دور المرأة في العلاقات الدولية في مصر القديمة
دور المرأة في العلاقات الدولية في مصر القديمة
لقد شغلت المرأة في مصر القديمة بصفة عامة مكانة لم تصل إليها المرأة في أي مجتمع معاصر لها وإن اختلفت هذه المكانة من عصر إلى آخر. وقد استخدم المصري القديم ألقاب مثل (زوجة الملك) (سيدة كل السيدات) (سيدة السيدات) (سيدة زوجات الملك) (الأخت الملكية والزوجة الملكة) (الزوجة الملكية الأولي).
وفى عصر العمارنة كان يطلق على الملكة أيضًا (كبيرة حريم الملك) (كبيرة حريم الآلة) وألقاب أخرى في نهاية الدولة الوسطى (الأميرة الوراثية) (عظيمة المديح) (عظيمة الحسن) (أميرة كل النساء) (أميرة البلاد كلها).
الهدايا المصرية التى أحضرتها البعثة المصرية لأمير بونت تعبيراً عن رغبة مصر فى السلام مع الشعوب المجاورة
وإذا كان في تاريخ مصر القديمة بعض الملكات اللاتي تمكنَّ من حكم البلاد وحدهن، فقد كان إلى جانبهن ملكات لم تنفردن بالسلطة، ولكنهن -بوصفهن زوجات للملوك- قد تمكنَّ من أن تلعبن دورًا بارزًا، واستطاع بعضهن التأثير بشكل واضح في مجريات الأمور، وتوجيه سياسة البلاد الداخلية والخارجية بالاشتراك مع أزواجهن.
وحقيقة الأمر أن تواجد المرأة كان واضحًا في كافة المجالات الحياتية والسياسية والاجتماعية، فكما تعرضنا في محاضرات عدة سابقة، شغلت المرأة العديد من الوظائف ونجحت في الكثير من الحرف والمهن، فضلاً عن ما لعبته من دور أساسي في بناء الأسرة التي كانت أساس المجتمع نفسه. وهذه المرأة المصرية القديمة كان لها أثر واضح على مجريات الأمور داخل القصر الملكي في كثير من الأحيان، بوصفها ملكة أو بوصفه الأم الملكية، الزوجة الملكية أو الوصية على العرش.
وفيما يتعلق بدوره في العلاقات الخارجية فإننا نستطيع أن نتحسس وجوده وقيمته، على الرغم من عدم توافر الكثير من المعلومات حول هذا الدور، خاصة فيما يتعلق بالشخصيات النسائية الغير ملكية، إذ لا نجد وثائق أو مصادر أكيدة حول سيدات من خارج القصر لعبن دورًا في السياسة والعلاقات الخارجية، وإن كان ذلك لا يُثبت عدم وجود ذلك أو عدم أهلية المرأة لذلك، ولعل مرجعه فيما نعتقد أننا لا نجد كعادتنا في مصر القديمة إبراز للشخصية الفردية في غلبيه الأحوال، وإنما كان إنكار الذات واحد من أهم قواعد بناء الحضارة المصرية.
حاملو هدايا العائلة الملكية فى "بونت" من الذهب واللبان والبخور العطرى.
وعودة إلى دور المرأة وتحديداً الملكات في العلاقات الخارجية، لا نجد دليل حول هذا الدور قبل مطلع الدولة الحديثة مع كفاح أهل طيبة ضد الهكسوس، حيث لعبت الملكة تتي شيري دورًا قيادي في تحركات الشعب وسياسته وعلاقاته الخارجية كما سيأتي الحديث لاحقًا.
وإن كان احتمالية وجود دور لملكات أسبق أمر مُرجح وبشدة، خاصة في ظل وجود دور فعال للملكات منذ بداية التاريخ المصري القديم. ومن النظرة العامة لملكات الدولتين القديمة والوسطى، يتضح أنه لا يوجد من بينهن من لعبت دورًا بارزًا في شئون البلاد (الدالية على الأرجح) باستثناء نماذج قليلة سوف نستعرضها.
.................
