معنى الأمانة :
وهي ضد الخيانة ، والأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها
أنواع كثيرة ، منها :
1- الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ،
قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين
أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا }(الأحزاب:72 ).
قال القرطبي في تفسير هذه الآية : الأمانة تعم جميع وظائف الدين وتبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ،
فالرسل أمناء الله على وحيه ، قال صلى الله عليه وسلم :
( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ). صحيح مسلم
وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين .
وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع .
2- كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ،
وهو الله جل وعلا ، فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ،
واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله .
3- العرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ،
وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ،
قال أبي كعب رضي الله عنه : من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها .
4- الولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .
5- العمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟
قال : " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) صحيح البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال :
(يا أبا ذر ! إنك ضعيف . وإنها أمانة . وإنها يوم القيامة ، خزي وندامة .
إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها )
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1825
خلاصة حكم المحدث: صحيح
6- السر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام
فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ، فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة )
ومن أشد ذلك إفشاء السر بين الزوجين ، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ). صحيح مسلم
7- الأمانة ، بمعنى الوديعة ، وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .
وللأمانة الأدبية فالموضوع منقول