أيها المربي هل أنت سعيد؟
حنافي جواد
حاجتنا إلى المربين أكثر من حاجتنا إلى المدرسين، فإذا جمَع المدرس بين الصفتين: التربية والتعليم، فقد جمع بين الحُسنَيين.
المربي الأكثر إنتاجيَّة هو السعيد، يُقبل على عمله سعيدًا، ويُغادره سعيدًا، ويتمنَّى أن يعود إليه.
إنَّ الموظفين السُّعداء في عملهم هم الأكثر نشاطًا وإنتاجيَّة من غيرهم.
من هو الموظف الذي يبذل جهدًا أكبر؟
هو الموظف السعيد؛ لأن السعادة في العمل تؤدي إلى زيادة الإنتاج والرِّبح والجودة.
إن الناس يعملون بجهدٍ أكبر إذا كان واضحًا ما هو مطلوب منهم؛ لأن هناك الكثيرين الذين لا يعرفون ما هو المطلوب منهم، فهل أنت منهم؟
لدى الكثير من المؤسسات مقاربة مختلفة بشأْن الطريقة التي يجب أن يعاملَ بها الموظفين، مثل: تسهيل تردُّدهم على الأندية الرياضية، أو توفير الفاكهة لهم خلال العمل، هل يوفِّرون لك الفاكهة؟
فمِن مَصْلحتنا أن يحصلَ عُمَّالنا وموظَّفونا على قسطٍ كافٍ من النوم.
لا تَطلبوا من موظِّفيكم العمل في أوقاتٍ غير ملائمة.
بعض صفات المربي - المدرس الناجح:
ليس من السهل أن تكون مدرسًا ناجحًا؛ إنَّك في حاجة إلى جُهد وصبرٍ.
الصبر والجهد كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان عند الممارسة والتطبيق، ومن شروط التفوُّق تكثيفُ التداريب.
في مجال العلاقات الإنسانية :
• أن يكون متحمِّلاً للمسؤولية.
• أن يكون قادرًا على التصرُّف بحِكمة وأسلوب صحيح.
• أن يكون قويَّ الأعصاب، وأن يكون كاظمًا غَيْظَه.
• أن يتحلَّى باللياقة والمُرونة، والتواضُع والتعاون والموضوعيَّة.
• أن يُهيِّئ للمتمرسين أسباب الراحة النفسية؛ مما يشجِّعهم ويُحفِّزهم على العمل.
• أن يَحرِص على وَحْدة القسم وتماسُكه.
• أن يكون عدلاً مُنصفًا.
• أن يعمل على كسْب محبَّة وثقة زُملائه.
• أن يسعى لتوسيع قاعدة الاشتراك في اتخاذ القرار.
• أن يعامل الآخرين بكرامة واحترام، وألاَّ يُقلِّل من قيمة الآخرين.
• أن يسمح للآخرين بالتمتُّع بالحرية والحقوق والامتيازات التي يتمتَّع بها هو، ويشجِّعهم على ممارستها.
في مجال المميزات العلمية والمهنية:
• أن يكون متمكِّنًا من المادة العلمية، قادرًا على تنزيلها والتحكُّم في مساراتها ببراعة وإتقان.
• أن يُجيب بـ: لا أدري إذا استشكَل عليه الأمر، ويؤجِّل الإجابة إلى وقت لاحقٍ يُحدِّده ويلتزم به.
• أن يكون مُطلعًا على طُرق التدريس: قديمها وحديثها.
• أن يُجدِّد ويَبتكر في مجال العمل؛ وَفْقًا لمنهج مُحكم مُنضبط.
• أن يوفِّر الجوَّ العلميَّ والثقافي، وذلك بالاستعانة بمكتبة المدرسة، ومكتبة القسم العلميَّة.
• أن يُتيح لزملائه فرصة مناقشة الموضوعات المطروحة للبحث، ويؤكِّد لهم أنَّ اختلاف الرأي لا يُفسد للودِّ قضيَّة.
العملية التعليمية التعلُّمية عملية تواصلية بامتياز:
فما المقصود بالتواصُل؟
مفهوم التواصل: يُفيد التواصل في اللغة العربية الاقترانَ والاتصال، والصِّلة والترابط، والالتئام والجَمْع، والإبلاغ والانتهاء، والإعلام والإخبار، أمَّا في اللغة الأجنبية، فكلمة ommunication تعني: إقامة علاقة وتراسُل وترابُط، وإرسال وتبادُل، وإخبار وإعلام. وهذا يعني أنَّ هناك تشابهًا في الدلالة والمقصود بين مفهوم التواصُل العربي والتواصل الغربي.
ما وظائف التواصل؟
• وظيفة إقناعيَّة: تعتمد على الحُجج المنطقيَّة والشرعية والأدلة.
• وظيفة إمتاعيَّة: إمتاع النفوس وتسليتها، ومخاطبة القلوب وتزكيتها.
• وظيفة تبادُلية: تراسُلية وتفاعلية وتجاذُبيَّة.
• وظيفة تعليمية: تعلُّم - دراسة - تربية.
وليس كل تواصُل ناجحًا فمتى يكون التواصل ناجحًا؟
يكون التواصل ناجحًا إذا تحقَّقت فيه أعلى نسبة من الأهداف المسطرة سلفًا.
عَلامَ يعتمد التواصل الصفي؟
يعتمد التواصل الصفي - بين المعلم وطلابه بشكلٍ كبير - على الأسئلة التي يَطرحها المعلم أثناء الدرس، والتي يُطلق عليها في العادة اسم الأسئلة الصفيَّة، فهي الوسيلة التي تجعل التعلُّم الصفي فعالاً نَشِطًا، متغيِّرًا، مثيرًا للتفكير، ومُحَفِّزًا على التحصيل، ومساعدًا على التقويم والبناء والإدماج.
الأسئلة بمثابة أدوات ووسائل توصِّل إلى شَحْذ تفكير الطلبة، ووسيلة كذلك لربْطهم بمشكلات الحياة العملية، ربطًا يستدعي التفكير الجاد الفعال، والأسئلة مهارة ضرورية يجب أن يُتقنها كلُّ مربٍّ ومعلِّمٍ، كما يجب على المربين والآباء أن يُعلِّموا التلاميذ والطلبة آليات طرْح السؤال؛ لأن طرْحَ السؤال بفعالية يقتضي البحث عن الجواب المناسب.
إنَّ ذهنَ الإنسان يشتغل بشكلٍ غير واعٍ، مستجيبًا لمثيرات السؤال؛ إذ تجده مُنهمكًا في البحث والتفتيش من حيث لا يدري؛ حتى يتحقَّق المقصود، ويَعثر على الجواب، أو الأجوبة المناسبة للسؤال المختلج في العقل الباطن.