إذا تتبعنا تطور المهن النسائية في مصر القديمة، وخاصة حتى نهاية الدولة الحديثة، وهي أهم فترات التاريخ المصري القديم، وتتبعنا التغيرات والتطورات التي حدثت في كل مهنة من خلال تحليل مناظر مقابر الأفراد، فسنجد أن:
- من أهم المواقع التي احتوت على مناظر مهن نسائية في مصر القديمة: الجيزة، وسقارة، وميدوم، ودشاشة، وزاوية الأموات، وبني حسن، والبرشا، وتل العمارنة، ومير، ودير الجبراوي، والحواويش، والهجارسة، والهمامية، والأقصر (بما فيها: شيخ عبد القرنة، والعساسيف، والخوخة، وقرنة مرعي، والدير البحري)؛ والجبلين، والمعلاَّ، والكوم الأحمر، والكاب، وقبة الهواء غرب أسوان.
- يعتبر عصر الدولة القديمة من أهم العصور التي مُثلت فيها المهن النسائية كاملة وبعدد معقول من المناظر، باستثناء مهنة الغزل والنسج فقط، والتي اختفت من المناظر على الرغم من ممارسة النساء لها في تلك الفترة.
ماكيت من الخشب يصور عمليات الخبز ويتضح ان للمراة ادوار بارزة بها.المتحف
ماكيت خشبي يصور عمليات اعداد الخبز.المتحف المصري
- ظهر في عصر الدولة الوسطى العديد من المناظر والمهن الجديدة لأول مرة، مثل عازفة الناي، ومناظر الغزل والنسج، ومناظر حصاد الكتان للنساء، بالإضافة إلى ظهور العديد من الأشكال المختلفة لطرق طحن الحبوب وأفران الخبز.
- يعتبر عصر الدولة الحديثة من أزهى العصور التي عكست رفاهية وجمال وفن وتحرر المجتمع المصري من كثير من القيود التي انعكست على الفنان المصري وطبيعة الموضوعات التي يمثلها؛ فهناك الثراء والفخامة في الملابس والمجوهرات، وطرق تصفيف الشعر المختلفة والأنيقة التي ظهرت على العازفات والراقصات وحتى الخادمات. وهناك أيضًا إحساس الحركة، والحياة المتدفقة الذي ينعكس من تلك المناظر.
سيدة تزدان بمساعدة الوصيفات اللتان يقمن بتزينها
جزء من جدارية تصورعازفات الناي والرقص الايقاعي. المتحف البريطاني
- تعتبر مهنة الرقص من أهم المهن التي مارستها المرأة منذ القدم، وحتى عصرنا الحالي؛ لأنه لا يوجد أقدر من المرأة على بعث الإحساس بالتسلية والترفيه عن قلوب الآخرين. وكان الرقص في مصر القديمة أسلوب حياة، فهو دائماً موجود في لحظات الفرح، بل والحزن أيضًا. وهناك العديد من أشكال وأنواع الرقص، على رأسها الرقص الجنائزي الذي تقوم به الراقصات أمام مائدة القرابين، أو في الطريق إلى المقبرة، أو لتسلية روح المتوفى. وهناك أيضًا الرقص الإيقاعي أو الجمباز، ومناظر السيرك التي تم تمثيلها بوضوح في مقابر "بني حسن" في عصري الانتقال الأول والدولة الوسطى.
وهناك أيضًا الرقص الدرامي، والرقص في مجموعات أو فرادى. وفى أغلب الأوقات لم يكن الراقصون (من الرجال) يمثَّلون مع الراقصات، ولكن هناك بعض الاستثناءات. وتشير نصوص الدولة القديمة إلى أن المرأة المصرية قد حصلت في ذلك العهد على العديد من الألقاب الخاصة بالإشراف في مجال الرقص.
جدارية تصور المرأة كعازفة. المتحف البريطاني
كان العزف والغناء من أكثر المهن احترامًا وتقديرًا في مصر القديمة، حيث كان يتم - في كثير من الأحيان - تمثيل أقارب المتوفى من النساء وهن يعزفن القيثارة للترفيه عنه، بعكس مهنة الرقص، حيث لم نجد تمثيلاً لزوجة ترقص لزوجها. ومن الأشياء التي تؤكد مكانة الموسيقيات هو ذكر أسمائهن في مقابر الآخرين كنوع من أنواع التكريم المفرط لهن، حيث أن هذا التكريم لم يتح في أية مهنة أخرى. ويعتبر (الهارب) من أهم الآلات التي عزفت عليها النساء، خاصة في عصري الدولتين القديمة والوسطى. ولكن بحلول عصر الدولة الحديثة عزفت المرأة على جميع الآلات الموسيقية باستثناء البوق إلي كان يُعتبر آلةً عسكرية غالبًا. ويمكن التأريخ لأزياء المرأة في مصر القديمة من أزياء الموسيقيات، حيث أنها عكست موضة الأزياء السائدة في كل فترة من فترات مصر القديمة.
