صناعة الدمى والعرائس فى مصر القديمه

صناعة الدمى والعرائس فى مصر القديمه

جع باحثان مصريان صنع اللعب ودمى الاطفال وفنون العرائس الى عصور سحيقة من تاريخ بلدهما الذى شهد "أول عرض مسرحى للعرائس فى

العالم"، منذ تأسيس الاسرات الفرعونية، التى يعتبرها باحثون أوّل نظام مستقر للحكم فى التاريخ البشري. وقالت سرية عبد الرازق صدقي،

الاستاذة بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان ان الاطفال فى مصر القديمة هم الذين ابتكروا صنع اللعب والدمى والعرائس. ونشرت الدراسة فى

كتاب "الابداعات التشكيلية الموجهة للطفل"، الذى صدر مواكبا لمهرجان يحمل الاسم نفسه، ويتضمن معرضا تشكيليا يقام حاليا بقصر الفنون

بدار الاوبرا بالقاهرة، بمشاركة 909 أعمال فنية مختلفة كاللوحات الفنية والرسوم الصحفية وأفلام الرسوم المتحركة. ويضمّ الكتاب الذى يقع فى 216
صفحة ملونة دراسات وصور عديدة لدمى الاطفال، التى تعود الى أزمنة فرعونية مختلفة. ومن هذه اللّعب حصان خشبى بعجلات وعروس

خشبية مستقيمة الساقين تحمل فوق ذراعيها المفرودتين بطة ذات رأس متحرك وكرات مصنوعة من ورق البردى والجلود ودمية خشبية

استخدمت فيها النقوش والخيوط، اضافة الى ذئب مصنوع من الخشب حيث يمكن تحريك فكه الاسفل فتحا وغلقا من خلال خيط صاعد من الفك

الاعلى الى الرأس.وقال محمد كشك مدير مسرح القاهرة للعرائس فى دراسة عنوانها "تاريخ فن العرائس" ان مصر القديمة شهدت "أول عرض

مسرحى للعرائس فى العالم." وأشار الى أن أسطورة ايزيس وأوزيريس الفرعونية القديمة كان لها أهمية كبرى فى عالم العرائس الفرعونية لما بها

من صراع بين الخير والشر والحب والوفاء وأن الكهنة فى معابد مصر القديمة كانوا يقومون "بتمثيل مسرحية أوزيريس أو الاله المعذب فى

معابدهم بعرائس الماريونيت وهى عرائس تتحرك بالخيوط ولا يحضر العروض، الا من يقوم بالاعداد والاخراج والتمثيل، لان بعض الفصول

كانت تعتبر سرا من أسرارهم الكهنوتية حيث كانوا يشرحون فى المسرحية حوادث قصة ايزيس وأوزيريس"، أما بقية فصول المسرحية فكانت

تقدم علنا أمام الجمهور حيث كان للعرائس دور مهم فى المعابد والحياة العامة
مصر الحضارة

سليم حسن والمسرح فى مصر القديمة
يؤكد "سليم حسن " فى كتابه " الآدب المصرى القديم " أن الدراما المصرية قد ظهرت قبل الدراما اليونانية بنحو ثلاثة آلاف سنة ، وأنها بدت أكثر منها نضجا ، فاذا كان " ابسكلس " - ولعله يقصد " ايسخولوس " – قد بدأت تظهر كتاباته فى عالم التأليف التمثيلى سنة 499 ق.م ، على حين نجد فى مصر " دراما تمثيلية " ظهرت حوالى عام 3400 ق.م ، وأعنى بذلك " الدراما المنفية " ثم كتبت بعدها دراما " انتصار حور على اعدائه " وكان ذلك فى الأسرة الثالثة ، ودراما " التتويج " التى كتبت فى أوائل عهد الدولة الوسطى نحو2000 ق.م ، فلا غرابة أذن إذا كان الطفل الذى شبهنا به الدراما اليونانية والذى نما وترعرع حتى أصبح شابا يماثل الدراما الحديثة قد ولد فى مصر ، هذا اذا سلمنا بأن الدرما اليونانية قد أخذت عن مصر كغيرها من العلوم التى أخذتها اليونان عنهم .


