الثوار الليبيون يواصلون زحفهم نحو طرابلس

الثوار الليبيون يواصلون زحفهم نحو طرابلس


طرابلس- وكالات - واصل الثوار الليبيون امس ضد قوات العقيد معمر القذافي لليوم الثاني بدعم من غارات حلف شمال الاطلسي، بعد الاستيلاء على منطقة القواليش في الصحراء التي تبعد حوالى 50 كلم من طرابلس.
وبعدما تلقوا دعما عبر الاسلحة التي ألقتها فرنسا جوا هاجم الثوار قوات النظام في سهول جنوب غرب العاصمة، وهي مناطق استراتيجية لانها تضم مدينة الغريان الحامية، وهي معقل للقوات الموالية للنظام في جبال نفوسة.
وأكد العقيد احمد عمر الباني القائد العسكري في المجلس الوطني الانتقالي إن الثوار نجحوا في السيطرة الكاملة على منطقة القواليش، وقال ان «منطقة الجبل الغربي بكاملها أصبحت تحت سيطرة الثوار». وفيما يتعلق بالوضع في مصراتة، قال الباني إن «ثوار مصراتة التحموا بثوار مدينة زليتن وحرروا عددا من ضواحي المدينة، ومنها ضاحية سوق الثلاثاء». وأضاف أن «زليتن هي مدينة في غاية الأهمية لوجود اكبر كتيبتين للقذافي فيها، وان اقتراب الثوار منها جيد من ناحية معنوية لهم». وسقط 14 قتيلا للثوار واصيب 42 آخرين بقصف كتائب القذافي منطقة الدافنية غربي مصراتة.
ومن جهته، اعترف نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم بسقوط القوالش في يد قوات الثوار.

ضربة موجعة
في المقابل، وجه الناتو ضربة موجعة لكتائب القذافي في البريقة، حيث قال الحلف ان قواته قصفت تجهيزات عسكرية للتموين في المنطقة لمنع القوات الموالية من الوصول الى المحروقات، وبالتالي شن هجمات على السكان المدنيين. واشار إلى ان عمليات المراقبة اثبتت ان التجهيزات المستهدفة كانت تستخدم لتزويد العربات العسكرية التابعة لقوات القذافي بالوقود.

حرب سرية في طرابلس
من جهتها، أفادت صحيفة ديلي تلغراف أن قوات المعارضة تشن حرب عصابات سرية، وعلى نحو متزايد في طرابلس، وفي تحدٍ متزايد لسيطرة القذافي على العاصمة. وقالت الصحيفة إن سكان العاصمة تحدثوا عن تصاعد في الهجمات من السيارات واطلاق النار على نقاط التفتيش الأمنية، وعن معارك متكررة بمجرد حلول الظلام رغم اصرار الحكومة على أن طرابلس هادئة ومعقل الولاء الثابت للقذافي. واشارت الصحيفة تحديدا إلى حي سوق الجمعة وتاجوراء التي تنعدم فيها الحركة بعد غروب الشمس تقريبا، بسبب خوف السكان من ما يحدث.

الصين في بنغازي
وعلى الصعيد السياسي قام دبلوماسي صيني كبير بزيارة بنغازي والتقى اعضاء من المعارضة. والتقى تشين تشياودونغ المكلف ملف الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية الصينية، مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية الممثلة للثوار، ودعا تشين الى حل سياسي سريع للازمة المستمرة منذ اربعة اشهر، وحث الثوار على اجراء محادثات مع المسؤولين الموالين للقذافي.
لا يريد فرض نفسه
من جانبه، اوفد العقيد معمر القذافي موفدين الى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما لابلاغه بانه لا يعتزم المشاركة في مفاوضات حول تسوية سلمية للازمة في بلاده، وقالت وزيرة الخارجية الجنوب افريقية مايتي نكوانا-ماشاباني ان القذافي «قال انه لا يريد ان يعارض تسوية، وبالتالي فانه لن يشارك في مفاوضات حول مستقبل ليبيا او حول مصيره الشخصي». واوضحت نكوانا-ماشاباني ان المفاوضين ينوون الاجتماع في غضون بضعة ايام في اديس ابابا لتلقي اجوبة الثوار والسلطة على خطة السلام التي تم اقتراحها اثناء قمة الاتحاد الافريقي الاسبوع الماضي في غينيا الاستوائية.

روما تسحب «غاريبالدي»
وفي ايطاليا، قال رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني إنه عارض قرار القوى الغربية بخوض حرب في ليبيا، لكنه اضطر الى تنفيذ القرار الذي اتخذه البرلمان الإيطالي. في غضون ذلك، قررت ايطاليا امس سحب حاملة الطائرات غاريبالدي من العمليات ضد نظام القذافي بهدف توفير اكثر من 80 مليون يورو.
في غضون ذلك بدأت محكمة ليبية في طرابلس محاكمة مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي و21 من أعضائه غيابيا بتهم المساس بأمن البلاد واستقلالها، وطلبت إنزال أقصى عقوبة بهم. وتلا المستشار المنتدب للتحقيق الرئيس بمحكمة الاستئناف المختصة خليفة عيسى خليفة قرار الاتهام وشمل 18 تهمة تتعلق في مجملها بالمساس بأمن واستقلال البلاد من خلال تحريض الغير على رفع السلاح في وجه الدولة. وبتسهيل دخول العدو للبلاد وتزويد حكومات أجنبية بأسرار تتعلق بالدفاع.