حملة مقاطعة الأفلام و المسلسلات في رمضان
قال الحق سبحانه و تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ .. لقمان:6 }
في شهر رمضان تصفد الشياطين و تفتح أبواب الجنان و تغلق أبواب النيران ,
و يعتق فيها الرحمن رقاباً من بني الإنسان ,
و يفيض القلب و يذوب و ينساب مع آيات القرآن.
فيا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر .
باب من الخير اصطفاك الله له و فضلك على غيرك بحضوره
فكم ممن حضر معنا رمضان الماضي هو الآن بين الأموات .
و مع استعداد المتقين الصالحين لموسم الطاعات , يعد شياطين الإنس لهم الكثير
و الكثير من الموبقات ليتسلموا الراية من إخوانهم شياطين الجن ,
و ليقولوا لهم بلسان حالهم , ستصفدون و نحن مكانكم فلا تقلقوا.
فالحذر الحذر أيّها الحبيب أن تضيع أوقاتك بين معصية و أختها ,
حتى إذا ما ذهب رمضان و ذهب معه بعضك فتحت يديك فإذا هما خاويتين ,
و نفضت ثيابك فإذا هي دنسة من المعاصي ,
و كان الأجدر أن تفتح يديك فتجد الكثير من الحسنات تستشعرها بما قدمت من ختمات للقرآن ,
و صدقات للجائع و الظمآن, صلوات في دلجة الليل ,
و ركعات مع المسلمين في فرائض و قيام , حلقات للقرآن , و مجالس لتواصل الأرحام ,
محبة و إطعام و دعوة و دعاء , إخبات و رجاء ,
فيالخسارة من ترك كل هذا الخير و أرتمى في أحضان اللئام.
يا باغي الخير دعك من هذا الهراء , فأهل الفن و العفن لا يرجون من عملهم
إلّا تجارة أجساد يتربحون بها لإثراء دنياهم على حساب دينهم ,
أمّا أنت إن تبعتهم فستخسر دينك و دنياك سويا , فلا مربح لك من ورائهم إلّا الذنوب ,
فبالله عليك هل يقبل عاقل أن يرفض دعوة من فتح له كل أبواب الخير
و أغلق له باب كل عذاب و يرتمي في أحضان أعداء ما أرادوا من ورائك إلّا مصلحتهم ,
و والله ما فيها أي مصلحة و إن لم يتوبوا فسيعلموا مغبة ما قدموا .
أخي إن كنت تريد أن تقدم شهرك هذا قربانا للممثلين و المنتجين و المخرجين على حساب دينك ,
فأقول لك أغبن النّاس من باع دينه بدنيا غيره , فاحذر كل الحذر , و عساها بداية خير لك ,
أخي لا تخلوا هذه الأعمال من نساء كاسيات عاريات و أحضان و قبلات ,
و معازف و آهات ثم يتبعها حسرات و حسرات , فوفر على نفسك الحسرة ,
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (الكهف28) }
أخي هذه دعوة صريحة من موقعنا المبارك لمقاطعة المسلسلات و الأفلام في نهار رمضان و ليله .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :
" مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَ الْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَ شَرَابَهُ . "
رواه البخاري1770
و هذه فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله حول هذا الأمر :
س: بعض الصائمين يقضون معظم نهار رمضان في مشاهدة الأفلام و المسلسلات
من الفيديو و التلفاز و لعب الورق ، فما هو حكم الدين في ذلك ؟
ج : الواجب على الصائمين و غيرهم من المسلمين أن يتقوا الله سبحانه فيما يأتون
و يذرون في جميع الأوقات , و أن يحذروا ما حرم الله عليهم من مشاهدة الأفلام الخليعة
التي يظهر فيها ما حرم الله , من الصور العارية و شبه العارية , و من المقالات المنكرة ,
و هكذا ما يظهر في التلفاز مما يخالف شرع الله , من الصور و الأغاني و آلات الملاهي
و الدعوات المضللة, كما يجب على كل مسلم صائما كان أو غيره أن يحذر اللعب بآلات اللهو ,
من الورق و غيرها من آلات اللهو , لما في ذلك من مشاهدة المنكر و فعل المنكر ,
و لما في ذلك أيضا من التسبب في قسوة القلوب و مرضها و استخفافها بشرع الله ,
و التثاقل عما أوجب الله , من الصلاة في الجماعة أو غير ذلك من ترك الواجبات
و الوقوع في كثير من المحرمات ,
و الله يقول سبحانه:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا
كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان:6-7 }
و يقول سبحانه في سورة الفرقان في صفة عباد الرحمن :
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }
الفرقان:72
و الزور يشمل جميع أنواع المنكر , و معنى لَا يَشْهَدُونَ أى : لا يحضرون ،
ويقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف )
رواه البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به .
و المراد : بالمعازف أى : الغناء و آلات اللهو ،
و لأنّ الله سبحانه حرم على المسلمين وسائل الوقوع في المحرمات .
و لا شك أنّ مشاهدة الأفلام المنكرة , و ما يعرض في التلفاز من المنكرات من وسائل الوقوع فيها ,
أو التساهل في عدم إنكارها . و الله المستعان
المصدر : الشيخ ابن باز ، مجموع الفتاوى: 15/ 216.
أرجو أن تلقى هذه الدعوة القبول لدى القارئ الكريم في بقاع الأرض .
و تقبل الله منّا و منكم صالح الأعمال و شهركم مبارك إن شاء الله
و كل عام و أنتم و الأمّة الإسلامية بكل خير,
و قد عمّ أرجائها الأمن و الأمان