ملحمة الشام
{ وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ
لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }
مـــرّ رجل على قصر الحجاج بن يوسف الثقفي
فرأى رجلاً مصلوباً قد عُذب عذاباً شديداً
فرفع بصره إلى السماء وقال :
يا رب حلمك على الظالم أضــرّ بالمظلوم
وأشار بيده إلى الرجل المصلوب
ثم ذهب هذا الرجل إلى بيته فنام
فرأى في المنام هاتفاً يقول له
حلمي على الظالم جعل المظلوم في علـــيين !!!
الله أكبر.. الآن هذا الرجل المصلوب في عليين
وقد يغمس غمسة في الجنة فيقال له :
هل مرّ بك بؤس قط ؟ فيقول : لا يا رب فينسى العذاب وينسى الظلم !
إذا تقرر هذا فلا يحزن كل مظلوم
ولا ييأس من رحمة الله
فإن لله الحكمة البالغة في قضائه وقدره
وليعلم أن الله بهذا الظلم الذي وقع عليه
قد رحمه
ورفع منزلته في الجنة وأعلى قدره
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
فإن صبر ساعات وأيام وسنين
قليلة مهما طالت في هذه الدنيا على الظلم
يعقبه جنة عرضها السموات والأرض
فلعل لنا في ذلك عزاء !!
يا شام هل يحجز الأشواق قضبان؟ 0000 أم يحجب الطيف أسوار وجدران
قد استوينا فكـل رهـن محبسـه 0000 للظلم من حولـه سوط وسجان
لنـا إذا هبت الأنسـام لاعجـة 0000 من حرقة الوجد فالأكباد نيران
يغشى الأسى ناظرينا كلما ومضت 0000 في الأفق بارقة تخبو وتزدان
إذا تـألق فـي عليـائهـا أمـلٌ 0000 هوى إليه هوىً وانساب ألحان
لا عتب أن فـرقتنا للنوى سبـل 0000 فالدهر ذو دولة والوصل ميان
وهـكـذا تنضب الأرواح نازفـة 0000 بكل جرح مرارات وأشطان
لـم يبق إلا صبـابـات نجاذبهـا 0000 لا ترتوي فالجوى باليأس حران
نباكر الغَمَّ في الإصبـاح متقـداً 0000 وفي العشية آهات وأشجان
تطير أرواحنا شوقاً ولـو قـدرت 0000 طارت إليكم مع الأرواح أبدان
أنتم ندامى الهوى ما للهوى بـدل 0000 منكم إذا سامر المشتاق ندمان
لسنا من الحب في شيء لو انصرفت 0000 عنكم صبابتنا أو ضل وجدان
نسلـو الحياة ولا نسلو تذكركـم 0000 وهل تداوى بغير الذكر ولهان
وحسبكم أنكم في القلب مسكنكم 0000 حيث الأسى راتع واليأس حيران
عـسى تراسـلُ أشـواقٍ يعللنـا 0000 وربما خفتت بالشوق أحزان
أواصر الحب كـلُّ الحب تجمعنـا 0000 رغم القيود أما قد قال حسان :
إما سألت فإنـا معشـر نـجب 0000 الأزد نسبتنا والماء غسان
وكل ناعورة بـالشام نـادبـة 0000 عهد الوصال فهل للهيض جبران
* * *
الله أكبـر! هـذا الظلـم فرقنـا 0000وللمقادير إيلاف وإظعان
كأنه لـم يكن بالـمرج مرتعنـا0000 ولم يكن في ربى جيرون جيران
ولم يكن في الثغور الغر مرصدنـا0000 وفي المضائق حراس وسكان
وفي السواحـل نيـران وأربطـة0000 وفي الجزيرة أحباب وإخوان
وفي المـدائـن أنسـاب مؤلفـة0000 وفي العشائر أصهار وأختان
وأعذب الحب ما كـانت موارده 0000بـالقدس ، أواه هل للقدس نسيان
* * *
يا شام يا معقل الإسلام ما ركضت0000 بلق الخيول ومد الظل أفنان
إذا تضاءل هـذا الحب عن بلـد 0000 ففي مرابعكم فيء وأكنان
تالله ما الغوطة الغناء منيتنا 0000 وفي مسارحها للحسن غزلان
ولا رسـوم لأجداد بسـاحتكـم 0000 إذ كان يملكها أزد وزهران
ولا صبا بردى يسبي مشاعرنـا 0000 لكنما حبكم دين وإيمان
لتكملة القصيدة
http://www.4shared.com/video/ikzXkZnQ/__online.html