على نعمة خلق الإنسان من التراب المطهّر الذي امرنا الله
والرسول على التيمم به عند عسر وجود الماء.

قال تعالى :

{فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ }المائدة6

وهذا يعني أنه ااتي في المرتبة الثانية بعد الماء من من حيث الطهارة والخواص المفيدة.

قال تعالى :

{وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً }الفرقان48


وهاهو العلم قد جاء ليثبت هذه النعمة ويكتشف بعض من هذه الخواص ومنها :


1- أفضل مادة معقمة موجودة في الطبيعة

2- التراب يضمن إزالة الجراثيم التي تعجز عن إزالتها كل المواد الكيميائية

3- التراب أفضل وسيلة لتنظيف الماء

4- التراب هو المادة الطبيعية التي يُنقى بها الماء

5- هناك أكثر من عشرة آلاف نوع من أنواع التربة في أوربا فقط

6- التراب هو المادة التي لا تتجدد مع الزمن

7- الفراغات الموجودة بين حبات التراب هي 50 % من حجمه

8- إن معظم المضادات الحيوية التي نستخدمها لعلاج الأمراض مستخرجة من
الكائنات المجهرية في التربة.

9- التراب مادة ممتازة لتنظيف مسامات الجلد.


كذلك الامر إذا أخذت حفنة من التراب بحجم ملعقة الشاي فإنك تجد فيها عدداً من الكائنات
الحية أكبر من عدد سكان الأرض. فالتراب إذا عبارة عن مادة حية تدب فيها الحياة مع أننا
لا نراها .

العلماء يؤكدون أن التراب ضروري جداً لكثير من الكائنات على وجه الأرض وانه لولا التراب
لم يكن للحياة أن تنشأ أصلاً على وجه هذه الأرض في حفنة التراب هذه تتوضع أهم المكونات
الأساسية لحياة الكائنات بأنواعها , وكشف عن وجود بكتريا وحيدة الخلية مختصة بالتهام
أوراق النبات والجذور الميتة ,وأيضا بكتريا أخرى تعيش على الجذور فتأخذ الآزوت من
الهواء وتعطيه للنبات.

فضلا عن ذلك فالتربة تختزن 10 % من إشعاعات غاز الكربون co2 في العالم حيث يحوي
كل هكتار من الأرض الزراعية عدة أطنان من الكائنات الحية الدقيقة، ولولا هذه الأحياء أنفة الذكر
لا يمكن للحياةأن تستمر لأنها تعمل على إنتاج المواد المغذية للنبات، وإنتاج المواد المعقمة
لجذور هذه النباتات والحبوب الموجودة داخل التربة .



إن كل هذا هو ضمن توازن دقيق جداً في عالم الكائنات الحية المتواجدة في التربة :

قال تعالى :

{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }الحجر19

و في دراسة جديدة ومعمقة للعلماء على طين البراكين فقد تاكد على انه قادر على إزالة أكثر
الجراثيم مقاومة ولذلك هم يفكرون بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من
الطين البركاني.

إن من لطائف الحكمة الإلهية أنك نجد الأطفال الصغار يحبون اللعب بالتراب ويحاولون إمساكه
بأيديهم ، فالله تعالى قد أعطاهم فطرة سليمة يعرفون من خلالها أن التراب مادة مطهرة تتفوق
على أفضل أنواع المعقمات , فسبحان الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم.


سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم