طفلي مشاغب .. فماذا أفعل ؟؟
يشكو بعض الآباء والأمهات من المشاغبة الشديدة والمزعجة لدى بعض أبنائهم وبناتهم ونسمع كثيراً منهم بعض الشكاوى التالية :
-ابني لا يجلس في مكان واحد لأكثر من خمسة دقائق
-إنه كثير الحركة
-مزعج
-كثير الركض والجري
-يتسلق الأشياء بكثرة
-لا يجلس معنا لتناول الطعام لفترة كافية
-لا يجلس للمذاكرة أو للدراسة
-سريع النسيان
-سريع الملل
-عجول
باختصار ابني مشاغب ومزعج
فهل هذا الطفل مشاغب ومزعج فعلاً ؟!!!
أم أنه مصاب بمرض لا يدركه كثير من الوالدين بل والمعلمين ؟
في حالات كثيرة من هذه الشكاوى نجد أن الأهل يصفون - وهم لا يعلمون –
( اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ).
إن هذا الاضطراب يتسم بوجود نشاط حركي مفرط جداً لدى الطفل بحيث يصبح كثير الحركة عجولاً جداً وغير منضبط بأنظمة المنزل أو المدرسة وقد يصاحب ذلك نقص في قدرته على التركيز والانتباه .
مـا هـي الـعـلامـات الـمـرضـيـة لـهـذا الاضـطــراب ؟
هي -في الواقع- كثيرة ، ولا يلزم وجودها كلها لدى الطفل لتشخيص الحالة لديه ، وإنما يكفي وجود بعضها وخاصة إذا نتج منها شكوى أو استياء، سواءً من الأهل في المنزل أو من المدرسين في المدرسة، ومن هذه الأعراض والعلامات ما يلي:
(أ ) نقص التركيز : ومن مظاهره : عدم القدرة على الانتباه ومتابعة الشيء حتى النهاية ، والإعراض عن الأشياء التي تتطلب تركيزا ذهنياً ( مثل المذاكرة ) مع كون الطفل ذكياً ولكنه يعاني من صعوبة الحفظ مع سرعة النسيان وذلك لضعف قدرته على التركيز وليس لضعف قدراته الذهنية ، وكذلك فإن الطفل المصاب بضعف التركيز إذا بدأ في عمل ما فإنه لا يكمله إلى النهاية وإنما يقطعه ويذهب إلى شيء آخر ، وكذلك نسيانه للمهام اليومية المطلوبة منه .
(ب) فرط النشاط الحركي والاندفاعية ، ومن مظاهره : عدم الاستقرار في مكان الجلوس ، سواءً أمام التلفاز أو أثناء الأكل ، وكثرة التململ والحركة عند الإجبار على الجلوس وخاصة في المدرسة أو عند وجود أهله لدى أناس آخرين ، مما يسبب الإحراج والانزعاج للوالدين ، وكذلك الجري بسرعة وتسلق الأشياء الخطيرة وكثرة الاعتداء على غيره من الأطفال وتكسير وتخريب أثاث المنزل ، وكذلك كثرة وسرعة الكلام-أحياناً- ومقاطعة الآخرين أثناء حديثهم وضعف الانضباط في السلوك مع ضعف الاستجابة للتوجيهات والأوامر وقلة الخوف من العقوبات والتهديدات.
(ج ) هذه الأعراض تظهر غالباً قبل سن السابعة ، ولابد أن تستمر لمدة لا تقل عن ستة أشهر ، وكذلك لابد أن تظهر معظم هذه الأعراض لدى الطفل في أكثر من مكان (فمثلاً :تكون موجودة في المنزل والمدرسة) حتى نستطيع إطلاق هذا التشخيص على ذلك الطفل .
مـا مـعـدل انـتـشــاره ؟
يصيب هذا الاضطراب الأطفال بنسبة 3 – 5 ٪ وهو أكثر في الأولاد منه في البنات بثلاثة أضعاف .
كـيـف نـتــعـامـل مـع هـذا الاضـطــراب ؟
يفضل أن يتعاون كل من الأسرة والمعلم مع المعالج النفسي حتى يتم التعامل مع هذا الاضطراب عن طريق برامج سلوكية مقننة إضافة إلى أن بعض الأطفال قد يحتاج علاجات دوائية للتحكم في الأعراض:
1 ـ لا بد من توفير مكان آمن وواسع للطفل حتى يفرغ فيه طاقته ، والتركيز على النشاط والألعاب التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً حتى تمتص نشاط الطفل
2 ـ لابد من وضع برنامج يومي للطفل حتى ينضبط فيه ، ويُعمل له برنامج مصاحب عن طريق المكافأة والحرمان
3 ـ عدم ترك أشياء حادة أو ثمينة في متناول الطفل
4 ـ يفضل جلوسه في المقاعد المتقدمة في قاعة الدراسة حتى لا يتشتت تركيزه
5 ـ لابد من تعاون المدرسة والمنزل في أساليب التعامل للوصول لأفضل النتائج
6 ـ هناك بعض الأدوية النافعة والفعالة والتي يصفها الطبيب النفسي لضبط السلوك وتحسين التركيز وهي أدوية مأمونة وفوائدها كثيرة .
من أخطاء المربين ( الوالدين والمعلمين ) مع هؤلاء الأطفال:
للأسف الشديد وبسبب جهل كثير من المربين بهذا الاضطراب فإنهم قد يقعون في كثير من الأخطاء، ومنها:
1- كثرة التوبيخ والتأنيب للطفل
2- كثرة الضرب وقد يصل ذلك إلى إهانة الطفل أمام الآخرين
3- وصف الطفل بالغباء وإطلاق الأوصاف السلبية المتكررة عليه .
الآثار والنتائج السلبية المتوقع حصولها لدى الطفل المصاب بهذا الاضطراب- وخاصة إذا لم يتم علاجه بالصورة المناسة :-
يصبح هذا الطفل عرضة لكثرة الإصابات الجسدية الناتجة عن سرعته الشديدة و اندفاعيته غير المنضبطة وكذلك أظهرت بعض الدراسات أن هؤلاء الأطفال تزداد لديهم نسبة الإصابة بالاكتئاب وضعف الثقة بالنفس بالإضافة إلى كونهم أكثر عرضة للانحراف السلوكي في مستقبل حياتهم وخاصة في مرحلة المراهقة- ولذا فلابد من المبادرة بحسن التعامل مع هذه الإشكالية لدى هؤلاء الأطفال حتى نجنبهم تبعات هذا المرض