ويورد "سليم حسن"ملخصات لثلاث مسرحيات مع تحليل لمحتوياته، وبعض النماذج للمناظر والحوارات تأكيدآ لوجود مسرح فى مصر الفرعونية، كما أنه يعقد مقارنة بين الدراما المصرية والدراما اليونانية لتوضيح أوجه التشابه والاختلاف بينهما، فى البداية يشير الى أن الاغريق لا يمكنهم أن ينسبوا هذا الشرف لأنفسهم فيدعون أن بلادهم مهد الدراما بل أن مصر هى الجديرة بهذا الشرف لأن بها القدم السابقة فى هذا الفن.
قد يكون هناك أوجه شبه فى الموضوع والهدف،فتجد الموضوع فى كلتيهما مقتبس من تاريخ القوم المقدس، وأما الشخصيات فأنها مأخوذة من الألهه وأنصاف الألهه والأبطال والمخلوقات فوق البشرية، مع فارق هو ان الألهه كانوا هم العنصر السائد فى الدراما المصرية. كذلك نجد فى كلتا الحالتين أن التمثيل يتم فى المناسبات والأعياد الدينية، وأن الدراما كانت تبدأ بموضوعات محزنة وتنتهى بحوادث تدعوا للرضا والأرتياح،كما أن العواطف التى تمثل فيها عواطف سامية راقية ،غير طريقة التعبيرعن هذه العواطف كانت تختلف فتجد الأغريق بما ذهبوا من قوة الخيال وغزارة الأساليب المعنوية يضعون حوارهم فى جمل كمطولة خصبة فى ألفاظها وتشبيهاتها


ولكن الحوار المصرى كان يدور فى جمل قصيرة مقتضبة .أما فى تركيب التمثيليات فاننا نجد أختلاف ، ففى الدراما المصرية كان سرد الحوادث يتم بالتمثيل أساسا، أما عند الأغريق فنجد الحوادث تغنيها فرقة المغنيين ، واذا أتفق أن وجدت فرقة مغنيين فى الدراما المصرية فإنها تكون فى المرتبة الثانية بعد الممثلين .
ولكن من أهم الفوارق بين الدراما المصرية والأغريقية ، أن الحوادث كانت تمثل فى الغالب على المسرح أمام النظارة فى الدراما المصرية ، فمثلا تشاهد المبارزة بين (حور) و(ست) ، أما عند الأغريق فلم نجد شيئى يماثل هذا ففى مسرحية " اجاممنون " تقوم فرقة المغنيين بوصف كيفية التضحية للألهة ولم يظهر ذلك على المسرح .


ومن الفروق أيضا أن بعض ممثلى مصر الذين يقومون فقط بدور الألهة فى صورة حيوانات كانو يلبسون وجوها مستعارة ، أما فى الدراما الاغريقية فنجد كل الشخصيات كانت تلبس وجوها مستعارة ، والظاهر ان الدراما المصرية كانت تمثل فى المعبد أو بالقرب نه ، وكان يمثل جزء منها فى سفينة او قوارب عائمة ، كما كانت البحيرة المقدسة مكانا للتمثيل ، أما عند الأغريق فكان التمثيل يؤدى على المسرح الذى كان فى الأصل بناء مؤقتآ من الخشب ثم أصبح فيما بعد بناء ثابتا يشيد من الأحجار .
ونعلم أن دراما أدفو والدراما المنفية كانت تمثل عدة مرات ويتكرر تمثيلها سنويأ ، أما عند الاغريق فكان من النادر تكرار تمثيل دراما أكثر من مرة أو مرتين وذلك بسبب المنافسات التى كانت تعقد لأحسن انتاج لذلك كان الكتاب ينتجون باستمرار أعمالآ جديدة .