المطربة سعاد محمد .. رحلت تاركة عذوبة صوتها في ذاكرة الاجيال

رفعت العلان - «الشيماء», «أعذب صوت», «الجوهرة» و»مطربة ارادة الشعب», القاب حملتها المطربة الكبيرة سعاد محمد قبل رحيلها عن عمر تجاوز ال 85 عاما، فقد توفيت سعاد محمد بعد معاناة طويلة مع المرض خضعت خلالها لعمليتين جراحيتين في القلب والرأس. في القاهرة مساء الاثنين 5 تموز 2011. ووري جثمانها الثرى الثلاثاء 6 تموز في مقابر العائلة بمصر.
خلفت الراحلة وراءها إرثا جميلا من مئات الاغاني قدمتها للمستمع العربي عبر الاذاعتين المصرية والسورية الى جانب فيلمين سينمائيين.
واكبت الراحلة بصوتها العذب ثورة الشعب التونسي من خلال ادائها قصيدة ابي القاسم الشابي»إرادة الحياة».
«اذا الشعب يوما اراد الحياة/ فلا بد ان يستجيب القدر» لحنها الموسيقار رياض السنباطي.
قال الموسيثار الراحل محمد عبد الوهاب عنها : «انها جوهرة» لكنه لم يقدم لها لحنا واحدا، وكانت الراحلة تستغرب ذلك، وقال عنها نقاد الفن: «ان سعاد تمتلك صوتا لامثيل له على الاطلاق، فما من صوت يعطي طبقات كصوتها».
برزت المواهب الفنية للمطربة القديرة في الغناء فاتجهت إلى حلب لتبدأ مشوارها الفني ورحلتها مع عالم الطرب الأصيل؛ لتُصبح بذلك من أفضل الأصوات النسائية بحلب بعد أن تبناها الملحن محمد محسن وعمل على صقل موهبتها الغنائية من خلال ما قدمته من أغان متميز بالإذاعة السورية .
اتجهت بعد ذلك إلى القاهرة لتقتحم عالم السينما من خلال بطولة فيلم «فتاة من فلسطين» وهو أول فيلم عربي عن القضية الفلسطينية في عام 1948 من إخراج محمود ذو الفقار وتأليف يوسف جوهر وسيناريو وحوار الفنانة عزيزة أمير التي قامت بانتاجه أيضا؛ وتغنت سعاد محمد خلاله بعدد من الأغاني من أشعار بيرم التونسي وعبدالعزيز سلام وقام بتلحينها الموسيقار رياض السنباطي والموسيقارمحمد القصبجي.
احتفى بها جمهور المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ13 بحفاوة بالغة خلال حضورها اعادة عرض فيلم «فتاة من فلسطين» بعد اكثر من ستين عاما من عرضه للمرة الأولى؛ واثار عرضه في حينها جدلا ومطالبة من قبل الجمهور والنقاد المصريين بانتاج مزيد من الأفلام عن القضية الفلسطينية.
ثم قدمت سعاد محمد فيلما ثانيا فيلم «أنا وحدي» وكان الأخير من اخراج هنري بركات عام 1953 وشاركها البطولة الفنانة ماجدة الصباحي وعمر الحريري ونور الدمرداش؛ غنت في هذا الفيلم أربع أغان انتشر بعضها بشكل واسع في العالم العربي خاصة اغنية «فتح الهوا الشباك» و»هاتوا الورق والقلم» .
وشاركت بصوتها وغنائها في تقديم أغنيات فيلمي «الشيماء أخت الرسول» سنة 1972 وفيلم «بمبة كشر.»
ابتعدت ابنة بلدة تلة الخياط ببيروت، عن الفن بعد زواجها لمدة 15 عاما من الصحافي محمد علي فتوح انجبت له خلالها 6 أبناء، وطُلقت منه لتتزوج من المهندس المصري محمد بيبرس؛ ثم انتهت العلاقة الزوجية بينهما بعد أن رُزقت منه باربعة ابناء، وكان زواجها الأخير من رجل أعمال لبناني تطلقت منه قبل رحيلها، وتفرغت بعدها لرعاية أولادها وبناتها بعيداً عن الأضواء، مكتفية بما قدمته من أغنيات.
سعاد محمد من جيل «الرواد» أمثال: ليلى مراد ووردة وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، وغيرهن ممن أثرين المكتبة الغنائية العربية فى القرن الماضى، حيث قدمت أكثر من ثلاثة آلاف أغنية منها «كم ناشد المختار ربه»، و»يارب» ويارسول الله» و»رويدكم رويدكم» و»أنك لا تهدي الأحبة» و»طلع البدر علينا» و»وحشتنى» و»أوعدك»و»أنا هويت» و»شىء غريب» و»فتح الهوا الشباك» و»ياحبيبتى ياغالية» و»من غير حب» و»هو صحيح الهوا غلاب» و»مظلومة» و»من غير حب»، «يابخت المرتاحين» و»بقى انت كدة» و»القلب ولا العين» و»شيل رمشك عن قلبي» وغيرها من روائع الطرب الاصيل.