- أما بالنسبة لمهنة النادبات، فهي المهنة التي كانت وربما ما زالت تمارَس في كثير من القرى في الريف المصري، وهي عملية إظهار الكثير من مظاهر الحزن والألم لوفاة شخص ما، وذلك عندما يكون هذا الشخص من غير الأقرباء أو الأحباء. ومن أهم مظاهر الندب الصراخُ والعويل، ولطم الخدود، وتلطيخ الرأس بالتراب أو الطين، وشق الملابس، والارتماء على الأرض. ولذلك فإن معظم ملابس الندابات تميل إلى اللون الرمادي أو الأزرق من أثر التراب والأوساخ، ولا يوجد غير منظرين فقط للندابات من عصر الأسرة الوسطى.
منظر النائحات. مقبرة رعموزا، الشيخ عبد القرنه. الأقصر
السيدات النائحات من مقبرة رع موزا.الشيخ عبد القرنه. الأقصر
أما في عصر الدولة الحديثة، فهناك ما يزيد عن سبعين منظرًا، وتعتبر مقبرة "رع-مس" أو: (رعموزا) في الأقصر من أهم المقابر التي تمثل هذا المنظر، ولذلك أطلق عليها اسم (مقبرة النادبات). ومن الملاحظ أنه يتم تمثيل الزوجة وهي تندب زوجها، ولا يتم العكس أبدًا، وربما يرجع هذا إلى أحد سببين، إما أن الزوج غير حزين على وفاة زوجته، ومشغول في البحث عن أخرى، إن لم يكن لديه أصلاً أخرى، أو أنه كان - في معظم الأحوال - يتوفى من قبل زوجته، فلا توجد لديه فرصة لإظهار حزنه عليها. غير أن السبب الراجح عندنا هو أن ممارسة الندب كانت في التقاليد المصرية قاصرة على النساء، ولا يمارس الرجال الندب مهما كان مبلغ حزنهم على أزواجهم أو غير أزواجهم.
- أما عن مناظر الخبز والعجن، فقد انتشرت كثيراً في عصر الدولة القديمة، بينما قلَّ عددها في عصر الدولة الوسطى، لكنها تكاد تختفي بالنسبة للنساء في عصر الدولة الحديثة. ولم تعد النساء تشاركن في عملية تصنيع "الجِعَّة" (البيرة)، خاصة في عصري الدولة الوسطى والدولة الحديثة.
سيدة راكعة تمسك وعاء لصنع الخبز، الأسرة 26. متحف فيتس ويليام
منظر لعملية التخمير. مقبرة سنت طيبة الأسرة الثانية عشر
- أما عن مناظر الغزل والنسج، فكانت صناعة نسائية في أغلب العصور المصرية القديمة، وتُعد من أهم الصناعات في مصر القديمة، خاصة بالنسبة للكتان، حيث نجد العديد من النساء وفى أيديهن المغزل المخروطي المشهور في ريفنا المصري حتى الآن. وأيضًا نجدهن أمام النول الأفقي وليس الرأسي، خاصة في عصر الدولة الوسطى، حيث أن النول الرأسي لم يظهر إلا في عصر الدولة الحديثة. ولقد أصبحت مشاركة الرجال كثيرة جدًا في هذه الفترة، إن لم يكونوا بالفعل قد حلّوا محل النساء في عصر الدولة الحديثة.
- لم تشارك المرأة في عصر الدولة القديمة في مناظر الخدمة الزراعية وأعمال الحقل إلا في أعمال الحصاد فقط؛ حيث كانت تقوم بعملية التذرية، وتحمل في يدها شوكتين لفصل البذور عن القش. أما بعد ذلك فقد كانت مشاركة المرأة في عملية حصاد الكتان وتنقيته، وتنظيف الحقل من القش، إلى غير ذلك من أعمال الزراعة.
