شرف» الاستقالة ١١/ ١٠/ ٢٠١١

«شرف» الاستقالة

١١/ ١٠/ ٢٠١١

منذ ثمانية أشهر.. كان الأمل فى كل القلوب.. واليوم تملأ الدموع كل العيون.. كنا نعتقد أننا نخوض مرحلة انتقالية تبنى مصر.. فاكتشفنا فى «ماسبيرو» أننا نغرق فى رمال فترة ارتجالية تدمر مصر.. سالت دماء ذكية على أرض «الثورة»، لأن المجلس العسكرى والحكومة أضاعا على الوطن أهم ٨ أشهر فى تاريخه الحديث.. وبدا واضحاً للجميع أن الشعب المصرى لم يُسقط النظام الحاكم بعد.. فالأزمات هى الأزمات.. والمعالجة هى المعالجة.. و«الخطر» فى قلب القلب..!

مصر تصرخ: كفاية.. مصر أعيتها الألاعيب والمؤامرات والعشوائية.. مصر تنقب عن قائد ينتشل ما تبقى من وطن يتمزق.. قائد لا يتلاعب بشعب من أجل مكاسب شخصية.. قائد لديه الرؤية والسلطة الفعلية.. قائد يترفع عن الأهواء والأيديولوجيات والانتماءات.. قائد لمرحلة انتقالية وليس لفوضى ارتجالية.. قائد يؤمن بالتحول الديمقراطى.. قائد يبنى بيد.. ويضمد جراح الناس باليد الأخرى.. فأين هو..؟!

ابحثوا عنه لأن القابضين على أمور البلاد أثبتوا لنا فى «ماسبيرو»، وخلال ٨ أشهر، أن الفترة الانتقالية لم تبدأ بعد.. لا أحد فيهم التزم بإرادة الشعب الذى خرج فى «الاستفتاء» ليقول «نعم للاستقرار والبناء».. فلا نحن احترمنا كلمته وإرادته.. ولا هو قضى ليلة واحدة آمنة ومستقرة.. الدولة فقدت هيبتها..

والنظام على وشك الانهيار.. ولم يعد لحكومة «شرف» رصيد، لم يتبق لهم لدينا سوى «شرف الاستقالة».. فالمراحل الانتقالية لا تكفيها النوايا الحسنة والابتسامات الساذجة والتماس «الرضا» من «المجلس الرئاسى العسكرى»، المراحل الانتقالية لا تنجح بخداع الناس فى الإعلام الرسمى.. ذلك الإعلام التليفزيونى الذى حاول بث الفتنة فى «أحداث ماسبيرو»، بينما كانت القوى الأصولية أكثر تعقلاً وحكمة، وانحازت إلى «التهدئة»..!

لم يعد فى دماء مصر الكثير.. بلد كبير كان مريضاً قبل الثورة لن يتحمل «نزيف المغامرات».. فيا أيها القابضون على السلطة «احموا مصر كما حميتم أنفسكم»..!

المصري اليوم