الضريبة في مصر القديمة

الضريبة في مصر القديمة

النظام الضرائبي في مصر القديمة

الضريبة في مصر القديمة هى مساهمة تفرضها الدولة على رعاياها ولها طبيعة محددة يؤدونها لها ويجب ان يكون واضحا ان اية توريدات يؤديها الافراد او المؤسسات مثل المعابد كايجار الارض لا تعتبر ضرائب وايضا التوريدات التى يرودها الافراد الذين يعملون فى الاراضي الى ملاك هذه الاراضي او المعابد لا يطلق عليها ضرائب.

وقد ربط الباحثون بداية ظهور الضريبة منذ بداية الاسرات بحدثين هامين ارخت بهما السنوات على حجر بالرمو الاوةل يشار اليه باصطلاح smw والثاني يطلق عليه tnwta التعداد او الاحصاء ..
وقد كان هناك ترادف بيبن هذين التعبيرين على هذا الحجر ولذلك فان التعداد العام لثروات البلاد المختلفة عرف على هذا الحجر منذ ظهور smsw hr وليس فقط مع تعبير tnwta الذي ظهر في عهد الملك نى نثر وانه عندما توقفت الاشارة التى تعبر smsw hr على حجر بالرمو فانه قد حل كلمة تعتبر tnwt التعداد الذي كان يقوم به هؤلاء smsw hr اى رجال البلاط المصاحبون للملك الحورى.

كان التعداد في بدايته خاصا بثروات البلاد من الذهب والحقول بغرض حصرها والاستفادة منها وربما تقدير الضرائب عليها ولم يشمل الماشية واول اشارة لتعداد الماشية وردت في نص من مقبرة شخص يدعى "نى كاروع" من عهد الملك خفرع وعبر عن التعداد فيها بكلمة ipt ، اما اول ذكر لتعداد الماشية باستخدام tnwt على حجر بالرمو فقد ورد فى عهد الملك اوسر كاف، وكان اتلعداد الثالث للماشية ثم اصبحت بعد ذلك تستعمل كلمة tnwt فقد للتعبير عن تعداد الماشية .

وكانت هناك ضريبة على الوظائف والمهن المختلفة وكانت تسمى ضريبة s3yt وتمنع بالاعفاء مناه الكتبة ويعتبر هذا الاعفاء امتيازا خاصا بوظيفتهم خاصة وان لها علاقة مباشرة بموارد الدخل المختلفة حتى لا تمتد اليها ايديهم ليعوضوا ما دفعوه من ضريبة ،وكذلك القضاة "اعضاء kmbt " وذلك حتى لا تتاثر نزاهتهم فيعوضوا ما دفعوه عن طريق اخد رشاو لاصدار احكام مزورة لصالح احد الفريقين، وبالنسة للرسوم الجمركية فقد وردت اشارة واحدة الى انه كان يؤخذ رسم من السفن لصالح تموين الماونىء الداخلية وذلك في عصر الاسرة 19 ، وكذلك وردت اشارة واحدة الى انه كانت تؤخذ رسوم جمركية على السفن المارة التى تحمل هائدا او تجارة كوش وذلك لتمويل قلعة بعيدة في منطقة نروى لتموينها.

وعلى هذا فقد كانت كل فئات الشعب من موظفين وتجار وصغار مستخدمين يدفعون الضرائب المفروضة عليهم فيما عدا الكتبة والقضاة ..اما العسكريون فلم يتمتعوا بالاعفاء من دفع الضرائب عن ممتلكاتهم او عن وظيفتهم ،ولكن يبدو ان رمسيس الثاني قد اعفاهم من اداء الخدمات الاجبارية ، هذا وقد اعفيت املاك المعابد من اداء الضرائب وفي بعض الاحيان اعفى العاملون فيها من اداء الضرائب وكذلك من اداء الخدامت الاجبارية وذلك بناء على مرسوم يصدر عن الملك.
وكانت تؤدى الخدمات الاجبارية لصالح القصر الملكى والمعابد وربما اعفى منها كبار موظفى الدولة او كانوا يدفعون قيمة مادية بدلا من ادائها ،وربما عملية الدفع هذه هى التى تصورها القائمة المصورة في مقبرة " رخمى رع" عندما صور كبار الموظفين وهم يدفعون ipw لرخمى رع ،حيث انها ليست ضرائب او ثمنا لشراء الوظائف.

كانت الشكاوى او التظلمات من الضرائب قليلة وكانت تعرض على المحكمة " kmbt" او ترسل الشكوى للوزير راسا ولم توجد نصوص تعرض العقوبات المفروضة على التهرب من دفع الضرائب.
وقد كان الدخل من الضرائب في مصر القديمة قليللا وليس بالحكم الكبير الذي تصوره البعض لان اعتماد المعابد والقصر الملكى الاكبر كان على دخلهم من املاكهم التى كانت كثيرة جدا بالمقارنة الى دخلهم من الضرائب.

المجلد العاشر
علم الاثار
محرر
د/ عبد الحليم نور الدين