خادمة ترجع لعصر الدولة الوسطى، ترتدي رداءًا حابكًا طويلاً مزركشًا ملونًا
كرداء سيدات الطبقة الراقية، متحف اللوﭬر. ﭘاريس
- مناظر الخدمة المنزلية من تقديم الطعام والشراب، وحمل بعض الأدوات وترتيب السرير، كلها ممثّلة على جدران مقابر الأفراد في بعض العصور. ومن الملاحظ أن الخادمات كن يعملن في خدمة سيدات في معظم الأحيان. ولقد ظهرت مصفِّفات الشعر فقط في عصر الدولة الوسطى وعصري الانتقال الأول والثاني، وكانت صاحبة هذه المهنة تتمتع بمكانة اجتماعية جيدة نتيجة لقربها من سيدتها.
سيدة تحمل بعض القرابين، مقبرة مكت رع. المتحف المصري
- هناك العديد من المهن الأخرى التي شغلتها المرأة في مصر القديمة، لكنها لم تُمثَّل عادةً على جدران المقابر، ومنها المهن الخاصة بالمرأة، مثل القابلات والمرضعات، والمربيات، تلك المهن التي تمثلها أو تشير إليها العديد من النصوص والألقاب وقطع الأوستراكا.
- وبالنسبة للقابلات والمرضعات والمربيات، فإن الإشارات التي وردت عنهن كانت من مصادر ملكية، حيث أن هناك المرضعة الملكية، والمربية الملكية، واللَّتان كانتا تعاملان كأنهما من بين أفراد الأسرة، وتفخر مَن تشغل هذه الوظيفة بذلك وتذكره في مقبرة زوجها أو ابنها. وهناك العديد من المناظر التي تمثل المرضعة وقد وضعت الملك في طفولته على حجرها، وهى ترضعه أو تداعبه، ولكن الملك يكون في كامل هيئته الملكية وملابسه الكاملة. أما عن مناظر الولادة فكلها ولادات ملكية تشارك فيها ربات مختصات بعملية الولادة، لا قابلات عاديات. وهناك لقب (المشرفة على القابلات)، مما يدل على وجود مثل هذه المهنة.
افتراضي
أعمال الحقل، والخدمة المنزلية، والبيع والشراء في الأسواق
لقد اعتادت الزوجة أن تساعد زوجها في تدبير شئون البيت، وتُعَد المرأة المصرية دعامةً رئيسية لجميع الشئون المنزلية، إذ تستيقظ في الصباح الباكر لإعداد الإفطار لزوجها وأبنائها، وينصرف الزوج وأكبر الأبناء إلى العمل، ويذهب الأبناء الصغار مع الماشية والإوز، أو تذهب الأم بهم إلى المدرسة للتعلم. وكان الرجل كثير التنقل بين عدد من الأماكن لممارسة الرعي أو الزراعة، أو أية حرفة أخرى تحقق له الرزق، بينما كان على الزوجة تنظيم بيتها، وتهيئة السعادة والرفاهية لزوجها، والعناية بتربية أبنائها. وكانت تخرج إلى الترعة المجاورة لتملأ الجرة وتغسل الملابس، وتعود إلى منزلها مُزوّدة بما يكفي من الماء لبقية اليوم، ثم تقوم بإعداد الخبز بعد طحن الحبوب وعجن الدقيق.
السوق في مصر القديمة
كما كانت المرأة المصرية القديمة تزاول مهنة الغزل والنسج، فامتلأت الورش بالنساء اللائي يجُِدنَ غزل الكتان ونسجه، فأخرجت المغازل والأنوال اليدوية نسيجًا رقيقًا يضارع أجود أنواع الحرير في الوقت الحاضر، أطلق عليه المؤرخون الإغريق اسم "نسيج الهواء"، ولا تزال بعض هذه المنسوجات موجودة تشهد بدقة صنعها وجودتها؛ وهذا ما اشتهر فيما بعد ذلك في العصر القبطي إبان حكم الرومان والبيزنطيين لمصر تحت اسم "القباطي". وقامت المرأة بصنع نوع جميل من السجاد (الحصير) الذي كان يُعلّق على جدران القصور أو يُفرش فوق أرضها، مما يدل على براعتها في هذا النوع من الفن.
وكانت المرأة كذلك تحيك الملابس لأفراد أسرتها، وتذهب إلى الأسواق لتبيع الطيور وبعض المنتجات، وتشترى بدلاً منها شتى أنواع الخضر والفاكهة والأسماك وغير ذلك. وإذا عاد الزوج في المساء تجتمع الأسرة لتناول العشاء، ثم يقضون بعض الوقت من الليل في سمر أو ألعاب بسيطة للتسلية، أو يستغرقون في تجاذب أطراف الحديث حول أمور الحياة.
جزء من جدارية تصور عملية الصيد ومساندة المرأة للرجل في كل مجالات الحياة العملية. المتحف البريطاني
وتمدنا مناظر المقابر وقصص الأدب المصري القديم بالعديد من المعلومات التي نتبين منها أن الزوجة كانت ترافق زوجها وأبناءها في رحلات الصيد، وينظر الجميع إلى الأب بإعجاب وهو يصطاد الطيور البرية، بينما يجوبون المستنقعات بالقوارب الخفيفة، ويقضون رحلة ممتعة يعودون بعدها إلى منزلهم وهم يحملون زادهم من الصيد في مرح وسرور.
ولقد وصلت المرأة المصرية القديمة إلى مركز مرموق في الدولة، فهناك نصب تذكاري خاص بالسيدة "بيسيشت" (من عصر الدولة القديمة) يبيّن أنها كانت (رئيسة للأطباء)، وهي الوحيدة المعروفة من مصر القديمة التي تحمل هذا اللقب الذي يُلقي الضوء على تطور مكانة المرأة في ذلك العصر.
أخيرًا وليس آخرًا تظل أهم المسئوليات التي مارستها المرأة في مصر القديمة والحديثة وفى جميع أنحاء العالم هي (الأمومة)، إذ لا ينافسها ولا يستطيع أن ينافسها أحد في العطاء والحنان والتحمل والصبر والحب لأبنائها. وهناك العديد من المناظر المعبرة التي تمثل الأمومة في مصر القديمة، مثل المرأة التي ترضع طفلها وهي جالسة أمام الفرن تصنع الخبز في نفس الوقت، على نحو ما ورد في مقبرة (الأخوين) في "سقارة" من عصر الأسرة الخامسة)؛ ووهناك منظر لامرأة وُقِّعت عليها عقوبة الضرب وهى تحتضن رضيعها بين يديها، على نحو ما وجدنا في مقبرة "باقت الثالث" في جبانة "بني حسن" من عصر الأسرة العاشرة؛ وهناك منظر لفلاحة تجمع التين وهي تجلس تحت الشجرة تحتضن طفلها أثناء العمل؛ وكل هذه المناظر تمثل أعظم وأجلَّ عملٍ للمرأة المصرية عبر العصور دائمًا وأبدًا.
ألقاب المرأة ذات البعد الحرفي في مصر القديمة
إميت - ر سخم إيب نب ان نسو: المشرفة على كل متع الملك.
إمـيـ(ت)- ر إبـاو(ت) ان نسو: المشرفة على راقصات الملك.
شغلت الوظيفتين المذكورتين سيدة من الدولة القديمة تدعى "نفـرس رس".
نبت شفت (شفيت): صاحبة العظمة (ذات الجاه).
اتخذت هذا اللقب "سات إﭖ"
سـﭽاتت: رئيسـة الخزانـة.
اتخذت هذا اللقب السيدة "ثات"إحدى زوجات "خنوم حتـﭗ" حاكم الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر العليا في عهد "سنوسرت الثاني".
وعرتيت: المشـرفة، الملاحظة؟
شغلت هذه الوظيفة بعض السيدات من الدولة الوسطى.
سشيت: الكاتبـة.
كانت مجالات الثقافة والتعليم في مصر القديمة من شأن الذكور أساسًا دون الإناث، إلا أن ذلك لا يعني أنهن جميعًا لم ينلن قسطًا من التعليم، إذ لا يعقل أن الملكات اللائي لعبن دورًا كبيرًا في مختلف المجالات قد كنَّ جاهلات، وكذلك الحال بالنسبة للكاهنات اللائي كان لهن دور كبير في الديانة.
حـسـت: الـمُغنِّيـة.
تختلف وظيفة المغنية "حست" عن وظيفة المغنية "شمعيت"، إذ أن صاحبتها كانت تقوم بالغناء في الحفلات العائلية والأماكن العامة، بينما كانت "شمعيت" بمثابة كاهنة تقوم بالغناء للأرباب والربّات في المعابد.